بسم الله الرحمن الرحيم
الطفـــولة البريــئة !!
حلم البراعم لهو ولعب وتراكض فوق جنات الوهم البرئ .. والمهد وسادة تقبل التلاقي والتصافي بصفحة القلوب النقية البيضاء .. ووشاح البراءة تؤمن النوم في كنف ملك الأحلام .. وأضغاث الصغار أحلام تدور أحداثها في جنات تماثل الفردوس .. والملك يقبل وجنات صغيرة طاهرة تماثل درر الآلي تلك التي أخذت من أصداف بحر محروس .. سطور من نقاء السريرة ترحل فوق صفحات الجليد بنقاء الصباح .. وأسوار تحاط وتمنع نقاط السواد .. وحرس يراقب الشط فلا دخلاء من أصحاب النيات .. وتلك الساحة مهد لروح وريحان وأنفاس لعبير المسك والكافور .. وترى تلك الأجفان الصغيرة في نومها رياضاً خضراء .. تدور في أفلاكها بنات جن صغيرة بأجنحة مثنى وثلاث ورباع .. وزمر من عصافير الجنة التي تلونت بألوان زاهية تروح وتغدوا فوق براعم من زمرد وعقيق وأخرى تفقد الأسماء .. شطحات من الجمال تجلب الراحة للصغار .. وليس هناك في أحلامهم ما يكدر الأجواء .. ترتحل جماعات من الألوان أسراباً وكل سرب يصر على نفس الوشاح .. والأنغام التي ترد لتلك الآذان الصغيرة البريئة ليست لها أوزان في دنيا الواقع والألحان .. فهي ألحان تموت بموت الطفولة .. ولا تكون بعد ذلك في عالم الأحزان .. هي لحظات عالية النقاء وخالية من البغضاء .. ولكنها تتبع السنة في الأجل والانتهاء .. وفي ذات يوم تكون مرحلة النماء .. حيث العثرات وحيث تكون كثرة الأخطاء .. وقد يرحل الحراس عن الشط والساحة تكون مطية الدخلاء .. ونرى السواد يلون السطور البيضاء فوق صفحة الجليد .. وتبدأ الشائبة في الظهور .. هناك تبدأ الآلام .. وتموت الأحلام .. ثم مراحل الحرب والسلام .
ـــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
ساحة النقاش