بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

بــرق مــن الذكـريات   !!!

 

    تلك ومضات تطل فجأة من الماضي التليد .. تنقشع كالبرق ثم تتلاشى عن شاشة التحديد .. فيدخل القلب في حيرة ويسأل الذات عن السر في عودة الأناشيد والأغاريد .. ما الذي جرى لفتح ذلك الجرح من جديـد ؟! .. أهـي نسمة مرت أم عبـق من الماضي قد أخطأ الطريق ؟! .. كنا قد نسينا وتناسينا تلكم اللحظات في العهد البعيـد .. واكتفينا بالهروب حين عجز القلب عن الصبر وعن سويعات التنهيد .. وتلك صراعات الأنيـن كانت تلاحقنا دوماَ بالويلات والتنديـد .. ما الذي جرى لتجتاحنا تلك الذكريات من جديد ؟!! .. هل هي لمحة مرت في الخيـال أم هو ذلك الشبه الشديد ؟.. والقلب يدرك جيداً أن للشبـه أربعين !.. أم هي لحظة اشترك فيها الحاضر مع الماضي البعيد ؟.. أم هو ذلك الطيب والعطـر والقلب يدرك أن للماضي عطـر فريـد ؟.. كنـا قـد نسينـا واكتفينا لأن ذلك الماضي فيه الهلاك المميت .. فلا نملك الدمعات فقد زرفنـاها منذ عهد بعيـد .. ولا نملك القول من الشعر وقد نضبت حروف الشعر لما نثرناها ولم تجـد المجيب .. والقلب يسأل نفسه ويجيب .. ما الذي جرى لفتح مكنونـات السنيـن .. كانت باقية في مكان آمن يعرف القلب أنه سر دفين .. تحاط به حجب الدثار في عمق عميق .. أهـي خاطرة من أناس قـد فقدناهم من سنين ؟.. فأخذتها نسمة عابرة لتنشرها من جديد ؟.. أم هي لحظة من الماضي تعاودها الذكريات بالأشواق والحنين !؟ .. لا يظن القلـب ذلك !.. فيسأل من جديـد .. قد يريد الماضي أن نعـاود مشاوير الأنيـن .. وتلك إن صدق القلب كارثة وطعـن في الوريـد .. حيث تبتعد الأقدام هرباً من قيود الماضي والكمين .. في حين يقترب القلب شوقاَ لأيام الضنين !!.. وتلك محنة عاشق فقد الزمان كما فقد السنين .. فيا ليت ذلك الطيف يغيب عن الخيال ثم يخمد ويستكين .. ولا يعاود الإطلالة كالهلال من حين لحيـن .

 

ـــــ
          الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

 

 

 

 

 

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 20/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
6 تصويتات / 226 مشاهدة
نشرت فى 4 إبريل 2011 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

lioe

روعة ماهذا بحق السماء الموضوع يشرح الصدر و يشعرك باحساس غريب أشكرك كثيرا

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

765,687