بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الخواطـر البريئــة   !!

 

تواردت الخواطر والتقت في ساحة الخيال .. كان في يوم من الأيام وكانت .. وتلك إضاءة عميقة في نهاية الأفق تشير لذاك الزمان .. في مرحلة فيها البراءة ونبرة الطفولة كانا يمرحان .. وقلوب صغيرة كانت صافية لا ترى إلا مواضع العفة .. وإذا التقت اليد بيد كانت أنامل تحضن بعضها ونواياها لا تبتعد أكثر من النقاء ومن الصفاء .. ولكن في غفلة من البراءة أخذ منها قبلة سريعة لماحة .. وصغيرة بريئة تفاجأت ولكن تجاهلت .. أما هو فقد تحير ثم سأل قلبه لماذا فعلت .. فضحك القلب ثم قال تلك خطوة أولى في مشوار قد يكون .. ثم مرت الأيام .. والأجساد تكبر ولكن المسافات تبتعد بينهما رويداً في حياء .. وحتى إذا بلغت الأعمار الأعشار تباعدت الأبدان وضاقت لحظات اللقاء .. ثم توقفت تلك اللحظات .. قد يراها صدفة في طريق ..  ولكن دائماً هناك حواجز العادات والعقيدة والأخلاق .. وقد يشير لها بتحية وقد ترد له باستحياء .. وكأنهما لا يعرفان البعض ..  وكأن لم تكن لهما لحظات طفولة في يوم من الأيام .. ثم سأله القلب يوماً عندما عرف معنى أن يكون وأن تكون .. وذكره القلب بتلك القبلة التي كانت في يوم الطفولة  .. فسرت في جسده طائفة من الشعور العجيب وأحس لأول مرة بحلاوة تلك القبلة .. وقال في نفسه يا ليتها دامت وتكررت .. وضحك القلب وقال له تلك أمنيات لا تكون إلا بخطوات .. كانت تلك القبل  متاحة لك من قبل في محراب الطفولة وأبوابها غير مغلقة ..  ولكن كان قلبك تحرسه ملائكة البراءة فلا ترى غير عفة ونقاء .. أما اليوم فقد رحلت تلك الملائكة وأحلت محلها  جوقة الأخلاق والعادات .. وأنت كل خطوة منك محسوب ومراقب .. وهي قد ألقت تلك القبلة في سلة المهملات في يوم من الأيام ..  ولكنها في لحظة بعد تحية منه تذكرت فجأة .. وأسرعت إلى ركن السلة تتذكر اللحظة ثم تتعجب .. كيف فاتها الأمر .. وتلك قبلة كتحية بغير رد .. فيا ليتها ردت التحية في حينها .. ومرت أمامها الخواطر .. ذلك الطفل الوسيم كان يمرح معها في يوم من الأيام .. فكيف مرت الأيام هباءً فقط في لعب ولهو .. وأين كان قلبها .. فضحك قلبها وقال لها كنت حاضراً ولكن في حضرة العفة والبراءة .. وأنت يا بريئة ويا عفيفة اليوم غير طفلة ولكن المسار فيه الحساب والعقاب .. ومجرد الكلام محظور فكيف برد قبله من قديم الزمان .. وقد يريد صاحبك أن تردي له الدين مع الفوائد ..  ولكن حتى رد الدين بدون فوائد فيه الهلاك .. فابتعدي من محارم الشبهات وتجلدي .. وتلك نصيحة أخذت بها وتناست .. ولكن في مشقة وعناء  .. ولكن هل هو استطاع أن يتناسى .. ذلك أمر قد يستحيل في عرف الفتى . ونفسه تناديه وترغب ..  ولكن كل ذلك في النهاية مجرد خواطر لنفوس بريئة  . 

ــــــــــــــــ

الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد    

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 262 مشاهدة
نشرت فى 4 إبريل 2011 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

778,468