بناء الإنسان لبناء الأوطان
طالعتنا الأخبار ووسائل التواصل الاجتماعي لصورة تدعو للحسرة والحزن
فقد قام بعض طلاب إحدى المدارس الإعدادية بأعمال تخريبية لأثاث فصلهم الدراسي والعبث بمحتوياته وذلك بعد أداء الاختبار الذى كان مقررًا ذلك اليوم
ومما يأسي له المرء أن يصدر ذلك السلوك عن أطفال هم فى عمر الزهور ويفترض فيهم الطهر والبراءة ولا يدل ذلك إلا على غياب روح الانتماء لدى هؤلاء الطلاب سواء لمدرستهم أو لوطنهم
ويشير ذلك أيضًا إلى ظهور مستجدات أخلاقية أصابت شخصية المجتمع فى عصرنا الحالى وبالطبع يسهل علينا معرفة أسباب ذلك وهو بلا شك غياب القدوة والمثل وغياب التوعية من مصدرها الأول وهو المعلم
فلم يعد هناك متسعًا من الوقت يسمح للمعلم المشاركة فى تهذيب أخلاق طلابه وارشادهم لمكارم الأخلاق كما كان يحدث أيام الزمن الجميل، فمن المؤكد أن ما تعلمناه من أساتذتنا فى سنوات عمرنا الأولى؛ ما زال محفورًا فى ذاكرتنا جميعًا، ولا يغيب عنا تأثرنا بما علمنا إياه معلمونا وتمسكنا الشديد به ولا غرابة فى ذلك فقد كنا نقضى أكثر أوقاتنا داخل فصولنا المدرسية متأثرين بكل ما يرشدنا إليه المعلم والسؤال الآن كيف سنحمى هذا الجيل من سيطرة أفكار العنف والتخريب؟
كيف سنرفع وعى الأبناء لنعيد إليهم الشعور بالانتماء ؟
اعتقد أننا لن نتمكن من ذلك إلا بالتعاون ما بين الأسرة والمعلم على أن يعود دور المعلم التوعوي كما كان من ذى قبل، لذا أقترح فكرة حصص بلا مناهج، وفيها يتم تخصيص وقتًا محددًا فى الجدول المدرسي الأسبوعى؛ تُتاح فيها للطلاب حرية التعبير عن أفكارهم وأن يدور خلالها حوار مشترك بين المعلم والطلاب هدفه رفع الوعى وترسيخ مفاهيم المواطنة والهوية
وأن يكون شعارها
بناء الإنسان لبناء الأوطان