"الحياة ليست مكتب تنسيق"
✓ تتكرر هذه الأحداث فى مثل هذا الوقت من كل عام تزامنًا مع إعلان نتائج الثانوية العامة، فتسود البيوت المصرية حالات من الترقب والتوتر وتخفق القلوب مع صدور أية مؤشرات لمكتب التنسيق وقد تتحطم أحلام الكثيرين وكأن عقارب الوقت قد توقفت خاصة الآباء والأمهات الذين تعلقت آمالهم بمجموع درجات أبنائهم فى هذه المرحلة والتى يسميها البعض السنة المصيرية، وما يدعو للدهشة، هو حرص الأهل على التحاق أبنائهم باحدى كليات القمة دون غيرها ذلك المصطلح السخيف الذى اكتسبته هذه الكليات نتيجة تفكير عقيم سيطر على العقول منذ زمن بعيد فحصر التفوق على الالتحاق بهذه الكليات دون غيرها ودون اعتبار لميول واهتمامات الطلاب المختلفة وصارت الوجاهة الاجتماعية فى أن تكون طبيبًا أو مهندسًا ونسي هؤلاء أن أكثر قادة الأمم ممن صنعوا مصائر الشعوب هم خريجو كليات أدبية ولا نعدها فى عصرنا هذا من القمة
وقد يواجهنا سؤال مهم؛ ماذا لو صار الخريجون جميعهم أطباء ومهندسين وصيادلة؟
فأين صاحب الحرفة الماهر المتقن لعمله؟
فأنت عندما تحتاج لأحدهم لإصلاح عطبٍ ما أو خلل فى الشؤون المنزلية فقد تقضى الوقت باحثًا بجدية عمن يقوم بهذا الأمر بكفاءة حتى أنك قد تخلع عليه لقب الأستاذية امتنانًا لمهارته
فى أداء عمله واعترافًا بكفائته
وكذلك متى سنجد الكاتب والمفكر و صاحب الرأى ؟
وأين الأديب المؤثر فى ثقافة المجتمع؟
وأين الاقتصادى البارع؟
وقد يمتد الأمر لحرص بعض العائلات على مصاهرة من كان طبيبًا أو مهندسًا استكمالًا للوضع الاجتماعى المرغوب حتى وصل الأمر بهم إلى إجبار الأبناء على الالتحاق بكليات لا يميلون إليها ولا يرغبون فيها فقط لمجرد حصولهم على مجموع عالٍ فى الثانوية العامة، وهى بلا شك ثقافة بالية آن لها أن تندثر ووجب علينا أن ندرك
أن الحياة ليست مكتب تنسيق