لجأ بعض الشباب وأكثرهم من الفتيات إلى هذه الفكرة، وهى استخدام سياراتهم لإعداد المشروبات الساخنة وكذلك أنواع القهوة المختلفة، ولا شك أن القهوة هى مطلب الكثيرين ممن يجوبون الشوارع صباحًا ومساًء، فالآن لا تخلو أى منطقة تقريبًا من عربات القهوة فتراها على أكثر من ناصية فى شوارع القاهرة ، وخاصة أماكن التجمعات وكذلك أمام المراكز التجارية الكبرى ( المولات) وبالطبع تلقى هذه الفكرة رواجًا من عشاق القهوة حين لا يكون الوقت متاحًا لديهم للذهاب إلى المقاهى لتناولها فالأمر لن يتعدى ثمن ضئيل لفنجان قهوة تم إعداده فى دقائق
ولا نملك إلا تشجيع هؤلاء الشباب، فما لجأوا إليه أفضل كثيرًا من تكفف الآخرين أو الجلوس طيلة اليوم على المقاهى انتظارًا لفرصة عمل تهبط عليهم من السماء أو الانغماس فى ممارسات لا أخلاقية كالدخول فى مشروعات وهمية والاحتيال على الناس
لكننا لن نستبعد تعرض هؤلاء الشباب فى بعض الأيام للحملات الرقابية
التى يقوم بها مسئولى الأحياء المختلفة فتتم مصادرة العربة كما حدث مع إحدى الفتيات، أو مصادرة مصدر الطاقة المستخدم فى إعداد القهوة
كما أخبرتنى فتاة أخرى تصادف مرورى بها وكانت تقف أمام سيارتها على أحد جوانب الطرق الدائرية بالقاهرة ولما تجاذبنا أطراف الحديث أخبرتنى أنها تعمل لحساب إحدى السيدات التى تملك هذه السيارة وتقوم هى بإدارتها يوميًا وأنها قبلت بهذا لأنها لا تجد فرصة عمل
وهنا ينبغى النظر فى تقنين أوضاع هذه العربات ووضعها فى الإطار السليم غير المخالف، فيمكن أن ينضم لسلسلة الجهود التى تقوم بها مبادرة حياة كريمة، فلا أستبعد أن تتولى الجهات
المسؤولة هذا الأمر على غرار ما تم مع عربات الطعام والتى كانت منتشرة منذ سنوات فتم تخصيص أماكن لها مثل شارع مصر بمنطقة مساكن شيراتون، ولأن القهوة كمشروب يختلف فى طبيعته عن الطعام فيمكن إنشاء وترخيص أكشاك ذات مساحات صغيرة لهؤلاء الشباب مع ضمان حصولهم على مصادر الطاقة سواء غاز أو كهرباء بطريقة شرعية وفى إطار آمن لضمان سلامتهم وسلامة روادهم، وفى هذا تشجيع من الدولة وتأكيد لدورها تجاه شبابها
الذى يستحق الوقوف بجانبه ومعاونته
د نورا صادق