يعد مفهوم التأخرالدراسى" under Acheivement "من المفاهيم المرتبطه إرتباطاً مباشراً بالذكاء المتدنى ، كما يعد من المفاهيم التى تتميز بالعموميه والشمول ، بمعنى أن الطالب أو التلميذ المتأخر دراسياً هو الذي يعجز عن مسايرة زملائه فى المدرسه لأى سبب من أسباب العجز ، فقد تكون (عقليه – إجتماعيه - نفسيه ) ، كما أن إنخفاض نسبة الذكاء عن المتوسط من الأسباب الرئيسيه للتأخر الدراسى .
إن ظاهرة التأخر الدراسى تمثل مشكله خطيره تواجه فئه كبيره من الطلاب مما يساهم فى إعاقة نموهم الفكرى والعقلى النمو السليم ، مما يجعلهم أكثر عرضه للإنحرافات السلوكيه والفكريه الخطيره التى تهدد أمن وسلامة المجتمع الذى يعيش فيه الفرد ، كما أنها تمثل بدايه لحدوث مشكلات وظواهر أخرى أكثر خطوره مثل التسرب من المدرسه والإنسياق فى التيارات الإنحرافيه ، فقد لوحظ فى حالات جرائم الأحداث العديده ، والتي كان الأحداث فيها من تلاميذ المدارس أنهم كانوا متأخرين دراسياً ، وكان هولاء ينظمون أنفسهم فى شكل عصابات للسرقه ، والتأخر الدراسى قد يكون نسبياً فى حدوث مشكلات أخرى ، وقد يكون نتيجة لها كحالات الهروب من المدرسه ، والشرود الذهني والعدوان ، والإنحرا فات السلوكيه والتدخين ، السرقه ، الإدمان ، والزواج المبكر............. الخ
وتؤكد الأطر النظريه على أن التأخر الدراسى يمكن أن يكون شائعاً فى أغلب المستويات الإجتماعية والإقتصادية ، وبناءاً على ذلك فإنه لا يعول كثيراً على إرتفاع المستوى الإقتصادى الإجتماعى كعامل محدد للتقليل من هذه الظاهره ، هذا فضلاً عن إتساع مدى العوامل الديموجرافيه المرتبطه والمسئوله عن هذه الظاهره .
ويعد إنخفاض المستوى التحصيلى للطلاب ظاهره سلبيه ولها أثار خطيره تتمثل فى حدوث فاقد تعليمي ومادي نظراً لعدم الإعداد والتأهيل الجيد للطلاب ، حيث إن هؤلاء الطلاب سيبقون فى أماكنهم نظراً لعدم إنتهائهم من تعليمهم ، وبالتالي سوف يكونون عبئاً لا يستهان به على الأسره وعلى المدرسه ، بل على المجتمع ككل ، ويعنى إنخفاض المعدلات التراكميه للطلاب وتدنيها أن يقضى الطلاب فتره زمنيه أطول فى دراستهم مقارنه بالطلاب الذين ترتفع معدلاتهم التراكميه ، وتؤدي مثل هذه الحالات إلى زياده الإنفاق ، مما يضيع معها فرص الإستفاده من التعلم كقناه إستثماريه ، وقد يتسبب تدنى المعدل التراكمي فى فصل التلميذ من دراسته ، مما يصيبه بحالة إحباط ، ويترتب على ذلك ضياع وتعطيل طاقات بشريه كان من الممكن أن تسهم فى نمو وتطور المجتمع .
إن غياب الرغبه فى التفوق يولد التأخر ، والتأخر يولد الإحباط ، والإحباط يؤدى إلى العزله ، والعزله تقتل الرغبه فى التفوق ، ومن ثم إعداد جيلاً منحرفاً بعيداً عن الإنتماء والولاء ، لذلك لابد أن نبدأ بجيل جديد نزرع فيه كل عناصر الإنتماء والتفوق والزهو بمصر فى كافة مراحل حضارتها وزهوها وقوتها ونشحنه بالرغبه الملحه فى السبق والتقدم ثم نمده بكل وسائل تنمية الإبداع وإطلاق طاقات الإبتكار .
وهكذا فإن ظاهرة التأخر الدراسى تعد ظاهره إجتماعيه واسعة الانتشار لاتقتصر على مجتمع أوفئه أوأسره معينه من الناس ، بل إنه يمكن أن يشمل الكل الإنسانى فكراً ووجداناً وسلوكاً فى كثير من الأوقات ولكن بدرجات متفاوته ، فالتلميذ المتأخر دراسياً ، يكون عبئاً على مدرسيه وأسرته ومن ثم تكون أسرته أكثر قلقاً وتوتراً ، بالإضافه إلى ما ينتج عن هذا التأخر من سلوك منحرف وفكر خاطىء وعاطفه غير ناضجه ، تحمل فى باطنها مستقبلاً غير مستقر ، لكل من الفرد وأسرته ومن ثم مجتمعه ، إن لم يتم الإهتمام بوضع برامج إرشاديه تحد من إنتشار هذه الظاهره والإهتمام بتطبيقها ، بالإضافه إلى وصف وتعديل سلوك الأفراد الأقل تكيفاً .
إن مشكلة التأخر الدراسى من أهم المشكلات التى تعوق العمليه التعليميه فى مجتمعنا ، وذلك لأنها تمثل فاقد الإستثمار التعليمى وإهدار لجميع الطاقات والإمكانيات التى خصصت لتعليم الطلاب لتغيير سلوكهم ، حيث إن سلوك الإنسان متغير متطور ، وحتى سلوك الفرد الواحد فكثيراً مايشتمله التغير من وقت لأخر ، ويعتبر التأخر الدراسى من المشكلات التربويه والتعليميه الهامه والتى تحتل مكانه واضحه عند المشتغلين بالتربيه والتعليم فى جميع أنحاء العالم ، فهي مشكله تؤرق الأباء والمعلمين ورجال التربيه ، فالأباء ينزعجون عندما يرون أبناءهم يحالفهم الفشل الدراسى ، وتعانى إدارة المدرسه من فئة المتأخرين دراسياً ، وذلك لأنهم يعرقلون سير العمليه التعليميه ويعرقلون عملية التقدم العلمى .
وعادةً ما يصاحب هذه الظاهره العديد من المتغيرات ، فهي تتطلب إنفاقات وأموال طائله فى مراحل التعليم المختلفه ، هذا بالإضافه إلى الجهود الضائعه التى تبذلها المدارس فى تعليم هذه الفئه ، وفى ضوء ما تقدم فإن التصدى لهذه الظاهره وعلاجها ، والوقايه من إنتشارها مطلب أساسي ومهم لكل من الأباء والأبناء نتيجةً لما يواجهونه من ضغوط وإضطرابات تعكر صفاء معيشتهم ، ومن ثم بات من الضروى التصدى لهذه المشكله تشخيصاً وعلاجاً ، ومن خلال ذلك سيتم عرض ظاهرة التأخر الدراسى من حيث المفهوم والتصنيف راجياً من الله سبحانة وتعالى الاستفادة .
مفهوم التأخر الدراسى :
إن مفهوم التأخر الدراسى من المفاهيم التى تتميز بالعموميه والشمول ، بمعنى أن الطالب أو التلميذ المتأخر دراسياً هو الذي يعجز عن مسايرة زملائه فى المدرسه لأي سبب من أسباب العجز ، فقد تكون ( عقليه ، إجتماعيه ، نفسيه ) وبناءاً على ذلك فقد استخدمت العديد من المصطلحات التى تعبر عن معنى التأخر الدراسى ومن هذه المصطلحات المتأخرون تحصيلياً Back Wardness ، التأخر المدرسي "Scholastic Retardation" ، وبطيء التعلم "Slow learners" ، التأخر التعليمي Educational "Retardation" ، ومتدني التحصيل "Low Attainnent" .
والمتأخر دراسياً أو بطيء التعلم Slow Learners نعنى به الطفل الذي يجد صعوبات فى المناهج الدراسيه ، وذلك بسبب ضعف بسيط فى ذكائه أو عدم قدرته على التعلم بالأسلوب العادي الذي يتعلم به زملائه .
وينظر للطلاب المتأخرين دراسياً على أنهم الطلاب الذين حصلوا على مجموع درجات أقل من 50% للمجموع الكلى فى الإمتحان النهائي ، مما يؤدى إلى رسوبهم فى بعض المواد أو جميعها وعجزهم عن مسايرة زملائهم فى الدراسه .
وهناك من يعرفه بأنه تأخر أو نقص فى التحصيل لأسباب عقليه أو جسميه أو إجتماعيه أو إنفعاليه ، بحيث تنخفض نسبة التحصيل دون المستوى العادي المتوسط ويكون هذا الإنخفاض بدرجه ملحوظه. .
كما أنه عباره عن تكوين أو بناء فرضي لا يمكن ملاحظته مباشره وإنما يمكن أن نستدل عليه عن طريق آثاره ونتائجه المترتبه عليه ، وهو تكوين فرضي لأنه يساعد على تفسير الوقائع الملاحظه أو السلوك الظاهر .
2- تصنيف التأخر الدراسى : ثمة تصنيفات عديده للتأخر الدراسى يمكن إستعراضها فيما يلى :-
1- التأخر الدراسى العام : ويعنى تخلف التلميذ فى معظم المواد الدراسيه وتتراوح نسبة ذكاء هذا النوع لدى المتخلفين بين (70 _ 80 % ) وهو مرتبط بالغباء .
2- التأخر الدراسى النوعي : وهو تخلف التلميذ فى ماده أو أكثر أو مواد بعينها وهو مرتبط بنقص القدرات العقليه للطالب .
3- تأخر دراسي دائم : حيث يقل تحصيل التلميذ عن مستوى قدرته على فتره طويله من الزمن .
4- تأخر دراسي موقفي : وهو التأخر الذي يرتبط بمواقف معينه حيث يقل تحصيل التلميذ عن مستوى قدراته نتيجة مروره بخبرات سيئه مثل وفاة أحد أفراد الأسره ، أو تكرار مرات الرسوب أو المرور بخبرات إنفعاليه مؤلمه .
5- التأخر الدراسى الحقيقي : وهو تأخر دراسي يرتبط بنقص مستوى الذكاء والقدرات.
6- تأخر دراسي ظاهري : وهو تأخر زائف ويرجع لأسباب غير عقليه ويمكن علاجه .
فى حين يصنف علماء الإجتماع التأخر الدراسى إلى :
1- التأخر الدراسى الوظيفي : وهو يرجع إلى إنخفاض نسبة الذكاء "I . Q "والقدرات العقليه المسببه للتأخر الدراسى ، إلا أن هناك عوامل إجتماعيه وتربويه وإنفعاليه مسئوله عن التأخر الدراسى ، وهو ما يطلق عليه التأخر الدراسى الوظيفي .
2- التأخر الدراسى الاجتماعي : وهم المتأخرين إجتماعياً ويطلق عليهم المحرومون ثقافياً أوالمحرومون تربوياً ، وهم مجموعه من الأطفال الذين يعيشون فى مستوى إجتماعى وثقافي منخفض ، سواء فى البيئات الريفيه أو فى الأحياء الإجتماعيه الشعبيه ، وغالباً ما يكون آباء هؤلاء الأطفال وأمهاتهم الأميين لهم إتجاه سلبي نحو التعليم.
3- التأخر الوظيفي الإجتماعى : وهم الطلاب أو التلاميذ المضطربون إنفعالياً ، ويعد من أسباب الإضطراب الإنفعالى سوء العلاقة بين الطفل ووالديه وإضطراب الأسره وتصدعها .
4- التأخر الدراسى : يقصد بالتأخر الدراسى والمتأخرين دراسياً هم الذين يكون المستوى التحصيلى لهم أقل من مستوى أقرانهم ونظرائهم العاديين الذين فى مستوى أعمارهم أو مستوى فرقهم الدراسيه المختلفه ، أو هم الذين يكون تحصيلهم الدراسى أقل من مستوى ذكائهم .
ساحة النقاش