الوسواس القهرى اضطراب قاهر العصور

 بداية ينبغى ان نفرق بين كلمتين أحداهما منفصلة واشد خطورة والاخرى مركبة وأقل خطورة فقد ذكرت كلمة الوسواس فى معاجم اللغة العربية الوسواس الخناس ألا وهو الشيطان ،  أما الوسواس القهرى فهو أضطراب نفسى ،  وفى كل اللغات الأخرى فان الكلمتان مختلفتان ونستطيع إدراك لماذا يلجأ مرضى الوسواس القهرى إلى رجال الدين الذين كثيراً ما يصفون المرض على انه من عمل الشيطان وسبب هذا التداخل  معانات المريض المؤمن بهذا الاضطراب  من الشعور بالذنب والإكتئاب والاضطرابات السلوكية ، ولقد اطلق هذا الاضطراب اطضراب العظماء والموهوبين والفنانين حيث تتسم هذه الشخصية بالبحث عن الكمال النسبى وينبغى ان نفرق بين كل من  الكمال النسبى والكمال المطلق فالكمال المطلق لله وحدة ،


والوسواس القهري أحد الأمراض العصابية التي يعلم فيها المريض علم اليقين بعدم صحة أفكاره ، ويأتي المرض عادة في هيئة أفكار أو اندفاعات أو مخاوف ، وقد يكون في هيئة طقوس حركية مستمرة أو دورية مع يقين المريض بتفاهة هذه الوساوس ولا معقوليتها ، وعلمه الأكيد أنها لا تستحق منه هذا الاهتمام، ومحاولة المريض المستمرة لمقاومة هذه الوساوس وعدم الاستسلام ، ولكن مع طول مدة المرض قد تضعف درجة مقاومته، وقد تترتب علية  إحساس المريض بسيطرة هذه الوساوس وقوتها القهرية مشاكلُ اجتماعية والآم نفسية وعقلية ، فالمراة التى تغلق انبوبة البوتاجاز وتتاكد من ذلك ثم تقوم أكثر من مرة .........الخ ، والرجل الذى يغسل الصابونة بصابونة أخر خوفاً من التلوث ...... ، والرجل الذى يغلق الباب ثم يعود ليتاكد أكثر من مرة ......... ، امثال كثيرة وافعال وسلوكيات غير مقبولة وترهق الذهن ......... الخ .

وتشير الدراسات المختلفة إلى  ان نسبة الإصابة بالوسواس القهري  تختلف من مجتمع لاخر وتتفاوت النسب ،  وعموماً فهى نسبة تتراوح مابين 12:25 % فى كل المجتمعات  ولا يوجد سن معين فهو ممتد عبر مراحل العمر ولكن يمكن ان يختفى هذا الاضطراب فى فترة تتراوح مابين ثلاثة اشهر إلى اربعة سنوات ، وتكون نسبتة مقتربة بين الذكور والاناث من حيث الاصابة ، كما ينبغى ان ننوه انة لا توجد معايير ثابتة لنسبة انتشار هذا الاضطراب ، مع ادراك اننا نتعامل مع علوم اجتماعية تتصل بدراسة الانسان وكما ذكرنا انسلوك الانسان متغير من وقت لاخر حتى من لحظة لاخرى ، ولا توجد مقاييس موضوعية فى العلوم الاجتماعية حتى الان مقارنة بالمقاييس الطبية كجهاز قياس الضغط واسكر والترمومتر الحرارى ، فكل النسب هى تقترب إلى الواقع بنسبة تتراوح بين الثبات النسبى والمطلق احياناً ،

 

 

 

 

وتمثل الوراثة الشق الجوهرى فى اسباب هذا الاضطراب ، فحوالي نسبة من 22 : 31% من أقارب المريض يكون لديهم نفس الاضطراب ،  مع ملاحظة أن ظهور الاضطراب في التوائم وحيدة البويضة أعلى من ثنائية البويضة ،  ويتداخل العامل الوراثي مع العامل البيئي، فتأثير الوالدة مثلاً، المصابة بالوسوسة في تصرفاتها، سينعكس على شخصية أطفالها سواء وراثيا أو بيئيا.

وياتى العامل  العامل الفسيولوجي فى المرتبة الثانية لانتشار هذا الاضطراب  كوجود بؤرة كهربائية نشطة في لحاء المخ ، وعلاقته بالناقلات العصبية والتي تسمى «سيروتونين». لذا تعمل الأدوية المضادة للوسواس القهري على التقليل من ناقل السيروتونين.

وتعد طبيعة طبيعة الشخصية ، أي الشخصية الوسواسية التي تتصف بالصلابة وعدم المرونة وصعوبة التكيف والتأقلم للظواهر المختلفة هى الاكثر وقوعاً فريسة لهذا الاضطراب

وتمثل المشاكل الاجتماعية بؤرة فارقة لذا الاضطراب لعلاقتة الشديدة  علاقة بالقلق الاكتئاب واسثارة هذين الاضطرابين مرتبط ارتباط وثيق بمدى توافق الشخصى النفسى والاجتماعى ويعد سوء التوافق الاجتماعى بمثابة دليل قوى على وجود سهام  تجعل الفرد لدية استعداد للاصابة بهذا الاضطراب .

وتمثل الاعراض مفتاح التشخيص الفارق لاى اضطراب وخاصة ان هناك تداخل للاعراض مع بعض الاضطرابات وتتمثل أعراض الوسواس القهرى فى الاتى :  ـ أفكار وسواسية وأفعال قهرية في صورة طقوس حركية واضحة ومكررة .

ـ فكرة خاصة أو صورة لمنظر ما ، جميل أو كريه ، أو جمل معينة ترد على مخ المريض فتسيطر عليه .

ـ اندفاعات تجعل المريض يشعر برغبة جامحة لأن يقوم بأعمال لا يرضى عنها، ويحاول مقاومتها ، ولكن هذه الرغبة تسيطر عليه بإلحاح وبقوة، وعادة ما تكون هذه الاندفاعات عدوانية أو انتحارية ، إذ يشعر المريض بالرغبة في رمي المارة في الشارع أو إخواته من الشرفة أو إلقاء نفسه من الأدوار العليا أو القطار أو الأتوبيس .

ـ اجترار الأفكار (Rumination)، فتنتاب المريضَ أفكارٌ وأسئلةٌ لا يمكن الإجابة عنها، ويحاول التخلص منها ، ولن يحتل تفكيره سوى هذه الاسئلة أو سؤال بعينة ، ولن يستطيع القيام بأي نشاط ذهني آخر.

 ـ المخاوف القهرية ((phobia، والتي ترتبط بالأفكار أو الصور ثم الاندفاعات والطقوس الحركية، فتكون المخاوف وسيلة للهروب من الموقف القهري الذي تسببه الأفكار الأخرى·

ـ الطقوس الحركية (Rituals)، نتيجة الرغبة الخاصة المسيطرة للقيام بحركات معقدة، ومن أشهر الأمثلة غسيل الأيدي مئات المرات أو غسيل الجسم بعد عمليات التبول أو التبرز أو أثناء فترة الطمث· ـ وهناك مرضى يمكثون في الحمام من ثلاث إلى خمس ساعات متواصلة لإنهاء عملية الاغتسال، وبالطبع تنتهي هذه العملية بإنهاك شديد وضياع الوقت ، وهناك بعض الافعال مثل لمس الاسوار اوالحوائط  ، ومن الممكن أن يمارس هذه الافعال  الأشخاص المرضى بهذا الاضطراب فى جميع الأعمار ويجب أن نلاحظ أن معظم الوساوس القهرية لا تمثل مرضا...  فهناك طقوس معينة (مثل الأغانى التى تغنى قبل النوم وبعض الممارسات الدينية) والتى تعتبر جزءا من الحياة اليومية والذى تلقى ترحيبا من الجميع.

أما المخاوف العادية مثل الخوف من العدوى بمرض ما والتى قد تزيد فى أوقات الضغط العصبى كان يكون أحد أفراد الأسرة مريضاً أو على وشك الموت فلا تعتبر مثل هذه الأعراض مرضاً ، ما لم تستمر فتره طويلة وتصبح غير ذات معنى وتسبب ضغوطاً عصبية للمريض أو تحول دون أداء المريض للواجبات المناطه به أو تتطلب

تدخلاً طبيا .

والوساوس هى الأفكار والصور والدوافع الغريزية التى قد تتم بشكل متكرر وتحس بأنها خارجه عن إرادتك...  وعادة لا يريد الشخص أن يفكر بهذه الأفكار ويجدها مضايقه له ويجد نفسه مرغما عليها ويحس عادة بأن هذه الأفكار لا معنى لها فى الحقيقة ، وقد يقلق الأشخاص المصابون بمرض الوسواس القهرى بشكل زائد عن الحد من الجراثيم والأتربة وقد يحسون انهم مرغمين على التفكير بشكل مستمر فى فكرة انهم قد التقطوا عدوى أو انهم سيعدون الآخرين ، وأحيانا يفكر هؤلاء الأشخاص بشكل متكرر فى انهم قد آذوا شخصاً ما ربما خلال إخراجهم السيارة من ممر الجراج...  ،  ويستمر هؤلاء الأشخاص فى التفكير بهذه الفكرة على الرغم من انهم يعرفون عاده أنها ليست حقيقة ، هذا وهناك دراسات حديثة توصلت إلى  ان هناك بعض الافعال الجنونية المرتبطة بهذا الاضطراب منها :

1- جنون السرقةKleptomania حيث تشد المريضَ رغبةٌ ملحة واندفاع قهري نحو سرقة أشياء ليس لها قيمة .

2 ـ جنون الحرائق حيث يندفع المريض مهدداً بإشعال الحرائق، ثم يسلم نفسه للشرطة، ويعترف بأنه مَنْ أشعل النار قهراً وقد حاول مقاومته .

3 ـ جنون الشراب Dipsomania حيث يغرق المريض في شرب الخمر بطريقة قهرية تعكس الإدمان .

4 ـ جنون الجنس Nymphomania حيث الرغبة الملحة أو الفكرة المسيطرة للعملية الجنسية والاندفاع نحو إشباعها مع أي شخص ، وفي أي مكان ويصاب بعد ذلك بالندم والحزن الشديد .

وكما ذكرنا سابقاً ان من رحمة الله جعل لكل داء دواء وتتلخص طرق العلاج لهذا الاضطراب فى عدة طرق تتمثل فى الاتى : - أهمها العلاج والارشاد  الدينى والعلاج النفسى واستخدام العقاقير وهناك توجة جديد للعلاج الجراحى لهذا الاضطراب ونادر الاستخدام ،  ويعد الشق الجوهرى فى القضاء على هذا الاضطراب والوقاية منة فى تنشئة اجتماعية سليمة تتفق مع الدين والقيم والعادات والتقاليد .

المصدر: الاطلاع على دراسات ومراجع وتصفح مواقع مختلفة
Nagydaoud

مع اطيب امنياتى بحياة سعيدة بناءة من اجل نهضة مصر

  • Currently 60/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
14 تصويتات / 847 مشاهدة
نشرت فى 11 يونيو 2011 بواسطة Nagydaoud

ساحة النقاش

دكتورناجى داود إسحاق السيد

Nagydaoud
هدف الموقع نشر ثقافة الارشاد النفسى والتربوى لدى الجميع من خلال تنمية مهارات سيكولوجيا التعامل مع الاخرين ، للوصول إلى جودة نوعية فى الحياة مما ينعكس على جودة العملية التعليمية مما يساهم فى تحقيق الجودة الشاملة فى شتى المجالات للارتقاء بوطننا الحبيب ، للتواصل والاستفسارات موبايل 01276238769 // 01281600291 /nnng75@hotmailcom »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

883,135