تشير كارين هورني " K. Horney "  أن القلق يتولد من المؤثرات والظروف البيئية الاجتماعية خلال تنشئة الطفل ونموه ، أما مورر " Morer " فيرجع القلق إلى الأخطاء عن الناس وينكر ارتكابه له ولا يكشف عن حقيقة أمره للآخرين .

 

        بينما يذهب " أدلر " إلى أن القلق النفسي يرجع نشأته الأولى إلى طفولة الإنسان الأولى حيث أن المريض منذ طفولته يشعر بالعجز والقصور الذي يؤدي إلى عدم الشعور بالأمن والأمان ، والقصور عند " أدلر " بأنه قد يكون قصور عضوي أو تغيير في الحياة الاجتماعية أو النفسية .

 

        أما كارل يونج " Carl Yung " يشير إلى أن القلق عبارة عن رد فعل يقوم به الفرد حينما تغزو عقله قوى وخيالات غير معقولة صادرة عن اللاشعور الجمعي ، والقلق عنده هو خوف من سيطرة اللاشعور الجمعي غير المعقول التي لازالت فيه من حياة الإنسان البدائية .

 

        أما تيلور وتشالر وسبنس " Taylor & Spence , Child " حيث أشاروا إلى أن القلق يحفز الأفراد على العمل والنشاط والأداء والتعلم حيث افترضوا أن القلق دافع منشط للتعلم ، وكلما زاد القلق الدافع زاد الأداء والتعلم ولكن يشير تشايلد إلى أنه لا يكون القلق دافعاً عاماً ، وأعتبره منبهاً في موقف الأداء .

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) Physical .

        أما هندرسون وحيلزني ، يرجعوا القلق عندما يتعرض الفرد لمواقف إحباطية معوقة كثيرة تؤدي إلى صراعات نفسية ، وأن هذه المواقف الإحباطية المعوقة ينتج عنها سلسلة من ردود الأفعال المقلقة .

        بينما يرجع " روجرز " القلق إلى صراع الفرد في تحقيق الذات حيث يشير إلى أن حاجة الفرد في حفاظه على الذات الظاهرية وتأكيدها ، فعندما يفشل في ذلك بسبب سوء التوافق الذي يحدث للفرد نتيجة للخبرات الحسية والجشوية ، فالفرد يدرك من خلال الاحساسات الداخلية له شيئاً في الوقت الذي تنشأ من خلاله فكرته عن نفسه شيئاً آخر ، ويتباعد باستمرار فكرة الفرد عن نفسه عندما يفشل في تحقيق ذاته ويزداد توتر ، من هنا ينشأ القلق ويؤكد روجرز على أنه مظهر من مظاهر الذات .

 

        أما ايريك فيروم " Erick Fromm " يفسر منبع القلق عند الإنسان بأن الطفل يقضي فترة طويلة من الزمن معتمداً على الكبار وخاصة والديه ، وهذا الاعتماد يقيده بقيود يلتزم بها حتى لا يفقد حنانهما ، ثم يأخذ الطفل بعد ذلك في النمو ويشعر بذاته كوحدة مستقلة من الأم ، ومع مرور الوقت يزداد نموه ، ومن ثم تزداد رغبته في التحرر والاعتماد على نفسه ، ويشير فروم إلى هذه العملية بالتفرد (1) الذي يكون سبباً في توليد شعوراً بالعجز والقلق يكون نتيجة ما يود إنجازه الفرد من أعمال وعدم اكتمال قدرته لإنجاز هذه الأعمال .

        ويرى الفيلسوف  كيركجارد " Kiereggard " أن منبع القلق عند الإنسان يكمن في قدرته على الاختيار ، فالإنسان يملك حرية التصرف ، ويواجه عدداً لا يحصى من الاختيارات ، وهذا هو منبع قلقه ، كما أن حرية الإنسان وقدرته على الاختيار تعني قدرته على الخلق والإبداع والتجديد ، ولكما زادت إمكانيات المرء في هذا المجال زاد قلقه ، لأن النمو والابتكار والارتقاء يتطلب توسيع مجالات الاختيار ، وهذا يستدعي نوعاً من التحدي والمغامرة ، وكل ذلك يساعد على تفسير القلق .

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) Individuation .

       

 

        أما مالمو " Malmo, 1975 " ، فيشير إلى أن القلق يرجع إلى فكرة التنبيه الزائد أو الإثارة الزائدة " Overarousal " وهذا الافتراض الذي يقوم على أساسه تفسير القلق فسيولوجياً .

 

المصدر: جزء من دراسة للباحث ناجى داود
Nagydaoud

مع اطيب امنياتى بحياة سعيدة بناءة من اجل نهضة مصر

  • Currently 40/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
10 تصويتات / 693 مشاهدة
نشرت فى 8 يونيو 2011 بواسطة Nagydaoud

ساحة النقاش

دكتورناجى داود إسحاق السيد

Nagydaoud
هدف الموقع نشر ثقافة الارشاد النفسى والتربوى لدى الجميع من خلال تنمية مهارات سيكولوجيا التعامل مع الاخرين ، للوصول إلى جودة نوعية فى الحياة مما ينعكس على جودة العملية التعليمية مما يساهم فى تحقيق الجودة الشاملة فى شتى المجالات للارتقاء بوطننا الحبيب ، للتواصل والاستفسارات موبايل 01276238769 // 01281600291 /nnng75@hotmailcom »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

887,251