القلق ومفهوم الذات الأخلاقي :
عندما يتشكل نظام الذات(1) كما يسميه " سوليفان " قد ينبعث القلق نتيجة لأي خبرة تهدد هذا النظام في المستقبل ، وإذا ظهر القلق فإن الفرد لا يستطيع إدراك ما يحدث له بوضوح إذ يقوم دون وعي ببعض الأعمال التي تؤدي إلى التقليل من هذه الخبرة وعلى ذلك فالقلق هو الوسيلة التي تلجأ إليها الذات لإضعاف الإدراك ، ويوضح " أرتيا Aritei 1973" أن القلق حول صورة الذات لدى المرء هو أخطر أنواع القلق ، ومن الممكن أن يؤدي إلى تدمير الحياة الداخلية .
وتعتبر الاضطرابات النفسية (2) في نظر المذهب الديني " استيكل Stekel " ، مورو ، بولسن " استجابات غير ســوية لضمير مريض بسبب ما تعرض له من إهمال أو نتيجة لقيام الفرد بسلوك يتضمن أنواعاً من التحدي السافر لقوة الضمير ، وفي ضـوء ذلك أعتبر
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) Self – System.
(2) Psychology Disorders .
"استيكل" الذات الأخلاقية والأنا الأخلاقية(1) عاملاً محدداً في التكوين العصابي ، أما " فروم " فيشير إلى أن العصاب هو أحد مظاهر الفشل الأخلاقي .
وأشار عبد الرحيم بخيت 1980 ، أن التلميذ الذي يكون لديه مفهوم إيجابي وسوي عن ذاته الأخلاقية من حيث علاقته باللـه سبحانه وتعالى والشعور بالصلاح والرضا عن الدين يتميز بأنه ناضج انفعالياً ومتوافق ولديه ثبات انفعالي ، والتلميذة التي لديها مفهوم إيجابي وسوي عن ذاتها الأخلاقية من حيث علاقتها بالله ورضاها عن الدين تتميز بالواقعية ، ثابتة انفعالياً ، متوافقة ، تثق في ذاتها ، آمنة ، ليس لديها توتر ولا شعور بالإثم .
ساحة النقاش