يؤكد ناجى داود أن وجود أخصائي نفسي مدرب على درجة عالية من الكفاءة يعمل على خفض السلوك العدواني وزيادة الدافعية في نفس الوقت ، حيث أن دور الأخصائي النفسي لا يقتصر داخل النطاق الرياضي فحسب لخفض درجة العدوان وتنمية الروح الرياضية لديهم ، بل أنه يجب أن يعمم الأخصائي النفسي في مختلف المجالات ، فمن الأفضل أن يوجد أخصائي نفسي مدرب في مختلف المجالات سواء كان ذلك في المؤسسات التعليمية بمختلف مراحلها أو العمل أو النادي أو الملعب ، أي يتطلب وجوده في أي مكان يجتمع فيه الأفراد بصورة فردية أو جماعية يحتاجون فيه إلى الإرشاد .
فوجود أخصائي نفسي لا يعمل على الإرشاد وتعديل السلوك فحسب ، بل أنه يعمل أيضاً على استمرارية وجود جيل واع فاهم طموح مثابر متفوق محافظ على القيم والعادات الإيجابية ، لديه قدرة فائقة على مواجهة المشكلات بطرق جيدة ، وتقبل الأزمات بصدر رحب ولديه روح المنافسة والإصرار .
ويشير الباحث إلى أنه لا بد وأن يدرس علم النفس في مختلف المجالات والمؤسسات بالإضافة إلى تدريسه في مختلف المراحل التعليمية حتى يصبح الأفراد على درجة عالية من الثقافة النفسية ، ومن خلال ذلك يكونوا قادرين على فهم الآخرين .
فعلى سبيل المثال رجل الدين عندما يكون دارساً لعلم النفس فهو يمكن أن يلعب دور الأخصائي النفسي بجانب كونه رجل دين فهذا يعمل على انعكاس السمات الإيجابية التي يكتسبها الفرد من رجل الدين ومن ثم ينعكس هذا السلوك على الأفراد سواء أكان في الملعب أو المدرسة أو العمل ، ومن ثم يصبح الفرد قدوة للآخرين .
كذلك الأب عندما يكون على درجة عالية من تفهمه لدور العوامل النفسية فهو يمكن أن يجمع بين دوره كأب وكأخصائي في آن واحد ، والأم عندما تدرك جيداً كيفية التعامل مع أبنائها في مراحل النمو المختلفة فهي تجمع بذلك بين دورين هامين في وقت واحد .
هكذا يمكن أن يجمع كل فرد منا بين دوره في الحياة بعمله المكلف به ودوره كمرشد نفسي أو كأخصائي من ناحية أخرى إذا تطلب الأمر ذلك ، فالقاضي والمعلم والمربي والمسئول والقائد والمدير والأبناء الكبار والطلاب أنفسهم يمكن أن يجمعوا بين عملهم وبين دورهم كمرشدين فاهمين إذا تطلب الأمر ذلك .
فعندما نعجز عن إمكانية وجود أخصائي نفسي كفء في مختلف المجالات فيمكن أن تعطى دورات تدريبية تطوعية من قبل علماء النفس الذين لن يتوانوا أبدا عن المساهمة في هذا العمل العظيم الذي يعمل على محو الأمية النفسية لهذا الجيل .
ومن ثم يمكن من خلال هذا العمل أن نعد جيل واع فاهم قادراً على التحدي والإصرار والمنافسة الشريفة التي تعجل خفض السلوك العدواني مستقبلا .
ساحة النقاش