أسباب العدوان فى المجال الرياضى :
يرى المتخصصون في المجال الرياضي أن السلوك العدواني في المجال الرياضي له عدة أسباب منها :
1 – سمات الشخصية :
هناك بعض اللاعبين يتميزون بالسلوك العدواني نتيجة تكوينهم الشخصي ، فهناك بعض سمات الشخصية التي تميز اللاعبين بالعدوان ، العنف ، زيادة الانفعال ، الغضب ، وينتج عن ذلك اضطراب في شخصية هؤلاء اللاعبين مما يجعلهم أكثر عدواناً من غيرهم .
2 – المنافسة الرياضية :
تختلف المنافسات الرياضية من حيث شدتها فمنها المنافسات التي تتميز بالصعوبة وأخرى تتميز بالسهولة ويتوقف أداء اللاعب على مدى تقبله للفوز والهزيمة .
3 – قواعد وقوانين الممارسة :
أن بعض قوانين الألعاب يمكن أن تطبق بطريقة في مباراة وتطبق بطريقة أخرى في مباراة ، وقد يرجع ذلك لأن بعض قوانين الألعاب تسمح بذلك فتعطي الحكم الحرية في الحكم على بعض الألعاب وهذا ما يسمى روح القانون وليس القانون .
4 – بيئة اللعب (اللعب على أرض الفريق) :
يتم توثيق مزايا اللعب على أرض الفريق في المنافسات الرياضية إلى حد ما ، وقوة واتساق مزايا اللعب على أرض الفريق قد جعلتها ظاهرة عامة في الرياضة اليوم .
5 – وسائل الإعلام :
قد تساهم وسائل الإعلام في بعض الأحيان في زيادة السلوك العدواني لدى بعض اللاعبين من كثرة الشحن النفسي الزائد الذي يتم سواء في الصحافة أو الإذاعة أو التليفزيون من خلال ما يكتب أو من خلال عقد الندوات خاصة قبل المنافسات التي يطلق عليها أنها هامة أو مباراة تعتبر مصيرية بالنسبة للاعبين ، والصحافة بهذا المعنى لها تأثير مباشر على ظهور هذا السلوك على بعض اللاعبين .
6 – الجماهير :
تساهم الجماهير بنسبة كبيرة في التأثير على سلوك اللاعبين ويتم ذلك من خلال التشجيع ، فإذا كان هذا التشجيع إيجابي ينتقل أثره لسلوك اللاعبين بالإيجابية ، أما إذا كان التشجيع سلبي ينتقل أثره على سلوك اللاعبين بالسلبية والتي تكون إحدى صورها العدوان تجاه النفس أو الغير أو الأدوات .
7 – الإنجـــاز :
ويعني الدافع للإنجاز باعتباره حرص الفرد على تحقيق الأشياء التي يراها الآخرون صعبة ، والإنجاز قد يصل إلى أن اللاعب وصل إلى مرحلة العدوان عندما يستخدم اللاعب طرق غير مشروعة مثل مخالفة القوانين أو إصابة لاعب زميله أو تمثيل الإصابة وغيرها يعد نوع من الإنجاز ولكن باستخدام طرق عدوانية ويمكن أن نطلق على ذلك الإنجاز العدواني .
8 – الفوز والهزيمة :
أظهرت بعض الدراسات أن اللاعب أو الفريق المهزوم يلجأ إلى العدوان الرياضي بدرجة أكبر من اللاعب أو الفريق الفائز ، وقد ترتبط هذه النتائج بفرضية " الإحباط العدواني " على أساس أن اللاعب المهزوم يقاسي من المزيد من الإحباطات بدرجة أكبر من اللاعب والفريق الفائز .
9 – درجة الاحتكاك البدني :
أظهرت بعض الدراسات أن زيادة تكرار الاحتكاك البدني في الأنشطة الرياضية (خاصة لعبة هوكي الجليد وكرة القدم الأمريكية) ينتج عنه المزيد من السلوك العدواني والعنف بين اللاعبين على أساس أن كل احتكاك بدني هو نتيجة إعاقة للاعب المنافس نحو تحقيق هدفه وبالتالي فإن تكرار هذه الإعاقات أو الإحباطات تولد المزيد من السلوك العدواني .
10- الحالة التدريبية للاعب :
أشارت بعض الدراسات إلى أن اللاعبين الذين يتميزون بحالة تدريبية عالية أي الذين يتميزون بارتفاع مستوى لياقتهم البدنية والمهارية والنفسية يظهرون قدراً قليلاً من السلوك العدواني وعلى العكس من اللاعبين الذين يتميزون بدرجة منخفضة من الحالة التدريبية ذو فورمة رياضية منخفضة ، الذين تكون لديهم احتمالات أكبر لإظهار السلوك العدواني .
11 – ترتيب الفريق أو اللاعب :
يرتبط ترتيب الفريق أو اللاعب بدرجة ما بالسلوك العدواني إذ قد يبدو أن اللاعب الذي يحتل المؤخرة يظهر قدراً أكبر من السلوك العدواني عن اللاعب أو الفريق الذي يحتل المقدمة .
12 – المدافعون والمهاجمون :
أشارت بعض الدراسات التي أجريت على الفرق الجماعية زيادة تكرار السلوك العدواني بين المدافعين بدرجة أكبر من المهاجمين على أساس أن اللاعب المهاجم هو الذي يمتلك زمام المبادرة فإن اللاعب المدافع يحاول إيقافه بشتى الطرق وقد تؤدي هذه المحاولات إلى استخدام السلوك العدواني .
13 – التعزيز أو التدعيم الإيجابي :
يعتبر التعزيز أو التدعيم أو التشجيع الإيجابي للاعب سواء من الزملاء أو المتفرجين أو الإداريين أو المدربين لكي يسلك بطريقة عدوانية في المنافسة من العوامل التي تؤدي إلى العدوانية في الرياضة ، وقد يتخذ التعزيز أو التدعيم صوراً متعددة مثل الإشارات أو الألفاظ أو الهتافات العدوانية ، كما أن تكرار هذا السلوك العدواني يبدو محتملاً في المنافسات الأخرى .
ومن ناحية أخرى يعتبر سلوك حكام المنافسات أو المباريات من بين أهم أنواع التعزيز (أو التدعيم) للسلوك العدواني في حالة عدم قيام الحكم بمجازاة السلوك العدواني يعتبر من بين أهم العوامل التي تسهم في زيادة احتمال تكرار العدوان ، كما يتيح الفرصة للاعبين الآخرين لتقليد مثل هذا السلوك العدواني ، ومن ناحية أخرى يمكن اعتبار السلوك العدواني قد يدعم ويستثير العدوان لدى الأفراد الآخرين .
ويشير ناجى داود إسحاق إلى أن هناك بعض الأسباب التي يمكن أن تدفع الفرد إلى السلوك العدواني في المجال الرياضي بالإضافة إلى ما سبق :
1- يزداد العدوان في المباريات التي يكون فيها الحكم غير كفء ، وخاصة عندما يعطي قرارات غير عادلة تثير شغب اللاعبين والجماهير .
2- التحيز الشديد لبعض اللاعبين يدفعهم إلى السلوك العدواني .
3- استفزاز الخصم أو الجماهير يثير السلوك العدواني .
4- عدم وجود أخصائي نفسي لكل فريق يعد من الأسباب المباشرة لزيادة السلوك العدواني .
ويشير إلى أنه يفضل أن يعمم وجود أخصائي نفسي مدرب على درجة عالية لكل فريق رياضي سواء كانت هذه الألعاب فردية أو جماعية ، فوجود الأخصائي النفسي يعمل على تدريب اللاعبين على تنمية الثقة بالله والنفس وإزالة التوتر وزيادة الدافعية لديهم ومصر مليئة بعلماء النفس القادرين على العطاء وتدريب الأخصائيين وبذل قصارى جهودهم بدون النظر إلى أي مقابل لأننا في هذه الفترة نتجاهل دور الأخصائي النفسي ، وهذا يعد من العوامل الخاطئة التي يجب أن توضع موضع اهتمام ودراسة لتوضح أهمية عمل الأخصائي النفسي في مختلف المجالات مستقبلا .
ويؤكد الباحث أن وجود أخصائي نفسي مدرب على درجة عالية من الكفاءة يعمل على خفض السلوك العدواني وزيادة الدافعية في نفس الوقت ، حيث أن دور الأخصائي النفسي لا يقتصر داخل النطاق الرياضي فحسب لخفض درجة العدوان وتنمية الروح الرياضية لديهم ، بل أنه يجب أن يعمم الأخصائي النفسي في مختلف المجالات ، فمن الأفضل أن يوجد أخصائي نفسي مدرب في مختلف المجالات سواء كان ذلك في المؤسسات التعليمية بمختلف مراحلها أو العمل أو النادي أو الملعب ، أي يتطلب وجوده في أي مكان يجتمع فيه الأفراد بصورة فردية أو جماعية يحتاجون فيه إلى الإرشاد .
ساحة النقاش