الاكتئاب (1) :

        أن اضطراب الاكتئاب قديم قدم العصور وأن الأقدميين قد عرفوه ووصفوه بطرق مختلفة ، وكما ذكر عكاشة 1998 في كتابه الطب النفسي المعاصر ما كتب على بردية فرعونية عمرها آلاف السنين تصف ما يعرف الآن بالاكتئاب ، وكما تحدث عن هذا الاضطراب علماء العرب مثل ابن سيناء وأبو بكر الرازي في كتاباتهم العلمية في الطب ، كما ذكر أيضاً في التراث الأدبي القديم ما يتفق وما يؤيد معرفة أسلافنا لهذا الاضطراب وطبيعته الوجدانية الناتجة عن خبرات سلبية في الحياة ، على سـبيل المثال ما جاء في قصة مجنون ليلى وما كان يعانيه مما يمكن أن يطلق عليه (المانخوليا) أو ذهان الهوس الاكتئابي وإذا كان هذا الاضطراب عرف ووصف في العصور القديمة ووجدت حالات تعاني منه ، فإن عصــرنا الحديث قد رصد فيه أعداد كثيرة من الحالات ، هذا ما جعل بعضنا يطلق على هـذا العصر عصر الاكتئاب ، وتؤكد هذه النظرية للدراسات المسحية التي ظهر فيها أن (9 : 20 % ) من الناس يعانون في وقت من أوقات حياتهم من مشاعر وأعراض اكتئابية تتطلب تدخلاً علاجياً أحياناً .

        ولقد ميز ابقراط في قديم الزمان مالايقل عن ستة أنواع من مرض الماليخوليا (الاكتئاب) غير أن الصورة الإكلينيكية التي أعطاها لبعض هذه الأنواع يمكن أن تنطبق في ضوء الطب العقلي الحديث على ذهان الاضطهاد وذهان الفصام والعصاب ، وفي القرن الأول الميلادي وصف أرتيايوس " Aretaeus " هذا المرض غير أن بعض أوصافه إذا محصت لا تنطبق على مرض الاكتئاب كما هو معروف حالياً ، واستمر الخلط حول طبيعة هذا المرض وأسبابه وعلاجه على مر العصور ، ثم تبلورت الجهود في تصنيف كرابيلن الذي ميز ستة أنواع من الاكتئاب هي الاكتئاب البسيط ، والاكتئاب الذهولي ، والماليخوليا الخطيرة ، والماليخوليا الاضطهادية ، والماليخوليا الوهمية ، والماليخوليا التهريفية ، غير أنه غير من رأيه بعد ذلك وأعتبر كل أعراض الاكتئاب التحولي (2) ، مظاهر لمرض واحد هو ذهان التواب أو الذهان الدوري ، وهذا هو الاتجاه المتبع حالياً .

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) Depression .

(2) Involutional Melancholia .

        وكما أشار كندل " Kendel , 1976 " أن الاكتئاب وفقا لمصادر الطب النفسي مصطلح أو مفهوم غامض ومختلط وقـد تتداخل معانيه ، ولقـــد لاحظ جتلمان كليــن " Gittelman – Klein 1977 " أن استخدام الرجل العادي لكلمة الاكتئاب يشير به إلى حالة المزاج الذاتي بمعنى أنه يشير إلى نوع من التعاسة (1) أو الكآبة (2) وهذا الاستخدام يقف في مواجهته اعتراضان إكلينيكيان من ناحية يشير إلى حالة (3) أو سمة (4) أو عرض (5) على أساس أنه يحدث بدرجات متباينة من الشدة أو القوة قد تؤدي إلى اضطرابات جسمية أو عقلية ، ومن ناحية أخرى قد ينظر إلى الاكتئاب على أنه من وجهة النظر المرضية الإكلينيكية مرضاً يأخذ صفة الدوام والاستمرار والانتظام ، وأهم ما يتميز به هو العجز الشديد في مستوى الهمة ، فقدان الاهتمام ، فقدان الإحساس بالكفاءة ، يحيط بكل هذه الأعراض نوع من المعاناة النفسية المؤلمة ، هــذه الحالة المرضية تكون مصحوبة بعدد من الأعراض الأخرى .

 

        وبذلك يعد الاكتئاب مشكلة من المشكلات التي تعوق الفرد عن توافقه وتطوره ، ويتجسد الاضطراب الانفعالي في عدم القدرة على الحب وكراهية الذات إلى الدرجة التي تصل إلى التفكير في الموت والانتحار ، ثم الإقدام الفعلي على الانتحار ، كما يتمثل الاضطراب المعرفي في انخفاض تقدير الذات وتشويه المدركات ، واضطراب الذاكرة وتوقع الفشل في كل محاولة للنجاح ، واستشعار خيبة الأمل في الحياة ، وعدم القدرة على التركيز الذهني ، ويظهر الاضطراب البدني في اضطراب الشهية للطعام واضطراب النوم ، وكثرة البكاء وتناقص الطاقة والشعور بالإجهاد .

        هذا ما دعى إلى زيادة الاهتمام في السنوات الحالية بقياس الأعراض الاكتئابية وتشخيص مرض الاكتئاب في المجتمعات المحلية وذلك لأن الاكتئاب يعتبر من أكثر الأمراض النفسية شيوعاً في المجتمع إلى جانب إمكانية علاجه بكفاءة ، هذا وقد أوضحت الدراسات الوبائية الحديثة في المجتمعات الغربية أن مدى انتشار الاكتئاب وفق تقسيمات الأمراض النفسية ، فالغالبية العظمى  من المجتمــع بهــا عرض أو أثنين من الأعراض

الاكتئابية حيث يعد الاكتئاب كمزج أو كمشاعر أو كحالة وجدانية سمة منتشرة تهم الخبرة الإنسانية السوية .

        ويرى الباحث أن عالم اليوم عالم تتعقد فيه أساليب الحياة وتشتد فيه حدة الصراعات ، وتتزايد أساليب العناد والخلافات وتتعدد الآراء والاتجاهات ، وتنعكس فيه القيم والعادات ، وتتذبذب الأخلاق والسلوكيات ، وتمثل فيه الأنانية محور التزامات الحياة ، وتتناقص فيه بعض القدرات والطموحات ، كل هذا يعمل على خلق روح من الملل والفشل وعدم مواجهة المشكلات ، مما ينعكس ذلك على بعض الأفراد فيعجزون عن مواجهة الحياة ، ومن ثم يقع الأفراد فريسة لبعض الاضطرابات ، ومن أخطرها الاكتئاب الذي يعد اليوم واحداً من أهم الاضطرابات الذي يعاني منه أغلبية الأفراد ولكن بدرجات متفاوتة ، ولو اشتدت درجاته لأصبح مشكلة خطيرة تهدد أمن الحياة ، فأصبح اليوم يتداول هذا المصطلح بين الطلبة والطالبات ، ومحور اهتمام العديد من الأشخاص ويعاني منه الأزواج والأبناء ، ويتحاكى به بين العامل والأصدقاء ويتحدث عنه الرجل والمرأة ، الصغير والكبير ، الغني والفقير ، كل ذلك يرجع إلى افتقاد روح المحبة والتعاون ، وسيطرة الأنانية على الأفراد ، وعدم الاهتمام بصلة الرحــم ، وزيادة الخلافات بين الأزواج ، ونقص القيمة الغذائية في مختلف الواجبات ، والإفراط الشـديد في العمل والانخراط في الميول المثيرة للذة الوقتية مثل الإدمان والتدخين والانحرافات الجنســية ، كل ذلك يعمل على أن يكون بعض الأفراد فريسة لهذا الاضطراب .

 

        والجدير بالذكر أن هذا المرض يحتل المرتبة الثانية في الأهمية بعد مرض الفصام إلا أنه يختلف عنه في أن نسبة كبيرة ممن يصابون به تشفى عادة منه ونادراً ما يصيب هذا المرض الأشخاص الذين يقل أعمارهم عن (18) سنة ، كما أن نسبته بين النساء أعلى مما هي عليه بين الرجال . (سعد جلال ، 1987 ، ص 226)

 

مفهوم الاكتئاب في اللغة : Concept of Depression

        يعرف الاكتئاب في اللغة العربية من مادة " كئب " وكآبة : تغيرت نفسه وانكسرت من شدة الهم والحزن فهو كئب وكئيب ، وأكاب فلاناً أحزنه ، واكتأب وجه الأرض : تغيرت وضرب إلى السواد ، والكآبة الحزن الشديد 

        بينما يعرفه وليمان " Wolman, 1973 " الاكتئاب بأنه يتمثل في مشاعر متداخلة ومتعددة من قلة الحيلة والحزن الشديد وفقدان الأمل والثقة وعدم الكفاءة والقدرة على الأداء الجيد ، كما يرى وليمان أن هذه الأعراض غالباً قد تكون مشتركة مع بعض الاضطرابات الأخرى كما أنها قد تحدث للإنسان العادي غالباً في وقت ما من حياته .

        ويعرفه كمال الدسوقي 1974 ، بأنه حالة من الكآبة المؤلمة والحزن الشديد والعزلة التي تصحبها بعض الأفكـار المتسلطة ، فقدان شديد في النشاط الحركي والنفسي بالإضافة إلى مشاعر من الذنب وعدم القدرة على العطاء بشكل جيد .

        ويعرفه أسعد رزق 1977 ، هو بمثابة موقف عاطفي انفعالي أو اتجاه انفعالي له سمات معينة مختلفة ، أحياناً تأخذ شكلاً مرضياً يشعر فيها الفرد بعدم الكفاية واليأس ، كما أنه يتجنب الآخرين ويصاحبه انخفاض عام في النشاط النفسي والعضوي ، كما أن هذا الشعور يطفي عليه أحياناً بالحزن الشديد .

        ويعرفه وليم الخولي 1976 ، بأنه يعني عند الشخص العادي غالباً الإحساس بالحزن وسوء المزاج ولكن حالات الاكتئاب في الطب العقلي قد تتضمن نواحي متعددة وجدانية ، ذهانية ، سلوكية ، جسمية ، بالإضافة إلى الإحساس بالحزن والأسى مثل التوتر والقلق وتوقع حدوث الكوارث والشعور بالندم والإحساس بالذنب والأرق ، وفقدان الشهية واضطراب الجهاز العصبي الأتونومي ، واختلال الهضم ، العجز الجنسي ، الإحساس بالتعب والإنهاك مثل هبوط الذهن والحركة وبطئها بالإضافة إلى بعض الأعراض الذهانية الأخرى كالخيالات والهذاء وتوهم المرض (1) والميل إلى الانتحار .

        فى حين يعرفه طلعت منصور وآخرون 1978 ، بأنه حالة مرضية يشعر معها الفرد باليأس والأسى والعجز عن التركز والأرق وفقدان الثقة .

        ويعرفه أندريه مورالي دانيتوس 1979 ، بأنه ما يطلق عليه مرض العقاب الذاتي والتدمير الذاتي ، وهو حالة من الحزن مصحـوب بالبخس الذاتي  ، وبطء النشاط ومجموعة

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) Hypochodriasis .

أعراض بدنية هامة عبارة عن نقص الوزن وفقدان الشهية والأرق المتأخر ونقصان الحاجة الجنسية  .

        بينما يعرفه محمود الزياد 1980 ، الاكتئاب بأنه عبارة عن استجابة عصابية تتسم بالشعور الشديد باليأس ، ويظهر هذا الشعور بشدة عند أي فقدان أو تهديد بالفقدان ، وهذه الاسـتجابة العصابية تسـتمر فترة من الوقت .

        أما تشارلز ريكورفت " Rycroft, 1983 " يشير إلى أنه فيما يتصل بالانفعال فهو المقصود به الروح المعنوية المنخفضة والحزن والانقباض الشديد ، وفيما يتصل بالتشخيص فهو يعني وجود زملة من الأعراض يكون الانفعال واحد منها وأن الطب النفسي يستخدم تشخيص الاكتئاب ليصف (الميلاتحوليا) وهي حالة يعاني فيها المريض معاناة شديدة من انخفاض المزاج وتأخر في الحركة والتفكير ، وتأنيب الذات والشعور بالذنب ، كما أنه يؤمن باعتقادات خاطئة .

        ويعرفه عبد الرؤوف ثابت 1986 ، بأنه قصور في الأداء نتيجة النقص التدريجي في الطاقة الحيوية حتى تتوقف في النهاية وهو ما يعرف بالثبات ثم تعود الاستجابة أو الطاقة الحيوية مع نهاية فترة المرض تدريجياً حتى تصل إلى معدلها الطبيعي وأحياناً تعود أكثر تدفقاً .

 

        ويعرفه سعد جلال 1987 ، بأن مريض الاكتئاب يشعر بموجة من الحزن والانقباض والرغبة فى البكاء ويفقد قدرته فى السيطرة على نفسه إذ يصعب عليه كبح موجة الاكتئاب ، وتعتريه فترات يفقد فيها ذاكرته ويصعب عليه إدراك ما حوله ، فتعتريه البلادة الذهنية ، ويختل تفكيره ، ويبدو وكأنه يعانى من كابوس بغيض ويعبر المريض عن شعور مرير بالذنب متهماً ذاته مبيناً مدى احتكاره لها ومدى جدارته بأقصى العقاب الذي يتوقعه من أي فرد فى أي لحظة ويصعب انتشال المريض من كربه ، فيفقد الشهية ولا ينام إلا عراراً ، ويعجز عن القيام بأي وجه من أوجه النشاط العادية ، وقد يستدعى الأمر إطعام المريض بالقوة ، ومن الأعراض المألوفة شكوى المريض من الفم والحلق ومن كثير من الأمراض الجسمانية التي لا وجود لها وتكون هذه الشكوى جزءاً من أوهامه وتتركز عادة حول وظائف المعدة والأمعاء وقد يصر بعض المرضى على عدم وجود معدة أو أمعاء لهم ، ويخشى على كثير من هؤلاء المرضى من محاولة الانتحار .

 

        ويعرفه أحمد عكاشه ، 1988 ، بأنه حالة من الحزن الشديد والعميق يشعر فيها المريض بفقدان قيمة الحياة وعدم الرضا وعدم القدرة على ممارسة الأنشطة السابقة ، مع الشعور بحالة من اليأس الشديد في مواجهة المستقبل وفقدانه القدرة على النشاط وصعوبة في التركيز والشعور بالهزيان التام مع وجود اضطراب في النوم والشهية للطعام .

        ويعرفه عبد الحكيم العفيفي 1990 ، بأنه يشير إلى درجة من الحزن المرتفع والشعور بالمرارة والميل إلى الشعور السوداوي في النظرة إلى الحياة الاجتماعية ، كما يفضل الأفراد الاستقلال والعزلة وعدم الاهتمام بالمظهر الجسمي .

 

 

        ويعرفه جابر عبد الحميـد 1990 ، بأنه يتمثل في مجموعة من الحالات الانفعالية التي تتسم بالحزن الشديد المسـتمر تتراوح بين حالات الحزن المقبول نسبياً ووصول الفرد إلى أعلى درجـات اليأس والقنوط ، كما أن هذه المشاعر تكون مصحوبة بفتور الهمة والتعب والإرهاق المستمر وفقدان الشهية ووجود صعوبة في إدراك الأشياء وضعـف في قدرة التركيز واتخاذ القــرارات ، كما أن الاكتئاب يتميز بوجـود أنماط مختلفة ودرجات متباينة .

        بينما يعرفه غريب عبد الفتاح 1990 ، بأنه يشير إلى خبرة وجدانية ذاتية تتبدى فى أعراض الحزن ، التشاؤم والشعور بالفشل ، عدم الرضا ، الشعور بالذنب ، عدم حب الذات ، إيذاء الذات ، الانسحاب الاجتماعي ، والتردد ، وتغير صورة الذات ، وصعوبة فى النوم ، والتعب ، وفقدان الشهية .

        ويعرفه أيدلبرج الاكتئاب بأنه عرض عصابي يتميز بتناقص الاهتمام بالعالم الخارجي وتزايد العدوان تجاه الذات ، حيث نقد الذات والإحساس بالذنب والندم وتأنيب الذات المترسب نتيجة فقدان موضوع ما لدى المكتئب .

        ويشير مصطفى حسين باهي وآخرون ، أن الاكتئاب يعبر عن مجموعة من الأعراض المركبة فيما يطلق عليها مفهوم الزملة الاكتئابية وتأخذ أعراضاً مختلفة من فرد إلى آخر فالبعض قد يتخذ الاكتئاب لديهم شكل أحاسيس قاسية من اللوم وتأنيب النفس ويجئ عند البعض الآخر مختلط مع شكاوي جسمية وأمراض بدنية .

        ويعرفه حامد زهران 1997 ، بأنه حالة من الحزن الشديد المستمر تنتج عن الظروف المحزنة الأليمة وتعبر عن شئ مفقود وغالباً لا يعي المريض المصدر الحقيقي لحزنه .

 

        وتعرفه فوقية محمد 2001 الاكتئاب بأنه حالة يشعر فيها الفرد بالكآبة والحزن ، تدنى الروح المعنوية وانعدام الأمل فى المستقبل ، نقص الاهتمام بالأنشطة ، كما يعبر عنه باللامبالاة والأعراض البدنية التى تشمل اضطرابات النوم ونقص الاهتمامات الاجتماعية .

 

 

 

        وتعرفه مريم حسن على ، أحمد محمد عبد الخالق ، 2004 ، بأن الاكتئاب مصطلح يستخدم لوصف مزاج (1) أو أعراض أو زملة (2) أعراض لاضطرابات وجدانية وتتمثل الحالة المزاجية للاكتئاب في الشعور باليأس والكآبة والحزن وانقباض الصدر .

تعقيب :

        من خلال إستعراضنا لمفاهيم الاكتئاب المختلفة يرى الباحث أنه رغم الاختلاف بين التعريفات السابقة لمفهوم الاكتئاب إلا أنها تعبر عن أن الاكتئاب هو بمثابة حالة من الحزن الشديد المتمثل فى هبوط الطاقة وانخفاض الهمة ، والشعور بالألم وتأنيب النفس وسوء المزاج ، وقلة الحيلة وفقدان الأمل والسعادة ، والانسحاب الاجتماعى والميل إلى الشعور السوداوى والنظرة المتشائمة للحياة مصحوبة باليأس الشديد وصعوبة فى الانتباه والتركيز بالإضافة إلى مجموعة من الأعراض البدنية والسلوكية والنفسية والمعرفية المتمثلة فى نقص الوزن وفقدان الشهية والأرق المتأخر ونقصان الحاجة الجنسية وتزايد العدوان تجاه الذات والأفكار الانتحارية وفقدان الاهتمام بالأنشطة العادية ، ونقص الإنتاجية فى العمل ، بالإضافة إلى إهمال النظافة الشخصية وهبوط الحركة والكسل العام والخمول الذهني والجسدي .

 

        كذلك أجمعت معظم التعريفات على أن الاكتئاب يعبر عن حالة من الحزن الشديد والمستمر تنتج عن الظروف المحزنة والأليمة ومن أصحاب هذه التعريفات :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) Mood .

(2) Syndrom .

(Wolman , 1973 , P , 94)                         (وليم الخولى ، 1976)

(طلعت منصور ، 1978)                       (سعد جلال ، 1987)

(أحمد عكاشة ، 1988)                         (إسهام أبو بكر ، 1988)

(حسين محمد ، 1989)                         (غريب عبد الفتاح ، 1990)

(جابر عبد الحميد ، 1990)                     (عبد الحكيم عفيفى ، 1990)

(جيمس كالات Kalat, 1992)                  (نادية الحسيني ، 1995)

(حامد زهران ، 1997)                         (عبد النادي موسى ، 2002)

 

        بينما ينظر البعض الآخر للاكتئاب على أنه ما يطلق عليه مرض العقاب الذاتي والتدمير الذاتي ومن أصحاب هذا الاتجاه . (أندرية مورالى ، 1979)

 

        فى حين ينظر إليه عبد الرؤوف ثابت 01986 بأنه قصور فى الأداء نتيجة النقص التدريجي فى الطاقة الحيوية حتى تتوقف فى النهاية وهو ما يعرف بالثبات

 

        ويرى محمود الزياد 1980 ، أن الاكتئاب عبارة عن استجابة عصابية تتسم بالشعور الشديد باليأس وهذه الاستجابة العصابية تستمر فترة من الوقت .

 

        فى حين يعرفه آخرون بأنه الدرجة التى يحصل عليها أفراد عينة البحث فى مقياس الاكتئاب والتي يعكس وجود أعراض الاكتئاب لديهم ومن أصحاب هذا الاتجاه النابغة فتحي محمد 2002 .

 

        ومن خلال ذلك نرى وجود اتفاق على أن الاكتئاب حالة من الحزن الشديد نتيجة للمواقف المحزنة والمحبطة التى يتعرض لها الفرد وتشتد خطورته عندما يصل إلى درجة التفكير فى الانتحار أو الإقبال الفعلى على الانتحار .

 

سمات الشخصية الاكتئابية قبل المرض :

        تتسم الشخصية الاكتئابية قبل المرض بالسمات الآتية :

1-          الانطواء والانسحاب والهدوء .

2-          الجدية والانغلاق والخجل .

3-          الأدب وقلة الأصدقاء .

4-          قلة الاهتمامات .

5-          المحافظة وتحاشى الملذات .

6-          الحساسية النفسية وقلة التحمل والميل إلى البكاء .

7-          التردد والحذر والجبن والسرية .

8-          العناد والخضوع والاعتماد على الآخرين .

9-          الميل إلى التبعية والتواضع الشديد .

10-     خفض قيمة الذات ولوم الذات .

11-     كبت الدوافع والشعور بالخيبة وعدم الأمن .

12-     سوء التوافق الجنسي .

13-     التضحية من أجل الآخرين والضمير الحى .

14-     سيطرة الأنا الأعلى على الشخصية والميل إلى الحياء والحشمة .

 

        كذلك يشير محمد رفعت أن بداية أعراض الاكتئاب تتمثل فى بعض الأعراض التى تظهر على الشاب أو الشابة المريضة (الأرق) فإن كانت عادتها النوم بعد الظهر تشكو من عدم استطاعتها ذلك كما يتمثل أيضاً مع مرور الوقت وتزايد الإعراض على شكل الاستيقاظ بالليل فى الساعات المبكرة ، الصداع والإجهاد ، والفقدان التدريجي للشهية .

 

أعراض الاكتئاب :

             ويقوم الباحث بسرد إعراض الاكتئاب المختلفة .

أولاً : الأعراض النفسية أو السيكوجية وتتمثل فى :

        يشير حامد زهران 1997 ، أن الأعراض النفسية كثيرة ومنها :

1-          البؤس واليأس والأسى وهبوط الـروح المعنوية والحزن الشديد الذى لا يتناسب مع سببه .

2-          انحراف المزاج وتقلبه والانكفاء النرجسي على الذات .

3-          عدم ضبط النفس وضعف الثقة فى النفس والشعور بالنقص ونقص الكفاية والشعور بعدم القيمة والتفاهة .

4-          القلق والتوتر والأرق .

5-          فتور الانفعال أو الانطواء والانسحاب والوحدة والانعزال والصمت والسكون والشرود حتى الهزول .

6-    التشاؤم المفرط وخيبة الأمل والنظرة السوداء للحياة والانخراط فى البكاء أحياناً أو التبرم فى أوضاع الحياة وعدم القدرة على الاستمتاع بمباهجها .

7-    اللامبالاة بالبيئة ، ونقص الميول والاهتمامات ونقص الدافعية وإهمال النظافة والمظهر الشخصي والإهمال العام وعدم الاهتمام بالأمور العادية فى المنزل وفى العمل وفى وقت الفراغ .

8-          بطء التفكير والاستجابة وصعوبة التركيز والتردد وبطء وقلة الكـلام وانخفاض الصوت .

9-          الشعور بالذنب واتهام الذات وتصيد أخطاء الذات وتضخيمها (وخاصة حول الأمور الجنسية) وتوقع العقاب .

10-  أفكار الانتحار أحياناً ومحاولة الانتحار فى الحالات الحادة ، ويلاحظ أن أغلب محاولات الانتحار من الإناث ، وأكثر الوسائل شيوعاً هى تناول جرعات كبيرة من الأدوية .

11-     تناقص الاهتمام بالعام الخارجي .

12-     تزايد العدوان الموجه ضد الذات فى صورة اتهام الذات ونقدها .

13-     الشعور بالذنب والندم .

14-     عقاب الذات الذى يصل فى الحالات الشديدة إلى الانتحار .

ثانياً : الأعراض السلوكية :

        يعرض سيمونز وآخرون " Simons et al , 1987 " مجموعة من الإعراض السلوكية التى يتسم بها مريض الاكتئاب منها :

1-          فقدان الطاقة (1) وانخفاض الدافعية عن المعتاد .

2-         الشعور بالإجهاد لأقل مجهود وفقدان السرور (2) .

3-          فقدان الاهتمام بالأنشطة العادية . (Simons, et a, 1987, P.P 702 - 703  )

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) Loss of energy .

(2) Loss of pleasur .

        بينما يشير أحمد عكاشة 1998 ، بعض الأعراض السلوكية وخاصة المظهر الخارجي للفرد المكتئب حيث :

1-    يبدو على وجهه سمة الحزن والكآبة فتظهر عيناه متعبة مرهقة وجفونه العليا مسدلة والسفلى مجعدة ومورمة وتتقوس حواجبه فوق العيون الحزينة وتتدلى زاوية الفم وكأنه لا يستطيع رفع فكه وترسم على الشفاه الامتعاض ويسير المريض مقوس الظهر لا يستطيع رفع عينه ولا يحرك يديه أو يعبر عن ذاته .

2-    إهمال النظافة الشخصية وفقدان القدرة على العمل بنفس الكفاءة ويرفض أحياناً الذهاب إليه وينعزل عن المجتمع ويداوم على الشـكوى بأن الحياة مملة وينتظر الموت .

3-    هبوط الحركة والكسل العام والخمول الذهني والجسدي الذى يعمل أحياناً إلى حد عدم الحركة والشلل التام والغيبوبة بعكس هذا فقد يصاب المريض بحالة من الإثارة والتهيج والاضطراب وزيادة فى الحركة ولا يستطيع الجلوس ويداوم على السير ذهاباً وإياباً دون توقف ويفرق يديه ويهز رجليه وترتجف أطرافه ويكثر كلامه ويعبر عن تبرمة وضيقه بالصراخ ، وتظهر هذه الإثارة والتهيج بوضوح فى حالات اكتئاب توقف الطمث .

4-          الإقدام على الانتحار وهو يعد من أخطر الأعراض .

5-    الإدمان (1) : حيث أشارت دراسة مكلان " Mclachan, 1976 " ودراســة جيز " Guze , 1990 " إلى وجود علاقة وثيقة بين الاكتئاب والإدمان وخاصة إدمان الكحوليات كما أكدت ذلك دراسة وينز 1991 . (هبة القشيشي ، 1994 ، ص 52)

 

ثالثاً : الأعراض الجسمية :

        تتعدد الأعراض الجسمية لدى مرضى الاكتئاب والتي يمكن ملاحظتها بسهولة منها :

1-          انقباض الصدر والشعور بالضيق والوجه المقنع .

2-          فقدان الشهية ورفض الطعام (لاعتقاده بعدم استحقاقه أو الرغبة فى الموت وهذا نوع من أنواع الانتحار) .

3-          نقص الوزن والإمساك .

ـــــــــــــــــــــــــــ

(1) Psychomotor Retardation

4-          الصداع والتعب (لأقل مجهود) وخمود الهمة والألم خاصة ألم الظهر (اللومباجو) .

5-          ضعف النشاط العام والتأخر النفسي الحركي والضعف الحركي والبطء وتأخر زمن الرجع .

6-          الرتابة الحركية واللازمات الحركية .

7-          نقص الشهوة الجنسية والضعف الجنسي (العنة عند الرجال) والبرود الجنسي واضطراب العادة الشهرية (عند النساء) .

8-          توهـم المرض والانشغال على الصحة الجســمية .

9-          الآلام البدنية وسوء تأدية الجسم لوظائفه .

10-     البوليما (الشراهة فى تناول الطعام) . (هبة إبراهيم ، 1998 ، ص ص 52 ، 53)

 

رابعاً : الأعراض المعرفية :

1-          انخفاض تقدير الذات (1) : وتتضمن الشعور بعدم الأهمية وحط المرء من شأن نفسه والنظرة السلبية للذات والإحساس بالدونية والنقص والشعور بالعجز (عدم الكفاية) ، كره الذات والإحساس بالذنب والتشاؤم بالنسبة للمستقبل .

2-          التشاؤم : فالأفراد المكتئبون يعتقدون أنهم لن يستطيعوا حل مشاكلهم وأن الأمور سوف تسير على غير ما يرام .

3-          انخفاض الدافعية : أن الأفـراد المكتئبون يعتقدون أنهم غير قادرين على حل مشاكلهم .

4-          المبالغة فى خطورة المشاكل : ويكون متطرفاً فى بعض الحالات لدرجة أن الفرد يصاب بالضلالات (2) ويعتقد أن لديه تدهور فى وظائف المخ .

5-          بطء عمليات التفكير : فالأفراد المكتئبون تنقصهم الدافعية والقدرة العقلية على التفكير السريع والعمل بنشاط وفاعلية على حل المشكلة ، فنجدهم غير قادرين على العمل بكفاءة خاصة عند أداء الأعمال التى تتطلب سرعة فى الأداء مثل حل مسائل حسابية فى وقت محدود .

6-          تعميم الاتجاهات السلبية (3) : حيث أوضحت الدراسات أن الدرجة التي يعمم بها الأشخاص مشاكلهم ترتبط بدرجة خطورة اكتئابهم .

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) Low self .       (2) Delusrons .        (3) Generalization of negative attitvdes .

7-          اضطراب التفكير والإدراك فتبدى عليهم ملامح قلة الانتباه .

8-          نقص القدرة على التفكير .

9-          عدم القدرة على التركيز .

10-     أخطاء سرعة البديهة .

11-     التردد فى اتخاذ القرار .

12-     النسيان المستمر .

13-     انخفاض تقدير الذات .

14-     تشويه المدركات .

15-     اضطراب الذاكرة وتوقع الفشل فى كل محاولة .

16-     استشعار خيبة الأمل فى الحياة .

17-     عدم القدرة على التركيز الذهني .

 

خامساً : الأعراض الفسيولوجية :

1-          فقدان الشهية ورفض الطعام (الاعتقاد بعدم استحقاقه) أو الرغبة فى الموت وهذا نوع من أنواع الانتحار ونقص الوزن .

2-          نقص الشهوة الجنسية والضعف الجنسي (العنة عند الرجال) والبرود الجنسي واضطراب العادة الشهرية (عند النساء) .

3-          ضيق التنفس .

4-          الطنين فى الأذن .

5-          صعوبة فى الفهم وانتفاخ فى البطن .

6-          حرقان فى الجلد وألم فى الشعر والإمساك .

7-          اضطراب فى النوم أي الشعور بالأرق الشديد والمستمر .

8-          العجز الجنسي .

9-          اضطراب الجهاز العصبي الأتونومى المستقل .

 

سادساً : الأعراض العامة :

1-    نقص الإنتاج عن ذي قبل والشعور بالفشل وعدم التمتع بالحياة كما كان الحال من قبل .

margin: 0in 37.5pt 0pt 0in; text-indent: -19.5pt; text-align: justify; mso-list: l5 level1 lfo8; tab

المصدر: اجزاء من رسالة ماجستير الباحث ناجى داود 2005
Nagydaoud

مع اطيب امنياتى بحياة سعيدة بناءة من اجل نهضة مصر

  • Currently 50/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
16 تصويتات / 2286 مشاهدة
نشرت فى 15 مايو 2011 بواسطة Nagydaoud

ساحة النقاش

دكتورناجى داود إسحاق السيد

Nagydaoud
هدف الموقع نشر ثقافة الارشاد النفسى والتربوى لدى الجميع من خلال تنمية مهارات سيكولوجيا التعامل مع الاخرين ، للوصول إلى جودة نوعية فى الحياة مما ينعكس على جودة العملية التعليمية مما يساهم فى تحقيق الجودة الشاملة فى شتى المجالات للارتقاء بوطننا الحبيب ، للتواصل والاستفسارات موبايل 01276238769 // 01281600291 /nnng75@hotmailcom »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

887,279