الفساد في المجتمعات العربية
ندى امين الاعور
لا شك بأن المجتمعات العربية تعاني من فساد متوارث انتقل من جيل الى جيل. والفساد افقيا كان ام عموديا يؤثر سلبا على طبيعة النظام السياسي الحاكم وعلى السلوك اليومي لعامة المواطنين. فرفاهية الحياة لا يمكن لها التواجد مع الفساد المستشري في اي مجتمع وفي اي مكان. هنا لا بد من السؤال: هل التخلف هو سبب استمرار الفساد في المجتمعات ام الفساد هو سبب التخلف؟ في مصر مثلا اشتكى الرئيس جمال عبد الناصر من الفساد الاجتماعي في كتابه "فلسفة الثورة" الذي صدر منذ العام 1954. اما حفيده جمال خاد عبد الناصر فاشتكى من الفساد عينه خلال العام 2013 في مقال له نشر في "بوابة الشروق" تحت عنوان "الى اين تمضي مصر؟ ". هنا لا بد من طرح سؤال آخر : لماذا لم يتمكن الرئيس جمال عبد الناصر من القضاء على الفساد بالرغم من شعبيته ومن سيطرته التامة على الحكم من العام 1956 الى العام 1970؟ ومعوقات القضاء على الفساد في المجتمعات العربية كثيرة منها مثلا:- النظام الاجتماعي القبلي الذي يعطل دور القضاء في حل النزاعات.- النظام الاداري البيروقراطي الذي يعوق حصول المواطن على حقه من المستندات الحكومية دون اللجوء الى "الواسطة" او الى "الرشوة".- استغلال النفوذ السياسي لتحقيق مصالح خاصة و لتوجيه القرارات والسياسات والتشريعات. - السيطرة السياسية على السلطة القضائية وعدم استقلاليتها.هنا يأتي السؤال الأهم عن امكانية القضاء على الفساد في لبنان الذي يتمتع بنظام سياسي ديمقراطي نظريا وطائفي عمليا؟ فالانتخابات النيابية الأخيرة حملت الى المجلس النيابي عددا قليلا من الشخصيات الاصلاحية التي تطالب باستقلالية القضاء بشكل جدي، وهو امر اذا حصل فعلا لا بد ان يساهم في تحجيم الفساد المستشري ومن ثم في اصلاحه جذريا. لا شك بأن الايام القادمة ستوضح لنا هذا الموضوع.
LikeCommentShare