الأزهر الشريف حصن الأمة الحصين
بقلم : عبد الفتاح نيازى
ودارت الأيام ، ورد الله للأزهر الشريف مكانته العليا التي يسعى المفلسون لوأدها ؛ فقد اجتمع الفرقاء تحت لواء أزهرنا العامر وبرعاية كريمة من شيخه الطيب ليعلنوا للدنيا بأسرها أن مصر ماعزَّت إلا بقوة الأزهر ، وما ذلَّت إلا بضعفه وانهياره ..
لطالما سعى المستعمرون لكسر شوكة الأزهر التي كانت وستظل تؤلم حلوقهم ؛ فالتاريخ يذكر أن قادة الحملة الفرنسية قد دنسوا الأزهر بخيولهم محاولين إهانة هذه الجامعة العريقة ، وأن الإنجليز حين أرادوا غزو مصر واحتلالها كان همّهم الأول هو إضعاف الأزهر وتفتيت وحدة أبنائه وزعزعة ثقة أبناء الأمة في علمائه الأجلاء ..
لطالما حاول أعداء الإسلام وأعداء الوطن شق الصف تارة بمحاولات فصل الأوقاف التي كانت تنفق على طلاب العلم الأزاهر حتى تحقق لهم ذلك ، وتارة ببث الأفكار والمذاهب الهدامة التي أنتجتها الدعوة الوهابية المكفرة لعامة المسلمين وخاصتهم والمحرضة على قتل كل من يخالف أفكار ابن عبد الوهاب وغير ذلك من الأفكار الماسونية الداعية للابتعاد عن الدين حين أرسل الإنجليز المدعو جمال الدين الأفغاني لينشر هذه الأفكار الشيطانية بين أبناء مصر ، ورغم طرده من أرض الكنانة شر طردة فقد تحقق لهم ما أرادوه يوم دخلت تلك الأفكار لتفتت وحدة أبناء الأزهر ..
وهنا أحيلُ السادة القراء إلى ماورد عن الأفغاني وتلميذه النجيب (محمد عبده) بموقع "فرسان السنة" ليدرك من لايعلم حقيقة هؤلاء الأشرار وحقيقة دورهم من أجل هدم الدين وقلعته الحصينة (الأزهر الشريف) :
و اشتهر عنه (يقصد جمال الدين الأفغاني) القول بوحدة الأديان ، و لا نحتاج كثيرا من الأدلة لإثبات هذه التهمة لكونها من ثمرات الاعتقاد بوحدة الوجود ، كما أن صِلاته باليهود و النصارى و دولهم ، و كذلك صِلاته بغيرهم من أهل الملل تؤكد هذا الأمر ، وكذلك انتسابه وترؤسه للمحافل الماسونية التي تدعو الى ذلك بكل صراحة ووضوح ..
يقول "شيخ الاسلام" ـ في الدولة العثمانية ـ مصطفي صبري عن دعوة الأفغاني ومحمد عبده :
(( وأما الدعوة الإصلاحية المنسوبة الى محمد عبده فخلاصته أنه زعزع الأزهر عن جموده على الدين !! فقرب كثيراً من الأزهريين الى اللادينيين ولم يقرب اللادينيين الى الدين خطوة وهو الذي أدخل الماسونية في الأزهر بواسطة شيخه جمال الدين الأفغاني كما أنه شجع قاسم أمين على ترويج السفور في مصر )) ( 1/133-134 ..
و يقول تلميذه محمد عبده :
( وإنَّا نرى التوراة والإنجيل والقرآن ستصبح كتباً متوافقة وصحفاً متصادقة يدرسها أبنا الملتين ويوقرها أرباب الدينين فيتم نور الله في أرضه ويظهر دينه الحق على الدين كله) ، (الأعمال الكاملة لمحمد عبده جمع محمد عمارة ( 2/363-364) ..
هـ القول بنظرية النشوء و الارتقاء :
و اشتهر عنه القول بنظرية النشوء و الارتقاء ، و هي تهمة متفرعة عن التهمة الأولى ـ الإلحاد ـ ، يقول الشيخ رشيد رضا ـ عن الأفغاني ـ :
(وكلامه في النشوء والترقي يشبه كلام داروين) . انظر: "تاريخ الأستاذ الإمام"ـ (1/79 ) ..
انتهى المنقول عن موقع فرسان الحق .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يقول رب العزة ـ جل وعلا ـ :"والله متم نوره ولو كره الكافرون" ، وها قد جاء اليوم الذي يعود لأزهرنا الغالي دوره الحقيقي في لم شمل الأمة ورأب الصدع بعد أن ظل المفسدون لسنوات طوال يشوهون صورة علمائه مدعين أنهم علماء الحكومة حين كانت الحكومات علمانية ظالمة لاترعى دينا ولا تأبه لعقيدة ولا تحرص على مقدس من المقدسات ، ولايزال الكثيرون بعد أن نصر الله بيت العلم وركن الدين الركين وجمع أبناء الأمة ـ حتى النصارى منهم ـ تحت لوائه ، لايزال هؤلاء يدسون للأزهر وعلمائه الأجلاء مدعين أن الأزهر قد اقحم نفسه وعلماءه فيما لا يخصهم من أمور السياسة ناسين أو متناسين أن دفع الضرر وجلب المصلحة للأمة وأبنائها من أدق وأخص مهام القائمين على أمور الدين الحنيف الذي جاء لبناء الإنسان ودفعه للتنمية والبناء وليس ليجعل منه درويشا زاهدا في متاع الدنيا عازفا عن تعميرها ـ كما يريد المبطلون ..
اللهم أعز الأزهر ورجاله ورد إليهم هيبتهم ودورهم الحق في قيادة الأمة ليخلصونا من أدعياء الدين وأتباع الملل الفاسدة المستوردة !!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نشر هذا المقال بجريدة "الرئيس" الإلكترونية
فى قسم عبد الفتاح نيازى (كُتَّاب الرئيس)
الأحد, 03 فبراير 2013 11:21