الحشرات تنقل الأمراض وتلوث الغذاء.. والنظافة تحميك منها!!

   تناولنا في الجزء السابق موضوع انتشار الحشرات وتكاثرها قضية متواصلة ومعضلة معقدة تنتقل من جيل إلى جيل عبر آلاف السنين. فالحشرات الزاحفة والطائرة والآفات الصحية التي تحيط بالانسان من ألد أعدائه المسببة للأمراض أو الناقلة للعدوى وتشمل البعوض، والذباب والقمل والبراغيث والصراصير، ومن الآفات الزراعية التي تسبب دماراً وخسارة اقتصادية عظمى للنباتات والأشجار ومنتوجاتها وتشمل الزواحف والقوارض والجراد ودودة القطن ومن الآفات التي تصيب الحيوانات وتؤثر على صحتها وتؤثر على انتاجها من اللحوم والبيض والألبان وكذلك تؤثر على حياتها والقضاء عليها، ونواصل في هذا العدد عرض تفصيلي ونستكمل ما سبق طرحة.

الحمى الرعاشة

وينتقل مرض الملاريا (الحمى الرعاشة) عندما تلدغ البعوضة انساناً مريضاً بمرض الملاريا وهو من الأمراض الفتاكة حيث تمتص دمه وتنتقل مع دم الإنسان المصاب عدوى الملاريا عن طريق لعابها فيصاب الشخص السليم بهذا المرض، وانثى البعوض هي الناقل لهذا المرض الفتاك ومازالت شعوب افريقية تعاني منه ويحصد أرواح الآلاف من البشر في القارة السوداء لذلك يجب إبادة البعوض ومكافحته وتتم المكافحة بالتالي:

ردم البرك والمستنقعات والمياه الراكدة حتى لا تجد البعوضة مكاناً لوضع البيض والنمو والتكاثر. وإذا صعب ردم المستنقعات والمساحات المائية فيجب وضع الزيوت على سطح المياه الراكدة، واستخدام المبيدات لقتل يرقات البعوض في البرك، أما في المنازل فيجب وضع الشباك من السلك الرفيع على النوافذ لمنع دخول البعوض الى المنازل، كذلك يجب حماية الأطفال والنائمين باستعمال "الناموسية" ورش المنازل والمزارع بالمبيدات الحشرية وتوعية الأهالي والمجتمعات بأخطار البعوض وبالمحافظة على النظافة واستخدام الطائرات لرش المزارع والمساحات الكبيرة إذا لزم الأمر.

الذباب

ومن الآفات المنزلية الضارة بالصحة العامة والخاصة هي الذباب المنزلي وهي حشرات قذرة تعيش في أكوام الفضلات والقاذورات ويوجد في اجسامها وارجلها شعر كثير لزج تلتصق به الأوساخ، حيث تتغذى الذبابة المنزلية على الأوساخ والقاذورات وتنقل هذه القاذورات من اكوام الزبالة الى طعامنا وغذائنا وشرابنا وكذلك تنقله الى عيوننا وايدينا ومع هذه الاوساخ والقاذورات تنتقل هذه العدوى والجراثيم الضارة عن طريق هذه الذبابة التي تفتك بالمجتمعات وتنقل اليها العدوى من الامراض وتصيبهم بكثير من العدوى فهي تنقل عدوى الكوليرا والتيفوئيد والاسهال والدوسنتاريا وكذلك عدوى الرمد الصديدي اذا اصابت العيون وقد تصيبها بالعمى او ضعف البصر.

والذباب عند نزوله الى اطباق الطعام واكواب الشراب فانه يلوثها بعدوى الامراض واذا اكل او شرب هذا الطعام او الشراب الملوث اصاب الانسان باذن الله المرض الفتاك ويبقى طريح الفراش، وتنتقل العدوى من المريض الى الشخص السليم بسهولة، وتضع الذبابة البيض على القاذورات والفضلات والاماكن الرطبة ويفقس البيض ويتحول الى يرقات حيث تتغذى هذه اليرقات وتنمو وتتحول الى حشرة كاملة. ولخطورة الذباب ونقله العديد من الامراض الفتاكه فيجب مكافحته وتكون المكافحة بالتالي:

النظافة مهمة في ابعاد هذه الحشرة الضارة، فالاماكن والملابس النظيفة لا يقترب منها الذباب.

الامتناع عن رمي القمامة وخلفات الاطعمة في الشوارع والاماكن العامة وتنظيف الغرف والمجالس المنزلية بكل عناية حفظ وتجميع القمامة المنزلية في صناديق مغلفة حتى يصعب وصول الذباب الى هذه المخلفات. تغطية الاطعمة المكشوفة وعدم تعريضها للذباب وعدم تناول الاطعمة والحلويات المكشوفة. الاهتمام بنظافة المنازل ووضع الشباك على النوافذ حتى يصعب دخول الذباب اليها.

المحافظة على النظافة العامة وعدم البصق في الشوارع وعدم التبرز او التبول في الأماكن العامة والمكشوفة، استعمال مصائد الذباب ورش الذباب بالمبيدات الحشرية، رش المخلفات والنفايات بالمبيدات الحشرية.

البق

ومن الآفات والحشرات الضارة للإنسان البق، وهذه الحشرة تعيش على امتصاص دم الإنسان وتسبب له ألماً شديداً يؤدي الى حك واحمرار والتهاب للجلد المصاب. أن تواجد البق في المنازل او في الاستراحات او في المزارع أثناء الليل يؤدي إلى حرمان الانسان من النوم والراحة. وتتواجد البق بكثرة وفي شقوق المنازل وتحت الأسرة وبين الأخشاب وفي المنتزهات والمزارع ويتحمل البق العيش فترة طويلة بدون غذاء في فصل الشتاء. والبق من الحشرات الضارة ولمكافحته يجب سد جميع الشقوق والفتحات المظلمة في المنازل حتى لاتكون مأوى وملاذا لهذه الحشرات.

يجب غسل الملابس وفرش النوم غسلاً جيداً وتعريضها للهواء الطلق واشعة الشمس واستعمال المبيدات الحشرية والتعاون مع الهيئات المسؤولة عن النظافة ورش المبيدات للقضاء على الحشرات الضارة بالانسان والحيوان.

الصراصير

ومن الحشرات والآفات الضارة بصحة الانسان والحيوان هي الصراصير. والصرصور حشرة ضارة يعلق بها الاوساخ والمكروبات وتحدث الامراض التي تفتك بالانسان والحيوان والصراصير تحب العيش بالظلام وتتكاثر في المراحيض ودورات المياه والبالوعات والمطابخ المهملة وغير النظيفة وتعيش وتتكاثر على القمامات والزبالة والنفايات. وتنقل الصراصير امراض حمى التيفوئيد والاسهال والدوسنتاريا حيث تنقل العدوى والاوبثة من المريض المصاب الى الشخص السليم عن طريق الأغذيه والاطعمة والاشربة المكشوفة لذلك يجب المحافظة على تغطية الاطعمة والمأكولات وعدم تركها مكشوفة ومعرضة للحشرات والهوام والدواب. وتتكاثر الصراصير ببيض تضعه في كيس به حوالي 20 بيضة خلف الابواب وفي المواضع المظلمة والرطبة وتحت المراحيض وفي شقوق جدران دورات المياه والابواب وتخرج من البيض الحشرات والتي تدعى حورية تنمو وتكبر الى صرصور كامل ويعيش في دورات المياه والبالوعات.

ولمكافحة الصراصير يجب عدم رمي مخلفات الاطعمة على اسطح ارضية المنازل والغرف والمطابخ ودورات المياه، نظافة ادراج المطابخ والمحافظة عليها نظيفة وذلك بتكرار التنظيف لهذه الادراج واواني الطبخ، رش البالوعات ودورات المياه بالمبيدات الحشرية الخاصة، بناء جدران المطابخ ودورات المياه ومداخل المنزل على شكل جدران ملساء تعيق حركة وسير الحشرات عليها.

القمل

ومن الحشرات الضارة والآفات الخطيرة على الانسان وصحته هي حشرات القمل. حيث ان هذه الحشرات تمتص وتعيش على دم الانسان والحيوان حيث انه غذاؤها الوحيد وكذلك فان بيض القمل لا يعيش الا على الانسان والحيوان حيث ان درجة حرارته هي البيئة المناسبة لتفقيس البيض. ومن مخاطر القمل على الحياة البشرية أنه ليس ممتصاً لدم الانسان فقط بل ينقل اليه كثيراً من الامراض مثل الحمى الراجعة وحمى التيفوس وتحدث له امراضاً جلدية كالقرع، وحشرة القمل تضع بيضاً وتخرج منه حوريات تتحول بعد فترة الى حشرة كاملة، وللقمل انواع فبعضه يعيش في الرأس وبعضه على الشعر تحت الأباط وبعضه يعيش فقط على العانة والبعض الآخر يعيش على الجلد او الجسم وقمل الشعر يضع بيضه على الشعر ويلصقه بمادة غروية يفرزها مع البيض.

وينتقل القمل عن طريق الملامسة للشخص المصاب والملوث بالقمل حيث ينتقل للشخص السليم او الشخص الخالي من الثمل وينتقل القمل كذلك عن طريق الملابس المحتوية على القمل وتنتقل الى ملابس الشخص السليم او ينتقل من الامشاط وفرش الشعر وادوات الحلاقة وهذه طريقة سهلة وسريعة لنقل القمل والبيض من شخص مصاب موبوء الى شخص سليم وخاصة في صالونات الحلاقة غير النظيفة التي يستعمل فيها اغطية للشعر وفرش بدون غسل لكل شخص على حده. وينتقل القمل بكثرة بين طلبة المدارس في جميع بلدان العالم وخاصة بين الصفوف الأولى.

وللوقاية من القمل يجب المحافظة على نظافة وتغيير الملابس في فترات متقاربة، ويجب المحافظة على الجسم والشعر تماماً والتخلص من الشعر غير المرغوب به في فترات قصيرة، وعدم الاختلاط بالاشخاص المصابين والحاملين للقمل والبيض ووضع الملابس في صناديق مغلقة وخاصة المصابة منها ويرش عليها مبيداً حشرياً ويجب غسل الملابس المصابة وكيها.

الذباب

وكذلك القمل

البق

البعوضة تنتقل مرض الملاريا (الحمى الرعاشة)

المصدر: صحيفة الرياض
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 442 مشاهدة
نشرت فى 21 ديسمبر 2014 بواسطة MuhammadAshadaw

بحث

تسجيل الدخول

مالك المعرفه

MuhammadAshadaw
مكافحة اضرار المخدرات والتدخين ومقالات اسلامية وادبية وتاريخيه وعلمية »

عدد زيارات الموقع

902,174

المخدرات خطر ومواجهة

مازال تعاطي المخدرات والاتجار فيها من المشكلات الكبرى التي تجتاح العالم بصفة عامة والعالم العربي والإسلامي بصفة خاصة وتعتبر مشكلة المخدرات من أخطر المشاكل لما لها من آثار شنيعة على الفرد والأسرة والمجتمع باعتبارها آفة وخطراً يتحمل الجميع مسؤولية مكافحتها والحد من انتشارها ويجب التعاون على الجميع في مواجهتها والتصدي لها وآثارها المدمرة على الإنسانية والمجتمعات ليس على الوضع الأخلاقي والاقتصادي ولا على الأمن الاجتماعي والصحي فحسب بل لتأثيرها المباشر على عقل الإنسان فهي تفسد المزاج والتفكير في الفرد وتحدث فيه الدياثة والتعدي وغير ذلك من الفساد وتصده عن واجباته الدينية وعن ذكر الله والصلاة، وتسلب إرادته وقدراته البدنية والنفسية كعضو صالح في المجتمع فهي داخلة فيما حرم الله ورسوله بل أشد حرمة من الخمر وأخبث شراً من جهة انها تفقد العقل وتفسد الأخلاق والدين وتتلف الأموال وتخل بالأمن وتشيع الفساد وتسحق الكرامة وتقضي على القيم وتزهق جوهر الشرف، ومن الظواهر السلبية لهذا الخطر المحدق أن المتعاطي للمخدرات ينتهي غالباً بالإدمان عليها واذا سلم المدمن من الموت لقاء جرعة زائدة أو تأثير للسموم ونحوها فإن المدمن يعيش ذليلاً بائساً مصاباً بالوهن وشحوب الوجه وضمور الجسم وضعف الاعصاب وفي هذا الصدد تؤكد الفحوص الطبية لملفات المدمنين العلاجية أو المرفقة في قضايا المقبوض عليهم التلازم بين داء فيروس الوباء الكبدي الخطر وغيره من الأمراض والأوبئة الفتاكة بتعاطي المخدرات والادمان عليها.