أهمية الصبر في حياة المسلم

 

الصبر صفة مهمة في حياة المؤمن وهو خلق إسلامي وهو أساس الالتزام بأوامر الله تعالى، واجتناب نواهيه، وهو يعين الداعية في السير إلى الأمام بعد التأمل في سير العظماء الرجال من علماء ومجاهدين ومن كرماء وأبطال الصابرين، وما لاقوه من صنوف البلاء وألوان الشدائد، وبخاصة أصحاب الدعوات وحملة الرسالات من أنبياء الله ورسله المصطفين الأخيار، الذين جعل الله من حياتهم وجهادهم دروسًا بليغة لمن بعدهم ليتخذوا منها أسوة، ويتعزوا بها عما يصيبهم من متاعب الحياة وأذى الناس، يقول الله تعالى: {فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ} [الأحقاف: من الآية 35]، وأمتنا الإسلامية على مر عصورها لم تخل من نماذج عظيمة وقمم سامقة، سواء في ميادين العلم والعبادة أو ميادين الجهاد والدعوة أو ميادين العطاء والتضحية وسجل لهم التاريخ مواقفهم الثابتة كي يقتدى بهم من أهل الصبر والعزائم. وقد وعد الله الصابرين الأجر الجزيل في الدنيا والآخرة وبين أنه مع الصابرين، وبناء على هذه الأهمية البالغة للصبر نتناول بالتفصيل معنى الصبر وأنواعه وفضيلته ومنزلته ومجالاته والأسباب المعينة عليه لزوار شبكة رسالة الإسلام.

الصبر لغة: الحبس يقال: صبر على الأمر: احتمله ولم يجزع (المعجم الوسيط- مادة صبر).

وشرعًا: حبس النفس على ثلاثة أمور:

الأول: على طاعة الله.

الثاني: على محارم الله.

الثالث: على أقدار الله المؤلمة. 

1- الأمر بالصبر:

قال الله تعالى: {واتبع ما يوحى إليك واصبر حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين} [يونس: 109].

وقال تعالى: {واصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين} [هود: 115] وقال تعالى: {وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين واصبر وما صبرك إلا بالله ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون} [النحل: 126- 128].

وقال تعالى: {واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور} [لقمان: 17].

يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «الصبر ضياء» رواه مسلم.

وقال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله: لما علم أنه لابد أن يبتلى إذا أمر ونهى، وأن الأمر والنهي مشقة على النفس أمره بالصبر على ذلك فقال: {واصبر على ما أصابك إن ذلك} الذي وعظ به لقمان ابنه {من عزم الأمور} أي من الأمور التي يعزم عليها ويهتم بها ولا يوفق لها إلا أهل العزائم. (تيسير الكريم الرحمن ص 597).

وبعد أن قص الله على نبيه قصة نوح عليه السلام وما حدث له مع قومه ومع ابنه قال: {تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا فاصبر إن العاقبة للمتقين} [هود: 49].

2- الصبر سلاح المؤمن:

قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين} [البقرة: 153].

عن أبي إبراهيم عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أيامه التي لقي فيها العدو انتظر حتى مالت الشمس قام فيهم فقال: «يا أيها الناس لا تتمنوا لقاء العدو واسألوا الله العافية فإذا لقيتموهم فاصبروا واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف»، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: «اللهم منزل الكتاب ومجري السحاب وهازم الأحزاب اهزمهم وانصرنا عليهم» متفق عليه.

وعن خباب بن الأرت رضي الله عنه قال: شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة فقلنا: ألا تستنصر لنا؟ ألا تدعو لنا؟ فقال: «قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض فيجعل فيها ثم يؤتى بالمنشار فيوضع على رأسه فيجعل نصفين ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه ما يصده ذلك عن دينه والله ليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضر موت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون» رواه البخاري وفي رواية: «وهو متوسد بردة وقد لقينا من المشركين شدة».

ويقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: يبتلى الإنسان في بدنه ويبتلى في ماله يفقده، ويبتلى في أهله، ويبتلى في مجتمعه، المهم أن أنواع البلايا كثيرة تحتاج إلى صبر ومعاناة فيصبر الإنسان نفسه عما يحرم عليه من إظهار الجزع باللسان أو بالقلب أو بالجوارح. (شرح رياض الصالحين ص 12).

3- الصبر يميز المؤمن من أدعياء الإيمان:

يقول الله تعالى: {ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب} [آل عمران: 179].

ويقول سبحانه: {إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين} [آل عمران: 140- 141].

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من يرد الله به خيرًا يصب منه» رواه البخاري.

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن عظم الجزاء مع عظم البلاء وإن الله تعالى إذا أحب قومًا ابتلاهم فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط» رواه الترمذي.

ويقول الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله: فالمؤمن إذا ابتلي بمرض أو فقر أو نحوه من الأعراض التي كل أحد عرضة لها فإنه بإيمانه وبما عنده من القناعة والرضا بما قسم الله له تجده قرير العين لا يتطلب بقلبه أمرا يقدر له ينظر إلى من هو دونه ولا ينظر إلى من هو فوقه وربما زادت بهجته وسروره وراحته على من هو متحصل على جميع المطالب الدنيوية إذا لم يؤت القناعة.

كما تجد هذا الذي ليس عنده عمل بمقتضى الإيمان إذا ابتلي بشيء من الفقر أو فقد بعض المطالب الدنيوية تجده في غاية التعاسة والشقاء. (الوسائل المفيدة للحياة السعيدة ص 14- 15).

4- منزلة الصابرين:

قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين} [البقرة: 153].

وقال: {ولنجزين الذين صبروا أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون} [النحل: 96].

وقال: {وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا} [الإنسان: 12].

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله تعالى وما عليه خطيئة» رواه الترمذي.

وعن عائشة رضي الله عنها: «أنها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الطاعون فأخبرها أنه كان عذابًا يبعثه الله تعالى على من يشاء فجعله الله رحمة للمؤمنين فليس من عبد يقع في الطاعون فيمكث في بلده صابرًا محتسبًا يعلم أنه لا يصيبه إلا ما كتب الله له إلا كان له مثل أجر الشهيد» رواه البخاري.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يقول الله تعالى: ما لعبدي المؤمن عندي جزاء إذا قبضت صفيه من أهل الدنيا ثم احتسبه إلا الجنة» رواه البخاري.

ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن الصبر: هو سبب الإمامة في الدين كما قال تعالى: {وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون} [السجدة: 24]. (في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ص 36).

يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: ففي حديث عائشة رضي الله عنها دليل على فضل الصبر والاحتساب وأن الإنسان إذا صبر نفسه في الأرض التي نزل فيها الطاعون ثم مات به كتب الله له مثل أجر الشهيد. (شرح رياض الصالحين 1/ 174).

1- الصبر على طاعة الله:

يقول الله تعالى: {رب السماوات والأرض وما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سميًا} [مريم: 65] ويقول: {وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقًا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى} [طه: 132].

وقد قدم الله تعالى الصبر على العمل فقال: {إلا الذين صبروا وعملوا الصالحات} [هود: 11].

يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: أن يصبر الإنسان على طاعة الله لأن الطاعة ثقيلة على النفس تصعب على الإنسان وكذلك ربما تكون ثقيلة على البدن بحيث يكون مع الإنسان شيء من العجز والتعب وكذلك أيضًا يكون فيها مشقة من الناحية المالية كمسألة الزكاة ومسألة الحج. (شرح رياض الصالحين 1/ 121- 122).

2- الصبر على محارم الله:

قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون} [المنافقون: 9].

وقال تعالى: {وليستعفف الذين لا يجدون نكاحًا حتى يغنيهم الله من فضله} [النور: 23].

وقال تعالى: {وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين} [النحل: 126].

وعن أنس رضي الله عنه قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم على امرأة تبكي عند قبر فقال: «اتقي الله واصبري» فقالت: إليك عني، فإنك لم تصب بمصيبتي ولم تعرفه فقيل لها: إنه النبي صلى الله عليه وسلم فأتت باب النبي صلى الله عليه وسلم فلم تجد عنده بوابين فقالت: لم أعرفك فقال: «إنما الصبر عند الصدمة الأولى» متفق عليه وفي رواية لمسلم: «تبكي على صبي لها».

3- الصبر على الدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:

قال تعالى: {وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور} [لقمان: 17].

وأمر عز وجل رسوله صلى الله عليه وسلم به فقال: {ولربك فاصبر} [المدثر: 7].

وقال تعالى: {وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين} [آل عمران: 146].

وقال تعالى: {ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا وأوذوا حتى أتاهم نصرنا ولا مبدل لكلمات الله ولقد جاءك من نبأ المرسلين} [الأنعام: 34].

وأخبر سبحانه المؤمنين بوقوع الابتلاء فقال: {لتبلون في أموالكم وأنفسكم ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرًا وإن تصبرا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور} [آل عمران: 186].

وقد أنكر الإمام عماد الدين الجماعيلي المقدسي رحمه الله على فساق وكسر ما معهم، فضربوه حتى غشي عليه (سير أعلام النبلاء للذهبي 22/ 50).

وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسيره لقوله تعالى: {واصبر على ما أصابك}: علم أن الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر لابد أن يناله من الناس أذى فأمره بالصبر وقوله: {إن ذلك من عزم الأمور} أي إن الصبر على أذى الناس لمن عزم الأمور. (تفسير القرآن العظيم 3/ 490).

4- الصبر حين البأس:

قال الله تعالى: {والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا} [البقرة: 177].

وقال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرًا لعلكم تفلحون وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطرًا ورئاء الناس ويصدون عن سبيل الله} [الأنفال: 45- 47].

قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تتمنوا لقاء العدو واسألوا الله العافية فإذا لقيتموهم فاصبروا واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف» متفق عليه.

يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: الواجب على الإنسان أن يقابل ما يحصل من أذية الكفار بالصبر والاحتساب وانتظار الفرج ولا يظن الأمر ينتهي بسرعة وينتهي بسهولة قد يبتلي الله عز وجل المؤمنين بالكفار يؤذونهم وربما يقتلونهم كما قتلوا الأنبياء. (شرح رياض الصالحين 1/ 192).

5- الصبر عند المصيبة والغضب:

يقول تعالى: {وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون} [البقرة: 155- 156].

ويقول سبحانه: {وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم} [فصلت: 35].

عن أبي يحيى صهيب بن سنان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عجبًا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذلك إلا للمؤمن: إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له» رواه مسلم.

عن أنس رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الله عز وجل قال: إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه فصبر عوضته منهما الجنة» يريد عينيه رواه البخاري.

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: الصبر صبران: صبر عند الغضب وصبر عند المصيبة كما قال الحسن: ما تجرع عبد جرعة أعظم من جرعة حلم عند الغضب وجرعة صبر عند المصيبة وذلك لأن أصل ذلك هو الصبر على المؤلم وهذا هو الشجاع الشديد الذي يصبر على المؤلم. (الأمر بالمعروف ص 42).

ووصف كعب بن زهير من وصفه من الصحابة المهاجرين فقال:

لا يفرحون إذا نالت سيوفهم *** قوما وليسوا مجازيعا إذا نيلوا

وكذلك قال حسان بن ثابت:

لا فخر إن هم أصابوا من عدوهم *** وإن أصيبوا فلا خور ولا هلع

وقال بعض العرب في صفة النبي صلى الله عليه وسلم: «يغلب فلا يبطر ويغلب فلا يضجر».

1- المعرفة بطبيعة الحياة الدنيا:

قال تعالى: {لقد خلقنا الإنسان في كبد} [البلد: 4].

وقال: {إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس} [آل عمران: 140].

2- اليقين بحسن الجزاء:

قال الله تعالى: {نعم أجر العاملين الذين صبروا وعلى ربهم يتوكلون} [العنكبوت 58- 59].

وقال: {ما عندكم ينفد وما عند الله باق ولنجزين الذين صبروا أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون} [النحل: 96].

وقال: {إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب} [الزمر: 10].

وعن أبي يحيى صهيب بن سنان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عجبًا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له» رواه مسلم.

3- اليقين بالفرج:

قال الله تعالى: {فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون} [الروم: 60].

وقال: {استعينوا بالله واصبروا إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين} [الأعراف: 128].

وقال الشاعر:

والصبر مفتاح ما يرجى *** وكل صعب به يهون

فاصبر وإن طالت الليالي *** فربما أسلس الحرون

وربما نيل باصطبار *** ما قيل هيهات لا يكون

4- الاستعانة بالله:

قال الله تعالى: {واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا} [الطور: 48].

وقال: {استعينوا بالله واصبروا} [الأعراف: 128].

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «حسبنا الله ونعم الوكيل قالها إبراهيم صلى الله عليه وسلم حين ألقي في النار وقالها محمد صلى الله عليه وسلم حين قالوا: إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانًا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل» رواه البخاري.

5- الاقتداء بأهل الصبر والعزائم:

قال الله تعالى: {وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك وجاءك في هذه الحق وموعظة وذكرى للمؤمنين} [هود: 120].

وقال: {ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا وأوذوا حتى أتاهم نصرنا ولا مبدل لكلمات الله ولقد جاءك من نبأ المرسلين} [الأنعام: 34].

6- الإيمان بقدر الله:

قال الله تعالى: {ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في السماء إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم} [الحديد: 22- 23].

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم يوما فقال: «اعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف» رواه الترمذي.

1- الاستعجال:

قال الله تعالى: {فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل ولا تستعجل لهم} [الأحقاف: 35].

قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «والله ليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون» رواه البخاري.

2- الغضب:

قال الله تعالى: {فاصبر لحكم ربك ولا تكن كصاحب الحوت إذ نادى وهو مكظوم لو لا أن تداركه نعمة من ربه لنبذ بالعراء وهو مذموم فاجتباه ربه فجعله من الصالحين} [القلم: 48- 50].

3- شدة الحزن والضيق:

قال الله تعالى: {واصبر وما صبرك إلا بالله ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون} [النحل: 127].

وقال تعالى: {فلا تذهب نفسك عليهم حسرات إن الله عليم بما يصنعون} [فاطر: 8].

4- اليأس:

قال الله تعالى: {ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس} [آل عمران: 139- 140].

وقال: {فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون والله معكم ولن يتركم أعمالكم} [محمد: 35].

ولقد أحسن القائل:

لا تيأسن وإن طالت مطالبة *** إذا استعنت بصبر أن ترى فرجا

أخلق بذي الصبر أن يحظى بحاجته *** ومدمن القرع للأبواب أن يلجا

1- أدب الدنيا والدين للماوردي.

2- الأخلاق والسير لابن حزم.

3- الترغيب والترهيب للمنذري.

4- رياض الصالحين للنووي.

5- زاد المسير لابن الجوزي.

6- صفات الداعية د. حمد العمار.

7- عدة الصابرين لابن القيم

8- فقه الدعوة إلى الله للميداني

9- كتاب المحن للتميمي.

10- مدارج السالكين لابن القيم.

الكاتب: فضل الله ممتاز.

المصدر: موقع رسالة الإسلام.

المصادر والمراجع:

-----------------------

خامسًا: المعوقات عن الصبر:

رابعا: الأسباب المعينة على الصبر:

ثالثًا: مجالات الصبر

ثانيًا: فضيلة الصبر:

أولًا: تعريف الصبر وأنواعه:

المصدر: نداء الايمان
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 266 مشاهدة
نشرت فى 25 يوليو 2013 بواسطة MuhammadAshadaw

بحث

تسجيل الدخول

مالك المعرفه

MuhammadAshadaw
مكافحة اضرار المخدرات والتدخين ومقالات اسلامية وادبية وتاريخيه وعلمية »

عدد زيارات الموقع

900,912

المخدرات خطر ومواجهة

مازال تعاطي المخدرات والاتجار فيها من المشكلات الكبرى التي تجتاح العالم بصفة عامة والعالم العربي والإسلامي بصفة خاصة وتعتبر مشكلة المخدرات من أخطر المشاكل لما لها من آثار شنيعة على الفرد والأسرة والمجتمع باعتبارها آفة وخطراً يتحمل الجميع مسؤولية مكافحتها والحد من انتشارها ويجب التعاون على الجميع في مواجهتها والتصدي لها وآثارها المدمرة على الإنسانية والمجتمعات ليس على الوضع الأخلاقي والاقتصادي ولا على الأمن الاجتماعي والصحي فحسب بل لتأثيرها المباشر على عقل الإنسان فهي تفسد المزاج والتفكير في الفرد وتحدث فيه الدياثة والتعدي وغير ذلك من الفساد وتصده عن واجباته الدينية وعن ذكر الله والصلاة، وتسلب إرادته وقدراته البدنية والنفسية كعضو صالح في المجتمع فهي داخلة فيما حرم الله ورسوله بل أشد حرمة من الخمر وأخبث شراً من جهة انها تفقد العقل وتفسد الأخلاق والدين وتتلف الأموال وتخل بالأمن وتشيع الفساد وتسحق الكرامة وتقضي على القيم وتزهق جوهر الشرف، ومن الظواهر السلبية لهذا الخطر المحدق أن المتعاطي للمخدرات ينتهي غالباً بالإدمان عليها واذا سلم المدمن من الموت لقاء جرعة زائدة أو تأثير للسموم ونحوها فإن المدمن يعيش ذليلاً بائساً مصاباً بالوهن وشحوب الوجه وضمور الجسم وضعف الاعصاب وفي هذا الصدد تؤكد الفحوص الطبية لملفات المدمنين العلاجية أو المرفقة في قضايا المقبوض عليهم التلازم بين داء فيروس الوباء الكبدي الخطر وغيره من الأمراض والأوبئة الفتاكة بتعاطي المخدرات والادمان عليها.