تلويث العينة بالجراثيم أو الأوساخ أثناء الاختبار قد تقود إلى تشخيص خاطئ

تحليل البول.. نتائجه مؤشر على صحة الجسم!


بيلة دموية

 

    الكلية عضو حيوي هام جدا يقوم على اداء وظيفة تصفية الفضلات، المعادن، السوائل وغيرها من العناصر الموجودة في الدم، ومن ثم نقلها على شكل بول الى الحالبين اللذين يصبان في المثانة البولية، ومن هناك يخرج السائل الى خارج الجسم عبر الاحليل.

يحتوي البول على الكثير من المواد الاخراجية التي تعتبر فضلات، والتي تتغير بتغير الماكولات، السوائل، الادوية، وغيرها من العناصر الغذائية التي يستهلكها الانسان. ومن خلال فحص البول، يقوم المختبر بتحليل مركبات البول المختلفة عبر فحص كيميائي مخبري بسيط. ويتم فحص العديد من المقاييس التي تقدم لنا الكثير من المعلومات الهامة حول اداء الكليتين، الالتهابات او العدوى في المسالك البولية، كما ان هذا الفحص يعتبر مؤشرا هاما على صحة الجسم وسلامة اداء اجهزته المختلفة.

مكونات تحليل البول:

- لون البول:

يتغير لون البول وفق العديد من الأمور، وخاصةً نسبة السوائل في الجسم. في حال وجود الكثير من السوائل في الجسم، فانها تُفرز للبول مما يُكسبه لوناً فاتحاً شفافاً. أما في حال قلة السوائل أو الجفاف، فان البول يكتسب لوناً داكناً أصفراً.

ومن اهم التغيرات اللونية التي تطرأ على البول:

1 – تحول لون البول إلى الأصفر الغامق وقد يعني الإصابة بالجفاف، مما يتطلب شرب الكثير من السوائل، وقد يعود اللون الأصفر الغامق أيضا إلى تناول الفيتامينات المركبة المحتوية على فيتامينB2 .

2 – تحول لون البول إلى البرتقالي أو البني وهوقد يشير إلى الإصابة بالتهاب الكبد، وهي حالة تستوجب مراجعة الطبيب فوراً.

3 – تحول لون البول إلى الأخضر، الذي قد يعود إلى تناول بعض الخضار مثل الهليون Asparagus .

4 – تحول لوم البول إلى اللون الضبابي وقد يعطي مؤشراً لوجود حصوات في الكلية أو التهاب فيها، الأمر الذي يستلزم ايضا مراجعة الطبيب فوراً.

5 – تحول لون البول إلى اللون البني الفاتح الذي قد يكون ناجماً عن تجمع ( تخثر) دموي قديم في الجهاز البولي أو عن الإصابة بالتهاب جديد في الكلية، وهو مؤشر كاف لمراجعة الطبيب فوراً.

6 – تحول لون البول إلى اللون الأحمر أو الوردي قد يكون ناجماً عم مرض في الجهاز البولي مثل الحصوات اواورام الكلية او الحالب اوالمثانة وقد يكون نتيجة التهابات الكلية او المثانة، كما ان خروج بول دموي قد يكون بسبب جرح في المسالك البولية. كما اود الاشارة الى انه قد يكون أيضاً بسبب تناول بعض الاطعمة مثل الشمندر او بعض الادوية مثل الريفامبين.

- صفاء البول:

يكون البول السليم صافيا. اما البول غير الصافي، او المعكور، فمن الممكن ان يشير لوجود خلايا الدم البيضاء التي يدل وجودها على الاصابة بالعدوى. او من الممكن ان يكون السبب وراء ذلك هو النزيف، نمو البكتيريا او الفطريات المختلفة، او حتى بسبب وجود البلورات (الكريستال).

- الرائحة:

غالباً لا تكون رائحة البول شديدة، لكن بعض الأمراض قد تؤدي لرائحة بول شديدة وكريهة. أبرز هذه الأمراض هي الأمراض الوراثية في عمليات الأيض (Metabolic Disease) لدى الأطفال والتي قد تؤدي لروائح كرائحة الفئران، رائحة السمك الفاسد. كما ان التهاب المسالك البولية يؤدي أيضاً لرائحة كريهة. ويؤدي السكري لرائحة تُشبه رائحة الفاكهة.

- الثقل النوعي (Specific Gravity):

يفحص كمية المواد الصلبة التي تتركز في البول، ويدل على قدرة الكلى على تركيز السوائل في البول. وعادة يكون في نطاق (1.005 – 1.030) واذا ارتفع الثقل النوعي، يعني ازدياد المواد الصلبة في البول، مما يدل على قلة السوائل في الجسم. أما عند انخفاض الثقل النوعي، فان الأمر يعني وجود الكثير من السوائل في البول، وبالتالي في الجسم.

- درجة الحموضة (pH):

درجة الحموضة هو اختبار لقياس مدى حموضة أو قلوية البول. درجة الحموضة الحيادية (أي لا حماضي ولا قلوي) هي 7، ويُعتبر البول حماضياً اذا ما انخفضت درجة الحموضة لأقل من 7، وقلوياً اذا ما ارتفعت لأكثر من 7. وبشكل طبيعي يكون البول حماضياً، بحيث تكون قيمة درجة الحموضة ( 6- 6.5). وهنالك بعض الأمور كالطعام يمكن ان تؤثر على درجة الحموضة في البول. ومن الممكن ان ينبع مستوى حموضة اعلى من المستوى السليم عند تناول بعض الادوية، امراض الرئتين كالربو، مستوى السكر غير المتوازن في الدم، الاسهال الشديد، الجفاف، الجوع، او التسمم بالكحول.

اما مستوى الحموضة المنخفض (بول قاعدي)، فمن الممكن ان يكون ناتجا عن التقيؤ الكثير، وبعض انواع العدوى التي قد تصيب المسالك البولية.

تجدر الاشارة الى ان بعض أنواع حصى الكلى قد تتكون اثر درجة الحموضة القصوى (الحماضية أو القلوية) ويكون علاجها بتناول أطعمة تحافظ على درجة حموضة معينة.

- البروتين (الزلال):

ليس من الطبيعي أن يوجد البروتين في البول، ووجوده يدل على عدة حالات كالتهاب المسالك البولية، الحرارة المرتفعة، السكري، ارتفاع ضغط الدم، التهاب الكلى، فشل الكلى الحاد أو المزمن.

- السكر (Glucose):

السكر الذي يوجد في الدم يُسمى الجلوكوز، وعادةً لا يُفرز الا القليل جداً منه الى البول (كما في الحمل)، أو لا يُفرز أبداً. وفي حال مرض السكري، فان السكر يُفرز للبول وبكثرة.

وجود السكر في الدم قد يكون ناتجا عن حقن سوائل غنية بالجلوكوز، اوعدم توازن مستويات السكر في الدم، وكذلك امراض الغدة الكظرية وبعض امراض الكبد، وغيرها.

- النيتريتات (Nitrites):

عند التهاب المسالك البولية، تقوم الجراثيم في المسالك البولية بتحليل النيتراتات التي توجد في البول، وتحولها لنيتريتات- والتي ليس من المفروض أن توجد في البول. يدل وجود النيتريتات على التهاب المسالك البولية النشط.

- البيليروبين (Bilirubin):

البيليروبين هو مادة في الجسم تُنتج اثر انحلال كريات الدم الحمراء، وتُفرز في البراز. وبشكل طبيعي لا يوجد البيليروبين في البول ووجوده قد يدل على أمراض الكبد.

- كريات الدم البيضاء (WBC- White Blood Cells):

من غير المفروض أن تكون كريات الدم البيضاء في البول وفي حال وجودها يجب ان لاتزيد طبيعيا عن 5 كريات، وزيادة وجودها قد يدل على التهاب المسالك البولية.

- كريات الدم الحمراء (RBC- Red Blood Cells):

لا توجد في البول بشكل طبيعي، ووجودها يدل على العديد من الحالات:

- التهاب المسالك البولية.

- أمراض الكلى.

- التهاب الكلى.

- أورام الكلى أو المسالك البولية.

- النشاط البدني الشديد.

- تناول بعض الأدوية.

- الكيتونات (Ketones):

الأجسام الكيتونية هي حصيلة تحليل الدهنيات في الجسم، وقد توجد بكميات قليلة في البول. الا أن وجودها بكميات كبيرة قد يدل على حماض كيتوني سكري (Diabetic Ketoacidosis)- وهي حالة خطرة ناتجة عن ارتفاع السكر في الدم بشكل شديد. كما ان وجود الكيتون في البول يدل أيضاً على الجوع الشديد أو القيء الشديد المستمر.

تحليل البول الميكروسكوبي:

تحليل البول الميكروسكوبي هو اختبار مُكمل لتحليل البول، وفي هذا الاختبار تؤخذ عينة من البول ويتم فحصها في المختبر بواسطة الميكروسكوب، بحيث يبحث الطبيب عن الأمور التالية:

- خلايا الدم: الحمراء أو البيضاء. وجودها يدل على الأمور المذكورة أعلاه.

- الاسطوانات (Casts): بعض أمراض الكلى تؤدي لتراكم بعض المواد في البول لتأخذ شكلاً اسطوانياً- لذا نُسمي هذه التراكمات بالاسطوانات أو القوالب. قد تتكون الاسطوانات من خلايا الدم البيضاء، الحمراء، الدهنيات، أو البروتين. وتدل الاسطوانات على العديد من الأمراض وتساعد على تشخيصها، وذلك تبعاً لنوعها وشكلها.

- البلورات (Crystals): قليلاً ما توجد البلورات في البول السليم، لكن وجود العديد من البورات في البول يدل على بعض أمراض الكلى- خاصةً حصى الكلى. كما يدل الأمر على أمراض مرتبطة بعمليات الأيض (Metabolic Disease).

- الميكروبات: وجود الميكروبات على أنواعها- الجراثيم، الفطريات أو الطفيليات- يدل على التهاب المسالك البولية أو الكلى.

متى يُجرى تحليل البول:

يُجرى تحليل البول لتشخيص أمراض والتهاب المسالك البولية. كما يُجرى اختبار تحليل البول لتشخيص ومتابعة أمراض عديدة أخرى: السكري، ضغط الدم المرتفع، حصى الكلى، أمراض الكبد، فقر الدم الانحلالي (Hemolytic Anemia)، أورام الكلى والمسالك البولية.

التحضر لاختبار تحليل البول:

من المفضل الانتباه لعدة أمور قد تؤثر على نتيجة تحليل البول ومنها:

- من المفضل تجنب تناول الطعام الذي قد يغير لون البول قبل الاختبار مثل الشمندر او الخضروات الحمراء التي تزيد من احمرار البول.

- من المفضل عدم القيام بنشاط بدني شديد قبل الاختبار لأنه قد يؤدي لتفكيك بروتينات العضلات او قد يؤدي لنتيجة بيلة دموية.

- يجب اخبار الطبيب بالأدوية المستخدمة قبل الفحص اذ قد تؤدي الى تغيير النتيجة ومن أهم الأدوية التي قد تؤثر على نتيجة الاختبار هي المضادات الحيوية (Antibiotics).

- الدورة الشهرية لدى النساء قد تؤدي لاختلاط الدم بالبول مما يقود لاعتقاد خاطئ بوجود بيلة دموية.

كيف يُجرى اختبار تحليل البول:

يُجرى الاختبار في عيادة الطبيب أو المستشفى، ويُعتبر اختباراً بسيطاً. ويقوم الشخص المفحوص بالتبول داخل كأس خاصة ومن المهم الحفاظ على النظافة التامة خلال التبول وذلك لعدم تلويث العينة بالجراثيم أو الأوساخ والتي قد تقود الى تشخيص خاطئ. لذا من المهم اتباع التعليمات التالية قبل اجراء اختبار تحليل البول:

· غسل اليدين قبل جمع عينة البول.

· تنظيف الأعضاء التناسلية قبل التبول بواسطة الشرائط المبللة بالمواد المعقمة.

· التبول الأولي يكون لداخل المرحاض، وبعد عدة ثوان من خروج البول يستمر التبول لداخل كأس تجميع البول (تسمى عينة منتصف الجريان – midstream urine) وهذا يُساعد على جمع البول القادم من الكلى وليس الاحليل والذي قد يكون ملوثاً.

 

 

 


تغير لون البول بسبب بعض المأكولات

 

 

 


شرائط تحليل البول يمكن ان تستخدم في البيت

 

المصدر: جريدة الرياض - الدكتور صالح بن صالح
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 3785 مشاهدة
نشرت فى 14 يوليو 2013 بواسطة MuhammadAshadaw

بحث

تسجيل الدخول

مالك المعرفه

MuhammadAshadaw
مكافحة اضرار المخدرات والتدخين ومقالات اسلامية وادبية وتاريخيه وعلمية »

عدد زيارات الموقع

896,507

المخدرات خطر ومواجهة

مازال تعاطي المخدرات والاتجار فيها من المشكلات الكبرى التي تجتاح العالم بصفة عامة والعالم العربي والإسلامي بصفة خاصة وتعتبر مشكلة المخدرات من أخطر المشاكل لما لها من آثار شنيعة على الفرد والأسرة والمجتمع باعتبارها آفة وخطراً يتحمل الجميع مسؤولية مكافحتها والحد من انتشارها ويجب التعاون على الجميع في مواجهتها والتصدي لها وآثارها المدمرة على الإنسانية والمجتمعات ليس على الوضع الأخلاقي والاقتصادي ولا على الأمن الاجتماعي والصحي فحسب بل لتأثيرها المباشر على عقل الإنسان فهي تفسد المزاج والتفكير في الفرد وتحدث فيه الدياثة والتعدي وغير ذلك من الفساد وتصده عن واجباته الدينية وعن ذكر الله والصلاة، وتسلب إرادته وقدراته البدنية والنفسية كعضو صالح في المجتمع فهي داخلة فيما حرم الله ورسوله بل أشد حرمة من الخمر وأخبث شراً من جهة انها تفقد العقل وتفسد الأخلاق والدين وتتلف الأموال وتخل بالأمن وتشيع الفساد وتسحق الكرامة وتقضي على القيم وتزهق جوهر الشرف، ومن الظواهر السلبية لهذا الخطر المحدق أن المتعاطي للمخدرات ينتهي غالباً بالإدمان عليها واذا سلم المدمن من الموت لقاء جرعة زائدة أو تأثير للسموم ونحوها فإن المدمن يعيش ذليلاً بائساً مصاباً بالوهن وشحوب الوجه وضمور الجسم وضعف الاعصاب وفي هذا الصدد تؤكد الفحوص الطبية لملفات المدمنين العلاجية أو المرفقة في قضايا المقبوض عليهم التلازم بين داء فيروس الوباء الكبدي الخطر وغيره من الأمراض والأوبئة الفتاكة بتعاطي المخدرات والادمان عليها.