يطبق في 25 ألف مدرسة..وإنشاء 6 معارض توعوية في مناطق المملكة

الشريف:برنامج وطني يستهدف الطلاب للحد من انتشار المخدرات والتوعية بأضرارها


عبدالإله الشريف

    مع اقتراب الاختبارات يقبل الطلبة على مذاكرة دروسهم بتركيز واهتمام بالغ، ويسابقون الوقت لمحاولة الإلمام بما مافات، بالمقابل ينشط سوق المخدرات، وتبدأ عصاباته بترويج منتجاته على الطلبة، البداية تجربة حبوب منشطة يروجها رفقاء السوء بين صغار السن، فتكون بداية النهاية للمتعاطي الذي غرر به ليجربها تحت غطاء مساعدته على التركيز في المذاكرة أو السهر لكسب مزيد من الوقت للاستذكار وتقوية الذاكرة، ومن ثم يتطور الأمر إلى حيازة وإدمان وتجربة أنواع أخرى من السموم، والدخول في نفق المخدرات المظلم، وقضية محاربة المخدرات أولتها الدولة كثيرا من الاهتمام والدعم، لما لها من آثار اجتماعية واقتصادية مدمرة على الفرد والمجتمع.

ولخطورتها وتكرر هذا السيناريو في هذا الوقت بالذات من كل عام التقت «الرياض» مساعد مدير عام مكافحة المخدرات للأمن الوقائي بالمديرية العامة لمكافحة المخدرات الأستاذ «عبدالإله الشريف» ليحدثنا عن هذه السموم ونشاطها في هذه الفترة، فإلى نص الحوار:

موسم الاختبارات

* مع قرب الاختبارات ينشط ترويج المخدرات بين الطلبة، ماهي السبل الكفيلة للحد من هذه الظاهرة؟

- مع قرب الامتحانات تكثف المديرية العامة لمكافحة المخدرات جهودها في حملاتها الميدانية والبرامج الوقائية داخل المدارس والمعاهد التقنية والمهنية لتوعية الطلاب والطالبات بأضرار آفة المخدرات لوقايتهم وحمايتهم من خطر المخدرات، وهناك تعاون وثيق فيما بين المديرية العامة لمكافحة المخدرات وإدارات التربية والتعليم في كافة المناطق والمحافظات، وللأسف الشديد أنّ هناك بعض الطلاب والطالبات يقوم مع بداية الاختبارات النهائية بالبحث عما يسمى بحبوب الكبتاجون، والتي تندرج تحت قائمة المخدرات المنبهة التي تسبب الإدمان، والذي يظن البعض أنها تستخدم للتغلب على النوم والإرهاق، وهي في الحقيقة تضعف الإدراك وتسبب الكثير من الحوادث والمضاعفات، وتعاوننا الدائم مع وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي له دور فاعل في كل عام كنوع من العمل «الاستباقي» حيث يتم عقد ندوات التوعية داخل المدارس والجامعات يتم من خلالها التحذير من مخاطر المخدرات، وخصوصاً فيما يتعلق بالحبوب المنشطة والمعروفة ب»الكبتاغون»، التي يزيد نسبة رواجها مع قرب الاختبارات، ويتم توعية طلاب وطالبات المدارس والمعلمين من مخاطر تعاطي التدخين وانتشار الحبوب المخدرة والمنشطة بدواعي زيادة التحصيل التعليمي والأكاديمي خلال مواسم الاختبارات.

هل تعد ظاهرة؟

* هل تعاطي المخدرات والإدمان يشكلان ظاهرة في مدارسنا؟

- ولله الحمد التعاطي والإدمان لايشكلان ظاهرة حقيقية بين أبنائنا في المدارس، ومع ذلك فإن المديرية العامة لمكافحة المخدرات وضعت ضمن خططها الوقائية آليات وإجراءات محكمة لكيفية التعامل مع المتعاطي من الطلاب وفقاً لخصائصهم النفسية والاجتماعية والعمرية، فهناك إجراءات تبدأ من حين التعرف على المتعاطي إلى أن تنتهي الحالات بالشفاء والتعافي والعودة إلى الحياة الطبيعية من جديد، بالإضافة إلى أن لدى المديرية العديد من الخبراء الذين تستفيد منهم في هذه القضايا وتجعل من طريقة العلاج والتعامل مع المتعاطي تنحى نحو العلمية المقننة والمحققة للأهداف الموضوعة في الخطة الاستراتيجية للمديرية، أما قضية الإدمان فهي خطوة متأخرة في منظومة التعاطي ولكن المديرية لديها تعاون عميق مع القطاعات المعنية بعلاج الإدمان وهناك خطط لآلية العلاج من الإدمان وفقاً للخصائص النفسية والاجتماعية للطلاب.

أساليب المروجين

* مع بداية الاختبارات ينشط ترويج المخدرات على أنها منشطات ومقوية للذاكرة للتحصيل الدراسي، ماهي الأساليب التي تتخذونها لقمع المروجين؟

- بالرغم من كل التحديات التي تواجه المديرية العامة لمكافحة المخدرات إلا أن لديها خططا وبرامج تعمل عليها بالتعاون مع المؤسسات التربوية والتعليمية لمواجهة هذه السموم القاتلة، ولدى المديرية أساليب حديثة تقي بإذن الله طلاب وطالبات المدارس والجامعات من التعاطي، بالرغم من أنّ الأساليب التي ينتهجها المروجون تساير العصر وتوظف التقنية في الترويج إلا أنّ المديرية تقف بكل اقتدار بوجه أصاحب الأهداف السيئة، ولا ننكر أننا نواجه تحديا حقيقيا في مواجهة الثورة المعلوماتية التي استفاد منها مروجو المخدرات ويتخذون أغرب الأساليب الجديدة والمقننة لإلحاق الضرر بطلابنا وطالباتنا، ولكننا بفضل الله قادرون على حمايتهم من خطر الوقوع في براثن المخدرات، وللأسف التحديات كبيرة، وتأتي في مقدمتها التغيرات الاجتماعية المتزايدة والإعلام والثورة المعلوماتية والضغوط النفسية التي تواجه الطلبة والطالبات مثل انفصال الوالدين والاقتران بأصدقاء السوء وغيرها من المؤثرات في شبابنا.

برنامج وطني وقائي

* ألا يوجد لديكم خطط وقائية لحماية طلبة المدارس من هؤلاء المروجين؟

- لدى المديرية العامة لمكافحة المخدرات خطط وقائية شاملة تم اعتمادها من لدن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية، ومن ضمنها البرنامج الوطني الوقائي للطلاب والطالبات يستهدف 5 ملايين طالب وطالبة وله رسالة واضحة، وهي الحد من انتشار آفة المخدرات، ورؤيته (إيجاد جيل واع بأضرار المخدرات)، ويستهدف هذا البرنامج طلاب وطالبات المراحل العامة للبنين والبنات لعدد 25 ألف مدرسة في جميع مناطق ومحافظات ومراكز المملكة، لتعزيز القيم الاجتماعية بهدف رفض تعاطي المخدرات والحد من انتشارها، تكوين وعي صحي واجتماعي لدى الطلاب والطالبات بأضرار المخدرات.

أسباب رئيسة

* ماهي الأسباب الرئيسة التي تدفع الشباب للوقوع في براثن التعاطي وماهي أهداف المروجين الحقيقية؟

- أثبتت دراسات ميدانية حديثة أنّ أولى الأسباب لوقوع الشباب في تعاطي المخدرات هو ضعف الوازع الديني، يليه الاضطرابات النفسية والشخصية لدى الفرد منذ الطفولة، يلي ذلك سوء التربية الأسرية إما بالدلال الزائد وإما بالقسوة الزائدة ثم يليها أصدقاء السوء ومن ثم التفكك الأسري ثم التجربة والفضول ثم الفراغ، كما أنّ الثورة المعلوماتية بواسطة الشبكة العنكبوتية وعدم وجود الرقابة الأبوية ساهما في التعاطي والترويج للمخدرات بين الشباب والشابات، ومع إيماننا بوجود منظمات وعصابات خارجية تستهدف المملكة لهدفين: أولهما الكسب المادي والثراء الفاحش، والثاني تدمير عقول الشباب، لذلك يجب أن نقف وقفة واحدة وحازمة في وجه هذه الهجمة الشرسة بكل ما أوتينا من قوة أمنياً وميدانياً، ثم تربوياً واجتماعياً وإعلامياً، ويجب أن تتضافر الجهود بعضها مع بعض، حتى مسألة الوقوف مع المتعاطين والمتوقفين عن تعاطي المخدرات يجب أن تشترك فيها العديد من الجهات ذات العلاقة من أجل مد يد العون والمساعدة مع الجهات المعنية بكل جدية.

نتعاون مع التعليم

* ما مدى تعاون المديرية العامة لمكافحة المخدرات مع المؤسسات التعليمية؟

- وقعت المديرية مؤخراً العديد من مذكرات التعاون مع العديد من المؤسسات التعليمية للوقاية من المخدرات والمؤثرات العقلية لتفعيل الاستراتيجية الوطنية لمكافحة المخدرات الصادرة من مجلس الوزراء لتوعية المجتمع بأضرار المخدرات والمساهمة في تنفيذ الدراسات والبحوث والاستشارات والدورات التدريبية والبرامج والحملات الإعلامية المدروسة بهدف خفض الطلب على المخدرات والمؤثرات العقلية والتعريف بأضرارها والحد من انتشارها من مبادئ دينية ووطنية وإنسانية، ونتعاون معهم على إعداد البرامج والفعاليات والأنشطة المتعلقة بالوقاية من المخدرات والتوعية بأضرارها، والجهود التي تبذلها أجهزة مكافحة المخدرات في المجال التوعوي والوقائي ستستمر في كل الاتجاهات وتتطور الأساليب سواء في المجال الأمني أو الوقائي لتنسجم مع الإستراتيجية الوطنية لمكافحة المخدرات وكل ما يستجد حول هذه الظاهرة والآفة الخطيرة التي تهدد المجتمع السعودي بكافة فئاته، ومذكرات التعاون التي وقعتها المديرية العامة لمكافحة المخدرات مع عدد من الجهات التعليمية والأكاديمية تهدف للحد من انتشار المخدرات والوقاية من أضرارها في كافة مستوياتها في المجتمع بشكل عام وتأتي ضمن إستراتيجية الشراكة التي تبنتها المديرية للتعاون مع كافة مؤسسات المجتمع المدني لتوعية كافة الشرائح والأفراد من المواطنين والمقيمين بأضرار المخدرات ومكافحة هذه الآفة بين أفراده والحد من انتشارها.

مواقع مسمومة

* قرأنا مؤخراً عن حجب 3000 موقع إلكتروني تروج للسموم ماصحة هذا الخبر؟

- نعم لقد تم حجب ٣٠٠٠ موقع تروج للمخدرات وتعلم على طرق التعاطي ولكن الحجب تم من عام (١٤٢٠-١٤٢٣ه وقد أنشأت المديرية موقعين للتصدي لتجار سموم المخدرات كالتالي: موقع www.hemaya.com موجه للطلاب والطالبات، والذي يأتي ضمن البرنامج الوطني الوقائي للطلاب والطالبات، والآخر : موقع www.wiqaiya.com موجه لتوعية وإرشاد المجتمع العربي ضد مخاطر المخدرات، وتعتزم المديرية العامة ضمن خطتها لهذا العام إنشاء موقع الكتروني عالمي تحت اسم( شبكة المعلومات العالمية لرصد المخدرات) بأربع لغات العربية والانجليزية والفرنسية والأوردية؛ لاستفادة الخبراء والمختصين والباحثين والدارسين في مجال مكافحة المخدرات وتثمين محتواه بالأبحاث والدراسات العلمية واستراتيجيات دول العالم وميزانيات الدول في مجال مكافحة المخدرات ومواقع أجهزة المكافحة في العالم وروابطها الالكترونية واللجان والمنظمات غير الحكومية والتقارير المحلية والإقليمية والدولية والبرامج الناجحة في المجال الأمني والوقائي والعلاجي والتأهيلي، كما كشفت إحصائية صادرة عن هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات السعودية أنّ أكثر من 93% من المواقع المحجوبة على شبكة الإنترنت في المملكة من قبل الهيئة، هي مواقع إباحية وترويج مخدرات وقمار، أما بقية المواقع المحجوبة فتقدم وسائل لتجاوز الحجب، أي تساعد على كسر البروكسي (تقنية لحجب المواقع)، فضلا عن مواقع تروج للمخدرات أو القمار أو تخالف «الأنظمة» في المملكة، بحسب الإحصائية.

أهم البرامج

* ماهي البرامج الوقائية للطلاب والطالبات التي أطلقتها المديرية مؤخراً؟

- لقد تم مؤخراً اعتماد خطة المديرية العامة لمكافحة المخدرات السنوية لهذا العام في مجال الوقاية المجتمعية، وتشمل هذه الخطة انطلاق برنامج الأمير سلمان للوقاية المجتمعية في منطقة الرياض، ويشمل مجموعة من البرامج والخطط ومن ضمنها برامج الكترونية ومسابقات ثقافية ودورات تدريبية تخصصية وحملات إعلامية سيتم تنفيذها من خلال المجتمع المدني والجهات المعنية بمنطقة الرياض بإشراف إدارة مكافحة المخدرات بالمنطقة، حيث صدرت الموافقة بتشكيل اللجان التنفيذية لهذا الغرض، كما أعلن مؤخراً عن المشروع التوعوي المبكر للطفل بالتعاون مع الرئاسة العامة لهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وكذلك إنشاء 6 معارض توعوية في مناطق المملكة ثابتة ومتحركة وبرنامج توعوي وقائي نسائي مع المراكز التعليمية والإدارية النسائية في أمانة الرياض وجامعة الملك سعود وجامعة الإمام محمد بن سعود وجامعة الأميرة نورة وجامعة حائل ومعهد الإدارة العامة ومركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، وكل هذا يأتي بناء على حرص واهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده وسمو النائب الثاني وزير الداخلية ورئيس اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات وسمو نائب وزير الداخلية وبتوجيه ومتابعة من سمو مساعد وزير الداخلية للشئون الأمنية.

المصدر: جريدة الرياض
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 636 مشاهدة
نشرت فى 15 مايو 2013 بواسطة MuhammadAshadaw

بحث

تسجيل الدخول

مالك المعرفه

MuhammadAshadaw
مكافحة اضرار المخدرات والتدخين ومقالات اسلامية وادبية وتاريخيه وعلمية »

عدد زيارات الموقع

927,425

المخدرات خطر ومواجهة

مازال تعاطي المخدرات والاتجار فيها من المشكلات الكبرى التي تجتاح العالم بصفة عامة والعالم العربي والإسلامي بصفة خاصة وتعتبر مشكلة المخدرات من أخطر المشاكل لما لها من آثار شنيعة على الفرد والأسرة والمجتمع باعتبارها آفة وخطراً يتحمل الجميع مسؤولية مكافحتها والحد من انتشارها ويجب التعاون على الجميع في مواجهتها والتصدي لها وآثارها المدمرة على الإنسانية والمجتمعات ليس على الوضع الأخلاقي والاقتصادي ولا على الأمن الاجتماعي والصحي فحسب بل لتأثيرها المباشر على عقل الإنسان فهي تفسد المزاج والتفكير في الفرد وتحدث فيه الدياثة والتعدي وغير ذلك من الفساد وتصده عن واجباته الدينية وعن ذكر الله والصلاة، وتسلب إرادته وقدراته البدنية والنفسية كعضو صالح في المجتمع فهي داخلة فيما حرم الله ورسوله بل أشد حرمة من الخمر وأخبث شراً من جهة انها تفقد العقل وتفسد الأخلاق والدين وتتلف الأموال وتخل بالأمن وتشيع الفساد وتسحق الكرامة وتقضي على القيم وتزهق جوهر الشرف، ومن الظواهر السلبية لهذا الخطر المحدق أن المتعاطي للمخدرات ينتهي غالباً بالإدمان عليها واذا سلم المدمن من الموت لقاء جرعة زائدة أو تأثير للسموم ونحوها فإن المدمن يعيش ذليلاً بائساً مصاباً بالوهن وشحوب الوجه وضمور الجسم وضعف الاعصاب وفي هذا الصدد تؤكد الفحوص الطبية لملفات المدمنين العلاجية أو المرفقة في قضايا المقبوض عليهم التلازم بين داء فيروس الوباء الكبدي الخطر وغيره من الأمراض والأوبئة الفتاكة بتعاطي المخدرات والادمان عليها.