دعوها فانها منتنة

 

الحمد لله أحمده حمداً دائماً بلا فترة، وأشكره على نعمه التي لا تحصى كثرة، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة ندخرها نجاة من عذاب الفترة، وسلاماً من العدو في العسرة واليسرة، نحمده على نعماه، ونصلي على عبده ورسوله محمد الذي اختاره واجتباه، وأحبه وارتضاه، وعظمه وكرمه، ورفعه على من سواه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن اتبع هداه.

أما بعد

من مظاهر الفساد الذي عاث في الأمة وغرقت فيه بعد أن تخلت عن مفهوم الولاء والبراء الأساسي للعقيدة الاسلامية عقيدة التوحيد أن وقع كثير من المسلمين في محبة الكفار وتعظيمهم ونصرتهم على أولياء الله

وهذا واضح الان فيما يحدث بين اخواننا المسلمين فى مصر وفى الجزائر بسبب لهو ولعب لا يسمن ولا يغنى من جوع

حتى اننى قرات لاحدهم يقول لو ان الدولة الاخرى لو انها هتلعب مع اسرائيل هشجع اسرائيل وتجد اللعن والسب ولا حول ولا قوة الا بالله

ومعلوم انه لا يستقيم للإنسان إسلام -ولو وحد الله وترك الشرك- إلا بعداوة المشركين والكفار
كما قال الله عز وجل: لا تَجِدُ قَوْمًا [المجادلة:22] يعني: لا يمكن أن تجد قوماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [المجادلة:22]

اخوانى الكرام

دعوها فانها منتنة

ان من اعظم الأسباب التي أدت إلى تاخر الامة وتخلفها : نشوء النعرات العصبية والنعرات القومية لقد كان العرب أمةٌ مشتتةٌ مفرقة حتى جاء الإسلام فجمعها كانت الحرب تدور بين الأوس أو الخزرج على اتفه الامور ولكن جمعهم الله تحت لوائه لواء لا إله إلا الله
الله جل فى علاه بقول لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ [الأنفال:63]

دعوها فانها منتنة
اخوانى الكرام
وطننا وأرضنا وسماؤنا وهواؤنا وتنفسنا هو: لا إله إلا الله، من عمل بمقتضاها فهو أخٌ حميم ولو كان عبداً حبشياً، ومن رفضها فهو عدوٌ لدودٌ ولو كان حراً قرشياً.

أبي الإسلام لا أب لي سواه *** إذا افتخروا بقيسٍ أو تميمِ
إن يختلف ماء الوصال فمـاؤنا *** عذبٌ تحدَّر من غمامٍ واحدِ
أو يفترق نسب يؤلف بيننا *** دين أقمناه مقام الوالد

دعوها فانها منتنة
يا من تنادون بالعصبية
أين العقول؟ أما لديكم حكمةٌ؟ أين القلوب، أما تحس وتشعرُ؟
اما تعلمون ان الاعداء متربصون وينتظرون اى ساقطة للامة
اما تعلمون ان اليهود يقتلون فى اخواننا واخواتنا فى فلسطين ويريدون هدم المسجد الاقصى
والله انه لعار علينا جميعا ان نجعل من فوز فى مبارة للكرة هو البطولة ونقوم بالتصفيق وتعلو الحناجر وترتفع الاصوات
لقد تناسى المسلمون البطولة الحقيقية فى الاسلام ونسوا الابطال الحقيقين امثال خالد بن الوليد وعلى بن ابى طالب وابو دجانة وغيرهم من صحابة النبى صلى الله عليه وسلم
لقد اتانا الاسلام على اكتاف هؤلاء العمالقة بعد ان ضحوا بالغالى والنفيس
ضحوا بالمال والنفس والولد فى سبيل اعلاء راية التوحيد

اخوانى الكرام
دعوها فانها منتنة
اين انتم من قول النبى صلى الله عليه وسلم « انصر أخاك ظالماً أو
مظلوماً . قيل : يا رسول الله .. فكيف أنصره ظالماً ؟ قال عليه الصلاة والسلام : تمنعه من الظلم فذاك نصرك إياه » حديث متفق عليه
لقد جمعت هذه العقيدة صهيباً الرومي وبلالاً الحبشي وسلمان الفارسي وأبا بكر العربي القرشي تحت راية واحدة ، راية الإسلام ، وتوارت العصبية ، عصبية القبيلة والجنس والقوم والأرض وهاهو مربي هذه الأمة وقائدها -عليه الصلاة والسلام- يعلم ويربى إذ يقول لخير القرون كلها مهاجرين وأنصار : « دعوها فإنها منتنة » .. وما هي ؟ صيحة نادى بها أنصاري : ياللأنصار ، وردَّ مهاجري : ياللمهاجرين فسمع ذلك رسول الله وقال : « ما بالُ دعوى جاهلية ؟ » قالوا : يا رسول الله كسَعَ رجل من المهاجرين رجلاً من الأنصار ، فقال : « دعوها فإنها منتنة » صحيح البخاري

دعوها فانها منتنة
وقال صلى الله عليه وسلم : « ليس منا من دعا إلى عصبية ، وليس منا من قاتل على عصبية ، وليس منا من مات على عصبية » صحيح مسلم : كتاب الإمارة

اخوانى الكرام
اعلموا انه
لا كرامة بعد اليوم لمن نادى الى عصبية

لا يجوز أن نتخلى عن أخوتنا وحبنا لبعضنا من أجل حوادث فردية

فحذار حذار يا عباد الله أن تنطلي علينا الحيل التى يقوم بها اليهود واعداء الاسلام لتفريق وتمزبق امة الاسلام ولنتآلف ولنكن عباد الله إخواناً
واعلموا اخوانى انه لن تجمعنا الكرة والمباريات وأنه لن يجمعنا التراث، ولن تجمعنا الفنون ولن تجمعنا التقاليد ولن يجمعنا إلا لا إله إلا الله محمد رسول الله إن أردنا أن نؤلف صفوفنا
اخوانى الكرام
فلنغرس رابطة العقيدة ورابطة الولاء والبراء والحب في الله والبغض في الله فهذه أعظم رابطة تجمع القلوب وتؤلف النفوس
بارك الله لي ولكم بالقرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم
وصل اللهم على محمد وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً

بقلم اخوكم الفقير الى عفو ربه
سمير السكندرى

المصدر: صيد الفوائد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 326 مشاهدة
نشرت فى 8 فبراير 2013 بواسطة MuhammadAshadaw

بحث

تسجيل الدخول

مالك المعرفه

MuhammadAshadaw
مكافحة اضرار المخدرات والتدخين ومقالات اسلامية وادبية وتاريخيه وعلمية »

عدد زيارات الموقع

901,055

المخدرات خطر ومواجهة

مازال تعاطي المخدرات والاتجار فيها من المشكلات الكبرى التي تجتاح العالم بصفة عامة والعالم العربي والإسلامي بصفة خاصة وتعتبر مشكلة المخدرات من أخطر المشاكل لما لها من آثار شنيعة على الفرد والأسرة والمجتمع باعتبارها آفة وخطراً يتحمل الجميع مسؤولية مكافحتها والحد من انتشارها ويجب التعاون على الجميع في مواجهتها والتصدي لها وآثارها المدمرة على الإنسانية والمجتمعات ليس على الوضع الأخلاقي والاقتصادي ولا على الأمن الاجتماعي والصحي فحسب بل لتأثيرها المباشر على عقل الإنسان فهي تفسد المزاج والتفكير في الفرد وتحدث فيه الدياثة والتعدي وغير ذلك من الفساد وتصده عن واجباته الدينية وعن ذكر الله والصلاة، وتسلب إرادته وقدراته البدنية والنفسية كعضو صالح في المجتمع فهي داخلة فيما حرم الله ورسوله بل أشد حرمة من الخمر وأخبث شراً من جهة انها تفقد العقل وتفسد الأخلاق والدين وتتلف الأموال وتخل بالأمن وتشيع الفساد وتسحق الكرامة وتقضي على القيم وتزهق جوهر الشرف، ومن الظواهر السلبية لهذا الخطر المحدق أن المتعاطي للمخدرات ينتهي غالباً بالإدمان عليها واذا سلم المدمن من الموت لقاء جرعة زائدة أو تأثير للسموم ونحوها فإن المدمن يعيش ذليلاً بائساً مصاباً بالوهن وشحوب الوجه وضمور الجسم وضعف الاعصاب وفي هذا الصدد تؤكد الفحوص الطبية لملفات المدمنين العلاجية أو المرفقة في قضايا المقبوض عليهم التلازم بين داء فيروس الوباء الكبدي الخطر وغيره من الأمراض والأوبئة الفتاكة بتعاطي المخدرات والادمان عليها.