الشاعر دغيم الظلماوي وقصيدة في الرثاء

وفاء الزوج وصفات الزوجة المحببة

سعد الحافي

    ياما عذلت القلب لاشك ما طاع

ولا هو على بعض المعاني سنوعي

عاب..وعما..ماله من البين مطلاع

متحيرٍ مالي شبيهٍ بنوعي

يا ونتي مالي من الناس فزاع

ولا فاد لو كل القبايل بطوعي

واكتلت من ليعات الايام بالصاع

ولاهي على راسي كثيرٍ اربوعي

منهم حمود اللي للرقاب قطاع

مصاوبه لوهي بغيره تروعي

ياما غدا له من شجاعٍ وشعشاع

ابطالٍ اطرفهم يقد الجموعي

لا شك هو يتلف طويلات الابواع

باسه يبيد به رصيف الدروعي

غصبٍ على الغالين يظهرن الادماع

وانا اصطبر لله محيره اضلوعي

في دبرة اللي سامك العرش سماع

ولاني من اللي يفعل الله جزوعي

يا عالمٍ بالغيب يا مبر الاوجاع

يا مالك الدنيا البصير السموعي

ترحم لمن قلبه غدا حصو مقلاع

والا فحم كيرٍ ولاه القطوعي

على حبيبٍ حال من دونه القاع

عذبٍ خديني عايزٍ بالطبوعي

تفهم الى غطيت يمه بالاصباع

والناس ما تدري على أي نوعي

ولا طلبته حاجةٍ جت بالاسراع

اسرع من العبره بنثر الدموعي

ما هي من اللي دورة في الاطماع

ولاهي من اللي يدهلونه بتوعي

ولا هي من اللي يرجم الوجه مرقاع

لا غبت كني حاضرٍ بالسنوعي

ولاهي من اللي لا مشت تقل سعساع

تهرف هريف الذيب بين النجوعي

وان جو مناكيفٍ من البر جواع

تسرع قراهم وان لفوا عقب جوعي

يا مصخر الحوته ليونس بالاطلاع

يا خالق الاثمار من كل نوعي

تجعل لها في جنة الخلد مجضاع

ارجيك ياللي منك نرجي النفوعي

وعلى الصراط ان ريضت شبر وذراع

لمحت بصر او مثل برقٍ لموعي

ولو يعرضن عذبات الانياب فراع

ما اريدهن عقبه ولو طار شوعي

وصلوا على من هو للاسلام شفاع

المصطفى سيد قريش الشفوعي

الشاعر:

دغيم بن عيد بن بشر الشلاقي الشمري واشتهر بلقبه(الظلماوي)ولد بعد منتصف القرن الثالث عشر الهجري كان كريماً مضيافاً وتتميز قصائدة بالجزالة وقوة المعنى وله القصيدة ذائعة الصيت في القهوة واستقبال الضيوف التي يقول مطلعها:

يا كليب شب النار يا كليب شبه

عليك شبه والحطب لك يجابي

مناسبة النص:

قاله في رثاء زوجته والدعاء لها بالرحمة.

دراسة النص:

كنت عرضت في مقال سابق عن قصيدة الشاعرة العايذية وما تضمنته من معاني حول وفاء الزوجة لزوجها بعد موته وكيف أنها مثال للمرأة العربية المحبة والمخلصة، واليوم نتناول في هذا الموضوع وفاء الزوج لزوجته وكيف أن إخلاص الزوجة لزوجها وتحليها بالخصال الحميدة وحسن العشرة والتقرب للزوج فيما يحب هي مقياس الجمال الأهم في نظر الزوج حيث لا نجد في هذا النص أن الشاعر تباكى على أي صفة جسدية تختص بها المرأة بل ركز على مكارم الأخلاق وحسن الطباع، وقد ورد النص في مخطوط الربيعي في ثلاثة وعشرين بيتاً بدأها الشاعر مؤكداً أنه قد بذل جهداً في إخراج قلبه من حالة الحزن التي يعيشها ولكن دون فائدة، ويشبهه في ذلك بالذي أصابه عطباً أو عمى فلا يستطيع أن يخرج من الهم والحيرة التي يعيشها، ويتوجد الشاعر كونه لا أحد يستطيع مواساته حتى وأن اجتمعت الناس لإرضائه فقد أخذ من المصائب حظاً ونصيباً وافراً وأنه في ذلك ليس وحده بل أن هناك حمود (حمود العبيد الرشيد) الذي يرى أن مصيبته في فقد عدداً من أبنائه الذين يتصفون بالشجاعة والفروسية فاجعة لا يحتملها احد ويمتدحه بقوة الصبر والبأس، ثم يعود الشاعر للحديث عن نفسه مؤكداً أن فقد الشخص العزيز على النفس مثير لسفك الدموع ولكن الشاعر يقاوم ذلك ويحبس عبراته في صدره احتسابا لما عندالله للصابرين وهو مؤمن بالقضاء والقدر وغير جازع، ويتوجه بالدعاء لله عز وجل أن يفيض عليه من رحمته رغم أنه يشعر بقلبه قد انتزع من موضعه ورمي به بعيداً أو أنه أحرق كما يحرق الفحم الذي يوقد عليه الصانع وكل ذلك وجداً وحرقة على حبيبته التي واراها الثرى وحال بينه وبينها التراب، ثم يذكر أنها كانت تتحلى بصفات كريمه وطباع حسنه فقد عاشوا متفاهمين كل منهم يدرك ما في نفس الآخر حتى أنه لا يضطر لمحادثتها بما يريد في محضر من الناس بل يؤشر لها بأحد أصابعه فتفهم ما يريد وتلبي جميع ما يطلبه منها دون تماهل مشبهاً ذلك بسرعة انسكاب الدمع عند الاستعبار، وأن هذه الزوجة لم تكن من صنف النساء اللائي يحسن معاشرة الزوج طمعاً فيما يملك، ولم تكن ممن يقعن في خطأ الكلام، ولم تكن ممن تتضايق من الضيوف فتطردهم بل إنها في حالة غياب زوجها عن البيت تقوم بواجبهم على أكمل وجه وكأن زوجها حاضر، وهي ليست من النساء اللائي يكثرن الخروج من بيوتهن ويمضين الأوقات الطويلة في التنقل بين بيوت الحي وكأن إحداهن الذئب الجائع الذي يبحث عن فريسته بين قطعان الماشية فلا يستقر له قرار ويمشي في جميع الاتجاهات، ويؤكد أن زوجته كانت تحرص على إعداد الطعام على وجه السرعة للضيوف القادمين من الصحراء بعد أن أدركهم الجوع، ثم يدعو الله أن يتغمدها بواسع رحمته ويجعل مثواها الجنة وأن تمر على الصراط المستقيم في سرعة لمح البصر أو لمع البرق، وفي الختام يؤكد أنه لن يتزوج بعد زوجته حتى وإن عرضت عليه جميلات النساء.

 

 

المصدر: جريدة الرياض ـ خزامي الصحارى
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 424 مشاهدة
نشرت فى 2 فبراير 2013 بواسطة MuhammadAshadaw

بحث

تسجيل الدخول

مالك المعرفه

MuhammadAshadaw
مكافحة اضرار المخدرات والتدخين ومقالات اسلامية وادبية وتاريخيه وعلمية »

عدد زيارات الموقع

902,014

المخدرات خطر ومواجهة

مازال تعاطي المخدرات والاتجار فيها من المشكلات الكبرى التي تجتاح العالم بصفة عامة والعالم العربي والإسلامي بصفة خاصة وتعتبر مشكلة المخدرات من أخطر المشاكل لما لها من آثار شنيعة على الفرد والأسرة والمجتمع باعتبارها آفة وخطراً يتحمل الجميع مسؤولية مكافحتها والحد من انتشارها ويجب التعاون على الجميع في مواجهتها والتصدي لها وآثارها المدمرة على الإنسانية والمجتمعات ليس على الوضع الأخلاقي والاقتصادي ولا على الأمن الاجتماعي والصحي فحسب بل لتأثيرها المباشر على عقل الإنسان فهي تفسد المزاج والتفكير في الفرد وتحدث فيه الدياثة والتعدي وغير ذلك من الفساد وتصده عن واجباته الدينية وعن ذكر الله والصلاة، وتسلب إرادته وقدراته البدنية والنفسية كعضو صالح في المجتمع فهي داخلة فيما حرم الله ورسوله بل أشد حرمة من الخمر وأخبث شراً من جهة انها تفقد العقل وتفسد الأخلاق والدين وتتلف الأموال وتخل بالأمن وتشيع الفساد وتسحق الكرامة وتقضي على القيم وتزهق جوهر الشرف، ومن الظواهر السلبية لهذا الخطر المحدق أن المتعاطي للمخدرات ينتهي غالباً بالإدمان عليها واذا سلم المدمن من الموت لقاء جرعة زائدة أو تأثير للسموم ونحوها فإن المدمن يعيش ذليلاً بائساً مصاباً بالوهن وشحوب الوجه وضمور الجسم وضعف الاعصاب وفي هذا الصدد تؤكد الفحوص الطبية لملفات المدمنين العلاجية أو المرفقة في قضايا المقبوض عليهم التلازم بين داء فيروس الوباء الكبدي الخطر وغيره من الأمراض والأوبئة الفتاكة بتعاطي المخدرات والادمان عليها.