مدمن المخدرات مجرم أم مريض

 


 

نعيش في وطننا الغالي ونعايش وضعا غير مألوف وغريباً على مجتمعنا وهو تعاطي المخدرات بين فئات ليست بالقليلة من الناس، وقد كثرت في أوساط الشباب وصارت جزءا من حياة بعضهم وللأسف رغم التوعية الإعلامية والتحذيرات الأمنية والعقوبات الشرعية إلا أنها لم تقل نسبتها في أوساطهم بل ربما تتزايد بفعل أمور كثيرة منها كثرة المغريات الحياتية وعدم حصول كثير منهم على ما يريد فلجأ إليها كعلاج يخفف عليه بعضاً مما يعايشه وربما طريقة الحصول عليها وما يتكبده في سبيل ذلك جعلها من المغريات العنترية التي تحتاج إلى مغامرات تغري المغمورين بتكبد مشاقها ليظهر له أنه فارس لا يشق له غبار ومن أدمنها وصار يتعاطاها وأصبحت جزءا من حياته فهو في واقع الحال أصبح أسيرا لها ولا يستطيع الفكاك منها لأنها قد تخمرت في جسمه وليس بمقدوره التخلي عنها وقد يبيع كرامته وشرف أهله في سبيل الحصول عليها ومن هذه حاله فهو في نظري مريض يحتاج إلى يد حانية تمتد إليه لتخرجه من واقع البؤس الذي يعيشه، وتصلح وضعه الاجتماعي والاقتصادي والنفسي بعد معالجة إدمانه وتنظيف دمه من آثارها ثم إنها تجربة قد سبقتنا إليها بعض الدول ففي البرتغال لا يوقعون على المدمن ومتعاطي المخدرات أي عقوبة وإنما يعالجونه ويعملون على تأهيله نفسيا ويوفرون له بدائل ليصبح شخصاً منتجا وعضوا فاعلاً وذلك من عام 2001 تقريبا وأثبتت فعاليتها ونجوعها، وبعد نجاح التجربة البرتغالية ها هي الولايات المتحدة قد أخذت بها في هذا العام وما من شك أن لدينا علاجا لمدمني المخدرات ولكنه في الغالب يكون بعد تطبيق العقوبة، فما الذي يضير لو كان العلاج قبل تنفيذ العقوبة ومن استجاب صار حرزا له من تنفيذها ومن لم يستجيب وأصر على التمادي يعالج بما يناسبه من عقوبة بدنية ومعنوية ويحال للمعالجة من الإدمان بحسب حاله فهو بمثابة المريض والمريض لا يتوانى في علاجه وإلا جاءت النتائج عكسية. وأما المروجون غير المتعاطين فهم الذين يستحقون بتر رؤوسهم من على أجسادهم لأنهم هم الذين ينشرون الوباء ويفسدون في الأرض ويساهمون في خراب العقول وأكل الأموال في غير حقها ويجب ألا يتساهل معهم وأن تكون الأولى عقوبة مغلظة والثانية القتل دون رأفة, وأما المروج المتعاطي فيعالج كما يعالج المدمن ويجري عليه ما يجري على المدمن عندها تستقيم الأمور ويستتب الأمن وينساق الناس للنظام

المصدر: موقع وقائيه
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 209 مشاهدة
نشرت فى 11 يناير 2013 بواسطة MuhammadAshadaw

بحث

تسجيل الدخول

مالك المعرفه

MuhammadAshadaw
مكافحة اضرار المخدرات والتدخين ومقالات اسلامية وادبية وتاريخيه وعلمية »

عدد زيارات الموقع

938,441

المخدرات خطر ومواجهة

مازال تعاطي المخدرات والاتجار فيها من المشكلات الكبرى التي تجتاح العالم بصفة عامة والعالم العربي والإسلامي بصفة خاصة وتعتبر مشكلة المخدرات من أخطر المشاكل لما لها من آثار شنيعة على الفرد والأسرة والمجتمع باعتبارها آفة وخطراً يتحمل الجميع مسؤولية مكافحتها والحد من انتشارها ويجب التعاون على الجميع في مواجهتها والتصدي لها وآثارها المدمرة على الإنسانية والمجتمعات ليس على الوضع الأخلاقي والاقتصادي ولا على الأمن الاجتماعي والصحي فحسب بل لتأثيرها المباشر على عقل الإنسان فهي تفسد المزاج والتفكير في الفرد وتحدث فيه الدياثة والتعدي وغير ذلك من الفساد وتصده عن واجباته الدينية وعن ذكر الله والصلاة، وتسلب إرادته وقدراته البدنية والنفسية كعضو صالح في المجتمع فهي داخلة فيما حرم الله ورسوله بل أشد حرمة من الخمر وأخبث شراً من جهة انها تفقد العقل وتفسد الأخلاق والدين وتتلف الأموال وتخل بالأمن وتشيع الفساد وتسحق الكرامة وتقضي على القيم وتزهق جوهر الشرف، ومن الظواهر السلبية لهذا الخطر المحدق أن المتعاطي للمخدرات ينتهي غالباً بالإدمان عليها واذا سلم المدمن من الموت لقاء جرعة زائدة أو تأثير للسموم ونحوها فإن المدمن يعيش ذليلاً بائساً مصاباً بالوهن وشحوب الوجه وضمور الجسم وضعف الاعصاب وفي هذا الصدد تؤكد الفحوص الطبية لملفات المدمنين العلاجية أو المرفقة في قضايا المقبوض عليهم التلازم بين داء فيروس الوباء الكبدي الخطر وغيره من الأمراض والأوبئة الفتاكة بتعاطي المخدرات والادمان عليها.