الخلافات الزوجية(1)


هل الخلافات بين الأزواج ممكن تكون ظاهرة صحية واللا هى علطول تعتبر حاجة مدمرة لحياة الطرفين....أعتقد إن فى كتير ممكن يشوف الخلافات بين الزوجين على أنها ظاهرة صحية أحياناً على الأقل بتقول إن العلاقة بين الزوجين مازالت قائمة ولم تنتهى بعد..ما تستغربوش..لأن الخلافات تعنى أن العلاقة قائمة صحيح هى فى القطب الأخر أو بمعنى تانى فى الجانب السلبى بس لسة المشاعر موجودة..صحيح المشاعر واخدة الجانب السلبى من الغيظ والحنق والغضب....بس وماله المشاعر طاقة ممكن تتحول للصورة الإيجابية لكن المشكلة فى تلاشى هذه الطاقة ووصول العلاقة إلى حالة من البرود ساعتها لو حبينا نصلح حنصلح إيه؟حنوجد شئ من العدم؟...يعنى لو أنت دايماً غضبانة من زوجك أو أنت حاسس إنك خلاص حتطق من زوجتك إعرف إن طريق الإصلاح لسة موجود...لكن لو خلاص تصرفات زوجك اللى كنت بتضايقى منها ما بقتش تفرق معاكى وأنت شايفة إن الموضوع مش إنك مثلاً بتحبيه وتعذريه وتغفرى له لكن إنه ما بقاش فارق معاكى ساعتها إعرفى إن العلاقة تكاد تكون انتهت....ونفس الكلام للزوج أيضاً....ساعتها ممكن البيت يهدأ لكن حالة الطلاق العاطفى السائدة بالطبع ستلقى بظلالها على الزوجين والأولاد..المفروض إن العلاقة الزوجية لو وفرت السكينة والمودة والرحمة..المفروض أنها تخلق بيئة أسرية هادئة تسمح للزوجين بأداء واجبات ومتطلبات الحياة بقوة نفسية تدفع للأمام كما أنها تسمح أيضاً بتنشئة الأبناء فى بيئة أسرية سوية....طيب معنى الكلام ده إيه..معناه إننا لو عندنا خلافات وفى حالة من الحنق والغضب المزمن معلنة أو كامنة لازم نقف مع نفسنا ونفكر إزاى نعالج ونلحق مشاعرنا قبل الوصول لمرحلة التلاشى....طيب ياترى هى الخلافات بين الأزواج حاجة طبيعية؟....طبعاً حاجة طبيعية...لأننا ببساطة كبشر مافيش فينا واحد زى التانى...إحنا مختلفين فى عادتنا..أزواقنا...بنحب إيه؟ مش بنحب إيه...القيم والمعايير اللى بنحكم بيها على الأمور واللى بتعتمد على البيئة الأسرية....قبل الزواج ممكن الاتنين يبقوا مقتنعين ببعض جداً ويشوفوا نفسهم نسخة بالكربون...طبعاً ده بيبقى نوع من الإنكار لأى حاجة بنشوفها فى الطرف الأخر لأننا قررنا نشوف كل حاجة حلوة ...ومراية الحب بتفضل عامية وقت الخطوبة أو أحياناً فى ناس بنفسها بتعميها وتخزق عنيها بنفسها..لأن فى قرار لاشعورى بإتمام الزواج وده معناه إن الأخر ممكن يبقى مقدم على ذاتى...طيب إيه اللى بيحصل بعد كده..تم تنفيذ القرار وبدأت العلاقة تزداد عمقاً وبدأت الحياة اليومية وبدأت الذات تعود لرغبتها فى تقديم نفسها على الأخر....ونبدأ نشوف الاختلافات بينا واضحة وصريحة من غير أى أقنعة... المشكلة بتحصل لو بدأنا نشحذ أسلحتنا ونوجهها للطرف الأخر بدلاً من أن نركز على المشكلة وطبيعتها....ويبدأ شحن النفوس من الأيام الأولى للزواج...فى ناس ممكن تعى وتفهم بعد ذلك وتتعلم كيف يحدث التكيف وكيف تعالج المشكلة وفى ناس تكتم فى نفسها وتحط مشكلة فوق مشكلة وتدخل فى دائرة الحنق المزمن ....طيب إيه رأيكم نتعلم إزاى ندرك أصل الصراعات والخلافات اللى بتحصل وبنتجاهلها لغاية ما تدمر العلاقة تماماً..
الأول نفهم أصل المشكلة...زى ما قلنا....أصل المشكلة اختلافات بين الزوجين طبيعية ومتوقعة....ينتج عنها خلاف فى الرأى...ينتج عن ذلك صراعات يتبعها سلوك يأخذ الطرفين فى أحد اتجاهين 1-تجاهل المشكلة الرئيسية والتركيز على الصراع دون التوغل فى أسبابه مما يهدد العلاقة بصراعات مزمنة2-الإحتمال الأخر هو الوصول لحل الصراع نفسه.
طيب إيه هى السلوكيات اللى تؤدى إلى تجاهل المشكلة الأساسية؟
1-الإنسحاب...والإنسحاب ممكن يبقى جسدى أو نفسى أو الإثنين معاً.....والإنسحاب النفسى أكثر شيوعاً هنا يبقى طرف منسحب لا بيسمع التانى ولابيهتم بمشاكله ولا بطموحاته ولا إهتماماته ولا بيشاركه همومه....أهه عايشين مع بعض وخلاص...طبعاً هذا الطرف فى الغالب بيخلق لنفسه اهتمامات أخرى...مثل التركيز فى العمل...الخروج مع الأصدقاء....الجلوس ساعات وساعات على النت والإنغماس فى الشات مثلاً.أما الإنسحاب الجسدى..فهو يعنى الإنسحاب من العلاقة الخاصة أيضاً.وجدير بالذكر أن الانسحاب النفسى لايعنى الامتناع عن العلاقة الخاصة لكن تكون إلى حد كبير علاقة لايحدث فيها الإشباع بل تتحول إلى روتين ثقيل على الطرف الذى قرر الإنسحاب النفسى.
2-التنازل: وهنا يهمل أحد الطرفين الصراع ويتجاهله ويتجاهل معه احتياجاته...ده بيكون فى الغالب شخصية شديدة الإعتمادية وفاقد للثقة بالنفس ولا يستطيع أن يفعل أكثر من التنازل فينكر احتياجاته ويحجب أراءه وده على فكرة ممكن يكون على مستوى اللاشعور وعلشان كده بنلاقى الناس دول بيعانوا من مشكلات نفسية زى الإكتئاب والقلق أو نفسجسمية زى مشكلات الهضم وألام العظام وضيق التنفس واختلال نبضات القلب والضغط وهذا يحدث نتيجة لكبت وإنكار الإحتياجات الأساسية المرتبطة بتوكيد الذات من المناقشة وطرح الأراء وعرض وجهة نظره والتعبير عن أفكاره أو ببساطة كبت مشاعر الغضب الناتجة عن الشعور بالإختلاف والخلاف فى الأراء لكن لأنه يعانى من خوف مزمن كامن فى اللاوعى من فقدان العلاقة نظراً لطبيعة تكوينه الإعتمادى فيحدث الإنكار اللاشعورى للذات ويتحول الغضب لأعراض نفسية أو جسمية ....فيحدث لهؤلاء تحول تام عن المشكلة الأساسية....يعنى تلاقى الحياة الزوجية ممكن تبدو طبيعية تماماً بس الأعراض اللى بيعانى منها الطرف الضعيف المتنازل هى مشكلة الزوجين....

3- الاستغلال....أحد الطرفين هنا بيدرك نقاط ضعف الطرف الأخر وممكن بيعرف احتياجاته كويس وعارف قد إيه هو عصبى جداً ومتحيز لرأيه واستحالة إنه يقبل أى نقد أو رأى مغاير لرأيه...فيتحايل عليه الطرف الأخر ويقنعه دوماً بأنه يقبل كل أراءه وينفذها له لكن فى الغالب هو لايفعل ولاينفذ إلا مايريده من خلال التحايل أو استغلال نقاط ضعف الطرف الأخر وقد يستغله كذلك استغلالاً مادياً ولايبحث من وراء هذه العلاقة إلا على المكاسب التى يحققها..وهكذا تستمرهذه الحياة...وقد يفعل الطرف المستغل ذلك ويبقى راضياً مدى الحياة ولكن قد يمر بفترات من الضعف والبحث عن المشاعر الحقيقية وقد تزداد أزمته عند الدخول فى أزمة منتصف العمر حينما يدرك أنه لم يحقق أى نجاح عاطفى فى حياته وقد يؤدى ذلك لدخوله فى حالة من الاكتئاب والحزن.

4- الحل الوسط....هنا فى الغالب الطرفان يدركان حقيقة الاختلاف بينهما وما ينتج من خلاف فى الرأى فيلجأ كل منهما للحل الوسط....يعنى لا أجى على نفسى علشان الطرف الأخر ولا أنتظر منه كتير وحتعمل ده...حتاخد قصاده ده...مش حتعمل مش حتاخد

- السلوك اللى فاضل نتكلم عنه هو أكثر السلوكيات نضجاً إنه التواصل الصحى بين الزوجين...إنه الدخول إلى عمق وحقيقة الصراع....إنه الإعتياد على تفحص الذات والتواصل مع الأخر بشكل إيجابى...إنه السلوك الذى نرى فيه ذواتنا وبداية تكوين نواة الغضب..إنه السلوك الذى ندرك فيه ضعف الأخر من أجل أن نعذره ونحتويه لا من أجل أن نستغله إنه السلوك الذى نبحث فيه عن الحل ونفكر فى الحلول البديلة إذا لم يتسنى لنا تنفيذ الحل المقترح....إنه السلوك الذى يغير طعم الحياة ويحقق السكينة ويدعم المودة والرحمة

ونلتقى بإذن الله فى تفاصيل التواصل الصحى بين الزوجين.

د.نهلة نور الدين حافظ
أخصائى الطب النفسى

المصدر: The pillars of marriage by Norman wright,communication key to your marriage
  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 642 مشاهدة
نشرت فى 31 يوليو 2011 بواسطة Mostasharnafsi

ساحة النقاش

د.نهلة نور الدين حافظ

Mostasharnafsi
موقع يهدف لنشر الوعى بالصحة النفسية والتدريب على مهارات تطوير الذات من خلال برامج العلاج المعرفى السلوكى السيرة الذاتية: الاسم: نهلة نور الدين حافظ الجنسية: مصرية الحالة الاجتماعية: متزوجة وأم لطفلين المؤهلات الدراسية: ◊ بكالوريوس الطب والجراحة-قصر العيني- دفعة ديسمبر 1993-تقدير جيد جداً مع مرتبة الشرف. ◊ ماجستير الطب النفسي »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

357,353