حوار مع الفنان محمد عفت حول فن الكاريكاتير ودوره في التعبير عن قضايا المجتمع
الكاريكاتير أسرع مقال فى العالم
لغة العالم بدون كلام
الكاريكاتير ليس بنكتة
الفنون لغة عالمية لا تحتاج إلى ترجمة يفهمها الصغير والكبير كل حسب رؤيته ومفاهيمه وثقافته..., والكاريكاتير واحد من هذه الفنون التى تنقل أفكارا بدون كلام
فبمجرد النظرإلى الصورة يمكنك قراءة الكثير, وربما يقرأها غيرك بكلمات أخرى وتحليل أخر فالكاريكاتيربحر من الكلمات
وسحر هذا الفن بدأ مع فنان الكاريكاتير العالمى محمد عفت رئيس اتحاد منظمات الكاريكاتير(فرع مصر) والمعروف اختصارا فيكو منذ أن كان فى المرحلة الإعدادية ويقول: تأثرت كثيرا بأصدقائى النوبيين وكان يلفت انتباهى تكوينهم الجسمانى الرشيق فكنت أعبر عن الشخص النوبى فى رسوماتى بإنسان على شكل حرف( تى) مما لفت انتباه أساتذتى لرسوماتى وإهتمامهم بها
وكتب عنى د.رشاد رشدى بعد نجاحى فى الثانوية العامة فى ألبومى الخاص : إن هذا الفنان له إبداع تشيكلى درامى حتى حدث بالفعل والتحقت بمعهد الفنون المسرحية قسم ديكور مسرح وقد ساعدتنى دراسة الدراما على كسر الحاجز النفسى للأشخاص والتعمق فى وجه الإنسان فأحيانا أضيف الإحساس إلى التكوين الخارجى
................................................
انطلق اتحاد منظمات الكاريكاتير والمعروف بفيكو عام 1989ويضم أربع دول إلى جانب مصروهم وبلجيكا وانجلترا وهولندا وفرنسا وكان ذلك فى المجر بالعاصمة بودابست وأفتخر أن مصر تعد الدولة العربية والأفريقية الوحيدة فى هذا الاتحاد وقد ساهم الإتحاد بمشاركة الأعضاء فى المشاركة بالمسابقات الدولية والإحتكاك العالمى حيث تصل المسابقات الى 70 مسابقة دولية فى العام , وساهمت رئاستى للإتحاد فى السفر كثيرا كعضو فى لجان تحكيم للمسابقات وكنت مؤخرا فى البرتغال وتركيا ، كما إنى أعمل على تقريب وجهات النظر بين فن الكاريكاتير فى مصر والغرب فالكاريكاتير ليس بنكتة وإنما يعتمد على فكرة وصورة تحمل مضامين وأفكارا يرسلها الفنان ليفهمها الناس كل حسب رؤيته وتفسيره ... ولدينا إشكالية كبيرة لدى كثير من فنانى الكاريكاتير وهو وضع تعليق مصاحب للصورة وهو ما يتنافى مع شروط الكاريكاتير العالمى ,ولا يمكن أن يشارك فى المسابقات الدولية ويطلق عليه كاريكاتير محلى
................................................
لقد إستطعت من خلال رحلتى الفنية تكوين أكبر مكتبة كاريكاتير فى الشرق الأوسط من حيث توافر المادة العلمية حول الكاريكاتير من مختلف أنحاء العالم ويتوافد عليها العديد من طلاب الدراسات العليا للإستفادة من محتوياتها وربما ساهمت ظروف سفرى الكثيرة من خلال رئاستى للإتحاد فى تجميع هذه الحصيلة الوفيرة من المراجع وتكوين هذا الصرح العلمى الكبير
....................................................
حصلت على العديد من الجوائز المحلية والعالمية إنما الجائزة التى أعتز بها كثيرا هى الجائزة البرونزية التى حصلت عليها فى سول بكوريا الجنوبية عام 1999 واختتمت بها الألفية الأولى فكان موضوعها عن الجيران فرسمت صورة لتعبر عن تدخل الجيران وتلصص البعض على شئون الأخرين من خلال عمارة بها ثلاث طوابق وأزلت الحائط الخارجى للعمارة وولد صغير ينزل عبر هذه الطوابق فحازت الفكرة على إعجاب لجنة التحكيم وفسرتها اللجنة على إنها تمثل تدخل كوريا الشمالية فى شئون كوريا الجنوبية وهذا هو الهدف الحقيقى للكاريكاتير أن الفكرة يمكن أن تحمل العديد من الأفكار
..........................................
متفاءل بالحركة الفنية فى مجال الكاريكاتير فأجندة عام 2014 مليئة بالمعارض وورش العمل فعلى سبيل المثال ينظم المركز المصرى للتعاون الثقافى والدولى من يوم 4وحتى 6 مارس معرضا فنيا حول كوبا فى قلب مصر وأشارك فيه مع مجموعة من الفنانين بالإضافة إلى تنظيم ورش عمل تابعة لمؤسسة دوم وهى مؤسسة غير ربحية تعمل على تعليم الكاريكاتير مجانا ويلتحق بها أى انسان يرى فى نفسه أنه يمتلك على الأقل 50% موهبة + 50% فكرة ، كما إن هناك محاولات جادة لإنشاء مدرسة لتعليم الكاريكاتير ومتحف يجمع إبداعات رواد فن الكاريكاتير أسوة بدول العالم ونعمل على إلحاق الأطفال فى المسابقات الدولية خاصة وإن الكاريكاتير فكرة تناسب كل العصور فهو لايبعث على الملل بل العكس فهو أسرع وأقصر من المقال وفكرة تنتقل للأخرين بدون وسيط أو ترجمة
منى النشار