التعرف علي صحاب النظرية :-
هذه النظرية تسمى بوصلة التفكير أو (مقياس هرمان للتفكير)، ويرمز لها بـ (HBDI)، وهي مختصر لـHermann Brain Dominance Instrument)) ، وتعني حرفياً أداة هرمان للسيطرة الدماغية. مبدع هذه النظرية هو ند هرمان عالم فيزيائي وفنان (رسام) وموسيقي أمريكي، ولد عام 1922، و أبدع نظريته هذه عام 1978. عمل في جنرال الكتيريك سنوات عديدة ، وقاد الجانب التطويري فيها. مات عام 1999 وخلف ثلاث بنات ، ونظرية في التفكير.
يعد مقياس هرمان أو (نظرية بوصلة التفكير) من أفضل أدوات التشخيص وأكثرها مرونة، والذي يمكن بوساطته التعرف على طريقة التفكير للإنسان، وبالتالي على سلوكه. تقييم هرمان هو ثمرة لبحوث استغرقت قرابة 15 عاما، وتم التحقق من صحته وفاعليته، وتناولته بالبحث أكثر من 90 أطروحة دكتوراه. يستعمل نموذج هرمان استعمالات متعدد للتعرف على أنماط تفكير الفرد والمؤسسة، وذلك لمساعدة الأفراد والمؤسسات على زيادة الإنتاجية، وحفز العاملين، والتعرف الدقيق على مواصفات العمل، واستعدادات العاملين، والإبداع، والتفكير الإبداعي.
التعرف بالنظرية :-
ماهي نظرية الهيمنة الدماغية او انماط التفكير ل(هيرمان)؟ هي نظرية تتحدث
عن ان للعقل انماطاً مختلفة في التفكير. فالعقل في هذه النظرية ينقسم الي
فصين: فص ايمن ويهتم بالمشاعر والإبداع والرغبات والخيال والابتكار
وغيره، اما الفص الأيسر فيهتم بالحقائق والأرقام والمنطق والخطوات
والانضباط وغيره. وينقسم كل فص الى نمطين فالفص الأيمن يحتوي على نمط
الإبداع ونمط الحسي اما الفص الأيسر فيحتوي على نمط الموضوعية ونمط
التنفيذ. وقبل التطرق الى الأنماط الاربعة للتفكير يجب التنبيه الى ان
النمط ليس محتكرا العقل لوحده لكن هناك نسبة بين الأنماط في ذلك لكل
شخصية. فأشخاص تغلب عليهم الموضوعية وأشخاص يغلب عليهم الإبداع وأشخاص قد
يجمعون الإبداع والموضوعية وهكذا. وعند التطرق للأنماط سأفصلها وكأن
الشخص متوغل في نمط واحد ومبالغ فيه.
فأنماط التفكير الاربعة هي:
1 - نمط الموضوعية: هو نمط يقع في الفص الأيسر من العقل. ومن هم في هذا
النمط يهتمون بالحقائق والادلة والإثباتات والبراهين وتعاملهم مع الأرقام
يظهر فيهم بشكل كبير. فهم منطقيون يقررون بعد تفكير ودراسة متأنية،
والتركيز لديهم يعتبر عال جداً. وهم يهتمون بالمال اهتماماً بالغاً.
وهؤلاء للأمانة قليلة جداً اخطاؤهم فهم يحسبون كل شيء ومدى جدواه قبل
اتخاذ اي قرار حتى في حياتهم اليومية. وهم غالباً لا يتفقون مع
النمط الحسي .
2 - نمط التنفيذ: هو نمط يقع في الفص الأيسر من العقل، ومن هم في هذا
النمط يهتمون بأدق التفاصيل - حتى التافهة منها - فهم يعملون على خط واحد
ثابت ولا يحبون التغيير والتجديد ولديهم انضباط وثبات عال جداً. ويهتمون
بإدارة الوقت، ويحترمون النظام جداً. والترتيب هو الأساس في حياتهم
اليومية. وهؤلاء للأمانة يعتمد عليهم كثيرا في انجاز الأعمال فهم ان
اعطوا عملا ينجزونه على اكمل وجه فلا يرتاح لهم بال الا بإنهاء العمل.
وهم غالباً لا يتفقون مع الإبداعيين.
3 - النمط الحسي: هو نمط يقع في الفص الأيمن من العقل. ومن هم في هذا
النمط لديهم حس مرهف للغاية فمشاعرهم رقيقة يهتمون ويعتنون بعلاقاتهم مع
الآخرين، ويهتمون باحتياج الآخرين، لديهم بديهة رائعة، يحبون العمل
كمجموعة، يطاوعون الآخر حتى لو على حساب انفسهم، دائما قراراتهم تعتمد
بالدرجة الأولى على المشاعر فهم يربون أبناءهم على مكارم الأخلاق،
ويكرهون الوحدة والعزلة، ويتضايقون ان احسوا انهم اغضبوا احداً، فهم
يميلون للهدوء، فهم عاطفيون يقرؤون ويميلون للمواضيع والقصص العاطفية.
وهؤلاء للأمانة اكثر الأنماط لطفاً وأكثرهم خدمة ومساعدة. وهم غالباً لا
يتفقون مع الموضوعيين.
4 - نمط الإبداع: هو نمط يقع في الفص الأيمن من العقل. ومن هم في هذا
النمط تكون تفكيراتهم بعيدة المدى، ينظرون الى الشيء بشكل شمولي،
تصوراتهم كبيرة وواسعة، لديهم الإبداع والابتكار، ويهتمون بالمغامرة
والاستكشاف، فهم كثيرو السفر والتنقل. اغلب قراراتهم تقريبية تعتمد على
الحدس والتوقع. لديهم تغيير وتجديد هائل حتى في افكارهم فتجد أحدهم اليوم
بفكره وغداً بفكرة أخرى. هم اصحاب خيارات متنوعة، وقراراتهم سريعة لذلك
تكثر اخطاؤهم ويفشلون، فيعتبرون اصحاب معلومات غزيرة وتجارب عديدة. وهم
منفقون للمال وغالبا ما يعتبرون فوضويين. وهؤلاء للأمانة يتميزون بحب
التغيير وعشق التجديد فيشعرون بالضيق عند ابقائهم في مكان واحد ويعتبرون
مندفعين وأفكارهم لا يستطاع التنبؤ بها فهي افكار غير عادية، وخيالهم
واسع. وهم غالبا لا يتفقون مع التنفيذيين.
وتجدر الإشارة الى ان الأنماط تعتبر مكتسبة وموروثة وقد يتغير نمط الشخص
بناء على الظروف التي قد تواجهه. وبالإضافة اننا لا نستطيع الحكم على كل
نمط بأنه سيئ او جيد او ذو كفاءة عالية او دون ذلك. فلكل نمط خصائصه التي
تميزه والتي قد تعيبه ايضاً.
وللمعلومية يمكن ان نوظف اختلاف الأنماط جيدا، فمثلا: هناك مؤسسة يعمل
بها اربعة اشخاص لكل منهم نمط يختلف عن الآخر فنمط الإبداعي يفكر ويبدع
بأفكار، فيأخذها نمط الموضوعي ويحللها ويدرسها ويحكم على فعاليتها،
فيأخذها نمط التنفيذي ويشرف على انجازها وتنفيذها، اما نمط الشاعري فيأخذ
عمل العلاقات العامة والربط بين المؤسسة والخارج.
وبالمناسبة يغلب على الرجال نمطي الموضوعية والإبداع، اما النساء فيغلب
عليهم نمطي الحسي والتنفيذ. وينصح الأشخاص المبالغين في نمط واحد ان
يطوروا انفسهم ويضعوا امام اعينهم وفي اعتبارهم مميزات الأنماط الأخرى
ومحاولة اكتسابها، فالشخص هو الوحيد القادر على تغيير نفسه.
وهذه بعض الوظائف التي يغلب عليها نمط لها:
٭ نمط الموضوعية: من الوظائف التي تتوافق معها وظيفة المحاسبة ووظيفة
المحقق.
٭ نمط التنفيذ: من الوظائف التي تتوافق معها وظيفة حارس الأمن ووظيفة
عامل النظافة.
٭ نمط الحسي: من الوظائف التي تتوافق معها وظيفة معلمة رياض الأطفال
ووظيفة المربية.
٭ نمط الإبداع: من الوظائف التي تتوافق معها وظيفة الرسام.
بعض الاعتقادات التي يراها
الآخرون في الأنماط:
٭ نمط الموضوعية: يرى انه صلب وقاس ويحب المال وتعتمد حساباته عليه، يهتم
بالمصلحة الشخصية، ليس لديه بعد نظر، لا يهتم بالعلاقات مع الآخرين
فالعمل اولاً ثم العلاقات.
٭ نمط التنفيذ: يرى انه متسلط وممل، يحب النظام، لا يرى للتغيير والتطوير
اي اعتبار، ليست لديهم مرونة، عنيد جداً.
٭ نمط الشاعرية: يرى انه حساس جداً وغير موضوعي، ليس له رأي، لا يهتم
بنفسه بقدر ما يهتم بالآخرين، غير جاد، يهتم بالعلاقات والظروف قبل العمل
والمصلحة الشخصية.
٭ نمط الإبداع: يرى انه كثير الأفكار، ليس مرتباً ولا منظماً، قراراته
سريعة وتعتمد على التوقع والحدس، ليس لديه تركيز، دائما ما يفكر
بالمستقبل دون الاهتمام بالحاضر الذي هو فيه.
وتجدر الإشارة ايضا الى ان نظرية الهيمنة الدماغية كبيرة جداً لا يتسع
بنا المقال لذكرها كاملة، لكن ذكرت مجملاً بسيطاً منه.