خطوات تصحيح المسار وبناء شخصية الإنسان
في خمس نداءات من الرحمن
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انظُرْنَا وَاسْمَعُوا ۗ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ.
الله تبارك وتعالى يخبرنا هنا أن الكلمة تعبر عن القصد والنية والمشاعر والأفكار، وعلى المسلم أن ينتقي أفكاره ويطهر مشاعره ويضبط لسانه لتنضبط له الحياة .
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : << الطهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن - أو تملأ- ما بين السماوات والأرض، والصلاة نور والصدقة برهان، والصبر ضياء>> إلى أخر الحديث فالصبر يُضيء ما بداخلك والصلاة تنور لك حياتك، والصدقة برهان على كل ذلك.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ
كل الرزق طيب بإذن الله فإذا حصلت عليه بما يرضي الله كنت له عابدا وشاكرا لذلك كل من حصل على رزقه بغير شرع الله فقد عبدا لما يسعى إليه ثم لم يشكر لأنه أبدا سيرضى أو يقنع.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى ۖ الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنثَىٰ بِالْأُنثَىٰ ۚ فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ۗ ذَٰلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ ۗ فَمَنِ اعْتَدَىٰ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ
هذا قانون السماء يحكم وينظم حركة الحياة في التعامل بين الناس، فكل فرد مسئول عن أرواح الآخرين، ولذلك كان القصاص حياة، إنه قانون التعايش السلمي واحترام حقوق الآخرين.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ.
تقوى الله هي الهدف الأساسي والرئيسي من الصيام، وقد تدربنا على التقوى في كل ما سبق من نداءات موضحة أعلاه حتى يأتي رمضان وقد ضبطنا أفكارنا وكلامنا، ومارسنا بصدق الصبر مع الصلاة، وأكلنا من الطيبات ثم شكرنا لله، واحترمنا حياة الآخرين فكان التعايش السلمي والاحترام المتبادل بين الناس، ثم يأتي رمضان ويدخل الناس في دين الله ويتسابقون ويتزاحمون في المساجد لعلهم يعوضوا شيئا مما فاتهم خلال العام.
إنها مدرسة القرآن ونداءات من الرحمن لشباب هذه الأمة بعد أن أصبحت الفتن كالحصير تُعرض على قلوبهم عودا بعد عود.
ساحة النقاش