بسم الله الرحمن الرحيم
الحب عاطفة أصيلة في الإنسان .. وهي أصل في كل العلاقات الإنسانية .. وهو أي الحب تجده في كل من العقل والنفس والجسد .. ولكن بأسماء وصور مختلفة .. فالإنسان يهوى ويغوى ويحب ويشتهي .
اليوم سنتكلم عن الحب بالعقل والقلب معا ودليلنا الآية الكريمة:
((وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ)) سورة البقرة.
وسيدنا عمر ابن الخطاب ترك لنا هذا الأمر واضحا بكلمات دارت بينه وبين سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم :
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي حَيْوَةُ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو عَقِيلٍ زُهْرَةُ بْنُ مَعْبَدٍ ، أَنَّهُ سَمِعَ جَدَّهُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ هِشَامٍ ، قَالَ : كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَهُوَ آخِذٌ بِيَدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، لَأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِلَّا مِنْ نَفْسِي ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
" لَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنْ نَفْسِكَ " ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ : فَإِنَّهُ الْآنَ وَاللَّهِ لَأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " الْآنَ يَا عُمَرُ " .
في الحال شغل عقله سيدنا عمر رضي الله عنه وعرف أن المنطق والحكمة تقتضي محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من المال والنفس والولد .. لأن محبته صلى الله عليه وسلم تنجينا من النار في الآخرة ومن الضلال في الدنيا.. وهذا هو ما يسعى إليه كل عاقل.
ساحة النقاش