اليوم سنتعرف على أصحاب الحب الخالد النزيه
• وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ (87) يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89) وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ
الشعراء
بسم الله الرحمن الرحيم .. اليوم نعيش لحظات مع هذه الآية الكريمة التي تخبرنا برجاء الخليل إبراهيم عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام وهو يخاطب رب العالمين .. ولا تُخزني يوم يبعثون .. إن أول شيء يخاف منه المرء في حياته الدنيا وفي الآخرة هو الخزي ..وخيبة الأمل.
وأقسى ما يصيب القلب أن يخيب رجاءنا .. لذلك علينا أن نُحصن قلوبنا من هذا الخزي الذي نجده و نراه منتشرا في جميع مراحل الحياة كالماء والهواء.
إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ
ومن سياق الآية نستطيع أن نستنبط أن القلب السليم هو القلب الذي لا يخزيه الله يوم القيامة وكلمات الآية تجعلنا نفكر في معانيها، إلا من أتى الله بقلب سليم..
أي بعد عمر طال أو قُصر سيأتي يوم اللقاء، لقاء لا دخل للعقل فيه ولا للأبناء والآباء والزوجات، ولا للسلطان والجاه والخزعبلات، إنما هو القلب يا سادة..
هو المعني بهذا اللقاء لأنه هو المسئول الأول والأخير عن تصرفات الإنسان على مر الزمان، وقبل أن نعرف صفات القلب السليم تعالوا بنا إلى هدية الرحمن لعباده الكرام:
وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ
كل أمة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم حبب الله إليه الإيمان، وكل فرد في أمة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم كرًه إليه ربه الكفر والفسوق والعصيان، يعني الطريق إلى الله جاهز وممهد، وكل ما علينا هو أن نتخذ الخطوة الأولى ونتجه بقلوبنا إلى الله العزيز الحميد
وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ
يعني الآن لدينا أجمل وأهم صفة يشعر بها الإنسان ألا وهي الحب، والعجيب أننا نبحث عنه في قلوب الآخرين، وهو لدينا هدية من الله العزيز الحميد حيث قال المولى عز وجل :
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ
في كل قلب مؤمن وموحد بالله حب مؤكد صافيا و خالصا لله رب العالمين فإن توجهنا بقلوبنا إلى الله العزيز الحميد فسوف نجد في طريقنا من هم أشد حباً منا لله رب العالمين، وهنا سيكون اللقاء المنتظر الذي ينتظره كل قلب محب { أي ستجد نصيبك من الحب في قلوب المتقين وهذا هو الحب الخالد النزيه } .. وهذا المعنى نجده في صدر الآية التي نحن بصددها:
وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ (87) يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89) وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ
إذاً العبرة نجدها في تقوى الله لأنها تُطهر القلب وتُجهزه وتنقيه من كل شائبة حتى يُصبح قلبا سليما بإذن الله .. وهذا معناه أنه سيُصبح محبا ومحبوبا من كل قلب عامر بمحبة الله الواحد القهار.
ابحث عن نصفك الحلو في صفوف المتقين أصحاب القلب السليم
ساحة النقاش