إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (57) وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِ وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ (60) أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ (58) وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ(59) وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ (60) أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ .
[ المؤمنون]
مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ
بحثت في معاني الكلمة ووجدت العجب العجاب من التفسيرات القديمة والحديثة، ولكن علق بذهني معنى كبير جدا يعجز قلمي عن وصفه رغم كونه حاضرا في كياني وفؤادي.
وفي كلمات بسيطة أقول لكم أن الخشية هي الخوف من الله مع تقديس لأسمائه الحسنى مع رجاء فضله وإحسانه وقبول العمل وجعله خالصاً لوجهه الكريم.. ثم يغلف هذا الإحساس الشفقة على النفس البشرية إذا ما انصرفت عن طاعة الله أو انشغلت بغير محبته سبحانه.
ولتقريب المعنى سنضرب مثلا بسيطا ولله المثل الأعلى:
تخيل أن والدك الكبير في السن أرسلك لشراء ما يحتاج من دواء، وفي أثناء الطريق وقع لك حادث بسيط، ولكنه سيؤخرك ويعطلك عن الرجوع إلى والدك بالدواء، ماذا سيكون شعورك الغالب عليك؟
ستخشي أن يظن والدك أنك أهملته وفضلت مصالحك الخاصة على مصلحته، وستخاف أن يزيد عليه المرض أو الألم لعدم تناوله للدواء، وستخاف أن يصيبه مكروه بسبب ذلك. وهذا هو معنى خشية الله فهي خوف من الله مع تعظيم لشأنه سبحانه وتعالى ومخافة عقابه ورجاء ثوابه، ويُغّلف كل ذلك رهبة قوية من الواحد القهار.
هذا والله أعلى وأعلم وهو يتولى الصالحين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
ساحة النقاش