أنت والقرآن
إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ (29) لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ (30)
سورة فاطر
سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا لا أَقُولُ الم حَرْفٌ وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ وَلَامٌ حَرْفٌ وَمِيمٌ حَرْفٌ.
يقول الله تبارك وتعالى:
أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ (19)
كلنا يعلم علم اليقين أن ما أُنزل على سيدنا رسول الله هو الحق من عند الله، فقط ينقُصنا أن تكتمل عقولنا بتحقيق الشروط الآتية:
(( الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلَا يَنْقُضُونَ الْمِيثَاقَ (20)))
الوفاء بعهد الله من أهم شروط احترام الذات .. وسوف نلاحظ ذلك في إحساسنا بسعادة بالغة عندما يوفقنا الله و نفي بوعودنا.. وأول مكسب هو إحترام الآخرين لأننا احترمنا كلمتنا.
(( وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ (21)))
صلة الرحم من أهم بنود الوفاء بالعهد، ويجب أن نقوم بهذا العمل خشية أن نقع في غضب الله وسوء الحساب.
(( وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ (22)))
كل تصرفاتنا وأعمالنا يجب أن تكون ابتغاء وجه الله، وهذا يجعلنا نقيم الصلاة بحق وليس فقط نؤديها، فإذا تم ذلك فسوف نجد أنفسنا نُسارع بالأعمال الصالحة لنمحو بها كل سيئة وقعنا فيها.
(( جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ (23) سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ ))
سورة الرعد
ليس هناك أجمل ولا أروع من هذه البشرى العظيمة من العلي العظيم سبحانه وتعالى .. فهنيئا لكل من استخدم عقله وفهمه ومشاعره وفؤاده في تدبر كتاب الله.
ساحة النقاش