قل لي ماذا تهوى أقل لك من أنت
يقول الله تبارك وتعالى في سورة الكهف آية رقم 28:
وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا
عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
لا يُؤمِنُ أحدُكُم حتَّى يكونَ هواهُ تَبَعًا لما جئتُ بهِ
سنجد توقيع الآية الكريمة والحديث الشريف في آية عظيمة في سورة طه، حيث يقول الله تبارك وتعالى:
وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا
ويقول الله في سورة النساء آية 124:
وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا
ويقول أيضا تبارك وتعالى في سورة الأنبياء 94:
فَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ
إذاً وبدون شك أن الهوى له حدين تماما مثل السكين فهي سلاح ذو حدين، ونستنتج ذلك من الآية الكريمة التالية:
لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ۚ فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ
البقرة 256
ونستدل بآية أخرى بل وآيات كثيرة عن الهوى فاتبعوني رحمكم الله:
وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ
[الأعراف 146]
ويقول ربنا تبارك وتعالى في سورة النازاعات حكما صارما عن الهوى وأضراره:
وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى
الهوى هو محرك الرغبات والشهوات، وله طاغوت، والطاغوت معناه أن تطغى الأفكار أو المشاعر السلبية على غيرها من الإيجابيات، وكل ما هو سلبي فمن الظلام، وفي الظلام تجد كل ما هو سلبي ومشين.
ولكن إذا وقعنا في الهوى فلن يجيرنا منه إلا الله .. فهو القائل سبحانه وتعالى :
وَإِن يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ ۖ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ ۚ يُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۚ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ
يونس 107
<< وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (200) إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ >> سورة الأعراف.
الآن قد عرفنا معنى حديث رسول الله ﷺ :
لا يُؤمِنُ أحدُكُم حتَّى يكونَ هواهُ تَبَعًا لما جئتُ بهِ
عندما نخاف مقام ربنا وننهى النفس عن الهوى سيتجه هوانا من تلقاء نفسه إلى ما عند الله وقد حدثنا به في آيات الذكر الحكيم، من الجنة ونعيمها والحور العين الحور المقصورات في الخيام.
سيعرف ذلك بيقين كل من وقع في براثن الشيطان واتبع هواه فلن يجد بعد الشهوة في الحرام إلا الندم والقرف والإشمئزاز.
ساحة النقاش