الفكر يؤثر على الذهن
من كتاب قوة التفكير للدكتور إبراهيم الفقي رحمه الله
العقل البشري يعمل بالاتجاهات.. بمعنى أن أية فكرة تفكر فيها يأخذها العقل ويسير في اتجاهها، ويبحث في مخازن الذاكرة عن كل الملفات التى تساعدك وتدعمك في هذا الاتجاه ويجعلك تنجح فيه سواء كان ذلك إيجابيا أو سلبيا.
د/ إبراهيم الفقي
<< فَتَلَقَّى آَدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ >>
كلام الدكتور إبراهيم رحمة الله عليه يجعلني ألتفت إلى أول عمل للذهن البشري وأول مرة يتلقى فيها آ دم من الله كلمات فتاب عليه.
<< وَعَصَى آَدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى >>
أي معصية لله تفتح الباب على مصراعيه للوسوسة وإتباع الهوى والغواية، لأننا إن لم نجعل وجهتنا إلى الله العزيز الحميد تعددت الجهات وتبدأ الحيرة والقلق والخوف .. والحل هو:
<< وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ >>
115 البقرة
وقد أعطانا الله درعا قويا ندرأ به كيد الشيطان ونواجه به الوسوسة في كل صورها وهذا الدرع هو :
<< وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (200) إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ >>
الأعراف
كلما اتقيت الله كلما انتصرت على نفسك والشيطان وكل تحدي من تحديات الحياة.
يقول الدكتور إبراهيم الفقي رحمه الله في كتابه قوة التفكير.. أي شيء تفكر فيه يصبح اتجاها للعقل وسيفعل ما يستطيع لكي يجعلك تنجح فيه، ومن المهم أن تعرف أن أي شيء تدركه وتفكر فيه يجعل الذهن منتبها لهذه المعلومة في الحال، فيقوم بفعل الآتي:
1. الانتباه للمعلومة والفكرة والتعرف عليها.
2. فتح الملف الخاص بهذه الفكرة من ملفات مخازن الذاكرة.
3. تحليل هذه الفكرة ومقارنتها بأفكار أخرى مشابهة لها وموجودة في مخازن وملفات الذاكرة.
4. البحث في كل ملفات ذاكرتك عن المعلومات التي تدعمك وتقوي رأيك.
5. إلغاء أي معلومات أخرى لا تمت للفكرة بصلة لكي يساعدك على التركيز على هذه الفكرة فقط، وذلك لأن العقل البشري لا يستطيع التفكير إلا في فكرة واحدة في وقت معين.
من كتاب قوة التفكير
هذه المعلومة الأخيرة رقم 5 تعتبر مسألة خطيرة جدا ونمر بها معظم الوقت وربما دون أن ندري، ذلك عندما نأخذ فكرة سلبية عن شخص ما ويمر الوقت وقد انقطعت صلتنا به، هو من الممكن أن يكون تاب وانصلح حاله، ولكننا عندما نقابله ولو صدفة من جديد فإن فكرتنا السلبية تتكون بشكل قوي في أذهاننا.
لذلك أمرنا ربنا ب:
خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ (199) وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (200) إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ
ساحة النقاش