<!--<!-- قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
بالفطرة أنت ملك زمانك
وليس لمخلوق سلطان عليك إلا بالحسنى
*****
فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ
[ سورة الروم]
هذه دعوة من الله العزيز الحميد لنتعرف على فطرته التي فطرنا عليها، لأن وجه الإنسان يعبر عن مشاعرنا وأفكارنا واتجاهاتنا وأخلاقنا،وأيضا عن الرهبة والخوف والمحبة والبغضاء، وعن كل ما يكمن في القلب من مشاعر، وكل ما يدور في الذهن من أفكار.
فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا
حنيفا بمعنى مائلا إليه، أن نميل إلى الحق بفطرتنا التي جبلنا الله عليها، فنحن لدينا من العزيز الحميد برمجة عظيمة جدا تنفعل وتنسجم وتتوالد وتتكاثر مع العمل الصالح ومع أي شيء يقربنا إلى الله.
فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا
هذه الفطرة تجعلنا نكتئب عندما نرتكب خطأ، وتجعلنا نفرح بالقرب من الحق، ونراها بوضوح في الأطفال والصغار والكبار، فالطفل بفطرته يعرف لا يلعب بالنار أبدا إذا لسعته.
لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ
وهنا يُطمئننا ربنا أنه لن تستطيع أي جهة في الأرض أن تغير فطرة الله التي فطرنا عليها، ممكن يتلاعبوا بالجينات ولكنهم لم ولن يستطيعوا أن يبدلوا فطرتنا، ولكن هناك طريقة واحدة لقتل الفطرة فينا وهي أن نتبع الغاوين والشياطين من الجن والإنس، وهذا لن يتم إلا بقرار من الشخص ذاته.
ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ
هذا هو الدين، إذا تطابق مع أخلاقنا وتصرفاتنا فسوف يوافق فطرة الله ونحيا بانسجام وتوائم ووفاق مع كل تحديات الحياة، ولدينا قانون من السماء ساري المفعول حتى إلى يوم القيامة: (( قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون)).
وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ
[ سورة الروم]
أرجو الله لي ولكم أن نكون من القليل الذي يعلمون أن ما أنزل الله هو الحق ولا نكون مثل هؤلاء الذين فارقوا دينهم واتبعوا الهوى وغرهم بالله الغرور.
ساحة النقاش