ليصبح الكون منيراً بضوء التقوي والعفاف ، لكي نسعي جاهدين في تطبيق  وظيفتنا الأساسية في الكون والتي يغفلها الكثير منّا أو يتناساها ، لتتعالي أصوات انتصارتنا هنا وهناك فلا مخرج إلا تقوى الله ، والتقوى تأتي بعد صراعاً عميقاً بين منهجين سيظلوا في صراعات متتالية ليوم يرث الله الأرض ومن عليها هما الخير والشر ، والسبيل الوحيد للخروج من دوامة الذنوب والمعاصى  والأبتعاد عن الشرور  أن تتيقن أنك لست حراً بل أنت عبداً لمالك الكون برمته ...
فهل أنت حراً في ارتداء ما تشاء ؟
بتطبيق نظريات الحرية ومنهج دعاة الحرية المعاصرين تكون الأجابة :نعم أنت حراً في ارتداء ما تشاء ، أما كونك عبداً فأنت تخضع لقوانين ودستور الله وسنة نبينا صلي الله عليه وسلم ،لذلك أنت عبداً يحق لك أنت ترتدى المباح من الملبس وتبتعد عن المحظور منه.
،وفى تحريم لباس الحرير  للرجال عبرة وعظة من الخالق ،فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلي الله   عليه وسلم "لا تلبسوا الحرير، فإن من لبسه في الدنيا لم يلبسه في الاخرة" وقد أكتشف العلم بعد قرون  اضرار الحرير والذهب أيضاً  علي الرجال  ، فيتعجب من ذلك القول أصحاب نظريات الحرية المطلقة فيقولوا  أن كل فرد حر فيما لا يسبب الضرر للناس و أن الله مطلع علي أعمالنا  وإن  أخطئنا فسيحاسبنا  الله فيما أجرمنّا  وهذه مبررات ساذجة
ولعل منطقهم هذا  أصبح رائجاً ومنتشرا ً في عقول  الشباب ،وأصبحت كلماتهم هذه تتردد علي  أفواه كل من تقترب لنصحه :فيقول أنا حر/ حرة  أفعل  ما  أشاء!!!   ....هل الشباب حراً في أن يرتدى لباساً  تتضح  منه عورته ؟
تغيرت  كل المفاهيم  الآن تحت مفهوم جديد يسمي "الموضة"  أصبحت الشوارع والطرقات مليئة بالتبرج والمعاصى من كلا الطرفين شباب وبنات  ، فالحيوان ستره الله ولم  يكشف عورته وهؤلاء يتباهون بكشفها أمام أعين الناس  ، هل كل فرد يحق له أن يدخن فيؤذى من حوله  سواء ضرر صحي  أو نفسي ....إلخ؟  أتحدث عن التدخين المعتاد  فما بالك بالمخدرات التي أصبحت تباع في العلن وتشرب في العلن  أيضاً ..
  أصبحنا في مجتمع غريب الأطوار مباح فيه كل شئ تحت لفظ "الحرية"  تسير في الحدائق سواء  صدفة  أو لتستنشق هوائاً  نقياً فتجد ما يُعكر صفوك من زنا في العلن ...هل أندثرت كل القيم الطيبة داخل المجتمع ؟!، أتحدث علي الطرق والشوارع العامة فماذا عن شرم الشيخ ، الغردقة  ، الشواطئ المغلقة...، في هذا الزمن من لا يعرف طريق  المخدرات يطلق عليه شاب مدهول علي نفسه  من وجهة نظر البعض ، و من لا يتحدث  إلي فتاة لعشرات الساعات في التليفون ليس بجنتل مان       ....أصبح المخطأ صائب والصائب مخطئ!!!!
في الفترة الحالية الكثير من الشباب والشابات يحملوا عاتق الزواج ، أصبحت الظنون تحيط بهم من كافة النواحى بسبب ما طرأ علي المجتمع من ثقافة غربية  غريبة ولكن في قول الله عز وجل  
الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ"
 
وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُوْلَئِكَ مُبَرَّؤُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ"   
يأتي الفرج والفرح ....هناك فارق كبير بين شعورك بأنك حراً طليقاً تفعل ما تشاء وبين أنك عبداً  تفعل ما أمرك الله به،  كلنا مخطئين  لكن هناك مخطئ متعالي يقول أنا حر  وآخر معترف بالخطأ ويحاول الأقتلاع عن ذلك الجرم، هناك شخصاً يحلل لنفسه وآخر يحاول أن يتعرف علي المحذورات فيبتعد عنها لذا  
فأنا عبداً ولست حراً

 

المصدر: الكاتب | محمود عويس
  • Currently 1/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
1 تصويتات / 332 مشاهدة
نشرت فى 5 ديسمبر 2012 بواسطة MediaCharity

Media Charity

MediaCharity
مـيديا الخـير »

ابحث

تسجيل الدخول

تلفزيون مـيديا الخـير

سُنن يوم الجمعة المهجورة