الرغم من الثروة السمكية الهائلة المتوفرة فى الدول العربية وكثرة الموارد البحرية وإمكانيات تربية الأحياء المائية في كثير من دول الوطن العربى، إلا أن الدول العربية لم تستفد حتى الآن من هذه الإمكانيات نظراً لعدم وجود بيت خبرة متخصص فى هذا المجال، ومن هنا ظهرت أهمية وجود كلية متخصصة للمصايد والاستزراع السمكى تخدم المنطقة العربية وتقدم خريجيين فى هذه التخصصات،

وهو ما قامت الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحرى بتنفيذه حيث أنشأت هذه الكلية التى ستبدأ عامها الأول فى الموسم الدراسى القادم وسوف يكون مقرها الرئيسى الإسكندرية ويتولى عمادتها الدكتور عصام صبرى الأستاذ بالأكاديمية.

ويقول الدكتور محمد فرغلى مدير الأكاديمية أن هذه الكلية نشأت فكرتها من منطلق أن الأسماك والأحياء المائية من المصادر الغذائية الهامة للإنسان فهي تساهم في توفير البروتين الحيواني في معظم البلدان العربية حيث يتراوح متوسط استهلاك الفردمن الأسماك في الوطن العربي ما بين 6-20 كيلو جرام فى العام تبعا لاختلاف عادات الشعوب وكميات الإنتاج بينهم،

كما بلغ المصيد من الأسماك والأحياء المائية من مختلف البلدان العربية حوالي 2.5 مليون طن فقط عام 2006 بينما وصل إنتاج تربية الأحياء المائية إلى 640 ألف طن فقط عام 2006 هذا بالإضافة إلى أن العديد من البلدان العربية تمتاز بامتداد شواطئها حيث يصل طولها إلى حوالي 23 ألف كم برصيف قارى يصل إلى 608 ألف كم2 وكثير من المناطق الساحلية والخلجان والمسطحات المائية الداخلية والتى تصلح للاستغلال في تربية الأسماك والأحياء المائية المختلفة وتتمثل في أنهار طولها 16.6 ألف كيلومتر وخزانات وسدود تبلغ مساحتها 2.4 مليون هكتار.

إلا أن الجانب الأكبر من هذه الامكانيات لم يتم استغلاله بصورة إقتصادية تعود بالنفع على الوطن العربي ككل بل أدت إلى ضعف إنتاجية الموارد السمكية في الوطن العربي بالمقارنة مع نظيراتها على المستوى العالمي سواء في المصايد البحرية أو الإستزراع المائى..

وذلك لعدة أسباب أهمها: ضعف الإستثمارات الموجهة لقطاع الإنتاج السمكى، وضعف البنية التسويقية، وعدم حداثة التكنولوجيا المستخدمة في مجالات تنمية الثروة السمكية، كذلك ندرة الكوادر القادرة على تنظيم وإدارة المصايد بطرق علمية متقدمة، وفقر الأساطيل العربية للتكنولوجيا الحديثة في مجال الصيد،

ولاجدال في أن التطور التقنى للإنتاج السمكي بجانب زيادة الإستثمارات السمكية وخاصة في مجال تنمية الموارد البشرية والكوادر القادرة على إستخدام التكنولوجيا الحديثة يمكن أن يلعب دورا رئيسيا في زيادة الإنتاج المستدام للأسماك في الوطن العربي بمعدلات عالية،

ولعل تنمية المخزون السمكي وتطبيق منظومة الصيد الرشيد التى أصدرتها منظمة الأغذية والزراعة تعد إحدى أهم المجالات التى يمكن أن يتصدى لها العمل العربي المشترك بكفاءة عالية.

ويضيف د. فرغلى قائلاً: إن تجاهل الوطن العربي لإستزراع الكائنات البحرية غير التقليدية مثل الأعشاب البحرية والمحار والجلد شوكيات والقشريات اللهم إلا بعض البلدان مثل المغرب والتى تستثمر في الإستزراع البحري بشكل جيد وأيضا السعودية والتى تقوم بإستزراع الجمبرى أدى إلى تراجع صناعة الأعلاف السمكية في البلدان العربية وخاصة فيما يختص بالأسماك البحرية، كما أن صناعة الشباك ومعدات الصيد تحتاج إلى تطوير كبير وإستثمارات عاليه في هذا المجال وكذلك الموارد البشرية التى ستدير هذه المصانع.

وجدير بالذكر بأن جزءا لا بأس به من التطور التكنولوجي سواء للمصايد أو الإستزراع البحري يرتبط بالإستثمارات المخصصة للقطاع وهو مايطلق عليه التكنولوجيا المندمجة برأس المال وعلى سبيل المثال تحديث أسطول الصيد البحري يتطلب العنصرين معا رأس المال والمعرفة التكنولوجية، لذا ومن منطلق حرص الأكاديمية على توفير المعرفة التكنولوجية سواء في الصيد البحري أو الإستزراع فقد أنشأت الكلية لتحقيق هذا الهدف.

وحول أهداف التى من المتوقع أن تتحقق من وجود هذه الكلية يقول د. محمد فرغلى: يظل الهدف الرئيسي هو تنمية الموارد البشرية العربية في مجال الثروة المائية، فإذا علمنا أن موارد الصيد البحرى تساهم بأكثر من 80% من الإنتاج السمكى العربى، لذا فإن أي تحسن ولو طفيف في تكنولوجيا المصايد سوف ينعكس إيجابيا وبفاعلية على مجمل الإنتاج السمكي بالإضافة إلى إشتراك كثير من الدول العربية في السواحل البحرية لذا فإن هناك فرصة للتنسيق بين هذه البلدان مثل: "السعودية واليمن" و"مصر وليبيا" و"سوريا ولبنان" و"تونس والجزائر" و"المغرب وموريتانيا"،

ويمكن للكلية أن تخرج وتعد كوادر قادرة على إدارة المصايد وعمل الإحصاءات السمكية وتقدير المخازين السمكية، وكوادر ملمة بقوانين المنظمة البحرية والقوانين المرتبطة بالمصايد، وأخرى قادرة على تصميم وعمل الشباك الحديثة مع القدرة على قيادة السفن الحديثة وصيانتها والتعامل مع الأجهزة، وقادرة على معاملة وتصنيع الأسماك لتكون مقبولة تسويقيا في الأسواق العالمية، وأيضاً إعداد الموارد البشرية التى تستوعب أهمية الحفاظ على البيئة البحرية ووضع سياسات الصيد الرشيد التى يحقق إستدامة للمصايد السمكية.

هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فإن الوضع الحالي في تداول وتسويق الأسماك يؤدى إلى ضعف في نوعية وقيمة الإنتاج السمكي العربي ويحول دون تصدير الأسماك إلى السوق الأوروبية واليابانية ولذا يجب تطوير الأساليب المستخدمة حالياً ورفع مستوي القائمين عليها.

والعمل كبيت خبرة لتقديم الاستشارات الفنية والدعم العلمي في كافة مجالات المصايد والاستزراع المائي وعمل دراسات الجدوى الخاصة بالاستثمار في مجال المصايد والاستزراع السمكى، بالإضافة إلى توفير آليات للشراكة وتقديم الدعم العلمي مع القطاع الخاص والمستثمرين في كافة البلدان العربية في مجالات المصايد والاستزراع المائى،

وعمل نماذج لمشاريع تنموية صغيرة مثل: استزراع الأعشاب البحرية، واستزراع المحاريات، وعمل مفرخات بحرية، وإستزراع الجمبري والقشريات، وانتاج سلالات أسماك من الكائنات البحرية المعدلة وراثياً، وإنتاج أعلاف أسماك غير تقليدية،

ويمكن أن تكون هذه المشاريع بمثابة التدريب العملي للطلاب مع اعتبار مصادر دخل هذه المشاريع لتكون إحدى روافد مصادر تمويل البحث العلمى داخل الكلية وكذلك كنماذج لمشاريع حضانات الخريجين.الجدير بالذكر أن الكلية الجديدة سوف توفر فرص الحصول على دراسات عليا (دبلوم-ماجستير-دكتوراه) في مجالات المصايد والاستزراع لخريجي الكليات والمعاهد العلمية من كافة البلدان العربية وفقا للقواعد العامة للأكاديمية في هذا الصدد.ويمكن للباحثين بها عمل بحوث علمية تطبيقية تساهم في الاستغلال الأمثل والمستدام للمصايد البحرية وترسيم مصادر الثروات البحرية المختلفة.

واخري خاصة بالاستزراع السمكي وتحسين الإنتاج وبالتالي محاولة سد الفجوة الغذائية الكبيرة في الوطن العربي مع توفير آليات للشراكة وتقديم وسائل الدعم الممكنة للسادة الباحثين في مختلف قطاعات البحث العلمي والأكاديمي في كافة البلدان العربية العاملين في مجالات المصايد والاستزراع المائي.

ويقول د. محمد فرغلى أن الكلية الجديدة تقبل الطلبة الحاصلين على شهادة الثانوية العامة وكذلك الثانوي الصناعى، وهى مقسمة لقسمين: الأول: قسم المصايد وتكون الدراسة فيه عامين ثم يلتحق الطالب بالتدريب البحري لمدة 6 شهور ويؤهله بذلك للحصول على شهادة ضابط أو مهندس صيد،

كما يمكن للطالب إتمام الدراسة لمدة ثلاث سنوات ونصف ثم يلتحق بالتدريب البحري لمدة 6 شهور ويؤهل بذلك للحصول على بكالوريوس في إدارة المصايد. أما القسم الثانى: فهو قسم الاستزراع المائي والدراسة فيه تكون ثلاثة سنوات ثم يقوم الطالب بعمل مشروع تخرج متكامل لمدة عام واحد يحصل الطالب فى نهاية الدراسة على بكالوريوساستزراع مائى، ويمكن للطالب الالتحاق بقسم الدراسات العليا بعد البكالوريوس والحد الأدنى لدرجة الدبلوم عام واحد ولدرجة الماجستير عامان ولدرجة الدكتوراه ثلاث أعوام.ويمكن للحاصل على بكالوريوس مصايد أو استزراع مائي العمل بمجالات البحث العلمي وتطوير صناعة المصايد، أو العمل كقبطان علي مراكب الصيد غير المحدوده، أو كإدارى في الهيئات الحكومية المنظمة لنشاطات المصايد المختلفة، أو بمصانع الشباك وتصنيع المنتجات السمكية والعلائق والمكونات الأساسية لمزارع تربية الأحياء المائية، وأيضاً العمل بمواقع تربية ورعاية الأحياء المائية، وبمواقع الصيد الحقلية كمواني الصيد وكمراقبين المصايد.

MedSea

أمانى إسماعيل

ساحة النقاش

MedSea
موقع خاص لأمانى إسماعيل »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

912,444