المثقف العربي والسلطة .
-------------------------------------
سأل الاسكندر المقدوني واحد من فلاسفة اليونان أظنه ديوجين ، حيث وقف القائد ذات صباح وظله يمتد على الفيلسوف الجالس , وسأله بإخلاص ومودة قائلا : ماذا استطيع أن أقدم لك وأنا القائد الذي يستطيع أن يمنحك ما استطيع وأن أقدم لك وأنا القائد الذي يستطيع أن يمنحك ما تريد !؟ فأجاب الفيلسوف ببساطة وصدق: ابعد ظلك عن شمسي، أو ابعد ظلك عني ! هذا الحوار يمثل التاريخ الطويل للعلاقة الملتبسة بين السلطة السياسية والمثقف العربي , ورغم الشعارات المرفوعة في الدول العربية انه ( لا رقابة على الفكر إلا رقابة الضمير ) إلا أن الحكومات العربية طوال تاريخها وجدت أن الوسيلة لفرض رقابتها على المثقفين بأن تلعب الحكومات نفسها دور (الضمير ) ، وهذه العلاقة الملتبسة بين المثقف والسلطة وكانت باستمرار تمثل اكبر تحديات المثقف العربي ، وجاء عصر المعلومات وجعل تلك العلاقة أكثر توترا واضطرابا فالتكنولوجيات المتقدمة في المعلومات والاتصالات رغم أنها قوة مضيفة للطابع الديمقراطي إلا أن التقدم التكنولوجي يؤدي إلى السيطرة على المعلومات التي قد تقود للحفاظ على السلطة ، رغم إن التقدم التكنولوجي الإعلامي قد يوحى للبعض بدقة المعلومات التي قد تقضي للديمقراطية . ومن ناحية أخرى نجد أن عصر المعلومات أضاف تحديات جديدة وخطيرة أمام المثقف العربي ، أولها ظاهرة فيض المعلومات وفيها تفقد القدرة على الاختيار والترجيح ، وتغرى بعناصر اللهث والجري خلف المعلومات وحولها ، والتي قد تشل التفكير .
نشرت فى 25 ديسمبر 2012
بواسطة MOMNASSER
د .محمد ناصر.
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
378,628
ساحة النقاش