إلى الشهيد الرئيس / ياسر عرفات
**
لم ترحل عنا أنت
لم ترحل
فأنت هنا في المكتب
وأنت هنا بين المناضلين
تكلمني في حلمي
ولكن لماذا يقولون بأنك قد رحلت
لا اصدق أحدا
لا اصدق سواك
فأنت لا تزال حيا
لكنك غادرتنا إلى بلاد تدعى الخلود
سامحني يا ابتي
فأنا أبكي كثيرا
رغم أنك لم تكن رؤوفا بي
إذ كنت تقضي كل وقتك في النضال
دون أن تبقي لي ساعة واحدة
تضمني فيها إلى صدرك
كنت أرى صورتك في الصحف أحيانا
وكنت أتضايق كثيرا
لأن الصورة كانت نفسها دائما
لم ترحل أنت ... لم ترحل
لقد شاهدت أطفال بلادي بلامس
يلعبون لعبة الثورات
ويختلفون فيمن يحمل اسمك
وان أغلقت الأبواب
فأنت طوال الليل تطرقها
وتوقظني لأفتحها لك
فلا أرى شيئا سوى الريح العاصفة
لم ترحل عنا .... أنت لم ترحل
ها هي ذي كوفيتك
وهذا معطفك
وهذه أوراقك لا تزال في درج المكتب
وصورتك أمامي على الجدار
وفي جيوب المناضلين
واسمك يلهج به أطفال بلادي
تصحبني في نومي
وتشرق في حلمي
لم ترحل عنا أنت لم ترحل
هم يقولون ذلك
أما أنا فأنني لا أصدقهم
لأنني لا اصدق غيرك .
ساحة النقاش