قبل مائة وخمسين عاما اكد رئيس الحكومة البريطانية اللورد بالمرستون انه لا يوجد لبريطانيا اصدقاء في العالم، وانما تعاون مع اشخاص لديهم مصالح عالية تخدم مصالح بريطانيا، واكد هذه المقولة في سنوات السبعين وزير الخارجية الامريكي الشهير هينري كيسنجر والذي رسم الخطوط الاساسية للخارجية الامريكية حتى يومنا هذا، حيث اكد انه لايوجد اصدقاء في العالم لامريكا وانما يوجد مصالح لامريكا فقط.

بهذه المقدمة تحدثت صحيفة "معاريف"  يوم 4/2/2011 في محاولة لفهم الموقف الامريكي من الاحداث الجارية في مصر والتي تنذر بتغييرات مختلفة على الصعيد العربي، حيث وضح الكاتب في الصحيفة الون بينكس يقول: ان الادارة الامريكية يوجد لها مصالح في العديد من الدول تحافظ عليها، وفي حال كان هذا الزعيم يخدم هذه المصالح يتلقى الدعم الكامل من هذه الادارة، وفي اللحظة التي يصبح وجود هذا الزعيم يشكل تهديدا على هذه المصالح لا يصبح له أي اهمية وسرعان ما تتخلى عنه الادارة الامريكية.


لم يقف الامر عند الكاتب للحديث عن مصر والعلاقة الاستراتيجية التي تربط الادارة الامريكية معها، والتي ادت لدعم كبير للنظام المصري وخاصة الرئيس حسني مبارك طوال 30 عاما الماضية، ولكن لنفس هذا السبب فانها ايضا تفكر بالحفاظ على هذه المصالح وكذلك الحفاظ على معاهدة السلام الاسرائيلية المصرية ، لهذا السبب نجد بعض التصريحات من الادارة الامريكية والتي فهمت خلال الايام الماضية بانه موقف يدعو حسني مبارك للاستقالة، ولكن حتى الان لم يصدر موقف صريح وواضح من الادارة الامريكية يشير انها تتعامل مع حسني مبارك الرئيس السابق ، ولكنها تحاول العمل لاستمرار هذه المصالح والحفاظ عليها حتى لو كان الثمن التخلي عن الرئيس المصري حسني مبارك.

وقد ربط الكاتب بين الخطاب الشهير للرئيس الامريكي في القاهرة قبل ما يقارب السنتين ، والسياسة الجديدة للتعامل مع العالم الاسلامي في المنطقة حيث وضع اسماء لبعض الدول العربية والاسلامية ومصالح امريكا فيها والنتائج التي وصلت اليه هذه الدول، من ضمنها العراق والسعودية واليمن ولبنان وتركيا ومصر والسلطة الفلسطينية00، حيث بقيت الاوضاع في العراق على حالها بل ازداد النفوذ الايراني فيها ولا يزال الجيش الامريكي موجودا في العراق بهدف تأمين مصالح امريكا في النفط العراقي، كذلك لا زالت امريكا تدعم بمليارات الدولارات الرئيس اليمين علي عبد الله صالح لاعطائها حرية الحركة والعمل على الاراضي اليمينة وتأمين مضيق باب المندب،

ومع ذلك فان الاوضاع في اليمن ازدادت تدهورا الامر الذي بات يهدد الرئيس اليمني وسلطته،

وكذلك الحال في لبنان فقد استطاع حزب الله اللبناني اسقاط الحكومة التي كانت تتمتع بعلاقات جيدة مع الدول الاوروبية وامريكا والمحسوبة بشكل كامل على السياسة الامريكية، سيقوم حزب الله بتشكيل حكومة مواليه لسوريا وايران في لبنان.

واشار ايضا الى دور السعودية في المنطقة والذي تراجع بشكل كبير، حيث لا تشكل السياسة السعودية اليوم التأثير الكبير على السياسة العربية، وتبقى المصالح الامريكية الكبيرة في النفط السعودي هي الاساس لسياسة الادارة الامريكية اتجاة السعودية.

من جانبه صرح رئيس الدولة العبرية شمعون بيرس بأن نشوء نظام حكم ديني متشدد في مصر لن يجعل الأوضاع في هذا البلد أفضل حالاً مما كانت عليه في ظل النظام الحالي رغم عدم التزامه بالثوابت الديمقراطية. على حد قوله.

وأكد بيرس أن الرئيس المصري حسني مبارك حرص على حماية السلام في الشرق الأوسط مما يجعلنا مدينين له بالشكر.

جاءت أقوال بيرس في سياق حفل تسلمه أوراق اعتماد عدد من سفراء الدول الأجنبية الجدد لدى اسرائيل، و ان السفير المصري في تل ابيب ياسر رضا لم يغادر تل ابيب الى القاهرة وانما هو باق على رأس عمله

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 127 مشاهدة
نشرت فى 29 مايو 2011 بواسطة MOMNASSER

ساحة النقاش

د .محمد ناصر.

MOMNASSER
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

357,252