مطلوب موقف حاسم من نتنياهو . ________________________________________ يبدو أن المجتمع الدولي صامت على كل ما يعبث به نتنياهو تجاه عملية السلام ، والمطلوب من هذا المجتمع أن يتحمل المسئولية من أجل الحفاظ على إستقرار وأمن المنطقة من خلال التصدي لسياسةالتوسع الذي يقوده نتنياهو . فروح التدمير والتخريب التي تعشعش في داخل هذا المخبول نتنياهو تتطلب تظافر كل القوى من أجل أيقاف المعتقدات التاريخية الفاسدة التي يتبجح نتنياهو في تبنيها كحل لقضية الشعب الفلسطيني . إن هذا الرجل المغرور ، الذي تتسم سلوكياته بالصلف والعقوق والنفور والإبتعاد عن الإدراك السليم ، لن يعود إلى رشده إلا عندما يدوي انفجار اليأس والإحباط من حوله مدمراً كل أحلامه في الأمن والأستقرار . إن نيرون إسرائيل نتنياهو يعيش الدور الذي يدفعه إلى إشعال النيران في كل شيء حوله وعلى كل الجبهات ، تصريحاته العنترية وصلفه في التعاطي مع قوى ما يسمى بالأعتدال ونفض يد إسرائيل من كل التزامات اتفاق السلام الذي وقع في اوسلو وكل الألتزامات التي تعهدت إسرائيل أن تلتزم بها . كل ذلك سينسف كل ما رتب من أجل القضية الفلسطينية من أجل التقدم في عملية السلام المنشودة بشهادة العالم . أليس شيئاً مضحكاً أن يطلب المجرم القاتل أن تضمن له ضحيته – المجني عليها – التسهيلات اللازمة لتنفيذ جريمة قتلها والتوسع على حسابها ناهكم عن الأستقرار والأمن بحسب المطتلبات الإسرائيلية !!! إن المطلب الحقيقي الذي يذهب إليه النتياهو وحكومته المتطرفة أن يتنازل له الشعب الفلسطيني عن كل حقوقه ، وهو صاحب الأرض الحقيقي أضافة لأستتاب أمن المستعمرات الصهيونية ، وحفظ إغتصاب أصحاب هذه المستعمرات وإستقرارهم على الأراضي الفلسطينية . وهو أمر لا يمكن للشعب الفلسطيني أن يملكه ولا يمكن لما تسمى قيادة الشعب الفلسطيني أن تتصرف بشأنه . من ناحية أخرى فإنه شيء مضحك يثير الضحك – وشر البلية ما يضحك – الطلبات التي تقدم بها السيد رئيس الولايات المتحدة الأمريكية التي من خلالها يتوعد ويهدد الفلسطينيين بالإلتزام بها كفرصة لأنجاز شيء على الأرض . ناهيكم عن التصريحات المتلاحقة التي يقدم عليها المسؤولين الأمريكين والتي تصب في صالح ومصلحة إسرائيل وتتبنى وجهة النظر الإسرائيلية حول متطلبات الأمن والحاجة للأرض من أجل إستيعاب الأستيطان التوسعي . وهنا يجب أن نذكر بذلك التصريح الذي صدر عن وزارة الخارجية الأمريكية والذي يقول بمعارضة واشنطن لدعوة مجلس الأمن للقيام بمسئولياته لوقف إسرائيل بتهويد القدس لتعارضه وقرارات الشرعية الدولية . زعمت الأدارة الأمريكية في تعاملها هذا أن اتخاذ مجلس الأمن لأي قرار حول القضية سوف يؤثر على جهود السلام المبذولة ؟!! بالطبع لا تفسير لهذا الموقف سوى رغبة واشنطن في أستمرار عملية الاستسلام لسياسة الأمر الواقع التي تستند إليها استرتيجية إسرائيل . المطلوب أن تتبنى الأمم المتحدة تنفيذ قراراتها المتعلقة بالقضية الفلسطينية بما يؤكد إعلان قيام دولة فلسطين المستقلة التي ضمنتها لها قرارات الأمم المتحدة التي نصت على قيام دولتين على أرض فلسطين ، ولم ينفذ قرارالأمم المتحدة بشقه الإسرائلي إلا بعدما وقع بن غوريون على وثيقة تتضمن الموافقة على قيام دولة فلسطين بحسب القرار الأممي . والآمل مطلوب ولو مشكوك فيه أن تتبنى يوماً ما السلطات الأمريكية وقبلها العرب والمسلمين المطالبة بتنفيذ هذا البند الذي وافق عليه حكام إسرائيل الأوائل والذي ينص على قيام دولة فلسطينية إلى جانب الدولة الإسرائيلية ؟ ولأن إسرائيل تعلم بأنه قد ياتي اليوم الذي تكون الفرصة قائمة ومتاحة لأصدار مثل هذا القرار أو تفعيل القرار السابق الصادر عن هيئة الأمم المتحدة فقد قامت بمناورتها التي أدت إلى اتفاق اوسلو .
د .محمد ناصر.
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
383,573
ساحة النقاش