يا فتح .. فمشرق النصر من مسراك ينبثق .

لا تشكُ لي فكلانا ناقمٌ حِنقُ 
ماذا يرد علينا السُخط والقلقُ
هناكَ فوق الهضاب الحمر موكبها 
يحدو له البأس لا الأرجاف والفرق
هناك حيث الدماء المائرات على 
أديمها والمنايا الهوج تعتنق
هناك والنازح الغضبان عاد إلى 
أوُارها , والعتاد الصبر والأرق
لا تشك لي وقد انجابت غمامتها 
عن بارق بالفداء السمح يأتلق
عن باذلين نفوساً كان أوهمها 
برق تلامح حتى صرّح الأُفق
فتشعشع الفجر من بعد الضياع لها 
يا صادق الفجر قد لاحت لك الطرق
***
ويا ربى القدس قد ناديتِ من وهبوا 
لكِ النفوس فلا شحّ ولا ملق
وجاذبوا الموت حبلاً غير منقضب 
أو ينكصَ البغيُ عنه وهو مختنق
( ستون) مرت على (وعد) له خطُط 
محبوكة الوضن لم يكذب لها حلق (1 )
ستون عاماً لها في الكيد مصدرها 
وأنتِ يسقيك منها مورد رنِق


حتى إذا أوغل العُدوان وانخذلتْ 

عنه مزاعمُ لم يصدُق لها حنَق
قامت لتدرأ عنكِ الهون مجترماً 
عصائبٌ للظّى المحموم تخترق
أولاءِ اكفاؤها شعواءَ ضاريةً 
أجلْ فلسطين لا التهديد يصطفق
صدقتِ يا "فتح" والمجد الطعين رنا 
إليك يسأل من ذاهَبَّ يمتشق
صدقتِ , فليلمس الباغي لها حسكاً 
كي لا يظُنَّ بانّ النصر يُسترق

كيما يعيدَ قياساً كان قاس به 
بالأمس مَن خاضها يقتاده النزق
صدقتِ إذ جئتِها من بعدما حسِبتْ 
بانّ ميدانها للرعب منطلَق
وصبتْ البطش ظنّاً أن أحمقَه 
درءٌ فخابت وخاب الظن والحُمُق
نازلتِ والساح أشلاءٌ وهيمنةٌ 
والدرب ترصده الألغام والحَدَق
والنار تزرعه سهلاً ورابيةً 
والحقد والحشد مجنون ومتّسِق
والزاد خفّتْ عيابٌ منه إذ ثقُلتْ 
من العتاد ودرع الغارةِ الغسق ( 2 )





والجرح لا ضامدٌ إلاّ الدماءَ له 
والشُلْوُ أكفانُه من جلْدِه مِزَق
وأنتِ ناهضةٌ بالعبء باسمةٌ 
للحتف يخبر عمّا ضرّج الفَلَق
وأنت فتح به الأنباء سارية 
كأنها البرءُ وافى من به رمق

أجلْ حُماةَ الأماني بعد كبوتها
وبعدما احتار في تقويمها الحذق
وبعد ما قيل لا عْربٌ ولا جَلَد
وبعدما جال من تفنيدها الرهق(3 )
وبعدها ألبسوها كل منخرقٍ
من الثياب وريع الراتق الشفق
وكاد يكفر بالحق السليب وما
يخشى الملامةََ جيلٌ حائر قلِق
طلعتمُ من خلال الرزء فانبعثت
دنيا بمخضوضر الآمال تعتلق
لعاً لكل مسير فوق تربتها
يا ( فتح) منكِ الرائد السمق

لعاً لها عزمةً ما حدّ ساحتها
مدىً ومضمارُها ما صده وهَق (4 )

ولا استجابت لتفنيدٍ يقول به
من ليس يُدرك ماهَمّْ وما حُرَق
تطيب عنك أحاديث الفداءِ ففي
مسرى الأثير شداً من ذكرها عبق .
ما ينقل البرق عن أنبائها خبراً
إلا أصاخت له الأسماع تسبق
أعَدتِها ثقةً من بعد ما فقدتْ
وصار يهرب منها الخانع المذِق (5 )
درى الفداء مَن الفادي فأجّجها
فالليلُ ليلانِ مشبوبٌ ومحترق
عهدٌ لمثلِكِ لم تكذِب له عِدةٌ
وكيف يكذب لاواهٍ ولا فرِق (6 )
وحَيىَ اليراعةِ لم تجهرْ بعزّتها
حتى نطقتِ فجاش القائل الذلِق (7 )
أوحى جلادُكِ للعلياء ملحمةً 
يسقي القرائح منها صيّبٌ غدَق

ومن وعودكِ تشيرُ وسابغةٌ
ومن وعيدك مضار ومنطلق
ومن لهيب كفاحً أنتِ عاقدةٌ
عليه عزمكِ يُرجى للسرى ألق
أنتِ البطولة أن قالت وإن فعلتْ
سعى الثناء إليها وهو متّثق



أنت الرجاء لشعب طالما سمِعتْ
عنه الخيام نشيج اليأس يختنق

آمنتِ بالموتِ يبني للحياةِ كما
كفرت بالعيشِ جاد العطف والشفق
وقلتِ للبغي تيّاهاً بعُدتِه
غدْ كأمسكَ فيها تائهٌ صعِق
صدقتِ يا " فتح " فليسْعَر لها ضَرَمٌ
فمشرق النصر من مسراك ينبثق .
*************
******

** د/ محمد ناصر

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 124 مشاهدة
نشرت فى 28 مايو 2011 بواسطة MOMNASSER

ساحة النقاش

د .محمد ناصر.

MOMNASSER
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

383,629