لهاوية الفاصلة بين لا نهاتيتين
الإنسان وتر مشدود على الهاوية الفاصلة بين لا نهايتين :
الوجود المطلق ، والعدم المطلق . ولذا كان وجوده نسيجاً من كلا النقيضين ، على تفاوت في نصيب كليهما منه وفق اللحظات الزمنية بكل ما تنطوي عليه من إمكانيات تترجح بين المد والجزر في تيار المصير المتوثب للروح .
لكن مهما يكن من كم هذا التفاوت وكيفيته ، فالينبوع الدافق للوجود الحي هو دائماً الإنسان ، والإنسان فحسب ، وإن نسي هو أو تناسى هذا الأصل فأنشق على نفسه وفرض عنصراً من عناصره الوجودية على الآخر حتى يجعل الصلة بينهما صلة الخالق والمخلوق والعابد والمعبود .
والعقل الذي تشيد النزعة الإنسانية به ليس ذلك العقل الجاف المجرد التفكير الذي يشبه آلة تنتج تصورات شاحبة غادرتها الحياة مثل العقل الاشكلائي التائه في بيداء الديالكتيك الأجوف والأقيسة العقيمة ، بل هو الوعي الكامل للذات الإنسانية في مواجهتها للموضوعات الخارجية . وهو لهذا يواكب العاطفة ولا يعاديها ، ويتكئ على الحس العيني الحي .
فلا السفسطائية الخطابية تقود ولا الصدفة تقدم شيء ، فقط النزعة الإنسانية هي المقياس وأن نعي كيف يكون فينا الإنسان .لا نحتاج إلى استشهاد أو تدليل ، وإلا كنا ندفع أبواباً مفتوحة على مصا ريعها .
ويبقى كل شيء حلم قد يتحقق ولكن ليس بشروط موضوعية تحيط به وتحط به.
نشرت فى 9 مايو 2011
بواسطة MOMNASSER
د .محمد ناصر.
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
383,689
ساحة النقاش