- التعريف بـ جيـــــــــــزل :
( 1880 – 1961) عالم نفس أمريكي ، كان مدرسا تابع تحصيله العلمي و نال دكتوراه في الفلسفة و الطب و قد اهتم بسيكولوجية الطفل ، من كتبه المشهورة " الطفل من 5 إلى 10 سنوات " و " المراهقة من 16 إلى 20 سنة " و قد وضع مجموعة من الاختبارات النفسية لدراسة تطور الطفل(اسامة كامل راتب، 1990 ،ص20).
3- نظــريته:
" جيزل " لم يحدد بوضوح مراحل النمو المختلفة عند الطفل بل اكتفى بدراسة النمو و علاقة الطفل مع الأخرين منذ الولادة حتى الـ 10 سنوات و من 10 سنوات حتى 16 سنة ، و هو يتكلم عن الصفات المميزة لكل سن و يعتقد بوجود أزمة في النمو تبدأ تقريبا في 6 سنوات حيث ينتقل الطفل من البيت إلى العالم الخارجي و المدرسة
و يعلق " جيزل " أهمية كبرى على النضج العصبي للطفل من خلال نظريته في النمو ، و هي عبارة عن وظيفة يرى أنها تهدف إلى حفظ كيان العضوية و كل طفل ينمو طبقا لمخططه الخاص للنمو ، و هو مخطط منظم من الداخل مع كل ما فيه من تأرجحات و توقفات و نكوص و قفزات و هو يقترح أن نترك الطفل يفرض هو بنفسه نظام حياته على المحيطين به اعتمادا من هذا الأخير على مبدأ " الطلب الذاتي " أو " الانتظام الذاتي" (حنان عبد الحميد،2009 ،ص138)
4- تعريف النمو عند جيزل :
إن إصطلاح النمو يشير إلى كافة التغييرات والتطورات التي تعتري الفرد خلال مراحل نموه المختلفة فالنمو يتعلق بالتغيير في الحجم والتعقد و التناسب وسائر التغيرات الكيفية التي تطرأ على العظام والعضلات ولون الشعر ولون البشرة وما إليها وإن النمو يتضمن كافة التغييرات العضوية والوظيفية التي تسير بالكائن البشري إلى الإرتقاء حتى ينضج. ويشير جيزل عام 1958 إلى أن النمو يعني سلسلة متصلة من التغييرات ذات نظام منتظم ومترابط
ومما هو جدير بالذكر أن كلمة "النمو" في معناها الخاص والضيق تتضمن كافة التغييرات الجسمية والفسيولوجية كالطول والوزن والحجم ، نتيجة التفاعلات البيوكيميائية التى تحدث في الجسم (كتأثير الغدد الصماء) (اسامة كامل راتب، 1990 ،ص20)
ولكن معناها العام تشمل بالإضافة إلى ما سبق كافة التغييرات في السلوك والمهارات والنواحي العقلية والانفعالية والاجتماعية (السلوك الوظيفي ) . ومما هو جدير بالذكر أن النضج Maturation والتعلم Learning من العوامل المؤثرة في شكل النمو ومحتواه، فالنضج يمكن اعتباره الأساس المكون الداخلي لمصطلح "النمو" الأكثر شمولاً واتساعا.ً .
فبالنسبة له السلوك يظهر حسب سلسلة متتابعة محددة تعبر عن أهمية التنظيم الداخلي الموروث و في الفضاء ، فالتجربة التي نستطيع إخضاع الطفل لها يمكن أن تسبب بعض التغيرات في تقويم النمو و لكن ليس تغييرا ظاهرا ، و لذلك يجب على الأسرة و الموجهين احترام تقويم النمو عند الطفل فدورهم هو تسهيل التطور و النمو و ظهور بنيات و تنظيمات متوقعة من الطبيعة
أما التعلم فإنه يتضمن حدوث التغير في السلوك نتيجة للممارسة أو التدريب أو الخبرة .
والنمو بمعناه النفسي يتضمن كافة التغيرات العضوية والفسيولوجية (التغييرات التكوينية ) والتغيرات الانفعالية والعقلية والاجتماعية (التغيرات السلوكية ) التى تحدث للفرد ويمر بها خلال دورة حياته .
5- فترات النمو عند جيزل من سنة إلى المراهقة :
ســــــنة: تحدث تغيرات في النمو لاكتساب الاستعدادات التي تتحقق في حوالي 15 شهرا
سنتيـن: هو السن الذي يكسب فيه الأطفال الطاقة التي تؤهلهم للدخول لدور الحضانة و تظهر أيضا عند الطفل الأسنان الأخيرة و ينقص النضج (اسامة كامل راتب، 1990 ،ص41)
سنتين و نصــــف : هي مرحلة انتقالية يكون فيها الطفل في سن أكثر أهمية و روعة و هو يعبر عن مرحلة وسطية تخص نمو الجهاز العصبي ، فالطفل يؤسس وسائط بين نزواته المتعاكسة كما أن توازنه لا يكون ثابتا ، و آلية الكف تكون منخفضة و لا ينجز بسهولة الأنظمة الانتقالية و يحب إعادة بعض الأشياء التي قام بها مسبقا ، و أول أزمة تظهر عند الطفل في هذا السن تدعى " أزمة الشخصية " (اسامة كامل راتب، 1990 ،ص41)
3 ســـنوات: يبدأ الطفل يمارس المراقبة التلقائية فالثقافة و المحيط يساعدان على تطور النمو في هذا السن الذي يعتبر سن المسؤولية القانونية حيث تكون أوتار النمو متقاربة و مدمجة ، الطفل و يفهم الكلمات و يحب كذلك تعلم كلمات جديدة ظاهريا .و يثير الفضول تجديد الألفاظ (اسامة كامل راتب، 1990 ،ص41)
5 ســـــنوات: يعتبر كسن أساسي تظهر فيه الأضراس كرموز فيزيولوجية و نفسية تبين أن الطفل وصل إلى النضج الذي يطابق التغيير في مرحلة أساسية كما يعتبر سنا عقديا ............. حيث أنه في فترة وجيزة يبقى الطفل في مرحلة توازن شخصي و اجتماعي و هو سن التكيف و يكون الطفل في ا السن هادئ و متزن يعرف كيف يسيطر ، مع الرغبة في الملاحظة (اسامة كامل راتب، 1990 ،ص41)
6-7-8 سنوات : هي سنوات المدرسة الإبتدائية التي تقابل السنة الأولى و الثانية و الثالثة دراسي ، أين يظهر المجتمع بطريقة شكلية ، و يهتم الطفل بما هو خاص (اسامة كامل راتب، 1990 ،ص41)
من 8 إلى 13 سنة : هي سنوات ما قبل المراهقة ، تبني فترة أكثر تميزا في حركة النمو اللإنساني ليصبح بعد ذلك قيما قبل البلوغ و يكسب امتيازات في الرشد (أسامة كامل راتب، 1990 ،ص41)
سنوات المراهقة : تظهر فيها تغيرات بيوكيميائية في الجسد ترافقها تغيرات عميقة في البنيات السلوكية و اللإنطباعات الانفعالية ، تدوم مرحلة المراهقة حوالي 10 سنوات عند الذكور و 12 سنة عند البنات . فالمراهقة تعتبر مرحلة أطول من الطفولة و هي تستمر حتى نضج الفرد (أسامة كامل راتب، 1990 ،ص41)
5-1- مميزات الفترة الممتدة من 6 إلى8 سنوات حسب نظرية النضج :
يتحدث " جيزل " عن هذه السنوات بإدراجها تحت ظل سنوات التمدرس الابتدائي التي تبدأ من 5 إلى 10 سنوات فهي سنوات متوسطة من الجانب البيولوجي و الثقافي ، حيث أن دخول الطفل إلى المدرسة يجعله يتعرف على الحياة الاجتماعية و يساعده على إقامة علاقات مع أفراد جدد فهذه الفترة تعتبر من سنوات الإنجاز و الكمال و التحضير في نفس الوقت (اسامة كامل راتب، 1990 ،ص41)
و توصف السنوات 6 – 7 – 8 كما يلي :
6 سنوات : هو سن الانتقال. ، تحدث فيه تغيرات جسمية و نفسية حيث يفقد الطفل أسنانه و تظهر الأضراس الأولى و لا يكون الطفل قويا و لا شديدا ، اختياراته صعبة يطرح العديد من الأسئلة و ينتقل بسهولة من الجانب العاطفي إلى الجانب العدواني و يحب النجاح ، و في 6 سنوات يقع الطفل على عتبة نظم عقلية جديدة تسمح له أن يدخل إلى المدرسة الابتدائية .
و قد وضح " جيزل " أزمة السنة السادسة التي تنفجر بعد دور من السهولة و التقدم المتدرج الذي يمكن أن نضعه بين عمر الثلاث أو خمس سنوات و نصف إذ يقول : " يصبح الطفل سريع الاندفاع ، شديد التأثر ، و على ما هي الحال في كل المواقف المتأزمة ، يكون شديد التحسس بأوضاعه الجسمية و علاقاته بالمحيط في فترات يميل إلى التضخيم في كل شيء، كما تراه يعبر بجسمه و بردود أفعال عضلية عنيفة و ببكاءاته و بضحكاته عن كل أفكاره و كل أفراحه الصغيرة و الكبيرة على السواء ، و يحول سبل الهيجان بينه و بين أن يكف عن تصرفاته أو أن يعد لها ، فهو نشيط و لكن بغير نظام ، و يقوم بأعمال كثيرة من غير أن ينهي منها شيئا " (هدى محمود،1996 ،ص31 ،32)
7 سنوات : هو سن الهدوء " ركود مؤكد " تبدأ بفترات طويلة من الهدوء حيث نجد :
* إعداد و تحضير الأفكار أين الطفل يستوعب طبعه و تأثيره عليه ، و ينسى العالم الخارجي حيث يكون إنطوائيا يميل إلى التخيل ( كآلية نفسية عن طريقها ينظم تعبيره )
* هو سن التمثيل حيث يسمع الطفل لما يقال إليه ، يستقبل أكثر ما يعطي للآخرين و لا ينعزل عن المحيط
* يكون الطفل في هذا السن مركزا لانتباهه و أكثر كبتا
8 سنوات : هو سن النمو و التطور على مستوى النضج و تكامل النمو إلى درجة أعلى حيث :
* يكون الطفل أقل تفكيرا، يستجيب بسرعة و يفهم أحسن ردود أفعال الآخرين، و هو أكثر إنجازا في مظهره الجسمي ، يتعب بسرعة و يهتم بما هو أقرب إليه في الوقت أو الفضاء و لا يظهر كل ما يفكر فيه و يحس به (أسامة كامل راتب، 1990 ،ص41)
* يكبر الطفل و يصبح فردا له ثلاثة خطوط متميزة بالسرعة و النمو و التقدير .
* يرتفع إيقاع الطفل النفسي الحركي و يصبح محبا للقراءة و الكلام و اللعب، يسمع بإصغاء لحوار البالغين و يدرس تعبيرات الوجه ، كما يكون متعلقا بمدرسته
المدرسة في السنوات الـ 6- 7- 8 :
السنة الأولى دراسي ( من 6 إلى 7 سنوات ) : يتغير الوسط النفسي بدخول الطفل إلى المدرسة حيث يتكلم الفرد المبتدأ بشدة و بعدوانية و تظهر عنده تأتأة مع حبه لاستعمال كلمات الكبيرة ، كما يعرف تحسنا في الحساب ويطبق معارف اجتماعية بين أفراد محيطه ثم يصبح مقتنعا بأنه و قادرا على الخضوع (اسامة كامل راتب، 1990 ،ص41)
السنة الثانية دراسي ( من 7 إلى 8 سنوات ) : يكون الطفل فيها معتادا على المدرسة ، جدي و مواظب ، تظهر عنده ميزة جديدة تتمثل في" العناد" و يصبح خاضعا بصفة تلقائية إلى تربية خاصة .
6- منهج الدراسة عند جيزل: يعتبر جيزل أول من خلق ظروفًا منهجية لدراسة النمو، من ذلك:
6-1- طريقة التصوير والتسجيل:
حيث استغل جيزل التصوير الفوتوغرافي، والتصوير السينمائي، والتسجيل الصوتي.. وغيرها لتتبع نمو الطفل، حتى أن دور السينما في أغلب بلدان العالم قد أخذت تعرض أفلام جيزل، وتجد فيها لعب الطفل بمفرده ولعبه مع زملائه، وموازنة بين طفل وقرد، ومواقف الحرمان وآثاره على الأطفال.
7- مراحـــــل النمو عند جيزل وخصائص كل مرحلة:
7-1 المرحلة الأولى (1-5) سنوات :
يرى جيزل أن النمو في هذه المرحلة يدخل تحت أربعة ميادين هي :
ا- النمو الحركي : ويشمل انتصاب القامة والقبض على الأشياء والحركة والتوافق الجسماني العام والمهارات الآلية (حسن سليمان، 2007 ،ص16)
ب- النمو في السلوك الذي يساعده على عمليات التكيف المختلفة: (الإدراكية ، اليدوية ، الحركية ، المعرفية)، وهذه العمليات تُظهر قدرة الطفل على البدء بخبرات جديدة والاستفادة من الخبرات القديمة (حسن سليمان، 2007 ،ص16)
ج- النمو اللغوي: ويشمل كل مظاهر السلوك التي تتعلق بالطلاقة والتعبير والفهم والاتصال بالغير(هدى محمود ،1996 ،ص40)
د- النمو في السلوك الاجتماعي: ويشمل ردود أفعال الطفل نحو الغير (حنان عبد الحميد، 2009،ص 139)
ه- الخصائص العامة لهذه المرحلة: (اسامة كامل راتب، 1990 ،ص41)
1- في نهاية هذه المرحلة بدءا من السنة الثالثة، يتعلم فهم البيئة التي يعيش فيها وينصاع لكثير من مطالبها.
2- يُحب أن يكون له أصدقاء لكنه يتشاجر معهم .
3- يبدأ الأب يدخل في حياته تدريجيا .
4- يحب أن يقوم بالمساعدة في قضاء الحوائج المنزلية .
5- سريع التقليد في الكلام والعادات والحركات .
6- دائما نشيط وقادر على القيام بالنشاط الزائد .
7- إذا اعتراه التعب أصبح سريع الانفعال ويعاني من عدم الاستقرار .
8- يبدأ في تحمل المسؤولية .
9- يجد متعة عندما تقص عليه القصص واللعب بالمكعبات .
10- مُحب للاستطلاع ويسأل أسئلة كثيرة .
11- يبدأ في فهم الوقت (الصباح، المساء، البارحة ، غدا)
12- غير مستعد للتنافس .
13- لا يمكنه التمييز بين ما هو حقيقي وما هو غير حقيقي.
7-2- المرحلة الثانية (6-12) سنة : تسمى هذه المرحلة بسنوات الدراسة الأولى وتُقسم إلى مراحل فرعية كالتالي:
أ - السنوات (6-8)، وتتسم بالخصائص التالية: (أسامة كامل راتب، 1990،ص41)
1- أفضل تعلم للطفل عن طريق المشاركة والنشاط والمواقف المحسوسة ويكون التفكير المجرد في مستوى منخفض .
2- يجد متعة في القصص الخيالية والقصص الحقيقية .
3- في نهاية هذه المرحلة يحب قصص المغامرات ويبدأ في جمع الأشياء.
4- استمرار النمو من الاعتماد على الغير إلى الاستقلال .
5- يتمكن من تحمل بعض المسئوليات ولكن غالبا ما ينسى في بداية هذه المرحلة، حيث إنه مازال في حاجة إلى إشراف الكبار .
6- في نهاية هذه المرحلة يصبح قادرا على الإسهام في وضع خطة للنشاط مع المجموعة والتعاون معها في التنفيذ .
7- يبدأ يفهم قواعد اللعب ويطبقها مطالبا بدوره ، وحفظ حقه ، كما يبدأ في حب التنافس .
8- يفهم قواعد الأمن غير أنه قد ينسى ويخاطر .
9- يبدأ في التعبير عن شعوره نحو الكبار .
10- في نهاية هذه المرحلة تزداد لديه القدرة على الدقة .
- النمو العقلي في هذه المرحلة :
1- يصعب على الطفل التفكير المجرد.
2- بعد سن السابعة تفكير الطفل يأخذ الصبغة الواقعية ويترك المخيلات .
3- يميل الطفل إلى تعلم الأشياء التي لا تحتاج إلى مجهود عقلي عنيف ، فهو يميل إلى حفظ الأناشيد .
4- في بداية هذه المرحلة لا يستطيع الطفل تركيز انتباهه إلى موضوع معين مدة طويلة (ولذلك ينبغي على المربين مراعاة البساطة والتقليل من الحقائق التي تُلقى على الطفل)
5- بالنسبة للمفاهيم : خلال هذه المرحلة تحدث تغيرات هامة نلخصها فيما يلي
* التقدم من المفاهيم البسيطة نحو المفاهيم المعقدة .
* التقدم من المفاهيم المتمركزة حول الذات نحو المفاهيم الموضوعية .
* التقدم من المفاهيم المادية والمحسوسة نحو المفاهيم المجردة .
* التقدم من المفاهيم المتغيرة نحو المفاهيم الأكثر ثباتا .
6- في هذه المرحلة ينمولديه حب الاستطلاع .
ب- السنوات (8-10) ، وتتسم بالخصائص التالية : (اسامة كامل راتب، 1990 ،ص152)
1- ازدياد القدرة على تحمل المسئولية .
2- يمكن الاعتماد عليه لازدياد معرفته لما هو صواب وما هو خطأ .
3- تتضح الفروق الفردية وتظهر بدرجة كبيرة في القدرات والميول بين الأطفال
4- قادر على أن له اهتمامات يطول تعلقه بها .
5- في هذا السن يميل الأطفال إلى تكوين الشلل والعشائر.
6- يبدأ الولاء للوطن والشعور بالفخر به .
7- يبدأ يميل للمناقشات ونقد الكبار والتعبير عن رأيه فيه بصراحة .
8- تتحطم كثير من الصداقات لاختلاف الأطفال ودرجة النضج وتغيير الاهتمامات .
9- تزداد القدرة على التعاون ، ويبدأ الطفل يأخذ دورا إيجابيا في وضع الخطط مع الجماعة .
- النمو العقلي في هذه المرحلة :
1- ينمو ذكاء الطفل في هذه المرحلة نموا مطردا .
2- يزداد حب الاستطلاع .
3- تزداد قدرة الطفل على تعلم ونمو المفاهيم .
4- تزداد قدرة الطفل على الاحتفاظ بانتباهه الإرادي حول موضوع معين .
5- يميل إلى التذكر عن طريق الفهم .
6- ما زالت قدرة الطفل على التنظيم بعيدة عن النضج ، فلا يمكنه الانتباه إلى مجموعة من الموضوعات إلا إذا كان عدد هذه الموضوعات صغيرا والعلاقة بينهما بسيطة .
7- يبدأ في تصنيف الأشياء تصنيفا جزئيا فيمكنه في اللغة أن يميز بين الأسماء والصفات .
ج - السنوات (10-12) ، وتتسم بالخصائص التالية :
1- يسعى الطفل لاكتساب تعضيد الزملاء وتقبلهم له .
2- استمرار الشلل والعشيرة غير أن الولاء للشلة يكون أكبر .
3- الاهتمام باللعب خارج المنزل حيث يميل في تلك الفترة إلى الألعاب الجماعية
4- يبدأ رأي الأصدقاء يأخذ جانب الاهتمام أكثر من رأي الأسرة ، وخاصة إذا كانت الأسرة لا تلبي رغباته واهتماماته .
5- يبدأ الإحساس بالتغيرات الجسمانية .
- النمو العقلي في هذه المرحلة :
1- ينتقل من مرحلة الوصف إلى مرحلة تفسير العلاقات ، فيستطيع تفسير بعض الأمور البسيطة .
2- يستطيع أن يتصور صعوبات الإنسان إزاء مشاكل الحياة اليومية.
3- يستطيع الربط بين العلة والمعلول إذا توفرت له الخبرة الكافية، وبالتالي الإجابة على أسئلة لماذا ؟
4- يستطيع تحديد المدركات الكلية نتيجة النمو اللغوي واكتساب الخبرات المباشرة.
7-3- مرحلة المراهقة والشباب (13-21) سنة: (اسامة كامل راتب، 1990 ،ص244)
ا- الخصائص العامة لهذه المرحلة:
1- تحقيق لدور الذات ، فالولد يلعب دور الرجل والبنت تلعب دور الأنثى .
2- الرغبة في التشبه بالأصدقاء .
3- البحث عن الميول المهنية الهادفة .
4- الرغبة في الاستقلال عن الوالدين والاعتماد على النفس .
5- الرغبة في التعرف وجمع المعلومات .
6- لعب الدور المناسب للجنس، تلعب البنت دورها كأنثى ويلعب الولد دوره كرجل بما يتناسب ومعايير الثقافة السائدة في المجتمع.
تقبل الفرد للتغييرات الجسمية واستخدامها بكفاءة (الذكاء الجسمي)
7- اختيار مهنة والاستعداد لها .
8- نمو المهارات المتعلقة بالمواطنة والحقوق والواجبات.
9- تكوين السلوك الاجتماعي المناسب .
10- القدرة على الإسهام في حل مشكلات البيئة المحلية .
11- احترام القيم السائدة في المجتمع .
12- تكوين مجموعة من القيم والاتجاهات الخلقية التي يهتدي بها في سلوكه .
- النمو العقلي في هذه المرحلة :
1- يطرد نمو الذكاء ويكون الذكاء العام أكثر وضوحا .
2- تصبح القدرات العقلية أكثر دقة في التعبير مثل القدرة اللفظية والقدرة العددية .
3- تزداد سرعة التحصيل وإمكانياته .
4- تنمو القدرة على اكتساب المهارات والمعلومات ، ويلاحظ أن التعلم يصبح منطقيا وبعيدا عن طريق المحاولة والخطأ .
5- ينمو الإدراك من المستوى الحسي المباشر إلى الإدراك العقلي .
6- ينمو الانتباه من حيث (المدة، المدى، المستوى)
7- ينمو التذكر معتمدا على الفهم واستنتاج العلاقات وتنمو معه القدرة على الاستدعاء والتعرف ، ويصل نمو التذكر إلى ذروته .
8- تزداد القدرة على التخيل .
9- ينمو التفكير المجرد وتزداد القدرة على الاستنتاج والحكم على الأشياء وحل المشكلات .
10- تزداد القدرة على التعميم .
8- مساهمات "جيزل وألج وأمز":
أشار جيزل Gesell مؤسس معهد علم النفس الطفل بجامعة "بيل" أن النمو يحدث في توال غير متباين، ويتضح هذا في تأملنا للنمو الحركي أو العقلي في الكائنات الإنسانية، وقد اهتم "جيزل" وزملائه بالخمسة سنوات الأولى من حياة الوليد البشري, وأشارت دراساتهم إلى أن تلك السنوات تتضمن تغييرات سريعة متنوعة ومفاجئة، ولا يمكن أن تدرس بلمحات منفردة والحقيقة فإذا تأملنا السلوك الحركي بمفردة فإن التغيرات التي تحدث من الميلاد حتى الخمس سنوات الأولى تكون جد مثيرة مفاجئة لدرجة أنه من الصعب الاعتقاد بأننا نتعامل مع نوع واحد من المخلوقات, ولقد وصف "جيزل" وزملاؤه نتيجة ملاحظاتهم للأطفال التغيرات التي شاهدوها كما يلي: "أثناء الخمسة عشر الأسابيع الأولى من حياة الرضيع، نجد نمو تحكم الرضيع في مناطق الرؤية بصورة أساسية، وخاصة نمو العضلات الاثني عشر المتعلقة بحركة العين, ومن الأسبوع 16، 18 يكشف الرضيع تدريجيًا القدرة على التحكم في العضلات التي تسند الرأس وتسمح للذراعين بالحركة، وعند حلول الأسبوع 18 يمكن للرضيع تناول الموضوعات ومن الأسبوع 28 إلى الأسبوع 40 يكتسب إليها، ويسير النمو في هذه الفترة وفقًا للاتجاه من المراكز إلى أطراف الرضيع تدريجيًا التحكم وضبط اليدين والجذع، حيث نجده يستطيع أن يجلس ويزحف إلى الموضوعات أو الأشياء التي ليست في متناوله وتكون بعيدة عنه، ومن الأسبوع 40 إلى الأسبوع 50 نجد النمو يمتد إلى الأرجل والقدم، وكذلك إلى إبهام اليد والسبابة، حيث يتمكن الرضيع في هذا السن من الإشارة إلى الأشياء والإمساك بها.
وكان "جيزل" وزملاؤه مهتمين بنمو السلوك الحركي واللغوي والذي نعتوه بالسلوك التكيفي adaptive وهو تعلم اسـتخدام الخبرة الحاضرة والماضية للتكيف للبيئة، والعلاقات الاجتماعية الشخصية، ولكي يكملوا وصفهم للتغيرات الملاحظة يشيرون أنه بنهاية السنة الثانية يمكن أن نتوقع من الطفل أن يمشي ويجري ويتكلم كلمات معينة، وأن يضبط إخراجه وإن العلاقات المتداخلة بين جوانب النمو المختلفة، فمثلا نجد درجة النمو الحركي تؤثر في القدرة على تعلم المطالب النمائية لعمر زمني معين, كما أنه بنهاية السنة الثانية من عمر الطفل يتوقع منه التكلم في جمل، ويفكر في الكلمات, ويظهر ميلا أكبر للتعامل مع البيئة، كما نرى نمو سلوك التناظر الوظيفي Analogy في تعلم طفل الرابعة، وقدرته على التعميم وعلى تأليف مفاهيم معينة، ويمثل هذا السن استخدام الأم كأداة موجهة لفحص العالم المحيط بالطفل، فكثيرًا ما نجده يتساءل، لماذ يحل الظلام ليلا؟ لماذا يكون لون السماء زرقاء؟ لماذا لا يسقط المطر صيفًا؟ لماذا ولماذا ولماذا؟ وتقف هذه التساؤلات عند سن الخامسة تقريبًا, حيث نجده يقضي وقته الآن في التحكم في نموه الحركي الدقيق، وتعلم فعل أشياء كالمراكب والسفن والطائرات، بالإضافة إلى تعلم الاتساق والتطابق مع عالمه المحيط به, وعمومًا فإن تأثير المراحل السابقة على هذه المرحلة من النمو تكون هامة، وبدون النمو الفعلي للأنماط السلوكية السابقة، نجد من غير الممكن أن يصل الطفل إلى هذه المرحلة, وبصورة مشابهة، فإن تأثير هذه المرحلة في كل المراحل اللاحقة للنمو يكون كذلك تأثيرًا كبيرًا هائلا.
9- طريقة الموازنة بين التوائــم:
فقد أجرى جيزل تجاربه على التوائم المتماثلة "المتطابقة"، يدرس خصائصها ويدرس الصلة بين التعلم والنضج، فكان يأخذ توأمًا ويدربه على ارتقاء السلم عند أول تعلمه المشي، وكان يترك التوأم الآخر بغير تدريب. ويستمر في تجربته هذه ثلاثة أشهر يكون التوأم غير المدرب قد بدأ بعدها يصعد السلم دون معونة. وكان في هذه المرحلة يغري كلا منهما بصعود السلم، فوجد أن التوأم الذي لم يدرب ليس أقل من حيث السرعة والإتقان من التوأم الذي تدرب، بل أنه في بعض الحالات كان يجد أن التوأم الذي لم يتدرب أسبق وأكفأ من التوأم الذي تدرب.. وقد كرر جيزل وتلاميذه تجاربهم على أربعين توأمًا. وقد استنتج من هذا كله أنه لا يجوز أن يعلم الطفل أي شيء قبل الأوان أي قبل اكتمال النضج الذي يساعده على التعلم.. ولعل هذا يهدينا إلى النصح لمن يدفعون بأطفالهم دفعًا إلى التعلم بأن يتريثوا فالتعلم عند النضج أفضل منه قبل ذلك.
10- الملاحظة المنظمة:
مما يذكر أن جيزل بفضل جهوده قد أنشأ معملاً سيكولوجيًا لدراسة الأطفال، وملحق به عيادة سيكولوجية وحضانة، وبهذا تمكن من دراسة الأطفال العاديين وغير العاديين، وتمكن من أن يدرسهم تحت ظروف الملاحظة العادية الطبيعية.
شكل حجرة ملاحظة الأطفال الصغار بالعيادة النفسية بجامعة بيل، يجلس الباحث في مقصورة ويجلس الطفل في الحجرة منهمكا في لعبه، ويوجد حاجز زجاجي يسمح للباحث بملاحظة الطفل في حين يمنع الرؤية بالنسبة للطفل.
وتحت ظروف التجريب. ويعد جيزل أول من أوجد حجرة الملاحظة وهي حجرة زجاجية صغيرة يجلس فيها الباحث ليلاحظ من نافذة صغيرة أوعبر مرآة من اتجاه واحد الأطفال الصغار وهم يلعبون وينشطون.. والميزة: هي أن الملاحظ يرى الأطفال ولكن الأطفال لا يرونه على الإطلاق، وبذلك يتصرفون على طبيعتهم ولا يتسرب إلى ذهنهم أنهم تحت الرقابة مما قد يغير من سلوكهم تغييرًا يضعف من قيمة الملاحظة.
11- تعريض الأطفال لمواقــــف سلـوكية:
شكل تصميم آخر لحجرة عزل، والمقصورة تكفي لعدد من الباحثين يعملون سويًا، وتحتوي حجرة اللعب على أدوات كثيرة تتيح للأطفال ممارسة ضروباً متنوعة من النشاط.
حيث يمتاز عمل جيزل ببساطة المواقف التي يتعرض لها الأطفال. فمن هذه المواقف أنه يعطي الطفل مكعبًا أحمر اللون ليلعب به، ثم يأخذه منه ويضعه فجأة في كيس يسهل فتحه، ثم يلاحظ ما يفعله الطفل.. فوجد أن بعض الأطفال ينسون المكعب بمجرد اختفائه، وبعضهم يبكي، وبعضهم يأخذ الكيس ويفتحه ويستخرج المكعب منه. وكما يختلف الأطفال في السن الواحدة أمام هذه المشكلة يختلف الطفل تبعًا لسنه في حلها، ومثال آخر: أن يضع أمام طفل ما قبل السادسة من عمره مرآة ويراقبه ليرى: هل ينظر الطفل خلف المرآة ليتبين هل هذا الذي يراه فيها يختبئ خلفها وله بهذه الوسائل البسيطة من عصى، وأحبال، ومرايا، وأكواب، تجارب عديدة عاونته على فهم طبيعة التفكير وطبيعة التعليم عند الأطفال منذ الأيام الأولى.(اسامة كامل راتب، 1990 ،ص 149)
12- الموازنة بين أطفال إنسانيين وصغار حيوانات:
فمن دراساته الطريفة أنه وازن بين ما ينتظر من طفل إنساني ومن صغير قرد في مختلف الأعمار الأولى فوجد أن: الرمش بالعين، والعطس، والمص، والبكاء تحدث كلها في اليوم الأول عند الاثنين، أما إدارة الرأس والوجه لمتابعة شيء يتحرك فإنها تحدث عند القرد بعد ثلاثة أيام من ولادته، أما عند الإنسان فإنها تحدث بعد شهرين أو ثلاثة.(اسامة كامل راتب، 1990 ،ص 159)
ومحاولة المشي فتحدث عند القرد بعد 12 يومًا، وعند الطفل بعد 12 شهرًا.. ومحاولة جذب الأم للاشتراك في اللعب فإنها تحدث عند القرد بعد خمسة أسابيع وعند الطفل الإنساني بعد مدة تتراوح بين 10-18 شهرًا.. والقرد يجري بعد أربعة عشر يومًا، أما الطفل الإنساني فإنه يجري بعد مدة تتراوح بين 18-28 شهرًا، ويفطم الطفل القرد بين سبعة أسابيع، أما الطفل الإنساني فإنه يفطم بعد مدة تتراوح بين 6-20 شهرًا " ".
وهكذا: يعتبر جيزل أول من خلق ظروفًا منهجية لدراسة الأطفال. وقد تمكن تحت هذه الظروف أن يدرس التوائم وأن يوازن بين نمو الطفل الصغير والحيوان الصغير، وأن يسجل يومًا بعد يوم تصرفات الأطفال، وتمكن بهذا كله أن يضع معايير النمو للأطفال الصغار منذ الميلاد، فتقدم بعمله هذا خطوة كبيرة بعد الخطوة التي خطاها ألفريد بينيه. وقد سجل خلاصة بحوثه في أول كتاب نشره عام 1928 بعنوان" الطفولة والنمو الإنساني"..
13- مفهوم النضـــــــج:
يرى جيزل أن كلمة النضج maturation تطلق على عمليات النمو التي تتمخض عن تغيرات منتظمة في سلوك الفرد، والتي تكون مستقلة استقلالاً نسبيًا عن أي تدريب أو خبرة سابقة "وهو يعني وجود أنماط سلوكية تحدث نتيجة عملية نمو داخلية لا علاقة لها بالتدريب أو أي عامل آخر خارجي. فالجهاز العصبي ينمو وفقًا لخصائصه الذاتية، ومن ثم تنشأ عنه أنماط أولية من السلوك، هذه الأنماط تحددها عوامل الإثارة من العالم الخارجي، وليس للخبرة أي علاقة خاصة به ولذلك فإن نمو الجنين رهن بسلامة البيئة في رحم الأم فالنمو قد يمضي طبقًا للخطة الطبيعية على الرغم من التقلبات التي قد تعتري البيئة داخل الرحم، بشرط ألا تتجاوز هذه التقلبات حدًا معينًا. مثال ذلك: أن الطفل الذي يولد قبل الموعد الطبيعي إذا حافظنا على حياته ووضعناه في حضّانة صناعية فإنه ينمو نموًا طبيعيًا شأنه شأن الطفل الذي يولد بعد اكتمال أشهر الحمل وهذا يدل على أن توقيت النمو أمر تقرره عوامل في داخل الكيان العضوي ذاته . كذلك فإن النمو يسير في مراحله المتعاقبة دون أن يتأثر إلا قليلاً بالمؤثرات البيئية، طالما أن البيئة توفر قدرًا كافيًا من الظروف اللازمة لاستمرار النمو.. فالتطورات التي يحققها الطفل كالحبو والزحف، ثم الوقوف، فالمشي، كل هذه التطورات يقابلها نمو في داخل الكيان العضوي نفسه، وأن هذا النمو الداخلي هو المسئول عن السلوك. تبعا لتعريف جيزل للنضج فقد عرف أتباعه النضج بتعريفات مماثلة إذ عرفه ماركس بأنه ملائمة من الجانب العضوي للكائن الحي للاستجابة لدواع داخلية مستقلة عن مؤثرات . (حنان عبد الحميد، 2009 ،ص 118)
وعلى هذا فإن جيزل وأتباعه يؤكدون بوضوح أهمية العوامل الداخلية العضوية بالنسبة للنضج، وأن النضج إنما يحدث نتيجة لهذه العوامل وحدها بعيدًا عن أي مؤثرات أخرى خارجية كالخبرة أو المران. وأن النضج إذا كان عملية داخلية ترجع إلى التركيب العضوي للكائن الحي، إلا أنه متوقع تحت شروط البيئة والعوامل الخارجية، فكل كائن حي ينمو وفقًا لنمط معين تحدده العوامل العضوية الوراثية، إلا أن هذا النمو تحدث آثاره في البيئة الخارجية بحيث يتوقع من الكائن الحي إذا توافرت هذه الشروط الخارجية أن يتبع خط نمو معين ويصل إلى مستويات معينة من النضج خلال هذا النمو..
ووفقًا لمفهوم النضج فإن هذا المفهوم ينطبق على الإنسان والحيوان، وإذا وجدت فروق بينهما فمرجعه إلى اختلاف التركيب العضوي لكل منهما.
فمثلا يمكن لبعض صغار الحيوانات أن تمشي بمجرد أن تولد، بينما لا تستطيع صغار الإنسان أن تمارس مثل هذا السلوك عند ولادتها، ويرجع ذلك إلى أن طبيعة هذه الحيوانات مزودة بمستوى من النضج عند ولادتها يمكنها من القيام بهذا السلوك، بينما طبيعة الطفل الإنساني لا تمكنه من هذا المستوى إلا بعد مولده بـ12- 14 شهر تقريبًا.
ومن ناحية أخرى يصل النضج المطرد بالطفل الإنساني إلى أن يقوم بسلوك يتطلب قدرًا كبيرًا من المهارة كالقراءة والكتابة مثلاً، بينما طبيعة الحيوانات لا تمكنها من أن تصل إلى مستوى من النمو أو النضج يمكنها من القيام بهذا السلوك مهما تقدمت في العمر..
وعلى هذا فإن هناك علاقة إيجابية بين التقدم في السلم الحيواني من ناحية، ومرونة التحكم في عوامل النضج الطبيعية من ناحية أخرى، بمعنى أن سلوك الحيوانات الأكثر تقدمًا في ذلك السلم يكون عادة أقل جمودًا وأكثر قابلية للتعديل والتحسن. (حنان عبد الحميد، 2009 ،ص 118 ،119)
14- النضـــــــــج والتعـلــم :
من خلال تجارب جيزل وطومسون "1935" على التوائم المتماثلة أمكن الخروج بعدد من النتائج التي تفيد في تحديد نوع العلاقة بين النضج والتدريب وتأثيرهما على التعليم، من ذلك :.
- أن تعلم خاصية معينة يكون أكثر سهولة إذا كان الفرد قد وصل إلى مستوى النضج المناسب بالنسبة لهذه الخاصية. لذا فمن الأفضل قبل أن نبدأ التدريب أن نطمئن إلى أن الخاصية التي سيتم التدريب عليها قد نضجت، وينطبق ذلك على كل خصائص الفرد الجسمية، العقلية، الإنفعالية، الإجتماعية أن التدريب اللازم للتعلم يقل كلما كان الكائن الحي أكثر نضجًا.(هدى محمود، 1996 ،ص32)
- أن التدريب قبل الوصول إلى مستوى النضج المناسب لا يؤدي إلى أي تحسن في التعلم أو يؤدي إلى تحسن مؤقت. ومن ثم فإن تدريب الطفل على المشي قبل أن تنضج عضلات رجليه لا يحقق نتيجة، وتدريبه على الكتابة قبل أن تنضج عضلات أصابعه ويصل نضجه العقلي إلى المستوى الذي يدرك فيه ما يفعل، لا يحقق بالمثل أي نتيجة.. وإذا تم التعلم تحت تأثير الضغط أو التكرار فإن هذا التعلم يكون مؤقتًا وسرعان ما يهمل بعد ذلك. والأفضل في جميع الأحوال أن يتم التدريب متى وصلت الخاصية المعنية إلى مستوى النضج المناسب.. ويطلق على هذا المستوى اسم الاستعداد readiness ويعني وصول المتعلم إلى مستوى مناسب من النضج يمكنه من تحصيل الخبرة أو المهارة أو الأسلوب الذي يريد أن يتعلمه عن طريق التدريب. (هدى محمود، 1996 ،ص32).
- أن التدريب قبل الوصول إلى مستوى النضج المناسب قد يعوق التعلم في المستقبل. فالتعلم بدون استعداد المتعلم يترتب عليه كراهيته لما يتعلم، وفشله في التعلم، فتعلم الطفل المشي قبل نضج عضلات ساقيه عملية شاقة بالنسبة له، وتكرار التدريب لا يأتي بفائدة ويسبب إحباط للطفل لا ينساه ولا تضيع آثاره، وتظل مواقف الإحباط السابقة تتدخل وتعوق تعلمه. (هدى محمود، 1996 ،ص33)
إذا كانت الخاصية أو الوظيفة النامية محددة الإمكانيات بحكم الفطرة "كما هو الحال لدى المعاقين ذهنيًا أو بدنيًا" فإن أي جهد يتجاوز حدود نموها عديم الجدوى، بل يكون مضنيًا، أو ربما معطلاً للنمو العام. فالنضج أو التفتح التلقائي أمر يقرره عامل الفطرة "أي الوراثة" وهو يعد المادة الخام التي يتناولها التعلم بالتغيير والتحوير..
في كثير من مظاهر النمو يتأثر كل من النضج والتعلم معًا في إحداث النمو. فمثلاً: النمو اللغوي: لا يتعلم الطفل الكلام إلا إذا بلغ سنًا تسمح له بتعلمه أي قبل أن تنضج الأجهزة والوظائف اللازمة لمزاولة عملية الكلام، بالإضافة لذلك فإن الطفل يكتسب اللغة التي يسمع الناس حوله يتحدثون بها.(ليونيل روشان، ص30)
وعليه فإن النضج والتعلم ليسا منفصلين في النمو ولكنهما يتفاعلان في تطوير مختلف النماذج السلوكية، فلكي تنمو خاصية معينة لا بد من نضجها تلقائيًا ثم نتناولها بعد ذلك بالمران والتدريب في الوقت الملائم وعلى النحو السليم، وإلا لا يتاح لها الإرتقاء إلى نهاية نموها الطبيعي. ".
15- مبادئ النمـــــــو : من خلال ملاحظات جيزل للأطفال استخلص عدة مبادئ تحكم سير النمو. منها ):reciprocal interweaving( 15-1- المزج المتبادل
فلدى الإنسان نصفي كرة بالمخ وعينين ويدين وقدمين ... إلخ. ويشير المزج المتبادل إلى العملية التي يصل كلا الجانبين من خلالها بالتدريج إلى تنظيم فعال. وعلى سبيل المثال: في تطور ونمو استخدام اليدين: يبدأ الأطفال باستخدام يد واحدة، ثم يستخدمون كلتا اليدين: ثم يفضلون يد معينة، ثم يعودون لاستخدام كلتا اليدين من جديد ... وهكذا حتى يصل في النهاية إلى سيطرة يد واحدة. ويعتقد جيزل أن مبدأ المزج المتبادل ينطبق على مدى واسع من السلوكيات كالنمو الحركي: الزحف، والمشي، والسلوك البصري، والرسم ... وما إلى ذلك.(حنان عبد الحميد، 2009 ،ص 140).
):functional asymmetry15-2- عدم التناسق الوظيفي(
يدخل تحت مبدأ عدم التناسق الوظيفي: سيطرة اليد الواحدة، والقدم الواحدة، والعين الواحدة في المراحل المتقدمة من النمو.. ويمكن رؤية عدم التناسق لدى الرضيع في انعكاس العنق tonic neck ... فقد لاحظ جيزل: أن الأطفال الرضع أثناء الرقود تكون أيديهم مائلة إلى جانب واحد، ويمدون الذراع على الجانب الذي تميل الرأس نحوه، كما لو كانوا ينظرون إلى اليد، ويثنون الذراع الأخرى خلف الرأس. وهذا الانعكاس يكون في الشهور الثلاثة الأولى من العمر: ثم يختفي مع نمو الجهاز العصبي (حنان عبد الحميد، 2009 ،ص144).
):Self – regulation( 15-3- تنـــظيم الذات
يظهر مبدأ التنظيم الذاتي في كل مظاهر النمو ومنها على سبيل المثال: التغذية، والنوم.. فقد أوضح جيزل: أنه عندما يسمح الوالدان لأطفالهما بأن يحددوا متى يحتاجون إلى النوم، فإن الأطفال بالتدريج يتطلبون نومًا أقل ويبقون مستيقظين لفترات أطول أثناء النهار، ورغم وجود عدة صور للتقلب والتردد فإن الأطفال في النهاية يحلون بالتدريج الأنماط الثابتة. وفيما يتعلق بالتغذية: توجد بعض الأدلة على أنه عندما يعطي الأطفال حرية الاختيار فإنهم سوف يختارون النظام الغذائي المتوازن طول الوقت، ويرجع جيزل ذلك إلى ما يسميه بالحكمة الداخلية للجسم.(حسن سليمان، 2007 ،ص 78)
):individualité( 15-4- التفـــــــــرد
على الرغم من وجود مستوى عام للنضج في كل مرحلة من مراحل النمو، إلا أنه توجد فروق فردية بين الأفراد من حيث وصول كل منهم إلى مستوى النضج المناسب. ويمكن ملاحظة الاختلاف في عامل النضج لدى أفراد النوع الواحد من ملاحظتنا لسلوك أطفال نشأوا في نفس البيئة وتعرضوا لنفس المؤثرات وهم في عمر واحد، نجد أن منهم من يتقدم في السلوك الحركي عن غيره، ومنهم من يبرع في الناحية اللغوية ... وهكذا. وترجع هذه الاختلافات إلى وجود فروق فردية في مستوى النضج عند الأطفال هي المسئولة عن هذا التفاوت الملحوظ لدى أفراد المجموعة الواحدة المتماثلة في العمر الزمني.(ليونيل روسان، ص23)
16- جيــزل وسلالـــــم النمـــــــو :
وضع جيــزل قوائم تفصيلية متدرجة لمظاهر النمو المختلفة توضح اتجاهات النمو، من الميلاد إلى العاشرة في مجالات سلوكية تشتمل على عشر مجالات يندرج تحت كل مجال منها مظاهر نمائية مختلفة، وهي متدرجة يحتوي كل سلم على سلسلة من المستويات مرتبة بأسابيع وشهــور وسنوات.. وليس معنى هذا أن مستويات السلم المدرجة ينبغي أن تعتبر معايير إحصائية للأعمار، فالوالد الذي يقرأ سلمًا ينبغي ألا يقول أن طفله يجب أن يكون في هذا المستوى بعينه لأنه بلغ من العمر ما يكفي له. فكثيرًا ما يكون الطفل أصغر أو أكبر من العمر الزمني الذي يعينه السلم، والأهم من ذلك: أن يبحث الوالد عن مستوى السلم الذي يصف بالتقريب مرحلة النضج التي بلغها طفله بالفعل. فالمقصود من السلالم تبيان التسلسلات النمائية للسلوك في جميع المواقف، لا وضع معايير جامدة لما يتوقع.
شكل بمقارنة العديد من الأطفال حاول جيزل تحديد العمر الذي يستطيع فيه الطفل المتوسط أداء سلوك معين مثل المشي، أو اللعب أو الكلام.. إلخ..
فالفروق الفردية أكبر من أن تسمح بالمعايير الجامدة كي تطبق في صرامة، بل لابد من أن نحسب لفروق السن حسابها.(أسامة كامل راتب، 1990 ،ص54 ،55)
الخــــــــــاتمـة:
ينمو الإنسان كوحدة واحدة حيث يحدث النمو في كافة المجالات في تناسق وتوافق تام بينها ،لذا من الأهمية النظرة إلى النمو بهذا المفهوم المتكامل ،فيؤخذ بلإعتبار إن سلوك الشخص بمختلف مظاهره وأشكاله على انه نتاج مساهمات مختلفة الجوانب البدنية والوظيفية والنفسية والعقلية معا ،ولا يقوم أي جانب من هذه الجوانب بدور وحيد في أي سلوك ولكنه يساهم في دور مشترك مع بقية الجوانب الأخرى لإنتاج السلوك المطلوب فالإنسان لا يتجزأ، وهو ليس مجرد مجموعة من الوظائف الجزئية المختلفة، أنما هو أكثر من مجموع أجزائه وهويتميز بخصائص تختلف عن خصائص أجزائه.
المصادر:
1- أسامة كامل راتب، النمو الحركي (الطفولة – المراهقة )، الطبعة الأولى، 1990، دار الفكر العربي، القاهرة.
2- حنان عبد الحميد العناني، اللعب عند الأطفال الأسس النظرية و التطبيقية، الطبعة الرابعة، 2009، دار الفكر، المملكة الأردنية الهاشمية
3- حسن سليمان، أطفالنا كيف نتعامل معهم ، الطبعة الأولى، 2007 ، كيوان للطباعة والنشر و التوزيع
4- ليونيل روشان ،ترجمة :جورجيت الحداد ،التفتح النفسي الحركي عند الطفل، دويدات للنشر والطباعة ،بيروت .لبنان
5- هذى محمود الناشف، إعداد الطفل للقراءة والكتابة، الطبعة الأولى، 1996، دار الفكر العربي،
ساحة النقاش