ذكرت منظمات حقوقية ان ما لا يقل عن 70 شخصا قتلوا بنيران قوى الامن السورية، منهم اطفال، الى جانب اصابة العشرات في مواجهات مع محتجين في تظاهرات واسعة عمت المدن السورية.
وقد شهدت المدن السورية اندلاع تظاهرات ضد نظام حكم الرئيس بشار الاسد، شارك فيها عشرات الآلاف عقب صلاة الجمعة، انتهت الى مواجهات فتح خلالها رجال الامن نيران اسلحتهم على المتظاهرين.
الا ان الاعلام السوري الرسمي قال ان تلك الاحتجاجات كانت محدودة، وان قوات الامن استخدمت فقط القنابل المسيلة للدموع وخراطيم المياه لتفريق المتظاهرين.
لكن شهودا عيان من مدينة حمص قالوا لـ بي بي سي ان قوات الامن فقدت السيطرة وبدأت باطلاق النار مباشرة على المتظاهرين، وان الكثير من القتلى والجرحى سقطوا.
تنديد امريكي
وندد البيض الابيض باستخدام العنف، وطالبت واشنطن الحكومة السورية التوقف عن استخدامه ضد المتظاهرين، مطالبة دمشق الالتزام بتعهدات الاصلاح التي التزمت بها.
وقال الناطق باسم البيت الابيض جاي كارني: "نحن نستنكر العنف ونطالب الحكومة السورية التوقف عن استخدامه ضد المحتجين، وتنفيذ تعهدات الاصلاح التي التزمت بها دمشق".
وقال ناشطون حقوقيون ان عددا من القتلى والجرحى سقطوا في مدينة حمص، واحياء المعضمية وزملكا والقابون في دمشق.
كما ذكر ناشط حقوقي، رفض ذكر اسمه، ان آلاف الاشخاص خرجوا الجمعة في درعا غداة الإعلان عن إلغاء حالة الطوارئ التي كانت مطبقة في البلاد منذ 1963.
وذكر شهود عيان من درعا ان "بين سبعة وعشرة آلاف متظاهر خرجوا من جميع المساجد باتجاه ساحة السرايا في مركز مدينة درعا".
الغاء المادة الثامنة
ورددوا هتافات تدعو الى "الغاء المادة الثامنة من الدستور" التي تنص على ان "حزب البعث العربي الاشتراكي هو الحزب القائد في المجتمع والدولة".
وأطلقت القوات السورية النار على متظاهرين في مدينة حماة لمنعهم من الوصول إلى مقر حزب البعث في المدينة.
وكان ناشطون جددوا دعوتهم للسوريين الى التظاهر يوم "الجمعة العظيمة" غداة صدور مراسيم اصلاحية تتعلق بانهاء العمل بحالة الطوارئ والغاء محكمة امن الدولة العليا وتنظيم حق التظاهر السلمي.
وأفاد شهود عيان أن أجهزة الأمن استخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريق حشد من المتظاهرين المطالبين بالديمقراطية في مركز مدينة دمشق.
إصلاحات سياسية
وكان الرئيس السوري قد أصدر مراسيم تشريعية تقضي بإلغاء محكمة أمن الدولة العليا، وهي محكمة استثنائية لم تكن واردة في الدستور السوري، وبتنظيم حق التظاهر السلمي للمواطنين، بوصفه "حقاً من حقوق الإنسان الأساسية التي كفلها الدستور."
ولم يمنع ذلك خروج مظاهرات مطالبة بالديمقراطية في سورية بعد قرار الحكومة رفع حالة الطوارئ، وذكر ناشطون ان المئات خرجوا في بانياس وهم يهتفون "لا سلفيون ولا اخوان، نحن طلاب حرية".
ورأى معارضون ان هذه المراسيم اجراءات "غير كافية" ولا تلبي الا جزءا يسيرا من المطالب، مؤكدين ان الشارع السوري "لن يقف عند هذا الحد".
ساحة النقاش