فنان وسط أصوات السلاح في جبهات المعارك في ليبيا
قتلى وجرحى بنتيجة غارات الناتو
المجلس الانتقالي لا يمانع من دخول بري في ليبيا
المعارضة تسيطر على معبر حدودي مع تونس
شكوك في قدرة فريق بريطاني على بناء جيش للمعارضة الليبية وسط تناحر قادتها
يظهر وصول ضباط بريطانيين الى المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في ليبيا الى التطور الذي وصلت اليه الازمة الليبية، حيث دخلت الى مرحلة الاهلية، وما يراه المعلقون في بريطانيا بالعملية المتسلقة - او الزاحفة التي بدأت اولا بحظر جوي لانقاذ المدنيين من انتقام القذافي ومن ثم الى ضرب قواته البرية حتى لا يصل عرين المعارضة في مدينة بنغازي التي قالوا انه لو وصلها سيرتكب مذبحة فيها، ومن ثم ادت التراجعات في قوات المعارضة امام قوات القذافي الى مرحلة التدريب والتنظيم في ظل مطالبات المقاتلين بالتدخل كي يوقفوا الحصار على مدينة مصراتة.
ومع ذلك يظل قرار ويليام هيغ ارسال وحدات للتدريب لا يعرف ان كانت تشمل مستشارين من القوات البحرية والجوية، مدعاة للتساؤل لان مجرد وجود مستشارين على الارض يعني مشاركتهم في العمليات ضد القوات المؤيدة للقذافي، مع ان هيغ اكد ان تعاون الضباط سيكون وبشكل كامل مع المجلس الوطني الانتقالي، لكن المحللين المعسكريين يرون ان دورهم سيشمل عملية تنسيق العمليات العسكرية وليس فقط تسهيل عمليات الدعم الانساني.
وسيعزز الوجود العسكري البريطاني او ان شئنا الاستشاري وجود بريطانيا على الساحة خاصة ان فريقا من الدبلوماسيين البريطانيين يعملون في مدينة بنغازي ويقودهم السفير البريطاني في ايطاليا كريستوفر برينتس.
وسيكون بمقدور هذه الفرق تقديم تقارير للحكومة البريطانية عن مسارات النزاع في ليبيا وحالة المعارضة التي يعترف مسؤولو الدفاع البريطانيون بانها تفتقد القيادة العامة وشبكة الاتصالات، اضافة لكون جيش المعارضة مكوناً من مجموعات من المتطوعين الذين لم يحمل بعضهم السلاح في حياته.
ومن هنا فالفرق العسكرية المكونة من 20 شخصا ستقدم الدعم الاستخباراتي ايضا وتدرس احتياجات المقاتلين. وقالت صحيفة 'اندبندنت' ان عقيدا مهما في الجيش البريطاني ويعتبر من افضل واشد القادة في الجيش البريطاني واكثرهم خبرة هو من ضمن الفريق. وقالت ان العقيد الذي لم تسمه خدم في افغانستان واعطي ميدالية اعترافا بشجاعته القتالية في اقليم هيلمند حيث كانت ترابط القوات البريطانية. وكان القرار الحكومي قد اتخذ بعد اجتماع لمجلس الامن القومي البريطاني، فيما دعا النواب البرلمان للانعقاد خاصة في عطلة اعياد الفصح محذرين من العملية العسكرية التي يقولون انها تزحف شيئا فشيئا نحو انخراط اكبر في الازمة الليبية.
فقد بدأ الانخراط العسكري قبل القرار عندما ارسلت بريطانيا ملابس واقية من الرصاص (1000) ومئة جهاز تلفون، خاصة ان قادة المعارضة العسكريين، وعبدالفتاح يونس بالتحديد، انتقدوا الناتو لاطلاقه ناراً صديقة على القوات التابعة له، وانتقده ايضا لبطء عملياته ضد القذافي.
والاهم من ذلك ان دخول المستشارين الغربيين يعني اعترافا بان الغرب اخطأ في تقدير قوة القذافي حيث كان الاخير قادرا على التكيف بعد ان تم تدمير دفاعاته وخطوط الاتصال.
وحذر النائب من الحزب الديمقراطي مينزيس كامبل من ان الحرب في فيتنام بدأت بارسال مستشارين امريكيين، وقال ان مجرد دخول المستشارين البريطانيين يعني تصعيدا عسكريا من الحكومة البريطانية ضد القذافي.
وكان نشر 60 قاربا من البحرية البريطانية في المياه الاقليمية القبرصية قبل اسابيع تحت غطاء المناورات اشارة واضحة لتحضير بريطانيا لتوسيع عمليات التدخل البري في ليبيا.
والسؤال المطروح هو اي جيش تريد بريطانيا وفرنسا تدريبه: جيش عبدالفتاح يونس ام خليفة الحفتر ام جيش المجلس الوطني الانتقالي الذي يوصف بالفوضوي والمفتقد اية قيادة فاعلة؟ ففي تصريحات لنيويورك تايمز اكد الحفتر انه جاء من امريكا لقيادة كل الوحدات وليس وحدة واحدة وانه القائد فيما يعمل تحت سيطرته كمسؤول اركان وقائد ميداني. ووجه الزعم هذا هو ان يونس هو المسؤول عن تراجعات المقاتلين في اجدابيا والبريقة وراس لانوف، لكن مسؤولا عسكريا اخر قال ان مزاعم الحفتر غير صحيحة وان يونس هو المسؤول العسكري.
وترى الصحيفة انه في الوقت الذي سيقوم الفريق البريطاني فيه بمتابعة والتصدي لمشاكل المقاتلين تعتبر مشكلة التناحر الداخلي المستمر بين المسؤولين عقبة امام اي تقدم، فحتى الدول التي دعمت المعارضة منذ البداية تراجعت عن تقديم اي دعم لهم بسبب عدم التنظيم والفوضوية، مما يثير عددا من الاسئلة حول قدرة البريطانيين على تنظيم جيش قوي وفاعل. وكانت اول شحنة اسلحة قد وصلت يوم الثلاثاء وهي عبارة عن بنادق من نوع اي كي- 47 ويعتقد انها من قطر التي تعهدت بدعم المقاتلين حسب الصحيفة. وعوضا عن ان تذهب للجنرالين سلمت لفوزي بوكتف، مهندس بترول، يقوم بتدريب المتطوعين حيث قال انه ارسل 400 متطوع للخطوط الامامية لكنه اشتكى من التنافس بين الجنرالين والذي قال انه يؤثر على المقاتلين سلبا.
وفي وجه المشكلة اقترح الناطق العسكري باسم المقاتلين ان الجنرالين يحملان نفس الرتبة ولهذا فهما يتبعان عمر الحريري الذي يترأس شؤون الدفاع، لكن الحفتر ينفي ان يكون المجلس العسكري قد عزله عن القيادة العامة، وقال احد المقربين منه ان احدا من مسؤولي المجلس المدنيين لا يجرؤ على عزله والا قتلوا. لكن مسؤولا مدنيا قال ان الحفتر وصل متأخرا ولهذا يعتبر واحدا من القادة وليس القائد.
وقال اخر ان الحفتر رفع لدرجة جنرال قبل فترة ولكن يونس يحمل الرتبة منذ مدة طويلة، كما ان اسم الحفتر لا يظهر في سجل مسؤولي المجلس. وهنا تكمن المشكلة ففي الوقت الذي يقول المجلس فيه ان اعضاءه يتم التحفظ على اسماء عدد كبير منهم خوفا من انتقام القذافي فان قرارات المجلس تتسم بالغموض والفوضوية، فلا احد يعرف من يتخذ القرار ومن سينفذه، والمشكلة الاكبر هي ان جلسات المجلس تعقد سرا.
وفي التعليق على ارسال قوات بريطانية الى بنغازي تفاوتت ردود المعلقين في الصحف البريطانية. فقد قالت صحيفة ' التايمز' في افتتاحيتها ان زيادة الدور البريطاني يجب ان لا ينظر اليه على انه 'بساطير على الارض'.
وتعترف الصحيفة انها ومنذ البداية لم تكن حيادية في المسألة الليبية ودعوتها للاطاحة بالقذافي. وتضيف انه ومنذ اجتماع الناتو فان الدول المعنية في الامر اكدت صراحة ان لا مستقبل لليبيا والقذافي في السلطة.
وتبرر الصحيفة وجود الفريق البريطاني الى جانب فريق فرنسي اخر يعمل الان في بنغازي بانه سيساعد بريطانيا والدول المتحالفة معها على التعرف اكثر على المعارضة التي 'لا نعرف عنها شيئا'، وقد أثبتت الظروف انهم حلفاء لا يمكن الوثوق بهم. وتقول الصحيفة ان لا دولة في حلف الناتو ترغب في ان تكون دولة محتلة ولكن الوضع في ليبيا تطور الى درجة لم تعد 'في صالح الشعب الليبي'. ومثل ما قيل عن بنغازي ركزت الصحيفة على الوضع في مصراتة التي نقلت عن لورد اوين الذي عرف بوساطاته في حرب البوسنة تحذيره من مصراتة، ثالث مدن ليبيا ليس امامها الا ايام وتسقط في يد النظام. وتؤكد مرة اخرى ان الناتو ليس طرفا محايدا في الازمة الحالية لانه والصحيفة يقفون الى جانب 'حرية الشعب الليبي من طغيان القذافي'.
وقالت ان التطور الجديد يجب ان لا يفهم على انه تسلق بطيء نحو تدخل اوسع بل من اجل التنسيق وانهاء المهمة في وقت اسرع. ولكن الصحيفة وان اكدت ان مهمة الفريق لن تتضمن استخدام قوات خاصة، ولا متحدثين بالعربية، الا انها نقلت عن مسؤول عسكري قوله ان العملية قابلة للتطور مثل فيتنام ' فعندما تضع جنودا على الارض وتكلفهم بتحسين الوضع فسيقومون بالتقدم بقائمة من 100 شيء يرون ان المعارضة تحتاجها'.
بين التورط عميقا والحل الدبلوماسي
وعلقت 'الغارديان' في افتتاحيتها 'ليبيا: مهمة تصدر صريرا' انه مع وجود جنود على الارض فان انخراط الناتو في لييبا يتوسع خطوة خطوة. وقال ان الحديث عن كونهم مستشارين لا يغير من حقيقة انهم موجودون على الارض.
ولاحقت تطورات التدخل من قرار الناتو ضرب تلفونات القذافي التي قال انها للاستخدام العسكري والمدني، ثم ارسال معدات لوجيستية للمعارضة، ثم الرسالة التي وقع عليها اوباما، مما ادى بالحرب التي تعهد اوباما بانها لن تتسع، بدأت تكبر.
وكل هذه الخطوات جاءت من اجل انقاذ العملية من الانهيار، لكن يجب ان 'تثير هذه الخطوات قلقنا'تقول الصحيفة. وانتقدت الصحيفة الوهم لدى صناع القرار من ان قوات القذافي كانت ستنهار بعد اول صاروخ تومهوك الا ان العكس حدث.
ومع ذلك تحدث الناتو ان ضرب الجسور في البريقة واجدابيا قد قلل من قدرات قوات القذافي لكن كان على القادة فيه الاعتراف بأنها لم تؤثر على قتال الشوارع في مصراتة. وتقول ان القذافي لا زال يقف على قدميه ولم يحدث ما توقعه الناتو من رحيل المحيطين به، وفي حالة سيطرته على مصراتة فسيوقف زحف المقاتلين.
وتختم قائلة بطرح سؤالين ان حفر خندق طويل على امل ان يصبح المقاتلون قوة عسكرية يعني ان حفرا اخرى ستحفر، اما الاخر فهو متابعة الاقتراح الافريقي والتركي ـ اي العمل على حل دبلوماسي، مما يعني بقاء القذافي في السلطة. ولكن هذا الحل يظل مقبولا من اجل وقف معاناة المدنيين. واشارت الى ان المعارضة وان لم تعد تقبل سيف الاسلام القذافي الا ان الواقع قد يجبر الدبلوماسيين على التحاور معه.
ويرى الكاتب سيمون تسيدال في 'الغارديان' ان بريطانيا تقوم بعمل ما قالت انها لن تفعله عندما بدأ تدخل الحظر الجوي، هو انها لن تضع جنودا على الارض. وفي ضوء عجز المقاتلين الليبيين عن حسم المعركة، والانعكاسات السلبية على كل من ديفيد كاميرون- رئيس الحكومة البريطانية ـ ونيكولاس ساركوزي من ان النزاع سيتطور الى معركة بلا نهاية، اضافة لرفض باراك اوباما التدخل اكثر مما قامت به طائراته فالسؤال الان هو: ما هو عدد الجنود الذين سينشرون على ارض ليبيا بعد الفريق الاول هذا؟. ويرى الكاتب انه مع تأكيد التحالف الانكلو ـ فرنسي على ضرورة خروج القذافي من السلطة فقد اضافتا ضغوطا عليهما لتحقيق هذا.
ويحذر الكاتب من ان بريطانيا وفرنسا تفعلان مثلما فعل جورج بوش الاب عندما دعا الشيعة والاكراد في العراق للتمرد على صدام في الجنوب، وكانت النتائج عكسية، فان كاميرون وساركوزي يخاطران بتعريض المدنيين الليبيين للخطر حيث تدخلا لحمايتهم.
واعاد الكاتب التذكير بأن قرار 1973 لا يفوض اي دولة عضو في الامم المتحدة لدعم المقاتلين او الدفاع عنهم ولا الاطاحة بالقذافي كما انه ليس تفويضا بتبني النموذج العراقي وهو الغزو. واكد الكاتب ان عملية التسلق البطيء جارية على الرغم من التأكيدات والتبريرات التي قدمتها الحكومة والمدافعون عن قرارها.
كما كتب المحلل سايمون جنيكنز في 'الغارديان' تحت عنوان ' الدعم الانساني لليبيا يأتي مع الصواريخ واجندة'. وذكر الكاتب كاميرون بالهزيمة في السويس حيث قال ان الناتو بدلا من حماية الليبيين يقوم باطالة امد الازمة. وقال ان الحرب البريطانية الليبية تدخل مرحلة خطرة، مشيرا الى الكذبة الكبرى حول قدرة الهجمات الجوية على تحقيق انتصار.
واشار الكاتب الى المبالغة في الحديث عن الكارثة الانسانية في ليبيا التي تعمي نظر راسمي الاستراتيجية وتدفعهم للتدخل، فيما يتهم 'رفاق' كاميرون من المقاتلين الليبيين بالتردد وتركهم وحدهم.
وتساءل الكاتب عن دهشة من يراقبون كاميرون الذي وصل الى هذا العلو بدون كابحات تحميه سوى ساركوزي ونواياه الخبيثة. وتحدث عن اللغة التي استخدمها كاميرون التي تقول ان على القذافي ان يرحل، وينكر في الوقت نفسه انه يريد تغيير النظام، ويقوم بضرب مقره في العزيزية ويطالبه بالرحيل.
ومع انتقاده صيغة قرار 1973 التي شارك في صياغته كاميرون، وهو القرار الذي ولد ميتا، يتساءل الكاتب عن اهداف الحرب التي تنفق عليها بريطانيا من امواله واموال دافعي الضرائب. ويتساءل قائلا: كيف يزعم كاميرون انه بدون مال في الوقت الذي يدفع فيه 500 الف جنيه لتدمير دبابة من دبابات القذافي.
وقال ان زعم التزام الجامعة العربية بالغزو وتغيير النظام تبخر لان عمرو موسى لم يوقع على البيان الثلاثي يوم الجمعة الماضية. وقال ان القوتين الاستعماريتين الان تقودان حربا تثير شهية قاعدة بلاد المغرب العربي، التي تحضر نفسها، حيث تم اختيار وتحضير 'نظام دمية' في ليبيا بعد رحيل القذافي.
وقال ان حكومة التحالف وكل النواب في المقاعد الامامية يقرعون طبول الحرب لكن احدا منهم لم يقرأ التاريخ، وقصة انتوني ايدن مع ناصر، حيث قال ايزنهاور للاول ان امريكا لن تلعب دورا في الهجوم على مصرـ لكن ايدن تجاهل تحذيره ودفع الثمن.
من جهة اخرى قال فريق بريطاني يطلق على نفسه 'مدنيون من اجل السلام' ان التغطية الاعلامية الغربية للأزمة الليبية غير محايد، وانتقد الفريق الذي زار طرابلس العاصمة الصحافيين الغربيين الذين يشوهون الحقائق، فيما لم يجد الفريق اية ادلة عن ضحايا مدنيين سقطوا بفعل قصف الناتو. كما تحدث الفريق عن ان التقارير التي نقلتها وسائل اعلام مثل بي بي سي عن قمع المتظاهرين غير صحيحة، وانهم وجدوا دعما للنظام في مناطق الغرب.
وضم الفريق محامين واطباء وعاملين في الاغاثة وصحافيين مستقلين وعبر الفريق عن شجبه للهجوم على ليبيا. ومع ان الفريق لم يزر مصراتة المحاصرة او سجناً من سجون النظام الا انهم تعاطفوا مع القيود التي يفرضها النظام على حركة الاعلام لان البلاد في حالة حرب، وان العديد من التقارير الصحافية تدعو الى زيادة الضربات الجوية.
مسؤولو مخابرات يرون أن القذافي يعزز قوته
قال مسؤولون أمريكيون وأوروبيون إن الزعيم الليبي معمر القذافي عزز موقفه في وسط وغرب ليبيا بما يكفي لاستمرار المواجهة بينه وبين المعارضة المسلحة التي تحاول انهاء حكمه الممتد منذ أربعة عقود الى أجل غير مسمى.
وقال مسؤول أمني أوروبي يتابع الاحداث في ليبيا عن كثب "رجال القذافي يشعرون بالثقة تماما."
وأضاف أن النتيجة المرجحة هي "تقسيم بحكم الامر الواقع لفترة طويلة قادمة" بسبب تحسن موقف القذافي وضعف قوات المعارضة المسلحة غير المدربة والتي تحارب بأسلحة متهالكة.
وأذكى التشاؤم المتزايد بشأن قدرة المعارضة المسلحة على تحدي سيطرة القذافي على جزء كبير من البلاد الدعوات الى ان تقدم الولايات المتحدة وحلفاؤها دعما اكبر للمعارضة.
وقال البيت الابيض يوم الاربعاء إن الرئيس الامريكي باراك أوباما لايزال معارضا لارسال جنود أمريكيين الى ليبيا لكنه يدعم الخطوات التي تتخذها بريطانيا وفرنسا لنشر وحدات عسكرية صغيرة لتقديم المشورة للمعارضة.
وقالت وزارة الخارجية الامريكية انها توصي بأن يوافق أوباما على تقديم مؤن طبية وأجهزة لاسلكي ودروع واقية من الرصاص ووجبات جاهزة ومساعدات أمريكية أخرى قيمتها 25 مليون دولار للمعارضة لكن المساعدات لن تشمل أسلحة.
وعلى الرغم من الغارات الجوية التي يشنها حلف شمال الاطلسي والخطوات التي تتخذ لتعزيز القوات المناوئة للقذافي فان وكالات مخابرات أمريكية واوروبية ترى أنه عزز سيطرته على طرابلس ومعظم غرب ليبيا.
ويقول المسؤولون الامريكيون والاوروبيون ان قوات القذافي نجحت الآن في الوصول بالصراع مع قوات المعارضة الى حالة من الجمود. وكانت المعارضة في احدى المراحل قد بدت مسيطرة على مصراتة ثالث اكبر مدينة في ليبيا.
وقال متحدث باسم المعارضة في مصراتة لرويترز يوم الاربعاء ان قوات المعارضة تقاتل القوات الموالية للقذافي على السيطرة على شارع رئيسي في المدينة المحاصرة.
وأضاف المتحدث أن المعارضين "يسيطرون الان على 50 بالمئة من الشارع. جنود القذافي وقناصوه يسيطرون على الخمسين بالمئة الاخرى."
وترسو السفن في ميناء مصراتة لتوصيل المساعدات الانسانية واجلاء اللاجئين.
ويقول بعض مسؤولي الامن القومي الامريكي والاوروبي ان قوات القذافي ستعيد تنظيم صفوفها قريبا بما يسمح لها بالتفكير في التحرك صوب بنغازي معقل المعارضة في شرق ليبيا حيث بدأت دول حلف الاطلسي وقطر تقديم المساعدات للمعارضة.
وقال مسؤول أمريكي "لا أحد يستطيع أن يتكهن بما قد يفعله واحد من اكثر الحكام الشموليين في العالم الذين لا يمكن التنبؤ بتصرفاتهم."
وأضاف المسؤول "ربما يكون جزء من استراتيجية القذافي تعزيز قوته في طرابلس والجزء الغربي من ليبيا."
واستطرد قائلا "في هذه المرحلة سيكون مسيطرا على معظم أنحاء ليبيا وحينذاك يمكن أن يقرر في احدى المراحل مدى الشراسة التي يريد التعامل بها مع الشرق في أماكن مثل بنغازي."
ويقول بروس ريدل خبير شؤون الشرق الاوسط السابق بوكالة المخابرات المركزية الامريكية (سي.اي.ايه) ان عدم التوصل الى حل للصراع ربما يمثل مخاطر غير مقبولة على واشنطن وحلفائها.
وأضاف "الدخول في حالة جمود في ظل التقسيم بحكم الامر الواقع يعني جرحا مفتوحا على ساحل البحر المتوسط سيستغله المتشددون... يجب الا يسمح الزعماء الامريكيون والاوروبيون بأن يحدث هذا."
ويقول ريدل انه اذا تحقق هذا السيناريو فانه لا يرى بدائل كثيرة بخلاف اصدار مجلس الامن التابع للامم المتحدة قرارا جديدا يجيز نشر قوات برية ضد القذافي.
وأضاف "قوات القذافي ليست بهذه القوة. ستنتصر قوة محترفة من حلف شمال الاطلسي بسرعة ثم يتم الانتقال الى قوة لتحقيق الاستقرار تابعة للامم المتحدة تضم فرقا عسكرية من دول اسلامية" مشيرا الى باكستان واندونيسيا وتركيا كمساهمين محتملين في قوة لحفظ السلام.
ومضى يقول ان من غير المرجح أن يحدث هذا دون دعم الولايات المتحدة "لكننا لا نريد أن نشكل (الامريكيون) القسم الاكبر."
مساعدات البريطانيين للثوار الليبيين تذهب إلى قوات منقسمة بين اللواءين يونس وحفتر المتنافسين على القيادة
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية تقريرا كتبه مراسلها في ليبيا رود نوردلاند جاء فيه: "بينما يحاول حلف شمال الاطلسي (ناتو) كسر حالة الجمود في ليبيا، أعلن البريطانيون أمس الثلاثاء أنه سيرسلون خبراء عسكريين إلى ليبيا من أجل المساعدة في بناء جيش للثوار بعد أن تعثر أمام القوات المتفوقة للعقيد معمر القذافي.
السؤال الأول الذي سيواجهه البريطانيون هو "جيش من؟"، لأنهم سيجدون انفسهم يقدمون المساعدة لقوات الثوار الهزيلة التي لا يمكنها حتى الاتفاق على من هو قائدها الأعلى، وسط خلافات بين جنرالين متنافسين على المنصب الاعلى للقيادة.
وأصبح الخلل علنيا هذا الأسبوع في بنغازي، فقد قال الجنرال خليفة حفتر في مقابلة يوم الاثنين: "أنا أتحكم بالجميع، الثوار وقوات الجيش النظامية، أنا القائد الميداني والجنرال عبد الفتاح يونس هو رئيس الأركان. مهمته دعمنا في الميدان، وعملي هو قيادة المقاتلين".
لكن قيادة الثوار المدنية أو المجلس الوطني الانتقالي أصرت على أن الجنرال يونس باق في قيادة الجيش. وقال مسؤول مقرب من المجلس أمس حين أخبر عن أقوال حفتر: "هذا غير صحيح، الجنرال يونس أعلى منه، هذا مؤكد، والجنرال حفتر تحت امرته".
وقد أوضح حفتر أنه يعتبر يونس قائدا يعمل في الدعم أو ذا دور لوجستي، وأفصح عن أنه يلومه بسبب سلسلة الانسحابات المهينة من قبل الثوار على الجبهة المتأرجحة بين البريقة وأجدابيا، وكان أحدثها يوم الأحد الماضي، حين قتل سبعة من الثوار خلال هجمة مضادة من جانب قوات الحكومة تحولت إلى هزيمة وشيكة.
وقال حفتر: "كل ما جرى هناك نجم عن قيادة عبدالفتاح يونس، ولهذا عدت لاستلام القيادة، وخلال اليومين المقبلين سأتولى قيادة كل الوحدات، وليس وحدة واحدة. أنا أستعد لقيادة القوات من الآن فصاعدا".
ومنذ البداية، تمت إعاقة جهود "ناتو" بسبب فوضى الثوار ونقص التدريب والعدة والخبرة، ما تركهم غير قادرين على استغلال الأضرار التي سببتها ضربات "ناتو" الجوية لقوات القذافي. وتهدف المهمة البريطانية للتعامل مع تلك المشاكل، وتحسين تنظيم الثوار واتصالاتهم والأمور اللوجستية.
وخلال الأسابيع الماضية، تكيفت قوات القذافي مع الضربات الجوية، واستخدمت التمويه والاختلاط مع السكان المدنيين، ما زاد من صعوبة مهمة طياري
"ناتو" في ضرب أهدافهم من دون قتل مدنيين- وهو بالتحديد ما أرسلتهم الأمم المتحدة من أجل منعه.
وفي المواجهة التالية، بينما قصفت قوات القذافي مدينة مصراتة التي يسيطر عليها الثوار وقتلت مئات المدنيين، تضررت مصداقية قوات "ناتو"، اذ قال منتقدون إنها تخاطر بأن تبدو ضعيفة وعاجزة- خاصة مقارنة بالهجمات الجوية المكثفة التي قادتها الولايات المتحدة في الأسابيع الأولى من الحملة الجوية.
وكانت القوى الغربية تتطلع إلى المقاتلين الثوار لكسر الجمود، آملة بأنهم يمكن أن يبنوا قوة مقاتلة مؤثرة. لكن الفوضى المستمرة والاقتتال بين قيادات الثورة أصبح عقبة، وحتى الدول التي عبرت عن دعمها لقضية الثوار ترددت في تسليحهم، جزئيا على الأقل بسبب القلق إزاء حالة الفوضى.
كل ذلك يلقي شكوكا حول قدرة المستشارين البريطانيين على بناء جيش ثوار فعال، إذا لم يتمكن قادة الثوار من إنهاء الإقتتال فيما بينهم.
وورد أول تقرير موثوق حول أسلحة أرسلتها دول مانحة يوم الثلاثاء، ولكن المهم هو أن شحنة ضمت 400 من بنادق "كلاشنيكوف-47" لم تمر عبر أي من الجنرالين اللذين يدعيان قيادة الثوار. وبدلا من ذلك، فقد ذهبت مباشرة إلى مدني، هو فوزي بوكتف، وهو مهندس بترول كان يدرب المدنيين الآخرين.
وقال بوكتف إنه ارسل لتوه 400 من المتطوعين المسلحين الذين أنهوا تدريبهم مباشرة إلى الجبهة مزودين بالأسلحة التي تلقاها من مانح لم يصرح باسمه - ويعتقد على نطاق واسع أنه يعني قطر، التي اعترفت صراحة أنها تنوي إرسال أسلحة إلى الثوار. وذكر أنه يعرف الجنرالين كليهما، ويشعر أنهما سببا خيبة أمل له.
واضاف: "هذان الرجلان يخلقان مشكلة لنا على الجبهة لأننا لا نعرف من منهما هو المسؤول. وهما لا ينسقان مع بعضهما، ولا أعتقد حتى انهما يحبان بعضهما".
راجمة صواريخ "غراد" في اجدابيا
واقترح العقيد أحمد باني، الناطق الرسمي باسم ثوار ليبيا، يوم الثلاثاء نوعا من التسوية. وقال: "الإثنان يحملان نفس الرتبة، وكلاهما تحت إمرة عمر الحريري، وزير الدفاع". لكن ذلك لم يكن فيه ما يساعد على تهدئة الموقف.
وادعى اللواء حفتر أن صلاحياته الجديدة على القوات فوضها له المجلس الوطني الانتقالي، وقال إن من غير الصحيح أن المجلس عزله عن القيادة العسكرية بعد اجتماع خلافي أواخر آذار (مارس) الماضي وسلم القيادة للواء يونس وزير الداخلية السابق في نظام القذافي. وأضاف :"هذه مجرد أمنية ليونس".
وذكر ضابط رفيع الرتبة في أركان حفتر أن المسؤولين المدنيين لا يجرؤون على عزل اللواء حفتر، وأضاف: "لو أنهم فكروا مجرد تفكير في ذلك، فسيقتلهم الشعب".
ويتمتع اللواء حفتر بشعبية واسعة في اوساط المقاتلين الثوار كبطل من ابطال الحرب مع تشاد عندما كان ضابطاً برتبة عقيد تولى قيادة القوات الليبية لدى غزوها الجزء الجنوبي من ذلك البلد المجاور في حرب توسعية خسرها العقيد القذافي في نهاية الامر. وقد اختلف (حفتر) في وقت لاحق مع العقيد (القذافي) وذهب الى المنفى في الولايات المتحدة لـ20 سنة وعاد بعد شهر من بدء التمرد وعين نفسه قائداً ميدانياً. وعندما تم الاعلان عن اقالته من القيادة (العسكرية للثوار) في اواخر آذار (مارس) ثارت مشاجرات شارك فيها انصاره الغاضبون من قرار المجلس (الوطني الانتقالي).
اما اللواء يونس، من جهة اخرى، فكان صديق العقيد القذافي ووزير داخليته الى ان انضم الى الثوار في 22 شباط (فبراير). وقال ضابط قريب من حفتر: "لقد امضى يونس حياته كلها مؤيداً للقذافي".
وينظر القادة المدنيون للثوار الى الامور بصورة مختلفة. وقال مسؤول مدني تحدث مشترطاً عدم ذكر اسمه: "اذا اردت الحقيقة فان خليفة حفتر وصل متأخراً اكثر من اللازم. في ما يتعلق بنا، نحن نعتبره مجرد واحد من القادة (العسكريين)".
ويذهب قادة ثوار آخرون الى حد خفض مكانته الى ما دون ذلك. اذ قال مصطفى الغرياني، الناطق السابق باسم الثوار يوم 16 من الشهر الجاري: "خليفة حفتر مواطن ليبي. انه لا يظهر على المخطط التنظيمي للمجلس الوطني الانتقالي".
وقال المسؤول القريب من المجلس والذي تحدث طالباً عدم الكشف عن هويته بسبب الحساسية السياسية للقضية: "لم يصبح (حتر) لواءً الا قبل يومين. يونس لواء منذ مدة اطول بكثير".
كما ان دور قيادة المجلس الوطني الانتقالي غير واضح. ذلك ان هذا الجسم الذي عين نفسه بنفسه ويدعي انه يضم 31 عضواً من مختلف انحاء ليبيا لم يكشف رسمياً الا اسماء 10 من اعضائه، مشيراً الى الحاجة لحمايتهم وحماية اقاربهم من قوات القذافي. ويقول اعضاء المجلس انهم، لهذا السبب ذاته، يعقدون اجتماعاتهم بصورة سرية.
غير ان هذا ادى الى كثير من البلبلة في قرارات المجلس بشأن قضايا حاسمة مثل قيادة قوات الثوار.
وتقول ادارة اوباما ان الثوار يحققون تقدماً، وان يكن بطيئاً، نحو ايجاد سلسلة قيادية مترابطة. وقال مارك تونر، وهو ناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية الثلاثاء: "كانت مجموعة افراد غير متجانسين تلك التي تشكلت في وجه هجمة الذافي واضطهاده، وحققت نتائج طيبة في تشكيل ائتلاف، وقيادة، وارساء قيم معينة وتوصيل هذه القيم والمثل العليا. نحن متشجعون بما رأينا".
وبالنسبة الى كثيرين هنا ما زال هذا امراً لم يحدث بعد. وقد اجريت المقابلة مع الجنرال حفتر في مكاتب شركة النفط الليبية المحاطة بحراسة مشددة في بنغازي والتي اتخذ فيها مقره الشخصي. وعبر عن قلقه من انه لم يتلق اتصالاً من الممثلين الاميركيين منذ وصوله الى ليبيا، مع انه قال انه كثيراً ما تحدث الى وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية عندما كان في المنفى في ولاية فرجينيا.
وقال حفتر: "ظننت ان اميركا ستساعد المواطنين الليبيين ولكنني غير مسرور لما فعلوه حتى الآن".
وارسلت الولايات المتحدة مبعوثاً الى المجلس الوطني الانتقالي يعمل من فندق هنا، لكن الجنرال حفتر يقول انهما لم يلتقيا ابداً.
وقال اللواء ايضاً انه يريد ان يبذل حلف شمال الاطلسي جهداً اكبر لتنسيق ضرباته الجوية مع مراحل تقدم الثوار على الارض: "احتاج الى مساندة جوية من ناتو. عندما اقود، اريد من ناتو ان يحمي خطي الامامي حتى نستطيع ان نتحرك الى الامام".
وبينما يدعو تفويض "ناتو" الى حماية المدنيين، وليس الى مساعدة الثوار، فقد قال اللواء حفتر ان افضل طريقة لحماية مواطني ليبيا هي مساعدة الثوار في تحرير تلك المدن التي ما ما زال العقيد القذافي مسيطراً عليها.
فرار مجموعة من أفراد "كتائب القذافي" الى الأراضي التونسية
أعلن عن فرار مجموعة من افراد "كتائب القذافي" الى الاراضي التونسية. وذكر "راديو تونس" أن "هؤلاء فروا الى الاراضي التونسية بعد قتال عنيف دار داخل الاراضي الليبية قرب "معبر الذهيبة" في ولاية "تطاوين" بالجنوب التونسي مع الثوار الذين تمكنوا من السيطرة على المنطقة". وتابع إن "الفارين الذين لم يحدد عددهم سلموا أسلحتهم الى الجيش التونسي الموجود في المعبر".
إعداد/خالد عويضة
ساحة النقاش