قصفت القوات الموالية للعقيد الليبي معمَّر القذافي مدينة الزنتان الأحد، وذلك في الوقت الذي اشتد فيه القتال بين القوات الحكومية وبين الثوار للسيطرة على مدينة البريقة النفطية.
فقد نقلت وكالة رويترز للأنباء عن سكان محليين تأكيدهم أن قوات القذافي قامت الأحد بقصف مدينة الزنتان الواقعة جنوب غربي العاصمة طرابلس.
معارك في البريقة
في غضون ذلك تواصلت المعارك بين قوات المعارضة وبين وقوات القذافي في البريقة، إذ تمكَّن الثوار من السيطرة على منطقة الجامعة الواقعة على مشارف المدينة...وكانت المعارك الضارية بين قوات القذافي والثوار قد استؤنفت السبت، إذ يسعى كلا الطرفين للسيطرة على المدينة.
كما استؤنف القتال بين الجانبين في أنحاء أخرى متفرقة من البلاد، إذ قصفت قوات القذافي طوال الليل مدينة مصراتة، ثالث أكبر المدن الليبية والمعقل الرئيسي للمتمردين في منطقة غربي البلاد.
وذكر شهود عيان أن شخصا واحدا على الأقل قُتل وأُصيب آخرون بجروح عندما قامت قوات القذافي بقصف أحد المباني في المدينة الأحد.
وكانت مصادر طبية في مصراتة قد قالت في وقت سابق إن أكثر من 160 شخصا لقوا حتفهم في المدينة جرَّاء القصف وأعمال القتال التي جرت خلال الأسبوع الماضي وحده.
ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن طبيب في المدينة، ويُدعي رمضان، قوله إن غالبية القتلى هم من المدنيين.
وأضاف رمضان أن المستشفى الذي يعمل فيه صغير جدا ولا تتوافر فيه الإمكانيات الضرورية اللازمة لعلاج المصابين والمرضى.
صواريخ جراد
وفي مدينة كتلة، جنوب غرب طرابلس، أطلقت القوات الموالية للقذافي العشرات من صواريخ جراد يومي الجمعة والسبت الماضيين، مما أسفر عن مقتل أكثر من 30 شخصا، وفقا لشهود عيان.
ونقلت وكالة فرانس برس للأنباء عن أحد سكان كتلة قوله إن "قوات القذافي أطلقت عشوائيا عشرات القذائف والصواريخ من نوع جراد على المدينة".
وأضاف: "لقد سقط أكثر من 30 قتيلا وعشرات الجرحى، وغادر العديد من الأسر المدينة. لكننا نواجه مشاكل في إجلاء كبار السن".
على صعيد آخر، أعلن المجلس الليبي الانتقالي المعارض من مدينة بنغازي عن تعيين فريق لإدارة الأزمة، والإشراف على المناطق التي يسيطر عليها الثوار في البلاد.
ويضم الفريق في عضويته اللواء الركن عبد الفتاح يونس العبيدي، وزير الداخلية الليبي السابق الذي انشق عن نظام القذافي وانضم إلى قوات المعارضة في منصب رئيس أركان القوات، بالإضافة إلى شخصيات معارضة بارزة أخرى.
في هذه الأثناء، وصلت إلى جزيرة صقلية الإيطالية ثلاث مقاتلات من طراز "غاس غريبن"، أرسلتها السويد للمشاركة في تنفيذ مهمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في ليبيا.
وستنضم إلى هذه المقاتلات خمس طائرات أخرى من نفس الطراز وطائرة من طراز "سي 130" من المقرر أن تغادر السويد الأحد.
وقد وافق البرلمان السويدي على إرسال هذه الطائرات للمشاركة في فرض الحظر الجوي على ليبيا، على ألا تشمل مهمتها تنفيذ أية غارات جوية.
13 قتيلا
وكان 13 شخصا قد قُتلوا في غارة نفذتها إحدى طائرات التحالف على قافلة سيارات تابعة للمعارضة في الطريق ما بين مدينتي إجدابيا والبريقة.
وقال أطباء من مستشفى في إجدابيا في مقابلة مع بي بي سي إن من بين القتلى ثلاثة من طلبة الطب.
وقال الناتو إنه يبحث في الواقعة، وإن كان من الصعب جدا التحقق من تفاصيلها...وذكرت الأنباء أن القصف الجوي تم بعدما أطلقت قوات المعارضة قذيفة مضادة للطائرات من المنطقة التي تم استهدافها.
وقد أقرَّت قيادة المعارضة بأن إطلاق الثوار النار في الهواء بسبب غياب التنظيم والضبط الميداني قد يكون تسبب بالفعل باستثارة قوات الناتو ودفعها للرد على مصدر النيران في الموقع المذكور يوم الجمعة الماضي.
"رسالة"
وقال مسؤول رفيع في الحكومة اليونانية لوكالة رويترز إن نائب وزير الخارجية الليبي عبد العاطي العبيدي وصل الى اثينا يوم الاحد كي يسلم رسالة من الزعيم الليبي معمر القذافي لرئيس الوزراء اليوناني.
وأضاف أن الحكومة الليبية "طلبت ارسال مبعوث يحمل رسالة الى رئيس الوزراء جورج باباندريو ولهذا حضر (المبعوث) الى اثينا."
وكان 13 شخصا قد قُتلوا في غارة نفذتها إحدى طائرات التحالف على قافلة سيارات تابعة للمعارضة في الطريق ما بين مدينتي إجدابيا والبريقة.
ساحة النقاش