الاستخبارات الأمريكية "تنشر عناصر في ليبيا"

أوردت صحيفة النيويورك تايمز الامريكية في عددها ليوم الاربعاء معلومات عن انتشار عناصر من وكالة المخابرات المركزية الامريكية في ليبيا للاتصال مع المسلحين المناهضين للعقيد معمر القذافي وارشاد ضربات الائتلاف.

وأكدت محطة التلفزيون "اي بي سي" من جهتها أن أوباما أعطى موافقته على تقديم مساعدة سرية للمعارضين الليبيين المسلحين، حسبما أوردت وكالة فرانس برس.

وأعاد البيت الأبيض التأكيد دون الرد مباشرة على هذه المعلومات، أنه لم يقرر بعد تقديم أسلحة للمعارضة الليبية التي تقاتل كتائب العقيد معمر القذافي.

وقالت الصحيفة الأمريكية إن عناصر المخابرات الأمريكية ينتشرون "في مجموعات صغيرة" منذ عدة أسابيع على الأرض في ليبيا بغرض إقامة علاقات مع المسلحين وتحديد أهداف العمليات العسكرية.

وأشارت كذلك إلى أن "عشرات العناصر من القوات الخاصة البريطانية وعناصر جهاز المخابرات الخارجية (ام آي 6) البريطاني يعملون في ليبيا" خصوصا من أجل جمع معلومات حول مواقع القوات الموالية للقذافي.

و ذكرت محطة "اي بي سي" من جهتها،أن أوباما وقع مذكرة سرية أعطى فيها موافقته على القيام بعمليات سرية من أجل "المساهمة في الجهد" بليبيا.

وأوضحت أن هذه المذكرة "تتضمن عددا من الطرق التي يمكن بموجبها مساعدة المعارضة الليبية وتسمح بتقديم المساعدة اعتبارا من الآن وتضع إطار النشاطات التي سيتم دعمها في المستقبل".

وأشارت المحطة مع ذلك إلى أن هذه الموافقة لا تسمح بتسليح المناهضين لحكم القذافي على الفور ولكن تحدثت عن إمكانية حصول هذا الأمر مستقبلا.

ومن ناحيته وفي رد على هذه المعلومات، رفض المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني بعد ظهر أمس "الادلاء باي تصريح حول مسائل الاستخبارات".

وقال في بيان "أكرر ما قاله الرئيس بالامس (الثلاثاء) بأن اي قرار لم يتخذ بعد لتسليح المعارضة أو اي طرف كان في ليبيا. نحن لا نستبعد ذلك ولكن لم نقرره بعد. إننا ندرس كل الامكانيات لمساعدة الليبيين".

جدل تسليح المعارضين

وعلى الصعيد الدولي يثور الجدل بشأن قضية تسليح المعارضة الليبية، فقد أعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أن حكومته لا تستبعد الفكرة لكنها لم تتخذ قرارا نهائيا في هذا الشأن.في المقابل صرح وزير الخارجية الروسي سرجي لافروف الأربعاء في موسكو ان قرار مجلس الأمن الدولى لا يخول الدول الكبرى بتسليح المعارضين.

كما اعلن متحدث باسم الخارجية الإيطالية رفض بلاده إرسال أسلحة إلى مقاتلي المعارضة.ولم تستبعد الحكومة الفرنسية تسليح المعارضين، وقال رئيس الوزراء ألان جوبيه في مؤتمر لندن أمس الثلاثاء إن فرنسا مستعدة لمناقشة الأمر.وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون انه بالرغم من وجود حظر على توريد الأسلحة لليبيا الا أن هذا الحظر لم يعد قائما بموجب قرار مجلس الأمن رقم 1973.

وصرح المتحدث باسم المجلس الوطني الانتقالي مصطفى غورياني لصحفيين في بنغازي قائلا انه "من السذاجة الاعتقاد بأن المعارضين لا يقومون بتسليح أنفسهم لمواجهة مستوى التسليح الذي تتحلى به قوات القذافي."ورفض المتحدث أن يؤكد أو ينفي أن تكون فرنسا هي مصدر التسليح، ولكنه قال ان "دولا صديقة تدعم الثوار".

 

قوات القذافي تستعيد السيطرة على البريقة... ونزوح من أجدابيا

أجدابيا، بنغازي - أ ف ب، رويترز - استعادت قوات العقيد معمر القذافي الأربعاء السيطرة على البريقة (شرق) وذلك بعيد ساعات من سيطرتها على رأس لانوف وإرغامها الثوار على التراجع شرقاً، بعدما كانوا تقدموا غرباً ووصلوا إلى مشارف سرت مسقط رأس القذافي. وجاء تقدم قوات العقيد القذافي شرقاً على رغم معلومات عن قيام طائرات التحالف الدولي بشن غارات جوية عليها قرب راس لانوف، في وقت سُجّل نزوح كبير من أجدابيا «بوابة» الشرق الليبي خشية أن يحاول القذافي استعادتها.

لكن وكالة «فرانس برس» التي نقلت نبأ سقوط البريقة عن «مصادر الثوار»، أشارت إلى أنه تعذّر عليها التأكد من صحة هذه المعلومة من مصدر آخر. إلا أنها نقلت عن مراسلين لها في أجدابيا، التي تبعد 80 كلم إلى الشرق من البريقة، أنهم سمعوا دوي قصف بعد ظهر الأربعاء.

وإذا تأكد سقوط البريقة بأيدي قوات القذافي، بعيد ساعات من استعادتهم السيطرة على راس لانوف، المصب النفطي الاستراتيجي، فإن هذا الأمر يُثبت أن قوات العقيد الليبي تتقدم بسرعة كبيرة نحو شرق البلاد حيث معقل المتمردين.

ومنذ مساء الثلثاء بدأ الكثير من سكان اجدابيا بالفرار منها، وبعد ظهر الأربعاء كانت شوارعها مقفرة في حين بدأ فندق المدينة الذي ينزل فيه صحافيون أجانب بالخلو بدوره من نزلائه.

وسيطرت قوات القذافي على راس لانوف صباح الأربعاء ما أدى إلى إصابة الثوار بحالات من الذعر والهلع بينما كانوا يحاولون التراجع نحو مدينة البريقة.

وتقع راس لانوف على بعد 370 كلم غرب بنغازي، معقل الثوار في شرق البلاد، وعلى بعد 60 كلم من مرفأ البريقة النفطي الذي سيطر عليه الثوار الأسبوع الماضي مستفيدين من الدعم غير المباشر الذي قدمته لهم قوات التحالف الدولي بقصفها قوات القذافي وفرضها حظراً جوياً على طائراته.

ونقلت الوكالة عن تاجر أربعيني متحدر من بنغازي شرحه ما حصل خلال فرار الثوار من راس لانوف: «التفوا (قوات القذافي) حول المدينة من الصحراء وأطلقوا النار على مركزنا للمراقبة، لم يكن بوسعنا القيام بأي شيء». ومع انتهاء التاجر من كلامه وصل أربعة مقاتلين أصغر سناً في سيارة مازدا مترهلة، وقال أحدهم «انتزعوا منا المصفاة. إنهم يتقدمون في سيارات بيك أب مليئة بالرجال، يتقدمون بسرعة كبيرة. إنهم يطلقون النار. لا تبقوا هنا!». ويحاول السائق جاهداً تشغيل المحرك ولكن يبدو أن البطارية تعطلت. يهرع الثلاثة الآخرون لدفع السيارة التي تنطلق في نهاية الأمر فيفرون في أقصى سرعة.

وعلى حافة الطريق يوقف مدنيون السيارات النادرة المتوجهة إلى راس لانوف ويشيرون لهم إلى أثر رصاصة أصابت صندوق سيارتهم الخلفي وينصحونهم بالعودة أدراجهم.

وبعد عشرين كلم تظهر نقطة تفتيش تسودها أجواء من الهلع فيهرول شبان ويحاولون وسط الصيحات تسلق البيك أب الذي يواصل سيره بالكاد متمهلاً.

ويقول نبيل محمد الثلاثيني وهو يضع نظارتين شمسيتين وينتعل حذاء رياضياً حاملاً بندقية كلاشنيكوف، انه يعتزم «العودة إلى بنغازي» على مسافة 320 كلم شرقاً، ويوضح «في المدن يمكننا أن نقاتل، يمكننا إيقافهم. لكن هنا في الصحراء، هذا أمر مستحيل، انهم ينزلون بنا مجازر قبل أن نلمحهم حتى لإطلاق النار عليهم».

ويعبر ثلاثة شبان ممددين على أغطية في مؤخر شاحنة، وأحدهم يضم إلى صدره مسدساً أوتوماتيكياً يبدو أشبه بلعبة بين يديه. ويقول حمد منصور (52 سنة) الذي قضى 14 سنة ضابطاً في الجيش النظامي الليبي قبل أن يتقاعد، إن كتائب القذافي «تلقت تعزيزات في سرت، وحتى في طرابلس. باتوا الآن مطمئنين. مضت ثلاثة أيام من دون شن غارات جوية عليهم لفتح الطريق لنا. لقد فهموا انهم طالما لا يخرجون في مدرعات ثقيلة، فإن الطائرات الفرنسية والبريطانية لن تهاجمهم. هذه هي النهاية بالنسبة لنا هنا، لم يعد بوسعنا الصمود».

ويضيف فيما يحضه رفاقه على الصعود في الشاحنة لمواصلة الفرار «القذافي بحاجة إلى وقود. لم يعد لديه أي وقود. راس لانوف، البريقة، المصبات النفطية، هذا ما يريدونه. وسيسيطرون عليها هذا المساء، وبعد ذلك سيتوقف... ربما».

في غضون ذلك، نقلت «فرانس برس» عن ناطق باسم الثوار وطبيب في مصراتة أن قوات القذافي قصفت الأربعاء مجدداً هذه المدينة الواقعة شرق طرابلس بالمدفعية والصواريخ، وذلك غداة هجوم دامٍ أسفر عن 18 قتيلاً.

وأعلن الناطق الذي رفض كشف هويته أن «مصراتة تعرضت مجدداً هذا الصباح لهجمات قوات القذافي التي أطلقت عشوائياً قذائف دبابات وصواريخ على قطاعات عدة في المدينة».

وأشار طبيب في مستشفى المدينة اتصلت به وكالة «فرانس برس» هاتفياً من بنغازي إلى أن «18 شخصاً قتلوا الثلثاء» في هجوم القوات الموالية، من بينهم أربعة ينتمون إلى الأسرة نفسها. وكان هذا الطبيب أكد الثلثاء أن قوات القذافي قتلت 142 شخصاً على الأقل وأصابت أكثر من 1400 بجروح بين 18 و28 آذار (مارس) في هجومها على مصراتة، ثالث أكبر المدن في ليبيا والتي تبعد 210 كلم شرق العاصمة.

وكان نظام القذافي أشار مساء الاثنين إلى انه وضع حداً لهجومه على الثوار في مصراتة حيث أعيد فرض «النظام»، وفق وزارة الخارجية الليبية من دون أن تحدد بوضوح ما إذا كانت القوات الموالية استعادت السيطرة على المدينة.

وأعلن الناطق باسم الثوار أن «النظام يكرر باستمرار أنه أوقف إطلاق النار على مصراتة، في الوقت الذي أصبحت هجماته الدموية أمراً يومياً». وأضاف «ندعو الأسرة الدولية إلى إيقاف المجزرة». وتابع «نحن ممتنون للتحالف وخصوصاً لفرنسا لتدخلها في ليبيا. مهمتهم هي حماية المدنيين، فليساعدونا إذاً».

وأشار إلى أن «الوضع الإنساني في المدينة يتدهور يوماً بعد يوم»، مضيفاً أن ما لا يقل عن أربعة آلاف أجنبي ينتظرون أن يتم إجلاؤهم من مرفأ مصراتة.

وزير الخارجية الليبي ينشق عن نظام القذافي

أكد ناطق باسم الخارجية البريطانية أن وزير الخارجية الليبي، موسى كوسا، وصل إلى مطار فارنبورو في الثلاثين من مارس/آذار، مشيراً إلى أنه أبلغ السلطات البريطانية بأنه استقال من منصبه، موضحاً أن السلطات تبحث معه هذا الموضوع.

وجاء انشقاق كوسا بعد يومين على زيارة قام بها إلى تونس، حيث نقلت تقارير سابقة بأن وزير الخارجية الليبي، أو أمين اللجنة الشعبية العامة للاتصال الخارجي والتعاون الدولي، موسى كوسا، توجه إلى العاصمة البريطانية الأربعاء عبر مطار جربة التونسي.

ونقلت مراسلة لوكالة الأنباء التونسية أن وزير الخارجية الليبي موسى كوسا غادر "على الساعة 13 من بعد ظهر اليوم الاربعاء مطار جربة مطار جربة جرجيس الدولي في اتجاه لندن على متن طائرة تابعة لشركة الخطوط الجوية السويسرية ."
 
واضافت الوكالة نقلاً عن مراسلتها "أن أمين اللجنة الشعبية العامة الليبي المكلف بالشؤون الأوروبية، عبد العاطي العبيدي، الذي كان يرافق موسى كوسا لدى دخوله الى الأراضي التونسية أول أمس الاثنين قد عاد اليوم الأربعاء الى الأراضي الليبية."

وبذلك ينضم كوسا إلى العديد من الدبلوماسيين ورجال السياسة الليبيين الذين تخلوا عن الزعيم معمر القذافي رفضاً لسياساته وأسلوبه في التعامل مع شعبه.

وفي اتصال أجرته CNN مع حكومة القذافي، ردت قائلة بعدم صحة انشقاق كوسا بحسب علمهم...وأشار المتحدث باسم الخارجية البريطانية إلى أن كوسا وصل بمحض إرادته.

واضاف أن منصب كوسا  يقتضي منه تمثيل ليبيا دولياً، وهو الأمر الذي لم يعد مستعداً للقيام به، مشيراً إلى تشجيع أولئك الذين يعملون في الدائرة المحيطة بالقذافي للتخلي عنه من أجل ليبيا أفضل وبما يسمح بتحول سياسي وإصلاح حقيقي يلبي رغبة الشعب الليبي.

وكانت بريطانيا قد أعلنت الأربعاء عن طردها لخمسة من الدبلوماسيين الليبيين نظراً لأنهم قد يشكلون تهديداً للأمن.

أمريكا: أي "خروج" محتمل للقذافي لن يمنع ملاحقته

فيما تباينت التقارير حول إجراء مفاوضات بين الزعيم الليبي معمر القذافي وقادة المعارضة، لضمان "خروج آمن" له ولأسرته من البلاد، مقابل تخليه عن السلطة، اعتبرت واشنطن أن أي "خروج" محتمل للقذافي، لن يعفيه أو أفراد عائلته، أو المسؤولين في نظامه، من ملاحقتهم على "الجرائم" التي ارتكبوها بحق الشعب الليبي.

وفيما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، بي جيه كراولي، إنه "ما من شيء يمنع السيد القذافي من أن يغادر خيمته، ويصعد إلى إحدى الطائرات، ويغادر ليبيا، ليسمح لشعبه بأن يكون لديهم غد أفضل مما يعيشونه اليوم"، فقد شدد على أن الولايات المتحدة تعتزم "وضعه ضمن قائمة المسؤولين" عما جرى في ليبيا.

وبعد قليل من إعلان أحد المعارضين لنظام القذافي، عن إجراء مفاوضات حول صفقة تضمن "خروج آمن" للقذافي وأسرته من ليبيا وعدم ملاحقتهم قضائياً، نفى معارضون آخرون أن تكون هناك أي مفاوضات بهذا الصدد، وهو ما بادرت الحكومة الليبية إلى نفيه أيضاً "جملةً وتفصيلاً."

وأكد أعضاء في "المجلس الوطني الانتقالي"، الذي شكلته المعارضة لإدارة المناطق الخاضعة لسيطرة "الثوار" شرقي الدولة العربية، في تصريحات للصحفيين الثلاثاء، أنه لم يتم إجراء مفاوضات من هذا النوع مع أي من مسؤولي نظام القذافي.

كما نفى المتحدث باسم المجلس الانتقالي، عبد الحافظ غوقا، صحة التقارير التي تحدثت عن تعهد المعارضة بعدم ملاحقة القذافي وأفراد أسرته، على "الجرائم" التي ارتكبوها بحق الشعب الليبي، إذا ما قرر التنحي عن السلطة، خلال الثلاثة أيام المقبلة.

وكان أحد معارضي القذافي قد ذكر في وقت سابق الثلاثاء، أن الزعيم الليبي يسعى للتوصل إلى اتفاق مع قيادات المعارضة، للتنحي عن منصبه بعد 42 عاماً في السلطة، شريطة تأمين خروجه آمنا وضمان عدم ملاحقته قضائياً أو أي من أفراد عائلته.

وفيما قالت أمل بوغيغس، من "إئتلاف 17 فبراير"، إن المعارضة تقدمت بعروض في المقابل تتضمن عدة شروط من بينها تنازل القذافي مباشرة عن السلطة، فقد بادرت الحكومية الليبية إلى نفي تلك "المزاعم"، ووصفت التقارير التي تحدثت عن إجراء مفاوضات مع المعارضة بأنها "مجرد أكاذيب."

تتزامن هذه التطورات على الساحة الداخلية في ليبيا، مع بدء حلف شمال الأطلسي "الناتو" عمليات مراقبة على مدار الساعة للأجواء الليبية، وتحذير الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، من أن العنف الذي تقوم الحكومة الليبية تجاه شعبها "أمر غير مقبول."

في المقابل، انتقد وزير الخارجية بحكومة القذافي، موسى كوسا، قادة الغرب، ووصف تحركاتهم بأنها "مؤامرة لتقسيم وتجزئة ليبيا."

يُذكر أن المعارضة الليبية أعلنت مطلع الأسبوع الجاري تشكيل ما أسمته "مجلس وطني انتقالي"، لإدارة شؤون المناطق الخاضعة لسيطرة "الثوار"، وتمثيل ليبيا أمام المجتمع الدولي، على أن يتخذ من مدينة بنغازي مقراً مؤقتاً له، لحين "تحرير" العاصمة طرابلس، التي تسيطر عليها القوات الموالية للقذافي.

وقرر المجلس، الذي يضم 31 عضواً يمثلون مختلف المناطق الليبية، في أول اجتماع له السبت، إعادة السفراء السابقين، الذين أعلنوا استقالاتهم وانشقاقهم عن نظام القذافي، حيث تم الاتصال بهم ومطالبتهم بالسعي للحصول على الاعتراف بالمجلس ممثلاً شرعياً للشعب الليبي.

وأكد القذافي تشبثه بالسلطة رغم دخول العنف أسبوعه الرابع، إلى أن بلغ حد "الحرب الأهلية"، حيث يصر على تحميل مسؤولية ما تشهده بلاده على تنظيم "القاعدة"، ومن أسماهم "مدمني المخدرات"، ودشن حملة عسكرية لإخماد المطالب الداعية إلى رحيله.

"مجلس وطني" للثوار يمهد للإطاحة بالقذافي

أعلنت المعارضة الليبية تشكيل ما أسمته "مجلس وطني انتقالي"، لإدارة شؤون المناطق الخاضعة لسيطرة "الثوار"، وتمثيل ليبيا أمام المجتمع الدولي، على أن يتخذ من مدينة بنغازي مقراً مؤقتاً له، لحين "تحرير" العاصمة طرابلس، التي تسيطر عليها القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي.

وقرر المجلس، الذي يضم 31 عضواً يمثلون مختلف المناطق الليبية، في أول اجتماع له السبت، إعادة السفراء السابقين، الذين أعلنوا استقالاتهم وانشقاقهم عن نظام القذافي، حيث تم الاتصال بهم ومطالبتهم بالسعي للحصول على الاعتراف بالمجلس ممثلاً شرعياً للشعب الليبي.

وقال المجلس إن مهامه الأساسية تتمثل في تمثيل ليبيا أمام المنظمات الدولية، وتحرير البلاد من حكم القذافي، وصياغة الدستور، وإجراء الانتخابات، كما أعلن عن تشكيل "مجلس عسكري"، لقيادة الثوار في معاركهم أمام القوات الموالية للقذافي.

تزامن الإعلان عن تشكيل المجلس الوطني، والذي جاء عبر محطة إذاعية تابعة للثوار المناوئين للقذافي، مع إعلان "الثوار" سيطرتهم على مدينتي "الزاوية"، القريبة من العاصمة طرابلس، و"رأس لانوف" الغنية بالنفط، بعدما تمكنوا من دحر القوات الموالية للقذافي من كلا المدينتين.

وتتجه ليبيا إلى مشارف "حرب أهلية"، وسط تصاعد حصيلة القتلى واستمرار العنف بين الكتائب الموالية للزعيم الليبي، معمر القذافي، ومناهضين له يتمسكون بمواصلة ثورتهم، حتى إسقاط النظام الحاكم منذ 42 عاماً.

واندلعت مواجهات عنيفة بين القوات المناهضة للقذافي والكتائب الموالية له في "الزاوية" السبت، حيث دخلت دبابتان تابعتان للجيش الليبي، إلى "ساحة الشهداء" في المدينة، بحسب شهود عيان، فيما سمع إطلاق نار كثيف يتردد في أنحاء المدينة لعدة ساعات، بجانب سقوط قذائف "هاون."

وأفاد شهود عيان بأن كتائب القذافي تراجعت إلى مواقعها السابقة على مشارف مدينة "الزاوية"، بعد المواجهات المسلحة بين الجانبين، وقال أحد الشهود إنه شاهد سكان المدينة يحملون جثث ثلاثة من المعارضين، الذين سقطوا خلال المواجهات، حيث كانوا في طريقهم لدفنهم.

وفي وقت سابق، تضاربت تقارير إزاء من يسيطر على "الزاوية" إثر إعلان الحكومة الليبية استرداد المدينة من "عناصر إرهابية مسلحة"، فيما قال شهود عيان أن المحتجين مازالوا يسيطرون على أجزاء من المدينة، التي شهدت مواجهات بين كتائب القذافي، و"الثوار" الجمعة، نجم عنها سقوط عدد من القتلى.

وكان ماجد الدرسي، الناطق باسم الحكومة الليبية، قد ذكر في تصريحات لـCNN، إنه "تم استعادة الزاوية وتحريرها، مضيفاً أن سكان المدينة، وقياداتها الشعبية، نجحوا في تأمينها واستعادة السيطرة عليها من "عناصر إرهابية مسلحة"، بحسب وصفه.

إلا أن شاهد عيان دحض تلك التصريحات وأكد أن المحتجين يسيطرون على أجزاء من المدينة، وتطوقها القوات الأمنية من ثلاث جوانب، وأشار المصدر، الذي رفض كشف هويته، إلى سقوط سبعة قتلى بين صفوف المحتجين، مقابل 20 من كتائب القذافي أثناء المعارك التي دارت بين الجانبين الجمعة.

كما أعلن الثوار السبت، أنهم تمكنوا من السيطرة على مدينة "رأس لانوف"، إحدى أكبر المناطق النفطية في ليبيا، بعد مواجهات عنيفة مع كتائب القذافي، استمرت منذ يوم الجمعة.

وقال معارضون إنهم أسقطوا طائرة مقاتلة تابعة للجيش الليبي، من طراز "سوخوي 24 MK"، والتي تحطمت في منطقة صحراوية قرب "رأس لانوف"، حيث انتشر حطامها على امتداد كيلومتر، كما تم العثور على جثتي طياريها مقطوعتي الرأس.

قوات القذافي تمنع النازحين من مغادرة طرابلس

تواصلت المواجهات بين المحتجين المناوئين للزعيم الليبي معمر القذافي، والقوات الموالية له، في مختلف أنحاء ليبيا الجمعة، وسط أنباء عن سقوط عشرات القتلى ومئات الجرحى، فيما أفادت تقارير دولية بأن عدد الفارين من أعمال العنف المندلعة في ليبيا، منذ منتصف الشهر الماضي، وصل إلى نحو 200 ألف لاجئ.

وأكدت مصادر في المعارضة الليبية وشهود عيان لـCNN أن كتائب عسكرية تابعة للقذافي هاجمت مدينة "الزاوية"، الواقعة شرقي البلاد، مما أسفر عن سقوط ما يزيد على 15 قتيلاً وأكثر من مائتي جريح، كما أشارت إلى اندلاع مواجهات في مدينة "رأس لانوف"، دون أن تتضح على الفور حصيلة الضحايا.

وحول المواجهات التي شهدتها طرابلس، أفادت المصادر بأن عشرات المصلين احتشدوا في مناطق وسط العاصمة بعد أداء صلاة الجمعة، وأفادت تقارير بأن هناك مؤشرات على أن القوات الموالية للقذافي استخدمت العنف في التصدي للمحتجين.

كما شهدت ضاحية "تاجوراء"، في العاصمة الليبية، مظاهرة حاشدة شارك فيها المئات من مناوئي الزعيم الليبي، وقالت تقارير إن المحتجين كانوا يعتزمون التوجه إلى "الساحة الخضراء"، وسط طرابلس، والتي يتجمع فيها عدد من أنصار القذافي.

ودفعت أعمال العنف بعشرات الآلاف، سواء من الليبيين أو العمال الأجانب، إلى الفرار باتجاه مصر وتونس المجاورتين، إلا أن الوضع على الحدود التونسية ينذر بـ"كارثة إنسانية"، مع استمرار تدفق النازحين من المناطق الغربية لليبيا.

وبدأت أعداد اللاجئين إلى تونس في التراجع وسط انتشار مكثف للقوات الموالية للقذافي على الحدود بين الدولتين، وكذلك على الطرق والمحاور الرئيسية المؤدية إلى تونس، وفق ما أكدت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، التابعة للأمم المتحدة، الجمعة.

وقالت المتحدثة باسم مفوضية اللاجئين، سيبيلا ويلكيس: "إن ما يقلقنا من هذا التواجد الكبير للقوات وتراجع أعداد اللاجئين، أن تكون هناك عمليات متعمدة لمنع الناس من المغادرة.

وعادةً ما يعبر نحو 15 ألف لاجئ الحدود بين ليبيا وتونس كل يوم، منذ اندلاع المواجهات، إلا أن العدد تراجع الخميس إلى نحو ألفين فقط.

وبحسب تقديرات المنظمة الدولية للهجرة، والتي تعمل المفوضية الأممية لشؤون اللاجئين، فإن العدد الإجمالي للذين تمكنوا من الفرار من أعمال العنف المندلعة في ليبيا، يقارب 200 ألف شخص.

وأبلغ عدد ممن عبروا الحدود الليبية مع تونس CNN، بأن القوات الموالية للقذافي قامت بمصادرة هواتفهم المحمولة والكاميرات التي كانت بحوزتهم، قبل السماح لهم بمغادرة طرابلس، كما بدت مشاعر الخوف وقد تملكت معظم هؤلاء النازحين.

ومعظم هؤلاء النازحين من المصريين، بالإضافة إلى عدد من مواطني دول آسيوية وأفريقية أخرى، من بينها بنغلاديش، وفيتنام، وتايلاند، ومالي، وغانا، والسودان.

وعلى الجانب الآخر من الحدود مع مصر، ما زال حوالي ثمانية آلاف من العمال الأجانب ينتظرون إجلاؤهم من مدينة بنغازي، من بينهم إريتريين، وإثيوبيين، وصوماليين، وفق ما ذكرت وكالة اللاجئين.

انسحاب الثوار تكتيكي والناتو يتسلم قيادة التحالف

قام الثوار المعارضون للقذافي الأربعاء بما وصفوه "بانسحاب تكتيكي" من مناطق كانوا قد سيطروا عليها سابقاً، وفقاً لما ذكره المتحدث باسم المعارضة في بنغازي، العقيد أحمد باني.

وقال باني إن الانسحاب جاء تحت وطأة القوة النارية الهائلة لقوات كتائب القذافي العسكرية، ودعا بالمقابل المجتمع الدولي إلى تسليح المعارضة، حيث طالب بمدافع ثقيلة ودبابات ومعدات اتصال ودعم لوجستي، مشيراً إلى أنهم مستعدون لتلقي قوات أجنبية لتدريب الثوار.

وأوضح أن الثوار انسحبوا من منطقة البريقة، موضحاً أن أجدابيا ستهيأ لتصبح نقطة دفاع استراتيجية في حال تواصل انسحاب الثوار شرقاً.

ونقلت صحيفة ليبيا اليوم عن قائد ميداني تأكيده أن انسحاب الثوار من بن جواد وراس لانوف تكتيكي، حتى يتم اخراج الاليات من وراء الكثبان والاشجار لتكون هدف واضح للطيران.

وأكد باني بوجود عناصر من الحرس الجمهوري التشادي تقاتل إلى جانب كتائب القذافي، مشيراً إلى وجود ما بين 3200 و3600 عنصر من المرتزقة من تشاد في ليبيا حالياً.

ورفض باني مزاعم مسؤولين عسكريين أمريكيين بوجود عناصر للقاعدة بين قوى الثوار والمعارضة، وقال: "ليس لدينا هذا النوع من التوجهات الأصولية ولن يتم استخدام أي عناصر من التنظيم."

واضاف إن المقاتلين الليبيين الذين ربما كانوا قد ارتبطوا بالقاعدة قطعوا صلاتهم بالقاعدة وهم يقاتلون الآن من أجل تحرير ليبيا.

وقال قادة المعارضة الليبية إن مقاتليهم يعملون من أجل استعادة الزخم في مواجهة الهجوم العنيف الذي تشنه كتائب القذافي.

وفي الأثناء مازالت قوات القذافي تحاصر مدينة مصراتة وتقصفها المدافع الثقيلة، فيما يواصل القناصة أعمال القتل داخل المدينة، غير أن كتائب القذافي لم تتمكن من السيطرة عليها.

من ناحية ثانية، ينتظر أن يتسلم حلف الناتو قيادة قوات التحالف المعارض للزعيم الليبي معمر القذافي، رسميا الخميس، حيث قال الأدميرال جيمس ستافريديس، قائد القوات العليا للتحالف في أوروبا، إن المنظمة بدأت بتولي المسؤولية في ليبيا.

وأضاف أن الناتو مجهز بصورة مناسبة لتنفيذ العمليات وهو يشكل توازناً بين الولايات المتحدة والتحالف.

وقال إن القوات المشتركة البحرية والجوية ستشارك، ولن تكون هناك قوات برية.

-ليبيا في الصُحُف العالمية-

الثوار: القذافي يستخدم تكتيك "الاغتصاب" للتخويف

تناولت الصحف العالمية مؤتمر لندن حول ليبيا الذي انعقد الثلاثاء حيث رجحت بريطانيا والولايات المتحدة احتمالات اللجوء لتسليح "الثوار" حال فشل ضربات التحالف الجوية في إجبار الزعيم الليبي، معمر القذافي على التنحي، ومخاوف من اختراق تنظيم القاعدة لصفوف "ثوار" ليبيا.

"والثوار" يزعمون لجوء القذافي إلى تكتيك "الإغتصاب" في الحرب القائمة لترويع مناهضيه، وإسرائيل تفضل بقاء الرئيس السوري، بشار الأسد، الذي يواجه أخطر احتجاجات منذ توليه السلطة عام 2000.

واشنطن تايمز (أمريكا)

عثر المتمردون الليبيون لدى الكتائب الموالية للقذافي على واقيات ذكرية وأقراص "فياغرا" زاعمين أن الكشف ديل على حملة "اغتصابات" يشنها الديكتاتور الليبي لترويع معارضيه من الرجال والنساء على حد سواء.

وتشهد المستشفيات زيادة في أعداد ضحايا الانتهاكات الجنسية منذ بدء انتفاضة 17 فبراير/شباط الفائت، وفق ما كشفت مقابلات أجرتها الصحيفة مع مصادر طبية ومن المتمردين.

وقال طبيب، رفض كشف هويته حرصاً على حياته، إن الواقيات و"الفياغرا" عثر عليها في ملابس جثث قتلى كتائب القذافي من قتلوا في المعارك أو تم أسرهم، وأن معظم ضحايا الانتهاكات الجنسية أشاروا بأصابع الاتهام إلى جنود النظام.

وقال شاهد عيان، من سكان بنغازي، إن تلك المقتنيات عثر عليها لدى جنود اعتقلوا الأسبوع الماضي بعدما تقدمت الكتائب الموالية للقذافي نحو مشارف المدينة الشرقية التي تعد المعقل القوي للمتمردين.

وقال: "تحدثوا للسكان عبر المايكروفون وطلبوا منهم إخراج النساء عاريات من المساكن لتفادي تعرضهم للقتل."

وردد سكان آخرون من العاصمة طرابلس وأجدابيا تلك المزاعم بعينها، علماً أن تابو "الخزي والعار" المرافق لجرائم الاغتصاب في المجتمع العري، جعلت من الصعوبة للمتمردين والجماعات الحقوقية تقديم تقديرات دقيقة  عن أعداد حوادث الاغتصاب.

 الغارديان (بريطانيا)

في ختام "مؤتمر لندن" تحدثت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، لأول مرة عن اعتقادها بان تسليح الجماعات الليبي المتمردة قانوني وفق القانون 1973 الصادر عن مجلس الأمن الدولي منذ أسبوعين الذي وفر الغطاء القانوني للضربات الجوية لشل القدرات العسكرية للكتائب الموالية للعقيد القذافي.

وجانب وزير الخارجية البريطاني، ويليام هيغ، رأي كلينتون بالإشارة إلى أن القرار الدولي أقر مشروعية "تقديم مساعدات للشعب من أجل الدفاع  عن أنفسهم في ظروف معينة".

المصدر: CNN -صُحُف عالمية - وكالات - رويترز
Khaled-now

((Yes we are here نَعم نحن هُنا))

  • Currently 25/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
7 تصويتات / 371 مشاهدة
نشرت فى 31 مارس 2011 بواسطة Khaled-now

ساحة النقاش

Yes we are here نَعم نحن هُنا

Khaled-now
نحن صفحة إخبارية تعمل على مدار الساعة تهتم باخبار العرب من المُحيط الى الخليج...فمرحباً بكل العرب.. تاريخ تأسيس الصفحة : 5 مارس 2011 مُديرالصفحة : خالد عويضة »

كل الأخبار

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

213,981

نَعم نحنُ هُنا















bloguez.com
widgets
تحويل التاريخ
ميلادي إلى هجري هجري إلى ميلادي
اليوم: الشهر: السنة

مقالات/ نَعم نحن هُنا

↑ Grab this Headline Animator

Email me
Khaled M Ewaida

إنشاء شارتك الخاصة

.......................
free counters










........................................