ثوار ليبيا يطلقون قناة تلفزيونية من الدوحة
تنطلق من الدوحة في الساعات القادمة قناة تلفزيونية ستكون لسان حال الثورة الليبية ضد نظام معمر القذافي، حسب ما اعلن القائمون عليها الثلاثاء.
واقيمت القناة، التي اطلق عليها اسم "ليبيا" بالتنسيق مع المجلس الوطني الانتقالي الذي يضم قوى المعارضة التي تسعى الى الاطاحة بالقذافي.
ويشرف على بث القناة "مجموعة من الخبرات الليبية من مختلف انحاء العالم وتضم التخصصات المختلفة بدعم من بعض الخبرات العربية" كما اوضح القائمون على المحطة في بيان.
وستبث القناة، "مجموعة من البرامج المختلفة التي تناقش مختلف القضايا حول احداث الثورة الليبية ونشرات اخبار تلاحق الاحداث والتطورات الليبية بالإضافة الى العربية والدولية."
وستبث عبر القمر الاصطناعي نايلسات.
أستاذ أمريكي: الأوضاع في ليبيا بدأت تميل إلى التوازن بين قوات القذافي والمعارضة بعد الغارات الغربية
قال أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة الأميريكية أدموند غريب في حديث لقناة "روسيا اليوم" في 29 مارس/آذار إن القوات الليبية الحكومية قد حققت سلسلة من النجاحات في الميدان، إلا أن الأمور بدأت تتجه نحو التوازن في القوى بين جيش القذافي والمعارضة بعد بدء الغارات الجوية الغربية على مواقف الجيش الليبي.
ووجد غريب من الطبيعي أن تثير هذه الضربات عواطف معادية للغرب عند الليبيين، مشيرا إلى أن العملية الغربية هي الشيء الضروري لدعم معارضي القذافي.
ولفت الأستاذ الأمريكي إلى أن التصريحات المعارضة لما يقوم به التحالف في ليبيا تأتي ليس فقط من روسيا والصين وبعض دول أفريقيا وأمريكا اللاتينية، بل وأيضا من عدد من القوى على الصعيد السياسي الداخلي.
الثوار يعتمدون على الحماس أكثر من الخبرة
حقق المعارضون المسلحون الليبيون نجاحا كبيرا في الأيام القليلة المنصرمة على قوات الزعيم الليبي معمر القذافي لكنهم يواجهون مهام صعبة ستظهر ما إذا كانوا قد بلغوا مداهم.
وكانت الغارات الجوية لقوات التحالف عاملا حاسما في تقدمهم عبر أكثر من 300 كيلومتر في الصحراء ليقفوا الآن على مسافة 80 كيلومترا من سرت معقل الموالين للقذافي.
وتحت وطأة الغارات الجوية صباح السبت، تقهقرت قوات القذافي بسرعة تاركة خلفها كل شيء من معدات، ودبابات محترقة، ومخازن ذخيرة، إلى حصص الجنود.
وفي يوم واحد تراجعت القوات أكثر من 250 كيلومترا وأصبح الخط الأمامي الآن بالقرب من بلدة بن جواد.
ويتقدم موكب المعارضين كيلومترا بعد كيلومتر وسط تبادل لإطلاق النار مع قوات القذافي، لكن يبدو أنه لا يمكنه تحقيق تقدم كبير آخر دون المزيد من الغارات الجوية.
وقد تتمكن قوات القذافي من الحصول على إمدادات وتعزيزات في سرت.
ويبدو أن المعارضين يعتمدون على الحماس أكثر من الخبرة. فيمتد موكب المركبات العسكرية والسيارات المدنية على مسافة أميال على الطريق الساحلي السريع الذي يحده البحر المتوسط من جانب والصحراء الممتدة من الجانب الآخر. ويتقدم المعارضون بشكل متقطع وغير منظم، وتظهر قلة خبرتهم.
وأمس الأول أصيبت طليعة الموكب في كمين على الطريق تم الرد عليه بإطلاق نار وصواريخ ومدافع آلية هزت الصحراء لفترة طويلة.
وفي وقت لاحق بعد الظهر طوقت قوات تابعة للقذافي خارجة من سرت مقدمة قوات المعارضين، فتراجع خط المواجهة بضعة كيلومترات.
والمعارضون الذين تحدثت معهم رويترز على خط المواجهة منهم محام، ومهندس، وعامل في مقهى، وطلاب، وعاطلون.
وقالوا إن معهم ضباطا محترفين لكن كان من الصعب إيجاد مركز قيادة، وقرارات التقدم يبدو أنها اتخذت بشكل جماعي من وحي اللحظة.
وتبقى المعنويات مرتفعة في بعض الأحيان عن طريق نشر أنباء بين المقاتلين بشكل غير رسمي عن معارك وهمية. وصباح الإثنين كان مقاتلون معارضون في الصفوف الخلفية في أجدابيا يحتفلون بسقوط سرت، ولم يكن هذا قد حدث.
وليس هناك نقص في الغذاء. فالشاحنات تجوب الطريق توزع الخبز والجبن والتمر والماء وسمك التونة المعلب.
لكن البنزين أصبح مشكلة مع نضوب الوقود في محطات البنزين التي تقع على مرمى البصر من مرافئ نفطية معطلة.
بينما يواصل المتمردون الليبيون تحقيق الانتصارات في مسيرتهم نحو سرت التي تعد أحد آخر الحواجز قبل العاصمة طرابلس، يخشى أن تكون القوات الخاصة الليبية لم تقل كلمتها الأخيرة بعد.
وأوضح مصدر قريب من الملف في باريس أن النظام الليبي ما زال يحتفظ بـ ''كتائب مدربة تدريبا جيدا، يمكنه استخدامها إما لشن هجمات مضادة على أهداف محددة، أو للانكفاء على طرابلس حيث يمكنها تشكيل خطوط دفاعية''.
وبين الوحدات الموالية للقذافي ''القادرة على القتال والجيدة القيادة والتنظيم والتجهيز'' الكتيبة الثانية والثلاثون التي يقودها خميس القذافي أحد أبناء ''قائد الثورة'' في ليبيا، ويقول المصدر إنها متاهبة ''للدفاع عن النظام حتى النهاية''.
سياسيا، أعلن المؤتمر الدولي المنعقد في لندن أمس رسميا إنشاء ''مجموعة اتصال'' سياسية حول ليبيا ستعقد اجتماعها المقبل في قطر، وذلك في بيانه الختامي الذي نشرته وزارة الخارجية البريطانية.
وقال البيان الختامي ''اتفق المشاركون في المؤتمر على إنشاء مجموعة اتصال حول ليبيا. ووافقت قطر على استضافة الاجتماع الأول للمجموعة في أقرب وقت ممكن''.
وقطر والأمارات هما الدولتان العربيتان الوحيدتان اللتان تشاركان في العمليات العسكرية في ليبيا. ومثل قطر في لندن رئيس وزرائها الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني.
وحدد مؤتمر لندن الذي شاركت فيه 40 دولة ومنظمة ثلاث مهام لمجموعة الاتصال هي: ''ضمان القيادة والتوجيه السياسي الإجمالي للجهود الدولية بتنسيق وثيق مع الأمم المتحدة، والاتحاد الإفريقي، والجامعة العربية، ومنظمة المؤتمر الإسلامي، والاتحاد الأوروبي، وتقديم منصة لتنسيق الرد الدولي على أزمة ليبيا، وتوفير مساحة مشتركة من ضمن المجتمع الدولي للاتصال بالأطراف الليبيين''.
قوات المجلس الانتقالي تواجه عقدة سرت و تراهن على قصف الناتو من الجو للزحف نحو العاصمة
واجهت قوات المعارضة الليبية صعوبة في التقدم نحو مدينة سرت لمواصلة الزحف نحو العاصمة طرابلس ومع كل ما حققه الثوار بدعم من الطيران الغربي الا ان عودتهم للمدن التي خرجوا منها جاء بدون المظاهر الاحتفالية المبالغ فيها في السابق ويخشون ان يكونوا وقعوا في مصيدة.
ووصفت 'واشنطن بوست' في تقرير لها حالة المقاتلين غير المنظمة حيث تقول ان لديهم الشجاعة والحماس وعدم خبرة قتالية. وجاء في تقرير مراسلها من بنغازي، قولها ان الجنود الذين انشقوا عن النظام وان حاولوا المساعدة لكن لم تكن لهم قيادة مركزية فيما قال مسؤولون في المجلس الانتقالي ان هناك صعوبة في تدريب مقاتلين اثناء الحرب.
وتقول الصحيفة انه في شرق ليبيا التي يسيطر عليها الثوار يقوم شبان ببنادق وبازياء عسكرية غير متناسقة بحراسة نقاط تفتيش اقاموها ـ ومسلحين بسكاكين فيما تتدلى من افواههم السجائر وتقول ان بعض المتطوعين يزدحمون في سيارات 'بيك أب' وينتقلون من مكان الى اخر حيث توجد المعارك وبعضهم يصل الجبهة بدون سلاح على امل ان يأخذ سلاحا من احد جنود القذافي و نقلت عن مصطفى عبدالجليل، رئيس المجلس الوطني ان عددا من الاجراءات تم اتخاذها من اجل مواجهة المشكلة وقال انه 'مع ضعف الالة العسكرية الثقيلة للقذافي فسيكون بمقدورنا الان التقدم' ومن الاجراءات تم تعيين قائد جديد للثوار عاد الى البلاد ولديه خبرة عسكرية لكن اهم ما يحتاجه الثوار هو العتاد والذخائر، ويقول عبدالجليل ان ممثلي المجلس في الخارج يقومون بالضغط على الحكومات الاجنبية بتوفير الدعم العسكري لهم.
الاجتماع المقبل 'لمجموعة الاتصال' في قطر.. والثوار يتراجعون الى بن جواد
مؤتمر لندن يدعو القذافي للرحيل
اتفق المجتمعون في المؤتمر الدولي بشأن ليبيا، الذي عقد في لندن امس الثلاثاء، على فقدان الزعيم الليبي معمّر القذافي ونظامه للشرعية، وعلى محاسبتهما على 'أفعالهما'، ولكنهم لم يناقشوا مسألة تسليح المعارضة الليبية.
وأوجز وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ، في ختام المؤتمر الذي ترأسه، النقاط التي اتفق عليها المجتمعون، بأن المشاركين جدّدوا الالتزام بتطبيق قرارات مجلس الأمن بشأن ليبيا بشكل كامل، واعتبروا أن القذافي ونظامه فقدا الشرعية بشكل كامل 'وسيحاسبان على افعالهما'.
وأشار إلى ان المجتمعين اتفقوا على فرض القيود والعقوبات على النظام الليبي والعمل على منع الإمدادات بالمرتزقة وعملياتهم، كما اتفقوا على النظر في إمكانية السعي في الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية، إلى فرض مزيد من العقوبات على نظام القذافي.
وأضاف هيغ ان هدف هذه العقوبات بعث برسالة واضحة إلى القذافي بأنه لا يمكن أن يهاجم المدنيين وينجو بفعلته.
واشار إلى أنه يجري تشكيل مجموعة اتصال بشأن ليبيا لتنسيق الدعم الدولي للشعب الليبي، لافتاً إلى ان اول اجتماع للمجموعة ستترأسه قطر 'في اقرب وقت ممكن'.
ولفت إلى انه لم يجر في المؤتمر مناقشة مسألة تسليح المعارضة الليبية، معربا عن اعتقاده بأن حظر السلاح المفروض من قبل الأمم المتحدة على ليبيا 'ينطبق على كل البلاد في اعتقادنا'. واعلن وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني انه تم التوصل في مؤتمر لندن لمجموعة الاتصال حول ليبيا الثلاثاء الى اتفاق 'بالإجماع' على ان العقيد معمر 'القذافي يجب ان يغادر البلد'.
وقرر المؤتمر أن يكون لقاؤهم التالي في قطر، التي تشارك إلى جانب عدد من الدول العربية والإسلامية الأخرى من بينها تركيا والإمارات العربية المتحدة والأردن والمغرب، إضافة إلى الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية.
بدورها، أعلنت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون بعد انتهاء المؤتمر إنه لم يتخذ أي قرار بشأن تسليح المعارضة الليبية، لافتة إلى أن مزيداً من العقوبات ستفرض على الأشخاص المرتبطين بنظام القذافي، وستساعد قطر في بيع النفط الليبي من قبل زعماء المعارضة الليبية وفقاً للقانون الدولي.
ودعا رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم آل ثاني القذافي إلى الاستقالة من منصبه لوقف الحرب التي تشهدها ليبيا. وقال بن جاسم 'ندعو القذافي للرحيل'، مضيفا 'أعتقد أن هذا هو الحل الوحيد لمعالجة هذه المشكلة بأسرع ما يمكن، ونحن لا نرى اي مؤشر على ذلك الآن'.
وأضاف 'لكن هذا العرض الذي نقدمه الآن ربما لا يظل على الطاولة بعد أيام عدة، أنا لا أحذر اي شخص لكن أحاول ان أوقف نزف الدم'.
وكان أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون قال امس إنه سيقود تنسيق الجهود الدولية لرسم مستقبل ليبيا، مبدياً استعداد المنظمة الدولية لمساعدة الشعب الليبي في الانتقال إلى الديمقراطية. وقد أكد رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون في المؤتمر وحدة المجتمعين، تجاه مساعدة الشعب الليبي في محنته، مجدداً الالتزام بتنفيذ قراري مجلس الامن الدولي المتعلقين بهذه الازمة.
وانطلق المؤتمر الدولي امس لبحث الأوضاع في ليبيا بمشاركة أكثر من 35 دولة، وحضور الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الخاص عبد الإله الخطيب الذي يتوقع أن يتوجه إلى ليبيا قريباً.
بدورها، قالت وزيرة الخارجية الأمريكية في المؤتمر إنه يجب مواصلة العملية العسكرية لقوات التحالف في ليبيا إلى حين 'وقف (القذافي) لهجماته على المدنيين وتراجع قواته من الأماكن التي دخلوها بالقوة، والسماح للخدمات الأساسية والمساعدة الانسانية بالوصول إلى كل الليبيين'. وأضافت 'علينا ان نواصل جميعاً الضغط وتعميق عزلة نظام القذافي عبر سبل أخرى ايضاً'.
والتقت كلينتون على هامش المؤتمر في لندن بمحمود جبريل مسؤول الشؤون الدولية في المجلس الوطني الانتقالي الذي يمثل المعارضة الليبية.
وهو ثاني لقاء بين كلينتون وجبريل منذ اجتماعهما الاول في 15 آذار مارس في باريس.
وقد أوفدت غالبية الدول المشاركة في المؤتمر وزراء خارجيتها ومن بينهم وزير خارجية فرنسا الان جوبيه والمانيا غيدو فيسترفيلي.
من جهة اخرى قال دبلوماسيون امس الثلاثاء إن حلف شمال الأطلسي (الناتو) سيتولى قيادة العمليات العسكرية الدولية في ليبيا رسميا اليوم الأربعاء الا أنهم أشاروا إلى أن عملية التسلم قد لا تكتمل قبل نهاية الأسبوع الجاري.
وقال اندرس فوج راسموسين الأمين العام للحلف الأحد إن التحالف العسكري سيتولى كافة العمليات العسكرية في ليبيا الممنوح بها تفويض من الأمم المتحدة بما في ذلك الضربات الجوية التي تستهدف حماية المدنيين 'بشكل فوري'.
لكن أحد الدبلوماسيين أقر بأن إجراءات تسليم قيادة العمليات للناتو لا تزال جارية وأن التحالف الدولي الذي يقود التحرك حتى الآن وفي طليعته الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا لا يزال فعليا هو المسؤول عن العمليات.
وطالبت الحكومة الروسية حلف شمال الأطلسي (ناتو) بالالتزام بمضمون قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1973 الداعي إلى فرض حظر جوي فوق ليبيا واتخاذ 'كل التدابير اللازمة' لحماية المدنيين الليبيين.
جاء ذلك على لسان دميتري روجوزين المندوب الروسي الدائم لدى حلف الناتو امس الثلاثاء في بروكسل أمام مجموعة من الصحافيين.
وأضاف روجوزين أن حلف الناتو يتحمل المسؤولية الآن عن تنفيذ بنود القرار الأممي ومن المهم 'ألا يضع الحلف 'تفسيرا إبداعيا لبنود القرار'.
من ناحيته قال وزير الدفاع التركي وجدي غونيل امس الثلاثاء ان تركيا لن تذهب إلى حرب في ليبيا.
ونقلت وكالة أنباء الأناضول عن غونيل قوله أمام صحافيين في البرلمان التركي ان بلاده ستخوض مهمة مراقبة في ظل قيادة الناتو في ليبيا، ولن تخوض حرباً هناك.
وأوضح ان ست سفن ستقوم بالمهمة ولن يتم نشر مشاة، وأضاف 'مهمتنا واضحة وازمير (إقليم غرب تركيا) ستكون مركز المراقبة وليست قاعدة'.
وتبنّى البرلمان التركي الخميس الماضي اقتراحاً تقدمت به الحكومة بإرسال قوات للمساهمة في المهمة الدولية في ليبيا، في ظل الاضطرابات الحاصلة في هذا البلد ومواصلة قوات التحالف الدولي العملية العسكرية ضد قوات الزعيم الليبي معمّر القذافي.
الى ذلك قال الاميرال جيمس ستافريدس القائد الاعلى لقوات حلف شمال الاطلسي في اوروبا وقائد القيادة الاوروبية للقوات الامريكية امس الثلاثاء إن معلومات المخابرات الواردة من داخل المعارضة المسلحة التي تقاتل قوات الزعيم الليبي معمر القذافي اظهرت 'دلائل' على وجود تنظيم القاعدة او جماعة حزب الله الا انه لم تتضح بعد صورة تفصيلية للمعارضة الليبية الناشئة.
وقال ستافريدس في افادة امام مجلس الشيوخ الامريكي 'ندرس بعناية بالغة المحتوى والبنية والشخصيات من قادة هذه القوات المعارضة'.
على الصعيد الميداني قال شاهد من رويترز إن قوات الزعيم الليبي معمر القذافي هاجمت معارضين بوابل من نيران الاسلحة الآلية والصواريخ امس الثلاثاء مما أدى إلى تقهقرهم بشكل فوضوي مذعور إلى بلدة بن جواد.
ومع بدء الهجوم قفز معارضون وراء كثبان رملية لرد اطلاق النيران ولكنهم استسلموا بعد بضع دقائق وقفزوا في شاحناتهم الصغيرة وقادوها مسرعين صوب بن جواد الواقعة على بعد نحو 150 كيلومترا شرقي سرت مسقط رأس القذافي.
وقال مراسل رويترز الذي اتبع خطى قافلة المعارضين إن الرصاص لاحقهم وسقطت القذائف قرب الطريق أثناء تقهقرهم.
وبدا ان قوات القذافي أنهت هجومها على مسافة بضعة كيلومترات غربي بن جواد وتوقف المعارضون في البلدة للانتظار وتنظيم صفوفهم.
وقال معارضون في مدينة مصراتة التي تقع في غرب ليبيا إنهم تعرضوا للهجوم من جديد امس الثلاثاء على أيدي قوات الزعيم الليبي معمر القذافي وناشدوا الحكومات المجتمعة في لندن امس أن تساعدهم.
وسمع دوي انفجارين قويين بعد ظهر الثلاثاء في منطقة باب العزيزية حيث يقيم العقيد معمر القذافي في طرابلس، وسبعة انفجارات اخرى في تاجوراء في الضاحية الشرقية للعاصمة، كما افاد صحافي في وكالة فرانس برس وشهود.
وسمع دوي الانفجار الاول نحو الساعة 16:30 تغ اتبع بانفجار ثان بعد ثلاث دقائق في باب العزيزية حيث سمعت صفارات سيارات الاسعاف.
كما سمع دوي سبعة انفجارات قوية في تاجوراء التي تستهدفها غارات التحالف الدولي بوتيرة شبه يومية. وافاد شاهد بان عددا من القنابل استهدف موقعا عسكريا للرادارات في الحي. وقال آخر انه رأى الدخان والسنة اللهب تتصاعد من المكان.
البنك الإسلامي للتنمية يقدم 500 ألف دولار للمتضررين في ليبيا
الرياض ـ يو بي آي: أعلن رئيس البنك الإسلامي للتنمية الدكتور أحمد محمد علي امس الثلاثاء أن مجلس المديرين التنفيذيين للبنك أجاز منحة بمبلغ 500 ألف دولار أمريكي تقدم مساعدة طارئة على شكل أدوية ومعدات طبية للمتضررين من الأحداث التي تشهدها ليبيا في الوقت الحاضر.
وقال البنك، الذي يتخذ من جدة غرب السعودية مقرا له في بيان له امس الثلاثاء، ان بعثة من البنك الإسلامي للتنمية ستتوجه إلى مصر للتنسيق مع الهلال الأحمر المصري لإيصال تلك المساعدات للمتضررين في ليبيا.
وكان البنك الإسلامي للتنمية قد قدم الشهر الماضي مساعدة طبية بمبلغ 200 ألف دولار أمريكي للمتضررين من الأحداث في ليبيا تم إيصالها للمتضررين عن طريق الهلال الأحمر المصري.
أكثر من 250 مهاجرا يفرون من ليبيا إلى مالطا
فاليتا ـ د ب أ: تحرك قارب تابع لخفر السواحل المالطي امس الثلاثاء لإنقاذ ما يزيد على 250 مهاجرا ضلوا الطريق في عرض البحر وهم على متن قارب أقلهم من ليبيا.
وقال متحدث باسم الجيش المالطي إن المهاجرين معظمهم من إريتريا والصومال، ويبدو أن مركبهم تعرض لعطل في المحرك ومن المقرر سحبه إلى مالطا.
ووصل 530 مهاجرا إلى الجزيرة الاثنين على متن قاربين منفصلين، كانا أبحرا من ليبيا التي يمزقها الصراع.
وقالت ميليسا فليمنج المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، في جنيف امس الثلاثاء إن المفوضية تبحث خططا مع السلطات الإيطالية والمالطية وكذا الصليب الأحمر حول كيفية التعامل مع التدفق المحتمل للأشخاص الفارين من ليبيا.
وكان ما يزيد على 450 مهاجرا- معظمهم من إريتريا والصومال - وصلوا شواطئ صقلية في وقت سابق امس الثلاثاء.
انفجارات قوية تهز طرابلس وضواحيها وثوار مصراتة يطالبون الغرب «النجدة»
طرابلس ـ ا ف ب: سمع دوي انفجارين قويين بعد ظهر امس الثلاثاء في منطقة باب العزيزية حيث يقيم العقيد معمر القذافي في طرابلس، كما افاد صحافي في وكالة فرانس برس.
وسمع دوي الانفجار الاول نحو الساعة 16,30 تغ اتبع بانفجار ثان بعد ثلاث دقائق.
وسبق دوي الانفجارين تحليق طائرات في اجواء العاصمة، التي تتعرض لغارات تشنها قوات الائتلاف الدولي منذ بدء التدخل العسكري في ليبيا في التاسع عشر من اذار/مارس.
الحقائق الغائبة في ليبيا القذافي
ركز معظم المتحدثين في اجتماع لندن حول ليبيا امس على ضرورة تنحي الزعيم الليبي معمر القذافي عن الحكم والمغادرة الى ملاذ آمن في الخارج، ولكن ما يجري على الارض من معارك بين الثوار المدعومين من حزب الناتو وغطائه الجوي وبين القوات الحكومية الموالية يوحي بعكس ذلك تماما.
الموقف على جبهات القتال يتسم بالغموض، وغالبا تأتي التقارير الاخبارية من جانب واحد، اي وسائل الاعلام الغربية وبعض مراسلي القنوات العربية التلفزيونية، لان الاعلام الليبي الرسمي ضعيف وغير مهني ويفتقد للمصداقية والموضوعية، واقرب الى البروباغاندا الدعائية.
طائرات التحالف تشن غارات يومية على اهداف ليبية رسمية، بعضها استهدف مدينة سبها في اقصى الجنوب، وبعضها الآخر مدينة طرابلس حيث سمعت اصوات انفجارات، ومن الصعب التعرف على طبيعة هذه الاهداف، وما اذا كانت قد تسببت في مقتل مدنيين ابرياء، وهؤلاء ليبيون ايضا في كل الاحوال.
وكالات الانباء الغربية افادت امس بان قوات العقيد القذافي استعادت مدينة بن جواد، ومواقع اخرى قريبة منها استولى عليها الثوار في هجوم معاكس شنته ليلة امس الاول، كما انها، اي قوات كتائب القذافي تواصل دفاعها عن مكاسبها الميدانية في مدينة مصراتة، مما يعني اننا امام صراع طويل ودموي، وان النهاية ليست قريبة مثلما يعتقد بعض المتفائلين برحيل سريع للزعيم الليبي.
وربما هذا هو السبب، اي مواصلة كتائب القذافي المعارك بشراسة، الذي دفع الرئيس الامريكي باراك اوباما الى التأكيد، في خطابه الذي القاه بالامس على خطأ اطاحة نظام الزعيم الليبي بالقوة، والتشديد على ان بلاده لن ترسل قوات برية لتحقيق مثل هذا الهدف.
صحيح ان قرار مجلس الامن الدولي بشأن ليبيا لا يعطي تفويضا صريحا بتغيير النظام الليبي، وازالة زعيمه من السلطة بالقوة، ولكن السر الذي بات معروفا للجميع ان التحالف الغربي المساند للثوار الليبيين يضع هذا الهدف، اي اطاحة النظام، نصب عينيه، ويعمل من اجل تحقيقه بكل الوسائل الممكنة، مضافا الى ذلك ان دولا عديدة بدأت تعترف بالمجلس الوطني الانتقالي كممثل شرعي ووحيد لليبيا، وتترجم هذا الاعتراف باقامة علاقات دبلوماسية وفتح سفارات او ممثليات لها في مدينة بنغازي.
ومن اللافت انه بعد 42 يوما من اندلاع الثورة في ليبيا، ما زالت العاصمة الليبية طرابلس في قبضة العقيد معمر القذافي وكتائبه، علاوة على مدن اخرى رئيسية مثل الزاوية وسبها وسرت والجبل الغربي، ومن الملاحظ ايضا اننا لم نسمع في الفترة الاخيرة حدوث اي انشقاقات في معسكر الزعيم الليبي، او لجوء كتائب من الجيش الى الثوار مثلما كان عليه الحال في بداية الثورة، او مثلما يحدث حاليا في يمن الرئيس علي عبدالله صالح.
فمنذ انشقاق شخصيات ليبية بارزة مثل مصطفى عبد الجليل وزير العدل (رئيس المجلس الانتقالي حاليا) وعبد الفتاح يونس وزير الداخلية، وسفراء عديدين بينهم السيد عبدالرحمن شلقم وزير الخارجية السابق، لم نسمع ان وزيرا بارزا انضم الى الثوار، بمن في ذلك عبد العاطي العبيدي ابن قبيلة العبيدات الشهيرة المتمركزة في المنطقة الشرقية، او السادة محمد الزوي، موسى كوسا، عبد المجيد القعود، عبد الفتاح غانم، عبد السلام التريكي، البغدادي المحمودي وغيرهم من الوزراء ورؤساء الوزراء الحاليين والسابقين.
هناك من يبرر عدم حدوث هذه الاستقالات بالقول بانهم قد يكونون محتجزين في قاعدة العزيزية وممنوعا عليهم المغادرة، ولكن بعض هؤلاء غادر ليبيا فعلا في مهام رسمية وعاد الى طرابلس ومارس مهامه، ولو كان يفكر فعلا في الانشقاق لفعل.
نحن نطرح هذه التساؤلات من قبيل البحث عن المعرفة، ومحاولة رسم صورة اقرب الى الدقة عما يحدث في ليبيا في ظل الكم الهائل من المعلومات غير الدقيقة التي تبثها بعض وسائل الاعلام الغربية الامر الذي ادى الى بلبلة القارئ او المشاهد، وفقدان جانب كبير من ثقته بوسائل الاعلام.
العقيد معمر القذافي لن يغادر السلطة بسهولة وفق ما يتمنى خصومه، وهو على اي حال دون اي اصدقاء، كما ان طائرات حلف الناتو وبعد ما يقرب من اسبوعين من القصف لن تجد اهدافا تقصفها في الايام المقبلة، لان امكانيات النظام العسكرية محدودة للغاية، الامر الذي يدفعنا الى القول بان الطريقة الوحيدة لاطاحة نظام القذافي تتمثل في ارسال قوات نظامية ارضية غربية لانجاز هذه المهمة لان تدريب قوات الثوار وتسليحها من قبل الناتو يحتاج الى وقت طويل للوصول الى الجهوزية المطلوبة في هذا الصدد.اننا وباختصار شديد امام حرب دموية قد تطول لاشهر، ان لم يكن سنوات، وكل المؤشرات المتوفرة حاليا تصب في مصلحة التقسيم، اي ليبيا شرقية واخرى غربية، الاولى غنية تجلس على احتياطات نفطية هائلة، والثانية غربية فقيرة معدمة محاصرة ومنبوذة دوليا، تماما على غرار ما حدث في كوريا.
الغرب يريد النفط، ويبدو انه قد حصل عليه بعد ان نجح في انتزاعه من القذافي بعد طرد قواته من بنغازي وراس لانوف والبريقة، ولا نعتقد انه يرغب في تعريض حياة جنوده من اجل اطاحة نظام القذافي، والارجح انه سيترك حتى يضعف ويسقط مثل الثمرة المتعفنة في نهاية المطاف.
ساحة النقاش