قوات المعارضة تصطدم بكتائب القذافي عند الوادي الأحمر
واصل الثوار الليبيون تقدمهم الاثنين غرباً، باتجاه مدينة سرت، مسقط رأس الرئيس الليبي معمر القذافي، غير أنهم اضطروا للتباطؤ بعدما واجهوا كتائب القذافي في منطقة الوادي الأحمر، على مسافة 30 كيلومتراً إلى الشرق من سرت، حيث تتبادل القوات القصف المدفعي.
وفي حال تجاوز الثوار مدينة سرت، التي ذكرت تقارير سابقة أن الثوار قد احتلوها، وسط احتفالات في مدينة بنغازي، معقل المعارضة الليبية، فسوف تكون انتصاراً رمزياً لهم، خصوصاً وأنهم سيطروا على عدة مدن في الشرق، بعد معارك أجدابيا.
وكانت قوات المعارضة قد استولت على مدن البريقة وراس لانوف وبن جواد والعقيلة وأخيراً النوفلية حيث بدأت معركة عنيفة مع قوات القذافي خارج المدينة، وعلى أبواب الوادي الأحمر، حيث تتمركز قوات الساعدي القذافي، التي تعد أكبر الكتائب الأمنية وفقاً لما ذكرته صحيفة المعارضة الليبية، "برنيق."
وأضافت الصحيفة "أن كتيبة الصاعقة والثوار يمشطون الطريق المؤدية إلى سرت وذلك بعد زرعها بالألغام والكمائن من قبل الكتائب الأمنية"، حيث الثوار "الزحف نحو سرت بسرعة حتى لا يعطوا فرصة لالتقاط الأنفاس من قبل الكتائب."
ويعتقد الثوار أن معركة سرت ربما تكون الأكثر دموية وقسوة في طريقهم إلى مصراتة ومن ثم طرابلس.
من ناحية ثانية، قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إن انتقال قيادة العملية في ليبيا إلى حلف الناتو لا يتعارض مع قرار مجلس الأمن، منوهاً إلى أن القرار يجب استخدامه بهدف واحد هو حماية المدنيين، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء الروسية "نوفوستي."
ونقلت نوفوستي عن لافروف قوله، في ختام مباحثاته مع نظيره القرغيزي روسلان كازاكبيكوف، إن "الصلاحيات المذكورة في القرار قد تستخدم لغرض واحد فقط، هو حماية المدنيين.. يجب التوصل إلى اتفاق، مما يقتضي الوقف الفوري لإطلاق النار. دعت روسيا إلى ذلك قبل تبني قرار رقم 1973."
وكان لافروف قد قال في وقت سابق إن "تدخل التحالف الغربي في الحرب الأهلية في ليبيا يتعارض مع قرار مجلس الأمن الدولي."
وأضاف الوزير الروسي قائلاً: "نتلقى أخبارا عن شن قوات التحالف غارات على قوات معمر القذافي ودعم المتمردين المسلحين. يوجد هناك تناقض صريح، حيث نعتبر أن تدخل التحالف في حرب أهلية داخلية يتعارض في جوهر الأمر مع قرار مجلس الأمن الدولي."
ليبيا تُفرج عن "مغتصبة" وتوقف ابن مسؤول كبير
قال الناطق الرسمي باسم الحكومة الليبية، موسى إبراهيم، إن السلطات أفرجت عن إيمان العبيدي، التي وصلت قصتها إلى العالم بعد أن اقتحمت بهو فندق مخصص للصحفيين الأجانب لتقول إنها تعرضت للاغتصاب من عناصر أمنية تتبع نظام العقيد معمر القذافي، مضيفاً أنه قد جرى توقيف أربعة أشخاص على ذمة القضية، بينهم نجل مسؤول كبير.
وقال إبراهيم، في المؤتمر الصحفي شبه اليومي الذي يعقده في طرابلس حول قضية العبيدي: "لقد أفرجنا عنها، هناك أربعة موقوفين، وهم لا يمثلون إلا أنفسهم، وبينهم نجل أحد المسؤولين الكبار.. نحن نعتبر الأمر قضية جنائية."
وتابع إبراهيم بالقول إن التحقيقات مع الموقفين جارية، مشيراً إلى أن لديهم "كامل الحقوق القانونية كما السيدة العبيدي التي تنتمي إلى قبيلة كبيرة ولديها الكثير من المعارف."
وأضاف: "لقد عرضنا على عائلة العبيدي إمكانية مقابلة صحفيين، القضية هي جنائية وجريمة شرف، وهي أخطأت بذكر أسماء أمام الجميع لأن الموضوع خطير جداً ويتعلق بالقيم."
وكانت العبيدي قد دخلت الجمعة إلى ردهة الفندق في طرابلس، وصرخت أمام الجميع بأنها من مدينة بنغازي وقد تعرضت للاغتصاب الجماعي من قبل عناصر أمنية، وحاولت عرض قصتها قبل أن يطوقها مسؤولون ويقتادونها إلى الخارج بالقوة.
وقال مراسل CNN إن الرضوض والخدوش كانت تعلو وجه المرأة بوضوح، كما غطت الخدوش قدميها، أما مظهرها الخارجي وملابسها فتدل على أنها في منتصف العمر تقريبا، وتنتمي إلى الطبقة المتوسطة.
ولفت مراسل CNN إلى أن الموظفين الحكوميين الليبيين المكلفين مرافقة الصحفيين الأجانب سارعوا إلى محاولة اعتقال المرأة التي بدأت تصرخ وتقاومهم قائلة إنها تريد من الصحفيين رؤية "وحشية نظام القذافي" بأنفسهم.
وقام أحد عمال الفندق بسحب سكين بوجه المرأة، وصرخ قائلاً "خائنة،" بينما قام موظف يفترض أنه يرافق الصحفيين بسحب مسدسه، في حين هاجم موظفون آخرون الصحفيين الأجانب ودفعوهم إلى الأرض، محاولين سلب أجهزتهم، وقد قاموا بمصادرة كاميرا CNN وحطموها.
ومن ثم، عمد الموظفون إلى وضع كيس بلاستيك على رأس المرأة وسحبوها خارج بهو الفندق، وقالوا للجميع إنها مجنونة ويجب أن تؤخذ إلى المستشفى للعلاج، بينما واصلت هي الصراخ قائلة إنهم سيأخذونها إلى السجن.
قطر.. أول دولة عربية تعترف بالمجلس الانتقالي الليبي
اعترفت قطر، الاثنين، بالمجلس الوطني الانتقالي الليبي ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب الليبي، لتكون بذلك الدولة الخليجية التي تشارك قوات التحالف في عملياته ضد نظام الزعيم الليبي، معمر القذافي، أول دولة عربية تعترف بالمجلس والثانية بعد فرنسا.
ونقلت وكالة الأنباء القطرية "قنا" عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية أن "الاعتراف يأتي عن قناعة بأن المجلس قد أصبح عمليا ممثلا لليبيا وشعبها الشقيق بما يضم من ممثلين لمختلف المناطق الليبية وبما يحظى به من قبول لدى الشعب الليبي."
وتشارك قطر بأربع طائرات ميراج 2000-9، إلى جانب معدات وتجهيزات أخرى، مثل أسطوانات الغاز ومولدات كهربائية، بجانب دولة خليجية أخرى هي الإمارات التي انضمت لقوات التحالف بـ12 طائرة مقاتلة منها ست مقاتلات من طراز "إف- 16"، وعدد مماثل من طائرات "ميراج"، لتنفيذ القرار الدولي رقم 1973، بفرض منطقة حظر طيران فوق ليبيا وحماية المدنيين الليبيين.
يُشار إلى أن العملية العسكرية ضد نظام العقيد معمر القذافي في ليبيا قد بدأت تحت مسمى "فجر أوديسا"، وتهدف إلى فرض قرار حظر الطيران الذي اتخذته الأمم المتحدة، وبمشاركة عدد من الدول، لعل أبرزها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا، إلى جانب دول أخرى مثل كندا وإيطاليا وإسبانيا.
وتعرضت العمليات العسكرية ضد ليبيا، والتي بدأت بهجمات صاروخية، لانتقادات واسعة، بما في ذلك انتقاد من أمين عام جامعة الدول العربية، عمرو موسى، الذي قال إن المطلوب كان فرض منطقة حظر جوي وليس توجيه ضربات قد تعرض المدنيين للخطر.
ويشار إلى أن المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا تشكل في أعقاب الثورة الشعبية التي انطلقت في عدة مناطق ليبية في الـ17 فبراير/شباط الماضي مطالبة برحيل العقيد معمر القذافي الذي يحكم البلاد منذ نحو 42 عاما.
وقد تقرر تشكيل "المجلس الوطني الانتقالي المؤقت" ليكون الممثل الشرعي الوحيد للشعب الليبي وواجهة للثورة الشعبية المتواصلة التي حققت انتصارات ميدانية بعد النجاح في استرداد بعض المدن منها "البريقة" و"أجدابيا" فيما تستعد للزحف نحو "سرت" مسقط رأس الزعيم الليبي، معمر القذافي.
احمد قذاف الدم يدعو الليبيين الى انهاء الاقتتال ويطالب باعادة السلطة لـ'الناس'
طالب أحمد قذاف الدم الليبيين بوقف الاقتتال ودعا العرب الى المساهمة في ما أسماه حقن الدماء في بلاده.
وقال قذاف الدم في بيان صحافي تلقت 'القدس العربي' نسخة منه أمس الأحد، ان المواجهات التي تجري منذ اسابيع في ليبيا 'لم تكن مقدسة بالأمس عندما كان الأخ يقتل أخاه لانه يطالب بحقه في الحرية وحقه في الرأي أو حقه في الاختلاف وجميعها مطالب مشروعة، وكانت السبب الرئيسي في استقالتي والكثيرين من الليبيين الشرفاء، وليست مقدسة اليوم عندما تقوم طائرات وصواريخ حلف الاطلسي لتقتل الناس ايا كانوا.. فجميعهم ليبيون'.
وناشد قذاف الدم الليبيين العمل على انهاء المواجهات المسلحة مخاطبا إياهم بالقول: 'أهلي الأعزاء ان هذا الطريق الذي نسير فيه لن يدخلنا الجنة، لن يعزز الحرية، لن يحمي النسيج الاجتماعي وكذلك لن يصنع لنا مستقبلا مزدهرا'. واضاف:
'اعتقد اننا دخلنا الى مرحلة لها تداعياتها، قد لا يكون لأي من الطرفين اليد الطولى فيها.. (وان انتصر) والشواهد لكل ذي بصيرة واضحة المعالم'.
وقذاف الدم هو أحد أبرز مساعدي العقيد معمر القذافي. وترددت أخبار في بداية الثورة الليبية عن انشقاقه وخروجه الى مصر. ولم تتأكد تلك الأخبار بصفة رسمية وواضحة.
ولم يشر قذاف الدم في بيانه المؤرخ يوم 25 الجاري بالقاهرة، الى علاقته بالنظام الليبي، ولم يذكر القذافي بالخير أو بالشر باستثناء تلميحه الى أن السلطة 'يجب أن تعود للشعب'.
وحذر قذاف الدم من أن ليبيا مقبلة على خسارة سيادتها وسلطة قرارها. وقال 'إنني أدعو الآن وحقنا لدماء شعبنا وحرصا على مستقبل ليبيا، وقبل فوات الأوان، ان يراجع الجميع حساباتهم ويعيدوا القراءة وان نضع احقادنا ومصالحنا جانبا (..) انني ادعو شرفاء ليبيا ان يرفعوا اصواتهم ورؤوسهم لتخرج ليبيا عزيزة من هذه المحنة وأحذر بأن قرار السلم والحرب قد لا يكون غدا بأيدينا.. بعد تدويل هذا الصراع ودخول هذه الأطراف.. وقد تدخل اطراف اخرى في هذا النزاع وتحت نفس الحجج'.
ومضى متسائلا: 'أهلي الأعزاء، لا أدري من أجل ماذا تسيل هذه الدماء؟ أمن أجل هذه السلطة اللعينة؟ انها يجب ان تعود للناس اصحابها الحقيقيين ليقرروا ماذا يريدون، ام من اجل انتصار طرف على آخر؟'. وأجاب بالقول ان المواجهات الجارية حالياً 'ليس فيها منتصر ابدا'، بل 'وتتساوى فيها حلاوة النصر بمرارة الهزيمة على الجانبين ولا تحمل اي معنى سوى مزيد من الآلام والمعاناة لملايين الليبيين الذين باتوا مشدوهين وهم يشاهدون الدمار الذي يحدث.. ويعصرهم الألم ويبحثون عن الأمل'.
ولذا ناشد 'كل من يحمل سلاحا ان يلقيه ومن لم يحمل سلاحا ليقتل اخاه (وهم أغلبية) ان ينضم الى هذا النداء لنصنع قوة تهزم الشر فينا وينتصر الخير.. لنصنع حياة جديدة ومستقبلا مشرقا'.
ودعا قذاف الدم 'اخوتنا العرب' إلى ان يعملوا 'لحقن دماء اشقائهم في ليبيا لأن الضحك أو البكاء لا يكفي ولا يخدم الأمن القومي العربي الذي بات مهددا، وان الادانة لحقت بنا جميعا'.
وختم المسؤول الليبي بيانه بتوجيه الشكر الى 'كافة دول العالم ومنظماته التي جاءت لمساعدتنا على وقف الدمار وعلى البناء والاستقرار'، وقال 'لنضمد جراحنا وننسى أحقادنا ونحقن الدماء التي تسيل صبحا ومساء'.
روسيا: قرار مجلس الامن لم يسمح بمهاجمة قوات القذافي
قالت روسيا يوم الاثنين ان الهجمات التي تشن على قوات الزعيم الليبي معمر القذافي تصل الى حد التدخل في حرب أهلية الى جانب المعارضة المناهضة لحكمه وان ذلك لم يقره القرار الذي أصدره مجلس الامن التابع للامم المتحدة.
وقال سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسي يوم الاثنين في مؤتمر صحفي "نعتبر هذا تدخلا من جانب التحالف فيما يعتبر في الاساس حربا اهلية داخلية لا يجيزه قرار مجلس الامن التابع للامم المتحدة."
قطر مستعدة لتسويق نفط المعارضة، ومقاتلات اماراتية ستشارك في العملية العسكرية
أعلن متحدث باسم الثوار الليبيين الأحد ان حقول النفط الواقعة في المناطق التي يسيطر عليها الثوار من البلاد تنتج ما بين 100 الى 130 ألف برميل في اليوم، وتتوقع المعارضة تصدير النفط من الآن 'حتى اقل من أسبوع'.
وقال علي الترهوني المسؤول عن الشؤون الاقتصادية والمالية وشؤون النفط في بنغازي التي يسيطر عليها المعارضون إن شركة قطر للبترول وافقت على أخذ كل إنتاج حقول شرق ليبيا من النفط وأبدت رغبتها في تصديره وتسويقه لحساب المعارضة.
وأضاف في حديث للصحافيين أن الشحنة التالية من النفط الخام ستكون جاهزة خلال أقل من أسبوع. وقالت قطر للبترول إنه لا تعليق لديها.
من جهة أخرى أعلن وزير الدفاع البريطاني ليام فوكس امش الاحد ان التحالف الدولي الذي يتدخل في ليبيا لا يسلح المتمردين الذين يقاتلون نظام معمر القذافي وليس في وارد القيام بذلك تنفيذا للحظر على الأسلحة.
وقال فوكس لتلفزيون 'بي بي سي'، 'لا نسلح المتمردين ولا ننوي القيام بذلك'.
الى ذلك افاد مصور وكالة فرانس برس ان ست مقاتلات اماراتية من طراز اف 16 وصلت الاحد الى قاعدة ايطالية تمهيدا للمشاركة في فرض منطقة الحظر الجوي فوق الأراضي الليبية.
وأعلنت الحكومة البريطانية امس الأحد أن مؤتمرا رفيع المستوى سيعقد في لندن لدراسة مدى 'التقدم' الذي تم إحرازه حتى الآن في التدخل العسكري المدعوم من الأمم المتحدة في ليبيا والبحث في سبل المضي قدما.
رجل اعمال: المقربون من القذافي متحمسون لوقف القتال
قال رجل أعمال انه تحدث إلى المحيطين بالزعيم الليبي معمر القذافي وان شخصيات كبيرة قريبة منه لديها رغبة شديدة في التوصل إلى وقف لاطلاق النار وابرام اتفاق سلام مع المعارضين الذين يحاولون الإطاحة به من السلطة.
وقال روجر تمراز وهو رجل اعمال له استثمارات في الشرق الاوسط لرويترز اليوم الأحد ان ممثلين عن القذافي ابلغوه في الايام القليلة الماضية بأنهم على استعداد لابرام اتفاق مع المعارضين والقوات الغربية الداعمة لهم.
واضاف تمراز الذي له صلات تجارية مع ليبيا منذ عشرات السنين " يعرفون انهم سيخسرون في نهاية الأمر."
وأحرز المعارضون في ليبيا نجاحات كبيرة في مطلع هذا الاسبوع بفضل الضربات الجوية الغربية التي قلصت قدرة القذافي على تحريك مدرعات على الارض.
وقال تمراز ان اعضاء من الدائرة المقربة للقذافي ابدوا استعدادهم لمناقشة اجراء تغييرات على الدستور الليبي وتشكيل "حكومة انتقالية" تضم قوات المعارضة الذين يتقدمون نحو بلدات كانت خاضعة في السابق لسيطرة الموالين للقذافي.
وأضاف تمراز ان القذافي والمقربين منه يدركون ان الزعيم الليبي سيتحتم عليه في اطار اي اتفاق سلام ان يتخلى عن حكمه ويدركون ان قيادة القذافي "وصلت إلى نهاية الخط".
ولم يتسن على الفور التحقق من تأكيدات تمراز لكن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون اعلنت مجددا في التلفزيون الأمريكي ان هناك أدلة على ان مساعدي القذافي يحاولون ايجاد سبل لانهاء الصراع.
وقالت كلينتون "لدينا الكثير من الأدلة على ان اشخاصا حوله يتواصلون" مع المجتمع الدولي.
واضافت "نرسل ايضا برساله للاشخاص المقربين منه..هل تريدون حقا ان تصبحوا منبوذين؟ هل تريدون حقا ان ينتهي بكم المطاف أمام المحكمة الجنائية الدولية ؟ "حان دوركم الان للخروج من هذا والمساعدة في تغيير الاتجاه."
وقال تمراز ان الخطوة الأولى ستكون الاتفاق على وقف لاطلاق النار مع شكل من أشكال المراقبة الدولية.
ومن بين الاقتراحات الخاصة بمستقبل القذافي والتي يحبذها الذين أجروا اتصالات مع تمراز هي نفي الزعيم الليبي داخليا.
لكن تمراز اشار إلى ان هناك على الاقل نسبة كبيرة من حاشية الزعيم الليبي قد تكون مستعدة لمغادرة ليبيا في إطار أي اتفاق سلام.
وقال تمراز انه اذا أصر الغرب أو المعارضة على رحيل عائلة القذافي بالكامل أو قبيلته عن ليبيا فإن هذا لن يكون مقبولا نظرا لأن قبيلته كبيرة جدا ومتناثرة. وفي هذه الحالة سيتواصل القتال.
الثوار يفقدون السيطرة على جزء من مصراتة
قال متحدث باسم المعارضين الليبيين الإثنين إن قوات الزعيم الليبي معمر القذافي تسيطر الآن على جزء من مصراتة ثالث أكبر المدن الليبية.
وأضاف "جزء من المدينة يقع تحت سيطرة المعارضة والجزء الآخر تحت سيطرة قوات القذافي."
وصرحت الحكومة الليبية في طرابلس بأنها "حررت" مصراتة المدينة الوحيدة في غرب البلاد التي كانت تحت سيطرة المعارضين خلال الأيام الماضية ولكن لم تذكر المزيد من التفاصيل.
وقالت جيمنيز إن المجتمع الدولي يخصص للنظام السوري "نفس القدر من الوقت" الذي يخصصه للقذافي للتجاوب بشكل كاف مع التوترات.
إلا أنها رغم ذلك رفضت التعليق على إحتمال تدخل المجتمع الدولي في سوريا.
ليبيا... حسم معركة النفط
الثوار حققوا التقدم الكبير بسبب تطبيق مناطق الحظر الجوي من قبل قوات كل من بريطانيا وفرنسا المدعومة من حلف الناتو وحاملات الطائرات الامريكية في البحر المتوسط، فقد لعبت الغارات الجوية الفرنسية التي استهدفت قوات ودبابات ومدرعات الزعيم الليبي دورا كبيرا في تحييدها، وشل فاعليتها بالكامل، الامر الذي جعل من السيطرة عليها عملية اقل صعوبة.
تسليح الثوار الذين يتركزون في المنطقة الشرقية خاصة ضعيف للغاية بالمقارنة مع القوات الموالية للزعيم الليبي، وقوات الاخير تبدو بدائية بالمقارنة مع قوات حلف الناتو التي تستهدفها، فالعقيد القذافي حل الجيش الليبي قبل عشرين عاما تقريبا وبعد انقلاب عمر المحيشي، لاعتقاده بان هذا الجيش يمكن ان يشكل مصدر الخطر الحقيقي على حكمه، واستبدله بتشكيل ميليشيات مسلحة بقيادة ابنائه او بعض افراد قبيلته ليضمن ولاءها بالكامل.
السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو عن قدرة الثوار وقواتهم في التقدم نحو مدينة طرابلس العاصمة للاستيلاء عليها، وما اذا كانت كتائب القذافي قادرة على صدها، واستمرار احتفاظها بالعاصمة تحت سيطرتها بالتالي، ام انها ستكتفي بالتوقف عند المكاسب الكبيرة التي حققتها بالاستيلاء على معظم المدن النفطية الى جانب بنغازي ومدن المنطقة الشرقية الاخرى.
البريطانيون ونظراؤهم الفرنسيون الذين تولوا قيادة الحملة على ليبيا من خلال حلف الاطلسي بعد تنازل الولايات المتحدة عنها، يقولون صراحة الآن ان المسألة لم تعد مسألة فرض مناطق حظر جوي فقط، وانما تغيير النظام في ليبيا، وقتل الزعيم الليبي معمر القذافي في حال اصراره على التشبث بالحكم، ومواصلة المقاومة.
تغيير الحكم بالوسائل العسكرية عمل محفوف بالمخاطر، لان الوقت يلعب لصالح العقيد الليبي بالنظر الى زيادة الشكوك في شرعية هذا الهدف في اوساط الرأي العام الغربي، وحدوث تغيير في مواقف الدول الممتنعة عن التصويت في مجلس الامن الدولي، مثل روسيا والصين والبرازيل والمانيا وجنوب افريقيا وانضمام الهند ودول افريقية اليها من حيث الانتقال من مرحلة الصمت الى المعارضة العلنية، والحديث في الوقت نفسه عن طموحات اقتصادية خلف هذه الحملة العسكرية مغلفة باسباب انسانية لا جدال حولها وهي حماية الشعب الليبي.
من الواضح الآن ان العقيد القذافي بات غير قادر على تهديد المناطق الشرقية الواقعة خارج سيطرته، بعد تدمير دفاعاته الجوية وشل سلاح طيرانه الضعيف اساسا (40 طائرة قديمة من طراز ميراج والعدد نفسه تقريبا من طراز ميغ الروسية الصنع)، مما يعني ان مهمة القوات الغربية في فرض مناطق حظر جوي قد انجزت تماما، ويظل السؤال هو عن معنى استمرار قصف قواته البرية في المناطق الغربية والجنوبية.
ما نخشاه ان تكون النتيجة الحتمية لهذه الحرب هي تقسيم ليبيا الى دولتين، واحدة في الشرق عاصمتها بنغازي غنية بالنفط مرتبطة كليا بالغرب الاوروبي وخاضعة لحمايته، واخرى فقيرة معدمة خاضعة لحكم الدكتاتور وابنائه وعصابته من الذين يدينون له بالولاء القبلي، تماما مثلما حدث في كوريا وفي فيتنام ودول عديدة اخرى.
الثوار الليبيون اكدوا وما زالوا يؤكدون على التزامهم بوحدة الاراضي الليبية، وان طرابلس هي عاصمتهم، وهم صادقون في ذلك، ونواياهم طيبة، ووجدوا انفسهم في هذا الوضع بسبب جرائم نظام القذافي وديكتاتوريته، ولكن نوايا الثوار شيء، ونوايا من خططوا ويخططون للتدخل العسكري الغربي وينفذونه شيء آخر مختلف تماما، انه النفط، والكعكة الاقتصادية الضخمة، وطالما جرى تأمين آبار النفط، ووضعها تحت السيطرة فاننا قد نجد انفسنا امام امارة نفطية ليبية جديدة، قليلة السكان، محمية من الغرب تماما مثل امارات دول الخليج، مع تسليمنا بان كل شيء جائز في ليبيا في هذا الاتجاه او عكسه، لان التنبؤ بالمستقبل القريب او البعيد مسألة محفوفة بالمخاطر.
ساحة النقاش