تظاهر الآلاف من العراقيين في بغداد ومدن أخرى في أنحاء العراق، فيما عرف بجمعة الحق مطالبين بسقوط حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي وإجراء إصلاح شامل للعملية السياسية والدستور، وقد قمعت الشرطة المظاهرات مستخدمة الهريّ والرصاص الحي في بعض المدن وفقا للجزيرة نت.
ففي بغداد تظاهر أكثر من ألفي شخص في ساحة التحرير وسط العاصمة مرددين طالبت بإصلاح النظام السياسي ومحاربة الفساد وتقديم من سمّوهم المفسدين إلى المحاكم.
وقالت ينار محمد الناشطة النسوية وإحدى منظمي المظاهرات للجزيرة نت إن "المظاهرة انطلقت للمرة الأولى ولم يكن هناك حظر للتجوال، مما عزز من معنويات المتظاهرين الذين شعروا بأنهم حققوا شيئا ملموسا في مظاهراتهم للجمعتين السابقتين".
وأكدت أن "المتظاهرين تعرضوا للضرب بالهري من قبل قوات مكافحة الشغب عندما منع المتظاهرون سلمان الموسوي العضو القيادي في حزب الدعوة والنائب عن قائمة دولة القانون في البرلمان من الدخول إلى ساحة التحرير مما أدى إلى إصابة عدد من المتظاهرين بجروح".
وأشارت إلى أن "قوات مكافحة الشغب تعاملت بقسوة مع المتظاهرين وبنفس أسلوبها السابق، مما يؤكد أن كلام المالكي في جلسة البرلمان الخميس عن حرية التظاهر والتعامل معها بأسلوب حضاري لم يكن سوى استهلاك إعلامي".
وقامت قوات الأمن -بحسب ينار- بإخراج المتظاهرين بالقوة من ساحة التحرير حوالي الواحدة ظهرا بالتوقيت المحلي وإنهاء المظاهرة، وأكدت الناشطة عزم الشباب على الاستمرار في التظاهر كل جمعة حتى استجابة الحكومة والبرلمان لمطالب المتظاهرين.
ضرب صحفيين
وفي المظاهرة ذاتها تعرض عدد من الصحفيين والناشطين إلى الضرب بالهريّ. وقالت الصحفية سحر الموسوي إنها تعرضت للضرب من قبل قوات مكافحة الشغب الذين طالبوها بعدم ترديد هتافات مناوئة للحكومة، كما أكدت الناشطة في حقوق الإنسان هناء أدور تعرضها للضرب من قبل قوات مكافحة الشغب.
وبدوره أكد فراس الدليمي الإعلامي العراقي ومراسل قناة التغيير، للجزيرة نت اصطدام القوى الأمنية مع المتظاهرين خصوصًا في الشوارع المؤدية إلى ساحة التحرير بعد ازدياد أعداد المتظاهرين وعندما حاول بعضهم الوصول إلى جسر الجمهورية.
وقال المواطن حسين الخفاجي من منطقة الحسينية للجزيرة نت "خرجنا للتظاهر في ساحة التحرير رغم بعد المسافة بين مدينتنا ومركز المدينة للتعبير عن معاناتنا من انعدام أبسط الخدمات، نطالب الحكومة بمحاسبة الفاسدين وتقديمهم للعدالة".
أما محمد علي المياحي فيقول إنه "جاء من منطقة الزعفرانية في أطراف بغداد إلى ساحة التحرير للتظاهر بشكل سلمي وشفاف، ونطالب بتنحي المالكي الذي لم يحقق لنا طيلة السنوات الخمس الماضية أي شيء من وعوده، نطالب أيضا بالإصلاح السياسي الكامل للعملية السياسية والدستور، وخروج الاحتلال بشكل كامل من البلاد".
منع للتظاهر
وفي محافظة نينوى أفاد مشاركون أن قوات الأمن منعت المتظاهرين من الخروج بحجة عدم الحصول على ترخيص.
يقول غانم العابد أحد منظمي المظاهرات في الموصل للجزيرة نت "لم نتمكن من الخروج إلى التظاهر في الموصل لقيام القوات الأمنية بقطع الطرق المؤدية إلى مركز المدينة".
وأفادت المصادر خروج مظاهرة كبيرة في تلعفر فرقتها الشرطة مستخدمة الهريّ والرصاص الحي.
كما خرجت مظاهرات في قضاء بلد (120 كلم شمال بغداد) تطالب بمحاسبة الفساد والمفسدين وإجراء إصلاحات سياسية ودستورية، وتحسين الخدمات وتوفير فرص العمل.
وفي محافظة الديوانية خرجت مظاهرة واسعة تندد بالفساد المالي والإداري وتتهم الحكومة بالتستر على الفاسدين وتطالب بكشفهم ومحاكمتهم، وأكد المتظاهرون في هتافاتهم على المطالبة بالإصلاح السياسي وإسقاط الحكومة.
وشهدت طويريج جنوبي بغداد -وهي مسقط رأس المالكي- مظاهرة حاشدة ندد فيها المتظاهرون بالحكومة وطالبوا بتغيير الدستور وإجراء انتخابات جديدة.
وسلم المتظاهرون في البصرة جنوب العراق مطالبهم إلى مجلس المحافظة، وفي سامراء هدد ضابط كبير المواطنين بالقتل في حال خروجهم في متظاهرة.
كما تظاهر المئات في الفلوجة ومنعت السلطات المتظاهرين من الوصول إلى مركز المدينة.
ساحة النقاش