بسم الله الرحمن الرحيم
الخلاصة
يتلخص البحث في الآتي:
1-للإله أكثر من اسم جلالة أي اسم وحدانية لم يتسم به غيره. وهي أسماء وتر غير مشتقة كالاسمين "الله" و"الرحمن". لأن كل اسم منها مكون من مجموعة من أسماء الصفات الحسنى وليست أسماء لصفة واحدة. والاسم الله هو الأصل والأعم والأشمل لأنه يتكون من تسع وتسعون اسماً، وذكره في أم الكتاب يعني أنه أم الأسماء الوتر
2-للإله أكثر من اسم صفة لا يكافئه فيها أحد. وهي أسماء وحدانية مركبة. فمنها الشفع كالاسم (الرحمن الرحيم) و(العزيز الحكيم)، ومنها الثلاثي الذي يتكون من اسم وتر واسم شفع كالاسم(الله الرحمن الرحيم) و(الله العزيز الحكيم) ومنها الرباعي كالاسم(الملك القدوس العزيز الحكيم)ومنها أسماء مكونة من أكثر خمسة أسماء. والاسم الشفع الرحمن الرحيم هو أم وأصل الأسماء المركبة لذكره في أم الكتاب
3-للإله أسماء لمنصبه الذي يدير منه شئون مملكته في الأرض وفي السماء في الدنيا كالاسم (رب العالمين) و(إله الناس) وأسماء لمنصبه في الآخرة كالاسم (مالك يوم الدين) و(مالك يوم القيامة) ولكن الاسمين (رب العالمين) و(مالك يوم الدين هما الاسمان الأم والأصل)
4-آيات الفاتحة هن أم الكتاب كما ورد في الأحاديث النبوية وبالتالي هن المحكمات لقوله تعالى: (هُوَ ٱلَّذِيۤ أَنزَلَ عَلَيْك ٱلْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ ٱلْكِتَابِ) 7 آل عمران
5- آيات الفاتحة المحكمات هن اللاتي فصلهن الحكيم الخبير في سور طوال وأوضح أن تفصيل كل واحدة منهن هو نفس محتوى سورة هود لقوله تعالى:( الر، كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير) (ألا تعبدوا إلا الله .... إلى نهاية السورة
6- كل آية من آيات الفاتحة السبع هي ذكر للإله، أي أنها استحضار للإله الواحد الأحد بأي اسم من أسمائه في القلب، واستبعاد لإبليس وكل الآلهة الأخرى ونبذ كل شريك له. وبالتالي هو إيمان خالص بوحدانية الإله أي توحيد وتقوى له.
7- بِسمِ ٱلله الرَّحْمٰنِ الرَّحِيـمِ هي آية من الفاتحة ومن كل سورة في القرآن. فهي أم الذكر وأصله لأنها ذكر للإله واستحضار له باسمه الوتر "الله"، ومثنية لذكره مرة أخرى باسمه الشفع "الرحمن الرحيم". كما أنها آية محكمة قد فصلها الحكيم الخبير في تسع وعشرين سورة
8- كل آية من آيات الفاتحة السبع فهي حمد للإله بأي من أسمائه أو بأي من أسماء مكانته لأن الحمد هو: استحضار للإله في كل لحظة اعترافاً له بأن النعم وكل شيء منه وحده لا شريك له
9- الآيات السبع هن عبادة للإله وحده أي توحيد خالص بأنه لا والد ولا ولد ولا شريك له في الملك مما يستوجب طاعته وحده. كما أنهن استعانة به وحده لا شريك له اعترافاً له بأنه هو الإله الواحد الأحد المستعان وحده لا شريك له ولا والد ولا صاحبة له ولا ولد.وبالتالي العبادة والاستعانة أصلهما استحضار للإله في القلب باستمرار اعترافاً وإيماناً له بوحدانيته واستبعاد لكل الآلهة وإبليس والوالد والولد والصاحبة فلا شريك له. فالعبادة والاستعانة إذاً هما توحيد خالص للإله بذكر أي من أسمائه
10- إن ذكر الإله الواحد الأحد وحمده وتوحيده بأي من أسمائه باستمرار هو السير في الصراط المستقيم. والصراط المستقيم كما عرفه الرسول صلى الله عليه وسلم هو الإسلام وهو الهدى
11- إن كل آية من آيات الفاتحة هي إذاً ذكر وحمد وعبادة وتقوى واسلام وإيمان وهدى وصراط مستقيم. وكل منهن دعاء مستجاب ولهذا هن متفقات ومتشابهات في المعنى بالرغم من اختلاف ألفاظهن.
12- للذكر ألفاظ أخرى يتكرر بها غير لفظ البسملة وهو أي لفظ يذكر فيه اسم من أسماء الإله كلفظ" ربنا الله" أو "الله أكبر" أو "لا إله إلا الله" أو "الحمد لله" أو "حسبي الله"...الخ
13- للحمد ألفاظ أخرى يتكرر بها غير الحمد لله رب العالمين وهي"الشكر لله"، "الله أكبر" ،"لا إله إلا الله" أو "بسم الله الرحمن الرحيم" أو "حسبي الله"...الخ
14- كل آية منهن مكونة من شطرين متشابهين في المعنى ومختلفين في اللفظ. وكل شطر هو توحيد لله أي توكيد لكلمة التوحيد"لا إله إلا الله". فالشطر الثاني من كل آية مثني ومؤكد لمعنى شطرها الأول
15- آيات الفاتحة هن أم الكتاب وأم المثاني وأم التشابه لأن كل آية تشبه وتثني سابقاتها في المعنى والتوحيد فهن السبع المثاني.
16- لكل آية لفظ تتكرر به. فهن الباقيات الصالحات اللاتي بتكرارهن يزداد إيمان المؤمن قوةً ورسوخاً فيزداد ثباتاً على الهدى والصراط المستقيم مع العمل بالأحكام والأوامر والنواهي. فالعمل بهن هو الباقي والدائم الذي يجني لصاحبه الصلاح والفوز بالجنة
17- لقد أنزل الكتاب الكلي في جزءين: كتاب العقيدة وكتاب الأحكام، وكل جزء أنزل بدوره على مرحلتين: مرحلة الآيات المحكمات ومرحلة الآيات المتشابهات
18- آيات الفاتحة هن أصل محكمات آيات العقيدة وأصل محكمات آيات الأحكام. كما أنهن أصل تفصيل آيات العقيدة وأصل تفصيل آيات الأحكام لأنهن أصل وأم الكتاب.
19- لقد كان تفصيل كل آية في عدد من السور. وكل السور تفصيلها واحد لا اختلاف في معانيه ولكن بألفاظ مختلفة. فالتفصيل كان عن وحدانية الإله المكونة من ثلاثة أقسام وهي: أولاً الإيمان بملكيته وحده لكل كبيرة وصغيرة في السماوات والأرض بما في ذلك ملكيته للكتب السماوية والملائكة. ثانياً ملكيته لليوم الآخر ووجود جنة ونار وثالثاً ملكيته للأقدار خيرها وشرها.
20- يحتوي تفصيل آيات الفاتحة على الأحكام والتشريعات والحدود لكل قسم من أقسام العقيدة للعمل بها توكيداً للإيمان بما أنزل فيه.
21- كل تفصيل لكل قسم من أقسام الوحدانية أنزلت فيه الآيات وجاءت فيه الأحاديث النبوية وسردت فيه القصص وضربت فيه الأمثال ليكون هدىً وموعظة للمؤمنين المتقين المحسنين. كما ضربت فيه الأمثال.
لا يسعني في النهاية إلا أن أحمد الله ربي على منِّه عليّ بالبحث في هذه السورة العظيمة. فقد عشت بها ومعها أسعد لحظات حياتي. وإن ما استخلصته من معاني لا يعدل مثقال ذرة في حق سورة الفاتحة. فاللهم أجعله فاتحة شهية لغيري حتى يكتمل حمل السبعين بعير. واللهم لا تؤاخذني إن نسيت أو أخطأت ولك الحمد والمنّة